292ـ عقيدتنا في المسيح إله هو أم إنسان؟ (1)
(المسيح إنسان ظهر فيه الله)
الجمعة 16/6/2017م
(تقديم: يوحنا)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (292) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.
أبونا: (1) مرحبا بك وأرحب بكل المشاهدين المحبوبين.
(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين (2) أيها آمين. (3) وأسألك أن تستخدم كلمات اليوم لخلاص وخير المشاهدين أجمعين. آمين.
(3) المضيف: هل تذكرنا بموضوع الحلقة السابقة؟
أبونا: نحن نتكلم في عقيدتنا، وقد بدأت بتوضيح عقيدة الله واحد في ثالوث وليس ثلاثة آلهة.
(4) المضيف: ففيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: (1) سأتكلم عن: عقيدتنا في المسيح هل هو إله أم إنسان؟
(2) وسوف نتناول شرح ثلاثة تعبيرات عن عقيدتنا في المسيح هي:
1- التعبير الأول: المسيح هو الله المتجسد. (الإنسان الذي تجسد فيه الله)
2- التعبير الثاني: هو كلمة الله المتجسد. (الإنسان الذي تجسد فيه كلمة الله)
3- التعبير الثالث: هو ابن الله المتجسد. (الإنسان الذي لقب بابن الله)
(5) المضيف: يظن المسلم أن هذا كفر لا محالة، فهل لديك أدلة وبراهين توضح أن هذه العقيدة ليست كفرا؟ ولنبدأ بالموضوع الأول: المسيح هو الله المتجسد أو الإنسان الذي تجسد فيه الله.
أبونا: سوف أشرح ذلك:
1- من المراجع المسيحية.
2- من المراجع الإسلامية.
(6) المضيف: ما هي الأدلة والبراهين من المراجع المسيحية عن هذه العقيدة وهي: المسيح هو الله المتجسد أو الإنسان الذي تجسد فيه الله؟
أبونا:
1- نحن المسيحيين نؤمن أن السيد المسيح من الناحية الجسدية هو إنسان كامل يحمل كل الصفات البشرية؛ يأكل ويشرب ويتعب ويشعر بالألم وينام، تماما كالبشر ولكنه بلا خطية. هذا هو الجانب الأول من عقيدتنا في المسيح من جهة طبيعته الجسدية أو ناسوته، أي طبيعته الإنسانية التي أخذها من العذراء مريم.
2- ولكننا نؤمن أيضا أن روح الله أو ما يعرف باللاهوت قد حل أو ظهر في هذا الجسد البشري بدون اختلاط أو امتزاج أو تغيير في أية طبيعة من الطبيعتين. وهذا هو الجانب الآخر من عقيدتنا في المسيح من جهة طبيعتة الإلهية أو لاهوته.
3- فالسيد المسيح إذن هو إنسان بشري كامل قد حل أو ظهر فيه اللاهوت. وهذا ما عبر عنه الكتاب المقدس بقوله:"عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد" (الرسالة الأولى إلى تيموثاوس الإصحاح الثالث والآية 16).
(7) المضيف: كيف يمكن أن يظهر الله سبحانه في جسد بشري أو في شيء مادي؟
أبونا: سأشرح ذلك من:
1- وجهة نظر المسيحية.
2- ثم من وجهة نظر الإسلام.
(8) المضيف: لنبدأ الشرح من وجهة نظر المسيحية أولا.
أبونا:
1- لقد فسر الآباء القديسون ذلك بتشبيه رائع،
2- قالوا أن هذا الاتحاد يشبه اتحاد النار بالحديد.
3- فعندما توضع قطعة من الحديد في النار، نجد أن النار تتحد بالحديد دون أن تختلط النار أو تمتزج بالحديد،
4- ودون أن تتغير النار فتصبح حديدا، أو تتغير طبيعة الحديد فيصبح نارا.
5- فالنار المتحدة بالحديد لازالت تحتفظ بطبيعتها، إذ يمكن أن تحرق وتكوي،
6- ولكن في نفس الوقت لم يفقد الحديد طبيعته لذلك يمكن طرقه وتشكيله.
(9) المضيف: كيف يمكن تطبيق هذا التشبيه على المسيح؟
أبونا:
1- على هذا القياس فإن حلول الله في جسد المسيح هو كحلول النار في الحديد.
2- فطبيعة اللاهوت قد اتحدت بالناسوت بغير اختلاط أو امتزاج بينهما وبغير تغيير.
3- فلم يصبح اللاهوت ناسوتا ولا الناسوت لاهوتا.
4- هذا عن إيماننا في المسيح أنه هو الجسد الذي ظهر فيه الله".
(10) المضيف: قد يكون ذلك صعبا على المسلم أن يفهمه أو أن يقبله.
أبونا:
1- هذا صحيح ولذلك سوف أناقش هذا الموضوع بأدلة وبراهين من القرآن وأقوال علماء المسلمين.
2- وبالتأكيد هذا سوف يستغرق بعض الوقت.
3- ولكن دعني أبدأ بذكر حادثة معينة وردت بالكتاب المقدس، ووردت بذاتها في آيات القرآن، توضح حقيقة حلول الله في شئ مادي.
(11) المضيف: وما هي تلك الحادثة؟ وأين ذكرت في الكتاب المقدس؟
أبونا:
1- هي قصة ظهور الله لموسى النبي بصورة نار مشتعلة في شجرة في البرية، وكلامه معه من خلالها.
2- وقد ذكرت هذه القصة في الكتاب المقدس وفي القرآن بكل تطابق وتفصيل.
3- وسوف أورد هذه القصة هنا من الكتاب المقدس، إذ نقرأ في (سفر الخروج إصحاح 3: 1ـ 6): "وأما موسى فكان يرعى غنم يثرون حميه كاهن مديان. فساق الغنم الى وراء البرية وجاء إلى جبل الله حوريب. وظهر له ملاك الرب بلهيب نار من وسط عليّقة. فنظر وإذ العليقة تتوقّد بالنار والعليقة لم تكن تحترق. فقال موسى أميل الآن لأنظر هذا المنظر العظيم. لماذا لا تحترق العليقة. فلما رأى الرب أنه مال لينظر ناداه الله من وسط العليقة وقال موسى موسى. فقال هاأنذا. فقال لا تقترب إلى ههنا. اخلع حذاءك من رجليك. لأن الموضع الذي أنت واقف عليه أرض مقدسة. ثم قال أنا إله أبيك إله إبراهيم وإله اسحق وإله يعقوب. فغطى موسى وجهه لأنه خاف أن ينظر إلى الله".
4- فبقراءة هذا الجزء من الكتاب المقدس يتضح لنا أن الله قد ظهر لموسى في شجرة متقدة بالنار، وقال له بصريح العبارة "أنا إله أبيك إله إبراهيم وإله اسحق واله يعقوب" مما دعا موسى أن يغطي وجهه لأنه خاف أن ينظر إلى الله.
(12) المضيف: وأين وردت هذه القصة في القرآن كما تقول؟
أبونا:
1- وردت هذه القصة ذاتها بالقرآن في (سـورة القصص 30) "فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله آنس (رأي) من جانب الطور (جبل الطور) ناراً. قال لأهله امكثوا. إني آنست ناراً لعلى آتيكم منها بخبر أو جذوه (جمرة ملتهبة) من النار لعلكم تصطلون (تستدفئون). فلما آتاها نودي من شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن: يا موسى إني أنا الله رب العالمين".
2- لعلك تلاحظ هنا أن الصوت الذي سمعه موسى انبعث من البقعة المباركة من الشجرة المشتعلة بالنار.
3- ولاحظ أن الصوت يقول: "إني أنا الله رب العالمين".
4- فالمتحدث هو الله الذي ظهر لموسى في الشجرة وتكلم منها.
5- وقد جاء في (تفسير السمرقندي المسمى بحر العلوم 2 ص 607، المؤلف: نصر بن محمد أبو الليث السمرقندي، نشر دار الفكر – بيروت)" فلما أتاها": يعني النار، "نودي من شاطىء الواد الأيمن": يعني من جانب الوادي الأيمن، عن يمين موسى عليه السلام. "في البقعة المباركة": يعني من الموضع المبارك الذي كلم الله تعالى فيه موسى عليه السلام. "من الشجرة أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين": يعني الذي يناديك هو رب العالمين"
6- من هذا وغيره الكثير الذي سوف نستكمل مناقشته في الحلقة القادمة يتضح لنا حقيقة إمكانية ظهور الله في أشياء مادية.
7- فكيف يرفض المسلم إمكانية ظهور الله في بشر وهو أرقى من الشجر.
8- وحيث أن هناك آيات قرآنية كثيرة، وأقوال لعلماء مسلمين عديدين، توضح أن الله يمكن أن يظهر في مادة أو في أشخاص ماديين، فدعنا نرجئ مناقشة ذلك للحلقة القادمة بمشيئة الرب. آمين.
المداخلات
(13) المضيف: نشكر الله على هذه الإيضاحات. أما الآن هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم. مع ملاحظة أن اليوم هو يوم الجمعة والأولوية في الاتصالات هي لأحبائنا المسلمين.
(1) والفئة الأولى: هي للعابرين ليشاركونا باختباراتهم.
(2) والفئة الثانية: هي للباحثني عن الحق بإخلاص. وباب الأسئلة مفتوح لهم في أي شئ.
(3) الفئة الثالثة: هي المعترضين على ما نقول، ونرحب بهم وباعتراضاتهم بشرطين:
1- الشرط الأول: الاعتراض على ما جاء في موضوع الحلقة.
2- والشرط الثاني: هو الالتزام بأدب الحوار،
3- ولكن إن تخطى أحد هذه الخطوط فنأسف له ونحن نقدم له الكارت الأحمر لانتهاء مشاركته.
الختام
(14) المضيف: 1ـ شكرا جزيلا لله، 2ـ وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين 3ـ هل تتفضل بالصلاة في الختام؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.
(4) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.
(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا،
(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.