215ـ حلقة خاصة عن الله المضل في الإسلام
الجمعة 13/11/2015م
(تقديم: حسين)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (215) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.
أبونا: (1) مرحبا بك. وأرحب بكل المشاهدين المحبوبين.
(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين (2). (3) وأسألك أن تستخدم كلمات اليوم لخلاص وخير المشاهدين. آمين.
(3) المضيف: فيم ستكلمنا اليوم؟
أبونا: هذه حلقة خاصة عن الله المضل في الإسلام.
(1) والواقع أنني تكلمت كثيرا على مدى حوالي 15 سنة عن أسماء الله الحسنى، وأقربها في شهر سبتمبر من هذا العام (حلقات 206، 209)
(2) ولكن سر عودتي اليوم للحديث عن صفة الله في الإسلام وهي المضل سببها، أن الأسبوع الماضي عقب الهواء كان لي حديث مع أخ مسلم أعتز به وأقدر ذكاءه وأسلوب تفكيره الرائع.
(3) وسألني سؤالا هاما قائلا: ألسنا نحن المسلمين وأنتم النصارى نؤمن بالله الخالق؟
(4) فلماذ تردد دائما إله المسلمين، وإله المسيحيين وكأنهما ليسا واحدا.
(5) فأجبته بالفعل إلهكم يختلف عن إلهنا. فصفات إلهكم مختلفة عن صفات إلهنا، واقرأ أسماء الله الحسنى ستجد أنه: المذل، الضار، المكار، المضل.
(6) فأنكر أن يكون في أسماء الله إسم المضل وقال إن عنده قائمة أسماء الله الحسنى وليس فيها إسم المضل.
(7) فمن أجل هذا قمت بدراسة متعمقة عن إسم إله الإسلام المضل في:
1ـ قوائم أسماء الله الحسنى،
2ـ الآيات القرآنية،
3ـ وأقوال علماء وفقهاء التراث الإسلامي،
4ـ وأيضا بعض الفيديوهات لشيوخ معاصرين.
5ـ ثم أوضح خطورة تلقيب الله بالمضل.
(4) المضيف: هل وردت لفظة المضل في قائمة أسماء الله الحسنى؟
أبونا: (1) الواقع أن هناك أكثر من 15 قائمة لعلماء المسلمين عن أسماء الله الحسنى.
(2) فمنهم من أسقط هذا الإسم رغم نص آيات القرآن عليه صراحة كما سنوضح فيما بعد.
(3) ومنهم من خجل من ذكرها فكتب بدلا منها كلمة "الفتان" أي المضل.
(4) ومنهم من ذكر هذه اللفظة المضل صراحة في قائمة أسماء الله الحسنى.
(5) وهناك علماء أوردوا أسماء الله المقترنة زيادة في الإيضاح.
(5) المضيف: هل يمكن أن تذكر لنا بعضا من قوائم العلماء المختلفة عن أسماء الله الحسنى؟
أبونا: بالتأكيد، وأحيلك على هذا الموقع على الإنترنيت كمرجع للمزيد:
(1) رواية الوليد بن مسلم عن الترمذي.
(2) رواية عبد الملك الصنعاني عن ابن ماجة.
(3) رواية عبد العزيز بن الحصين عن الحاكم.
(4) بن إسحاق بن منده,أورده في كتابه التَّوحيد.
(5) بن حزم,أورده في كتابه المحلى.
(6) القرطبي المشهور بابن العربي أورده في كتابه أحكام القرآن.
(7) بن حجر العسقلاني في كتابه فتح الباري.
(8) البيهقي,أدرجها ضمن كتابه الأسماء والصِّفات.
(9) بن وهف القحطاني في كتابه شرح الأسماء الحسنى في ضوء الكتاب والسُّنَّة.
(10) بن المرتضى اليماني لمعروف بابن الوزير في كتابه إيثار الحقِّ على الخلق.
(6) المضيف: ماذا تقصد بإيراد بعض العلماء الأسماء الحسنى المقترنة؟
أبونا: أنظر نفس الموقع السابق:
جاء فيه " من الأسماء المقترنه ما يلي:
(7) المضيف: قلت أن إسم الله المضل قد ورد بالقرآن نفسه، فهل توضح لنا السور التي ورد فيها ذلك؟
أبونا: الواقع أن إسم الله المضل ورد بأكثر من 20 سورة قرآنية، وقد وجدت أنها تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
1ـ االقسم الأول: يذكر أن الله هو الذي يضل.
2ـ القسم الثاني: يذكر أنه لا أمل في هداية من يضلهم الله.
3ـ القسم الثالث: أنواع من يضلهم الله.
(8) المضيف: هل يمكن أن تذكر آيات القسم الأول، أن الله هو الذي يضل؟
أبونا: الآيات التي تذكر أن الله هو الذي يضل هي:
(1) (الأنعام39) "مَن يَشَإِ اللّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ"
(2) (إبراهيم4) "فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ" وأيضا في (المدثر31) و(النحل93) و(فاطر8)
(3) (الرعد27) "قُلْ إِنَّ اللّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ"
(4) (الأنعام125) "فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً"
(9) المضيف: هل يمكن أن تذكر آيات القسم الثاني، أنه لا أمل في هداية من يضلهم الله؟
أبونا: الآيات التي تذكر أنه لا أمل في هداية من يضلهم الله هي:
(1) "أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ اللّهُ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً" وأيضا (النساء143)
(2) (الأعراف186) "مَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلاَ هَادِيَ لَهُ"
(3) (الرعد33) "وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ" وأيضا (الزمر23) و(الزمر36) و(غافر33)
(4) (الشورى46) "وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن سَبِيلٍ"
(5) (النحل37) "فَإِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي مَن يُضِلُّ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ"
(6) (الإسراء97) "وَمَن يَهْدِ اللّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاء مِن دُونِهِ"
(7) (الكهف17) "مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُّرْشِداً"
(8) (الشورى44) "وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن وَلِيٍّ مِّن بَعْدِهِ"
(9) (الجاثية 23) "أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ"
(10) المضيف: هل يمكن أن تذكر آيات القسم الثالثأنواع من يضلهم الله؟
أبونا: أنواع من يضلهم الله:
(1) (الأعراف178) "مَن يَهْدِ اللّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَن يُضْلِلْ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ"
(2) (إبراهيم27) "وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ"
(3) (غافر34) "كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ"
(4) (غافر74) "كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ"
(5) (البقرة26) "مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَـذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ"
(11) المضيف: قلت أن كتب التراث تؤكد على صفة إله الإسلام أنه المضل، فهل تعرض لنا شيئا منها؟
أبونا: يوجد الكثير ولكن لضيق الوقت أكتفي بما يلي:
(1) (كتاب الإخلاص والنية ج 1 ص 55، المؤلف: أبو بكر بن أبي الدنيا) "أتريدون أن تهدوا من أضل الله ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا. ولا أحد يضل نفسه ولا يضله غيره من المخلوقين وإنما المضل الهادي هو الله وحده دون جميع خلقه من الانس والجن والملائكة والشياطين وسائر الخلق أجمعين".
(2) (كتاب قوت القلوب في معاملة المحبوب ج 1 ص 218، المؤلف: بن عطية الحارثي، نشر: دار الكتب العلمية بيروت، الطبعة: الثانية) "فإذا كان الهادي هو المضلّ فمن يهدي؟ .. فإن الله من شأنه أن أحداً لا يهدي من أضله، ومن كان أضله الله في سابق علمه فكيف يهديه الآن".
(3) وقال أيضا في نفس (كتاب قوت القلوب في معاملة المحبوب ج 2 ص 139) "وهو المعطي المانع. الهادي المضل. لا معطي ولا مانع ولا ضار ولا نافع [ويمكن إضافة ولا هادي ولا مضل] إلا اللّه".
(4) (تفسير الطبري، جامع البيان عن تأويل آي القرآن ج 1 ص 84، نشر: دار الفكر بيروت) "الله عز ذكره نصا في آي كثيرة من تنزيله أنه المضل الهادي. فأنبأ جل ذكره أنه المضل الهادي دون غيره"
(5) (بحر الفوائد المشهور بمعاني الأخبار ج 1 ص 176، المؤلف: بن يعقوب البخاري نشر: دار الكتب العلمية لبنان، الطبعة: الأولى) "الله تعالى رفيع الأوصاف جميل الأفعال وهو المنعم المضل، ذو الجلال".
(12) المضيف: قلت أنك ستعرض بعض الفيديوهات لشيوخ يقرون أن إله الإسلام مضل، فتفضل بعرض ذلك.
أبونا:
https://www.youtube.com/watch?v=2cbHIabxTMI
(1) الشيخ محمد الصادق جامعة الإيمان (ق 0:31 – 0:41) "أن النبي قال .." إلى "فلا هادي له":
(2) الشيخ صالح المغامسي
https://www.youtube.com/watch?v=NkZCa_wN0Tc
(ق 0:58 – 1:50) "يهدي من يشاء ويضل من يشاء .. [إلى] "قد يضل من هو ذاهب للمسجد ويهتدي من بيده كأس خمر"
(13) وقلت أنك ستوضح خطورة تلقيب الله بالمضل. فما هي خطورة ذلك؟
أبونا: أولا: إذا كان الله هو الذي يضل الإنسان فلماذا يحاسبه؟ أليس ذلك ظلما إن حاسبه؟
ثانيا: الخطورة الثانية في تلقيب الله بإسم المضل: فهذا يوضح بأكبر دليل أن إله الإسلام هو الشيطان، بشهادة القرآن الذي يلقب الشيطان بنفس الإسم: المضل، وإليك بعض الآيات الدالة على ذلك:
(1) (القصص15) "هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ"
(2) (سور النساء60) " وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً"
(3) (سورة الحج4) "كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ"
(4) (تفسير الطبري ج 20 ص 46) إِنَّ الشَّيْطَان عَدُوّ لِابْنِ آدَم مُضِلّ لَهُ عَنْ سَبِيل الرَّشَاد بِتَزْيِينِهِ لَهُ الْقَبِيح مِنْ الْأَعْمَال, وَتَحْسِينه ذَلِكَ لَهُ. مُبِين: يَعْنِي أَنَّهُ يُبَيِّن عَدَاوَته لَهُمْ قَدِيمًا, وَإِضْلَاله إِيَّاهُمْ".
** ما رأي أحبائي المسلمين الباحثين عن الحق؟
** فهل إله الإسلام هو إلهنا نحن المسيحيين؟
(14) المضيف: وماذا قيل عن إلهنا في المسيحية مقابل إله الإسلام المضل؟
أبونا:
(1) (حز18: 23) "هل مسرة اسر بموت الشرير يقول السيد الرب الا برجوعه عن طرقه فيحيا"
(2) (مز23: 3) "يرد نفسي يهديني الى سبل البر من اجل اسمه"
(3) و لكن شكرا لله الذي يقودنا في موكب نصرته في المسيح كل حين و يظهر بنا رائحة معرفته في كل مكان" (2كو2: 14)
(4) الشيطان هو الذي يضل وسيعاقب على إضلاله للناس: فطرح التنين العظيم الحية القديمة المدعو ابليس والشيطان الذي يضل العالم كله طرح الى الارض وطرحت معه ملائكته (رؤ12: 9)
** أصلي أن الله يشرق بنور معرفته في قلوب أحبائنا المسلمين ليعرفوا الحق ويتحرروا من أسر إبليس. آمين.
المداخلات
(15) المضيف: هل يمكن أن نأخذ مداخلات؟
أبونا: (1) يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم.
ختام
(16) المضيف: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية: (بسم الآب والابن والروح القدس ...)
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين أن تباركهم.
(3) وأسألك من أجل كل المشاهدين الذي كانوا معنا اليوم أن تشرق في قلوبهم لإنارة معرفة مجدك.
(4) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتستخدمها لخلاص النفوس الغالية على قلبك.
(5) وأسلك أن تبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.
(6) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.
(7) وأصلي من أجل: [حسين المقدم]. واذكر ضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا، بربح نفوس كثيرة إذ تعرفك وتتمتع بخلاصك المجاني.
(8) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم.
(9) واذكر أيضا يارب: [الأسماء المكتوبة ................] في إسم يسوع المسيح. آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم. آمين.
(2) امضوا بسلام، سلام الرب يكون معكم آمين.
(3) وإلى اللقاء في برامج قناة الفادي اليومية.
(4) والآن أترككم في سلام الله. آمين.