217ـ تطوير الخطاب الديني (5)
الجمعة 27/11/2015م
(تقديم: فايز)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (217) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.
أبونا: مرحبا بك. وأرحب بكل المشاهدين المحبوبين.
(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين (2). (3) وأسألك أن تستخدم كلمات اليوم لخلاص وخير المشاهدين. آمين.
(3) المضيف: هل يمكن أن تذكرنا بما قلته في الحلقات السابقة؟
أبونا: (1) الحلقة السابقة تكلمت عن حال الخطاب الإسلامي،
(2) وهو النقطة الأولى من: مقال الدكتور محمد يونس والحاصل على جائزة نوبل لعام 2006م عن تجديد الخطاب الديني.
كما جاء في جريدة الأهرام:
http://www.ahram.org.eg/NewsQ/423980.aspx
(3) واشتمل المقال على 12 نقطة بعد التمهيد هي:
1ـ حال الخطاب الإسلامي.
2ـ سمات الخطاب الإسلامي الحالي.
3ـ تضييق المباح.
4ـ ضعف المؤسسات الدينية.
5ـ مفهوم التجديد.
6ـ استيعاب مستجدات العصر.
7ـ المتغيرات الدولية.
8ـ النص والخطاب.
9ـ منهج التجديد.
10ـ إصلاح الفكر الإسلامي.
11ـ مفهوم الخطاب الإسلامى.
12ـ مفهوم الفكر الإسلامى.
(4) المضيف: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: سوف أتكلم عن أجزاء أخرى من المقال، وسوف أكتفي في هذه الجلسة بثلاثة نقاط فقط هي:
1ـ سمات الخطاب الإسلامي الحالي.
2ـ تضييق المباح.
3ـ ضعف المؤسسات الدينية.
(5) المضيف: لنبدأ بشرح سمات الخطاب الإسلامي، فماذا يقصد الكاتب بهذا الكلام؟
أبونا: دعنا نقرأ ما كتبه لمعرفة قصده:
(1) [يقول]: "ويمكن تمييز أربع سمات عامة توضح ملامح حالة الخطاب الإسلامي المعاصر، يعرضها د. عبد العزيز التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة في دراسته: [الخطاب الإسلامي بين التقليدية والحداثة]" هي:
أولا: الضعف العام الذي يسم معظم أنماط الخطاب الإسلامي على مستوى مضمونها ويتلخص ذلك في الانحدار من المعرفة إلى الجهل، أو ما يشار إليه تقليديا بالأمية الدينية كما يظهر في هشاشة المحتوى، وعدم الإدراك للمسائل والقضايا التي تناولها من الزاوية الإسلامية والتي يتم عرضها على الرأي العام داخل العالم الإسلامي، فضلا عن الرأي العام الدولي.
ثانيا: الارتجال والعفوية الناتجة عن نقص التخطيط، وتجاهل للنهج العلمي في الموضوعات والقضايا والأوضاع التي يتم تناولها، والاعتماد على القدرات الفردية في معظم الحالات ..
ثالثا: ضيق الأفق والتركيز على القضايا الطارئة والعابرة في تجاهل تام للمستقبل سواء المتوسط أو البعيد. وهذا يفسر إلى حد كبير لماذا تقتصر أنماط عديدة من الخطاب الإسلامي على دائرة رد الفعل، وفي حين تكاد تغيب المبادرة تماما عن هذا الخطاب.
رابعا: انعكاس الخلافات الفكرية والثقافية والمذهبية فضلا عن الصراعات المحلية والإقليمية والدولية على الخطاب الإسلامي، مما يجعل الأطروحات التي يقدمها الخطاب الإسلامي غير مترابطة ومتناقضة، وتفتقر إلى الانسجام والتنسيق.
(6) المضيف: وما هو تعليقك على هذه السمات الأربعة للخطاب الديني الإسلامي؟
أبونا: هذا بالفعل كلام دقيق عن ما يتصف به الخطاب الإسلامي الحالي ركزها في أربع سمات هي:
(1) الضعف الذي نتج عنه الجهل.
(2) الارتجال الذي نتج عنه نقص التخطيط.
(3) ضيق الأفق الذي نتج عنه تجاهل للمستقبل.
(4) الخلافات الفكرية والثقافية والمذهبية الذي نتج عنه التناقض.
(7) المضيف: وماذا قال الدكتور يونس في المقال أيضا؟
أبونا: (1) [قال]: "وتؤثر هذه الجوانب السلبية في الخطاب الإسلامي على الأوضاع العامة في العالم الإسلامي، فضلا عن صورة الإسلام والمسلمين في العالم، وعلى القدرة على مواجهة التحديات ..
(2) [واستطرد قائلا]: "وفي بعض الأحيان يجنح الخطاب الإسلامي الى التجريح الشخصي أو الطائفي او الفئوي أو المذهبي فيَضْعُف أثره ويقوى ضرره ويصبح معول هدم بدلا من ان يكون أداة بناء وإصلاح.
(3) [ويقول أيضا]: وفي أحيان اخرى تشوب الخطاب الديني لدى البعض نظرة ماضوية للأحداث الحاضرة واللحظة الراهنة بحيث يبدو المتصدي للخطاب الإسلامي كأنه قد بعث من مرقده فاقدا التواصل مع عصره، يعالج زمنا غير زمنه واحوالا غير الاحوال الراهنة.
(8) المضيف: وما تعليقك على أقواله هذه؟
أبونا: (1) تحدث الكاتب عن الآثار السلبية لهذ الخطاب الإسلامي على الأوضاع العامة في العالم الإسلامي، وصورة الإسلام في العالم كله.
(2) وتحدث عن أثر سلبي آخر وهو: التجريح الشخصي أو الطائفي أو المذهبي، مما نتج عنه ضعف أثر الخطاب وانقلابه إلى معول هدم للإسلام.
(3) وتحدث عن النظرة الماضوية التي نتج عنها فقدان التواصل مع العصر.
(9) المضيف: كلام رائع في منتهى القوة. وماذا قال عن تضييق المباح؟ وماذا يقصد بذلك؟
أبونا: دعنا نقرأ ما كتب في المقال:
(1) [يقول]: "ونجد بعض الذين يتصدون للخطاب الديني يضيقون مساحة المباح ويوسعون من دائرة المحظور، حتى صار لا يباح فعل عندهم إلا بدليل، مع أن الأصل في الأشياء الإباحة، أما التحريم فهو الذي سيحتاج الى دليل، وكما يقول سفيان الثوري: "إنما الفقه رخصة من ثقة، وإنما التشدد يحسنه كل أحد"، وقد نجد هؤلاء قد يبالغون في التحذير من المعاصي حتى نسوا سعة رحمة الله وعظيم عفو ..
(2) [ثم قال]: "بالإضافة إلى هذه الظروف السلبية، يتأثر الخطاب الإسلامي بحالة التخلف التي يمر بها العالم الإسلامي إلى حد يفقد هذا الخطاب الفعالية والمصداقية والنفوذ في كثير من الأحيان، ويصبح في أحيان أخرى يدور حول كلمات جوفاء لا تسمن ولا تغني من جوع ..
(10) المضيف: وما هو تعليقك على ذلك؟
أبونا: أقوى ما في هذا الجزء هو قوله: أن الخطاب الإسلامي تأثر بحالة التخلف التي يمر بها العالم الإسلامي إلى حد يفقد هذا الخطاب الفعالية والمصداقية والنفوذ، وأصبح يدور حول كلمات جوفاء.
(11) المضيف: وماذا قال الكاتب عن ضعف المؤسسات الدينية؟
أبونا: قال: (1) "تنسحب هذه السمات على المؤسسات المنوط بها مهمة الدعوة أو المفترض ان يصدر عنها الخطاب الإسلامي، إذ تعاني هذه المؤسسات من الضعف وفقدان الاستقلالية .. مما افقدها مصداقيتها.. وقد نتج عن هذا التراجع ظهور حركات وجماعات إسلامية تحاول ملء الفراغ.
ولعل أبرز مثال على ذلك هو الأزهر الشريف الذي ظل قلعة الإسلام عبر العصور، حيث كان الجامع الأزهر يمثل الدعوة الإسلامية بمنهجه الوسطي المعتدل وكان مستقلا عن الحكام في عصر المماليك والعثمانيين وحتى بداية عصر "محمد علي" الذي في عهده بدأ تقييد حركة الأزهر وتجريده من نفوذه على مراحل عدة انتهت لما هو عليه الآن.
(2) [وأضاف]: وقد تراجع دور الأزهر منذ ذلك العهد من خلال التدخل في عملية اختيار شيخ الأزهر، فضلا عن نزع مصادر تمويله الذاتية .. وتوالت حكومات عديدة على هذا النهج عملت على تقليص دور الأزهر، وادت هذه التبعية المالية والسياسية للجهات الحكومية الى تراجع دور الأزهر إلى حد بعيد.
(3) [واسترسل قائلا]: وفي ظل هذا التراجع ظهرت حركات وجماعات إسلامية أخذت في منازعة الأزهر دوره كمرجعية وحيدة في مجال العلوم الشرعية والفتوى. ومن ثم وجدنا انه الى جانب صوت الأزهر الذي وهن بفعل العوامل التي أشرنا إليها، أصوات أخرى تتصدى للخطاب الإسلامي. ونتج كل ذلك عن كل تخبط وتشتت في هذا الخطاب ..
(4) [ثم قال]: وهكذا أصبح المسلم العادي يقف حائرا أمام هذا التشتت في الخطاب الإسلامي المعاصر لا يعرف أيَّهم على حق ..
(12) المضيف: وما هو تعليقك على ذلك؟
أبونا: لقد حدد بدقة ما آل إليه الخطاب الإسلامي بقوله:
(1) ضعف المؤسسات الدينية وتراجع الأزهر عن دوره.
(2) ونتج عن هذا التراجع ظهور حركات وجماعات إسلامية تحاول ملء الفراغ.
(3) وأصبح المسلم العادي يقف حائرا أمام هذا التشتت في الخطاب الإسلامي المعاصر.
المداخلات
(13) المضيف: هل يمكن أن نأخذ مداخلات؟
أبونا: (1) يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم.
ختام
(14) المضيف: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية: (بسم الآب والابن والروح القدس ...)
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين أن تباركهم.
(3) وأسألك من أجل كل المشاهدين الذي كانوا معنا اليوم أن تشرق في قلوبهم لإنارة معرفة مجدك.
(4) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتستخدمها لخلاص النفوس الغالية على قلبك.
(5) وأسلك أن تبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.
(6) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.
(7) وأصلي من أجل: [فلان المقدم/ أو فلانة المقدمة]. واذكر ضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا، بربح نفوس كثيرة إذ تعرفك وتتمتع بخلاصك المجاني.
(8) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم.
(9) واذكر أيضا يارب: [الأسماء المكتوبة ................] في إسم يسوع المسيح. آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم. آمين.
(2) امضوا بسلام، سلام الرب يكون معكم آمين.
(3) وإلى اللقاء في برامج قناة الفادي اليومية.
(4) والآن أترككم في سلام الله. آمين.
