333ـ الناسخ والمنسوخ (5)
الجمعة 13/4/2018م
(تقديم: يوحنا)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (333) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.
أبونا: (1) مرحبا بك وأرحب بكل المشاهدين المحبوبين.
(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين (2) أيها آمين. (3) وأسألك أن تستخدم كلمات اليوم لخلاص وخير المشاهدين أجمعين. آمين.
(3) المضيف: هل تذكرنا بموضوع الحلقة السابقة؟
أبونا:
أنواع الناسخ والمنسوخ في القرآن:
(1) ما نسخ حرفه، وبقي حكمه.
(2) ما نسخ حكمه، وبقي حرفه.
(3) ما نسخ حكمه ونسخ حرفه.
(4) المضيف: ففيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا:
1- لم يتسع الوقت في الحلقة السابقة إلا للحديث عن النوعين الأولين.
2- وسأتكلم اليوم عن النوع الثالث: ما نسخ حكمه ونسخ حرفه.
(5) المضيف: كيف تعرفوا على أنه كانت توجد آيات نسخ خطها ونسخ حرفها، يعني مش موجودة لا في المصحف ولا في صدور حفاظ القرآن؟
أبونا:
اسمع ما قيل عن النبي محمد:
(1) قال الزهري (في كتاب نواسخ القرآن لجمال الدين ابن الجوزي: ص 33): "أخبرني أبو إمامة أن رهطا من أصحاب النبي قد أخبروه أن رجلا منهم قام في جوف الليل، يريد أن يفتتح سورة كان قد وعاها، فلم يقدر على شيء منها إلا بسم الله الرحمن الرحيم، فأتى إلى النبي في الصباح، ليسأل النبي عن ذلك. وجاء آخرون لنفس الغرض، ثم أذن النبي فسألوه عن السورة، فسكت ساعة لا يرجع إليهم شيئا، ثم قال: نسخت البارحة". والسؤال هنا: لماذا إذن أعطاها إن كان سينسخها؟
(2) وقد عقب أبو بكر الرازي على باب (ما نسخ تلاوته وحكمه) بالقول: "إنما يكون بأن ينسيهم الله إياه ويرفعه من أوهامهم ويأمرهم بالإعراض عن تلاوته وكتابته في المصحف، فيندرس مع الأيام" (جلال الدين السيوطي: الاتقان في علوم القرآن ج 2 ص 26). والسؤال هنا: لماذا إذن أعطاها إن كان سينسيها لهم؟
(6) المضيف: هذا برهان واضح ومؤكد بالدليل والتوثيق، فهل توجد براهين أخرى؟
أبونا:
لنسمع ما قيل عن سورة الأحزاب:
(1) عن شريك ابن عاصم عن (زر) قوله: "قال لي أُبيِّ ابن أبي كعب: كيف تقرأ سورة الأحزاب؟ قلت: ثلاثة وسبعين آية، قال والذي أحلف به، لقد نزلت على محمد وأنها تعادل سورة البقرة أو تزيد عليها. [سورة البقرة 286 آية](تهذيب التهذيب ج 10 ص 42 ـ44، بن حجر العسقلاني)" و(نواسخ القرآن ص 33 لجمال الدين ابن الجوزي). والسؤال هنا: أين ذهبت الآيات الأخرى، ولماذا كان قد أعطاها؟
(2) وعن عائشة قالت: "كانت سورة الأحزاب تقرأ في زمن النبي حتى مائتي آية، فلما كتب عثمان المصاحف لم نحصل منها إلا على ما هو الآن (73 آية)" (جلال الدين السيوطي: الاتقان في علوم القرآن ج 2 ص 26). أين باقي الآيات؟ ولماذا أعطيت إن كان سينسخها أو ينسيها؟
(7) المضيف: هذه فضيحة عن نسخ آيات عديدة من سورة واحدة، وهل لديك براهين أخرى على هذه المهزلة؟
أبونا:
هناك دليل وبرهان عن ذلك بشهادة عمر بن الخطاب:
(1) جاء في كتاب (الاتقان في علوم القرآن ج 2 ص 26 لجلال الدين السيوطي) عن عمر بن الخطاب قال: "لا يقولن أحدكم: قد أخذت القرآن كلَّه، وما أدراك ما كله، لقد ذهب منه قرآن كثير، ولكن ليقل أخذت منه ما ظهر" والسؤال الخطير هنا هو: أين هذا الكثير من القرآن المفقود؟
(2) ويورد السيوطي في نفس المرجع السابق: عن عدي ابن عدي قال عمر: "لعبد الرحمن ابن عوف: ألم تجد فيما أنزل علينا: أن جاهدوا كما جاهدتم أول مرة فإنا لا نجدها. قال: أسقطت فيما أسقط من القرآن" (أليس هذا أمر غير معقول؟!)
(8) المضيف: هذه بالفعل أدلة قوية، ولكن لمزيد من التأكيد للأحباء المسلمين، هل نطمع في أن تذكر لنا مزيدا من البراهين القوية؟
أبونا:
(1) ما جاء عن تغيير عثمان للمصحف:
(الاتقان في علوم القرآن ج 2 ص 26 جلال الدين السيوطي). "حدثنا حجاج ابن جريح، أخبرني أبي حميدة عن حميدة بنت يونس قالت: قرأ عليَّ أبي وهو ابن ثمانين سنة في مصحف عائشة: إن الله وملائكته يصلون على النبي: يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما، وعلى الذين يصلون في الصفوف الأولي، قالت كان ذلك قبل أن يغير عثمان المصحف" أليس هذا شيئا عجيبا؟
(2) شهادة مسلمة بن مخلد:
جاء في كتاب (الاتقان في علوم القرآن ج 2 ص 26 جلال الدين السيوطي) "عن أبي سيفان الكلاعي أن مسلمة ابن مخلد قال لهم ذات يوم: اخبروني بآيتين من القرآن لم تكتبا في المصحف، فلم يخبروه. وعندهم أبو الكنود سعد ابن مالك، فقال ابن مسلمة: "إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم، ألا أبشروا أنتم المفلحون، والذين آووه ونصروه وجادلوا عنه القوم الذين غضب عليهم، أولئك لا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون" وهي غير موجودة بالقرآن الحالي"
** التساؤل هو: لماذا هي غير موجودة؟
(9) المضيف: هل هناك شهادة من كتاب مسلمين في العصور الحديثة؟
أبونا:
شهادة عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين:
1- جاء عقَّب الدكتور طه حسين على ما فعله عثمان ابن عفان بحرق المصاحف والآيات القرآنية التي نزلت بقوله في (الفتنة الكبرى للدكتور طه حسين ج 1 ص 160ـ183):
1- "إن النبي (ص) قال: نزل القرآن على سبعة أحرف، كلها كاف شاف، وعثمان حين حظر ما حظر من القرآن، وحرق ما حرق من المصاحف، إنما حظر نصوصا أنزلها الله وحرق صحفا كانت تشمل على قرآن أخذه المسلمون عن رسول الله (ص).
2- وأضاف: "ما كان ينبغي للإمام أن يلغي من القرآن حرفا أو يحذف نصا من نصوصه.
3- واسترسل قائلا: قد كلف كتابة المصحف نفرا قليلا من أصحاب النبي، وترك جماعة القراء الذين سمعوا من النبي وحفظوا عنه، وجعل إليهم كتابة المصحف، ومن هنا نفهم سر غضب ابن مسعود، فقد كان ابن مسعود من أحفظ الناس للقرآن، وهو فيما يقول قد أخذ من فم النبي (ص) سبعين سورة من القرآن.
4- ولم يكن زيد ابن ثابت [الذي كُلِّفَ بجمع القرآن] قد بلغ الحلم بعد.
5- ولما قام ابن مسعود يعترض الأمر، رافضا تحريق صحف القرآن أخرجه عثمان من المسجد إخراجا عنيفا، وضربت به الأرض فدقت ضلعه". كلام غريب!!!
(10) هل يُفهم من كلامك هذا أنك تطعن في القرآن والإسلام والمسلمين؟
الإجابة:
(1) إن ما أقدمه هو مجرد أبحاث من واقع الكتب الإسلامية، فإن وجد المشاهد في كلامي طعنا في الإسلام والقرآن فهذا ليس ذنبي وإنما تؤاخذ الكتب الإسلامية عن هذه التهمة.
(2) وبالرغم من هذه الأبحاث فإني أحترم كل مسلم وأحترم حرية تفكيره.
(3) ولكني فقط أدعو كل إنسان أن يفكر ويبحث ويجتهد، ليصل إلى معرفة الحق.
(4) فالأمر ليس تعصبا لرأي بعينه، وإنما الموضوع أكبر من ذلك لأنه يتعلق بحياة الإنسان الأبدية.
(5) فهل اختار المسلم الطريق السليم الذي يطمئن إليه والذي يوصله إلى الله الحقيقي؟
(6) أم أنه يضع رأسه في الرمال كالنعامة التي تهرب من الحقيقة؟
(7) وأحب ان أؤكد كما اعتدت دائما أن دافعي في ذلك هو محبتي لنفس كل مسلم، وهدفي هو خيره لخلاص نفسه خلاصا أبديا بتعرفه على فداء المسيح ومحبته الأبدية.
المداخلات
(11) المضيف: نشكر الله على هذه الإيضاحات. أما الآن هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم. مع ملاحظة أن اليوم هو يوم الجمعة والأولوية في الاتصالات هي لأحبائنا المسلمين.
(1) والفئة الأولى: هي للعابرين ليشاركونا باختباراتهم.
(2) والفئة الثانية: هي للباحثني عن الحق بإخلاص.
(3) الفئة الثالثة: هي المعترضين بشرطين:
1- الاعتراض على ما جاء في موضوع الحلقة.
2- هو الالتزام بأدب الحوار،
الختام
(12) المضيف: 1ـ شكرا جزيلا لله، 2ـ وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين 3ـ هل تتفضل بالصلاة في الختام؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.
(4) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.
(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا،
(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.