245ـ [تابع] الأحرف المقطعة في القرآن
الجمعة 1/7/2016م
(تقديم: يوحنا)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (245) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.
أبونا: (1) مرحبا بك وأرحب بكل المشاهدين المحبوبين.
(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين (2) وأسألك أن تستخدم كلمات اليوم لخلاص وخير المشاهدين أجمعين. آمين.
(3) المضيف: هل تذكرنا بموضوع الحلقة السابقة؟
أبونا: الأحرف المقطعة في بداية بعض سور القرآن.
(4) ففيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: سأتابع لاستكمال موضوع الأحرف المقطعة.
(5) المضيف: ماذا قال شيوخ الأزهر عن معاني هذه الحروف المقطعة؟
الإجابة: قالوا في كتاب (حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين ص 60) "المعانى التى فُهمتْ من هذه "الحروف" نختار منها ما يأتى فى الرد على هؤلاء الخصوم:
الرأى الأول: يرى بعض العلماء القدامى أن هذه الفواتح، مثل: الم، و الر، والمص". تشير إلى إعجاز القرآن.
[وتعليقي]: (1) لو اعتبرنا هذه الحروف إعجازا، لكان علم الجبر قمة الإعجاز، فكله حروف ومعادلات جبرية. (أ ب جـ × د س ص = ع م ن × ك ل هـ)،
(2) مع العلم أن هذه الحروف في الرياضة لها مفهوم محدد، أما الحروف المقطعة في القرآن فلا يَعْرِفُ معناها إلا الله وحده.
(6) المضيف: وما هو الرأى الثانى للشيوخ في هذه الحروف المقطعة؟
الإجابة: يقولون في كتاب (حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين ص 61) "إن هذه الحروف "المُقطعة" التى بدئت بها بعض سور القرآن إنما هى أدوات صوتية مثيرة لانتباه السامعين، فمثلاً "الم" فى مطلع سورة البقرة، وهى تنطق هكذا. "ألف لام ميم" تستغرق مسافة من الزمن ... عندما تقرع السمع تهيؤه، .. وإثارة الانتباه بمثل هذه المداخل سمة من سمات البيان العالى.
[وتعليقي]: على هذا التفسير، تعتبر المقدمات الموسيقية للأغاني من الوحي والبيان العالي أيضا لأنها تعتبر أدوات صوتية مثيرة لانتباه السامعين! يا حضرات الشيوخ لا تستخفوا بعقول الناس.
(7) المضيف: وما هو الرأى الثالث للشيوخ عن هذه الحروف المقطعة؟
الإجابة: يقولون أيضا في كتاب (حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين ص 61) "يرى الإمام الزمخشرى أن فى هذه "الحروف" سرًّا دقيقاً من أسرار الإعجاز القرآنى المفحم، وأن هذه الحروف المذكورة يُلْحظ فيها مَلْحَظان إعجازيان:
الأول: من حيث عدد الأبجدية العربية، وهى ثمانية وعشرون حرفاً. فإن هذه الحروف المذكورة فى فواتح السور تعادل نصف حروف الأبجدية.
الثانى: من حيث صفات الحروف وهى: الهمس فى مقابلة الجهارة. والشدة فى مقابلة الرخاوة. إلخ"
(8) المضيف: وما هو تعليقك على ذلك؟
الإجابة: (1) الواقع أن ما كتبه حضرات الشيوخ عن تفسير الزمخشري لهذه الحروف المقطعة لا يفيد شيئا.
(3) واستتارهم وراء سر من أسرار الإعجاز القرآني يشبه تماما ما قاله الشيخ الشعراوي بخصوص هذه الحروف المقطعة واختفى وراء ستار آخر هو الحكمة، إذ قال: "إن الحروف المقطعة 14 حرفا، وهي نصف الحروف الأبجدية 28 حرفا، وقسمها لثلاثة أقسام ليستخرج منها حكمة إلهية وهي:
1ـ القسم الأول: التسعة حروف الأولى (من ألف إلى ذال)، يقول أخذ منها حرفان (ألف، حا) وترك سبعة، وأضاف إنها مش بنسق،
2ـ القسم الثاني: ثم الحروف التسعة الأخيرة (من فاء ،ياء) يقول أخذ منها 7 وترك اثنين (الفاء ،الواو) وقال أنها مش بنسق أيضا، وأضاف: "فما دام مالهاش نسق يبقى لها حكمة"
3ـ القسم الثالث: العشرة حروف اللي في الوسط: أخذ حرف وترك حرف، يعني ترك الحروف المنقوطة، وأخذها بنسق واحد يبقى دي حكمة. (نسمع الشيخ الشعراوي فيديو)
(9) المضيف: وما هو ردك على الشيخ الشعراوي؟
الإجابة: (1) شئ غريب للغاية ففضيلته يقول إللي ما لوش نسق يبقى لها حكمة، واللي له نسق يبقى دي حكمة. يبقى عايز يقول لنا إيه بالضبط؟
(2) ثم في قوله أن الحروف الوسطى: ترك الحروف المنقوطة، الواقع أن هذا هو منتهى الاستهبال والاستخفاف بالعقول، لأن الحروف كلها في عهد محمد لم تكن منقوطة، بل تم التنقيط في عهد الدولة العباسية بعد ذلك بعشرات السنين بواسطة أبو الأسود الدؤلي.
(10) المضيف: هل بقي شيء من رد الشيوخ على هذه الشبهة؟
الإجابة: نعم. يقولون في كتاب (حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين ص 64) "لو كانت هذه "الحروف" من الكلام العاطل لما تركها العرب المعارضون للدعوة فى عصر نزول القرآن، وهم المشهود لهم بالفصاحة والبلاغة، .. فعلى قدر ما طعنوا فى القرآن لم يثبت عنهم أنهم عابوا هذه "الفواتح".
(11) المضيف: وما رأيك في قولهم هذا؟
الإجابة: يكفي أن أرد بما جاء في كتاب (فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني ج 1 ص30) إذ يقول:
(1) "إن كان تفسير أحد لهذه الحروف راجعا إلى لغة العرب وعلومها فهو كذب بحت، فإن العرب لم يتكلموا بشيء من ذلك، وإذا سمعه السامع منهم كان معدودا عنده من الرطانة.
(2) [وأضاف الشوكاني قائلا]: ولا ذَكَرَ أهل العلم عن فرد من أفراد الجاهلية الذين وقع التحدي لهم بالقرآن أنَّ فَهْمَهُ بلغ إلى بعض هذا فضلا عن كله".
(12) المضيف: ذكر الشيوخ أن معاني هذه الأحرف المقطعة بلغت 20 قولا، ولكنهم لم يذكروا إلا ثلاثة فقط، فهل تذكر للمشاهدين بعضا من الباقي؟
الإجابة: بالتأكيد.
أولا: جاء في كتاب (الإتقان في علوم القرآن للسيوطي ج 3 ص 26 و27) "قال القاضي أبو بكر بن العربي في علم الحروف المقطعة في أوائل السور، أنني وجدت عشرين قولا وأزيد .. منها:
(1) قال الخويي من الجائز أن يكون الله قد عَلَمَ .. كون النبي في عالم البشر مشغولا فأمر جبريل بأن يقول عند نزوله (الم) و(الر) و(حم) ليسمع النبي صوت جبريل فيقبل عليه ويصغي إليه. [وعجبي !!!]
(2) [ويواصل السيوطي]: وقيل إن العرب كانوا إذا سمعوا القرآن لغوا فيه، فأنزل الله هذا النظم البديع ليعجبوا منه ويكون تعجبهم منه سببا لاستماعهم .. [وعجبي !!!]
(3) [ويواصل السيوطي]: وقيل إن هذه الحروف ذكرت لتدل على أن القرآن مؤلف من الحروف التي هي أ ب ت ث . . فجاء بعضها مقطعا، وجاء تمامها مؤلفا ليدل القوم الذين نزل القرآن بلغتهم أنه بالحروف التي يعرفونها فيكون ذلك تعريفا لهم دلالة على عجزهم أن يأتوا بمثله [وعجبي !!!!]
(4) [ويواصل السيوطي]: وقيل المقصود بها الإعلام بالحروف التي يتركب منها الكلام فذكر منها أربعة عشر حرفا وهي نصف جميع الحروف [وعجبي !!!!].
(5) [ويواصل السيوطي]: وقيل هي أمارة جعلها الله لأهل الكتاب إنه سينزل على محمد كتابا في أول سور منه حروف مقطعة [وعجبي !!!!].
(6) [ويواصل السيوطي]: فقيل إن طه ويس بمعنى يا رجل أو يا محمد.
(7) وقيل هما اسمان من أسماء النبي.
)8) وقيل طه أي طأ الأرض.
(9) وقيل في قوله "يس" (أي يا سيد المرسلين).
(10) [ويواصل السيوطي]: وفي قوله "ص" معناه صدق الله.
(11) وقيل أقسم بالصمد الصانع الصادق.
(12) وقيل معناه صادَ يا محمد عملك بالقرآن.
(13) وقيل ص اسم بحر عليه عرش الرحمن.
(14) وقيل اسم بحر يحيي به الموتى.
(15) وقيل معناه صادَ محمد قلوب العباد.
(16) [ويواصل السيوطي]: في قوله "المص" أي معناه "ألم نشرح لك صدرك" ... إلخ.
(13) المضيف: وما هو تعليقك؟
الإجابة: (1) هل لا حظتم أن هذه الآراء كلها تبدأ بكلمة: "قيل" فلا يوجد رأي واحد يقيني، بل كلها احتمالات، غير مؤكدة. فمن ذا الذي يقيم إيمانه ومستقبله الأبدي على مثل هذه الاحتمالات غير اليقينية، وغير المفهومة؟
(2) أما المعاني كلها فلا تحتاج إلى تعليق فيكفي سماعها لتدرك مدى ما فيها من التخبط والتمويه والتلفيق.
المداخلات
(14) المضيف: نشكر الله على هذه الإيضاحات. أما الآن هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا:
(1) يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم.
(2) مع ملاحظة أن اليوم هو يوم الجمعة والأولوية في الاتصالات هي لأحبائنا المسلمين.
(3) والفئة الأولى هي للعابرين ليشاركونا باختباراتهم.
(4) والفئة الثانية هي للباحثني عن الحق بإخلاص. وباب الأسئلة مفتوح لهم في أي شئ.
(5) الفئة الثالثة هي المعترضين على ما نقول، نرحب بهم وباعتراضاتهم بشرط أن تكون اعتراضاتهم على ما جاء في موضوع الحلقة.
والشرط الثاني هو الالتزام بأدب الحوار، ولكن إن تخطى أحد هذه الخطوط فنأسف له ونحن نقدم له الكارت الأحمر لانتهاء مشاركته.
الختام
(15) المضيف: 1ـ شكرا جزيلا لله، 2ـ وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين 3ـ هل تتفضل بالصلاة في الختام؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.
(4) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.
(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا،
(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.
