187ـ معرفة الحق
الإلحاد (3)
الجمعة 24/4/2015م
(تقديم: حسين)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (187) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.
أبونا: (1) مرحبا بك وأرحب بكل المشاهدين المحبوبين.
(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين (2) يا محب البشر ، يامن تفتقدنا بخلاصك، وتقرع على أبواب قلوبنا بقرعات نعمتك، وأنت على كامل الاستعداد أن تخلصنا وتدخل إلى قلوبنا لتطهرها وتغيرها وتعطنا قلبا جديدا وروحا جديدا وطبيعة جديدة، أسألك يا سيدي أن لا تحرم أحدا من إختبار الحياة الجديدة معك، ليستمتع بحبك وجلالك، وتكون لحياته طعما جديدا ومذاقا حلوا، ومعنى جديدا. آمين. (3) استخدم كلماتك اليوم لتمهيد الطريق إلى التمتع بروعتك في حضرتك. آمين.
(3) المضيف: كلمتنا الحلقات الماضية عن الإلحاد من حيث تحديد مفهومه، وبينت لنا حجم المشكلة بذكر أعداد الملحدين، وبدأت بسرد تاريخ الإلحاد في العالم بصفة عامة وتاريخ الإلحاد في العالم الإسلامي، ففيم تكلمنا اليوم؟
أبونا: أريد أن أتكلم عن:
1ـ الفرق بين الإلحاد، واللادين، واللاأدري.
2ـ أنواع الإلحاد.
(4) المضيف: ما هو الفرق بين الإلحاد، واللادين، واللاأدري؟
أبونا:
1ـ الإلحاد: وهو إنكار وجود الله. وعالم الروح، وما فوق الطبيعة.
2ـ اللادين: إنكار الأديان على أنها لا توصل إلى الله، فيعيش اللاديني بما يراه هو شخصيا لنفسه.
3ـ اللاأدري: وشعاره: لا أدري هل الله موجود؟ أم غير موجود؟ لا أدري هل هناك عالم آخر أم لا؟ هل هناك أرواح أم لا توجد أرواح؟ هل هناك ثواب وعقاب أم لا؟ أنا لا أدري.
(5) المضيف: وماذا تريد أن تقول أنواع الإلحاد؟
أبونا: هناك عدة أنواع من الإلحاد:
1ـ إلحاد وقح عنيف.
2ـ إلحاد مهذب لطيف.
3ـ إلحاد معاصر سخيف.
3ـ إلحاد مقنع مخيف. (الإلحاد السائد)
(6) المضيف: ماذا تقصد بالإلحاد الوقح العنيف؟
أبونا: يسمونه الإلحاد القوي أو الموجب وهو ما أسميه: الإلحاد القديم:
http://atheism.about.com/od/definitionofatheism/p/overview.htm
(1) وهو لا يكتفي بإنكار وجود الله وعالم الروح فحسب.
(2) بل يتطاول بأسلوب وقح لإهانة الله والسخرية منه.
http://www.positiveatheism.org/writ/smithdef.htm
(3) فيقولون لله ابعد عنا و بمعرفة طرقك لا نسر، من هو القدير حتى نعبده وماذا ننتفع ان التمسناه(اي21: 14 و15)
(4) وهذا النوع من الإلحاد عالي الصوت ويعتمد على السطحية العلمية والضحالة الفلسفية لإثبات صحة إدعاءاته، لهذا قال الفيلسوف الشهير "فرانسيس بيكون" (أواخر القرن 16) "إن القليل من الفلسفة يميل بعقل الإنسان إلى الإلحاد، ولكن التعمق فيها ينتهي بالعقول إلى الإيمان" (كتاب الإلحاد في الغرب، المؤلف رمسيس عوض ص 58)
(7) المضيف: وماذا عن الإلحاد المهذب اللطيف؟
أبونا: يسمونه الإلحاد الضعيف السالب، وهو ما أسميه: الإلحاد المعاصر.
http://atheism.about.com/od/definitionofatheism/p/overview.htm
(1) يكتفي فقط بعدم الاعتقاد بالله نظراً لعدم قناعته بالأدلة التي يقدمها المؤمنون.
(2) ولكنه لا يتطاول على الله ولا يهزأ بالدين.
(3) لديه فکر حضاري قائم على مبادئ حقوق الإنسان.
(8) المضيف: وما هو الإلحاد المعاصر السخيف؟
أبونا: جاء عن الإلحاد المعاصر في هذا الموقع:
http://st-takla.org/books/helmy-elkommos/atheism/what.html
(1) هو الذي يتجاهل تمامًا وجود الله، ويؤلّه الإنسان، فإن كان الله موجودًا فليبق في سمائه وليترك الإنسان إلهًا لهذا الكون،
(2) قال الشاعر الفرنسي "بريفير": "أبانا الذي في السموات، ابقَ فيها" فالاعتقاد بوجود الله يلغي كرامة وسلطان الإنسان على الأرض،
(3) فلسان حال الإلحاد المعاصر هو "إذا كان الإنسان إلهًا، فلا يحق لله أن يوجد".
(4) ويقول "إيتان بورن" عن الإلحاد المعاصر "أنه مبدأ أولي، أو بالأحرى تصميم أولي، فيجب أن لا يكون الله لكي يوجد الإنسان" (كتاب "الإلحاد.. نشأته وتطوُّره" المؤلف رأفت شوقي ج 1 ص 114)
(5) وقال جان بول سارتر: "إن الإنسان قادر على تركيز انتباهه في نفسه حين يتحرر من طغيان فكرة الله"
http://unitedna.net/showsubject.aspx?id=9722
(6) وقال "فويرباخ": "أن نقطة التحوُّل الكبرى في التاريخ ستكون في اللحظة التي سيعي فيها الإنسان أنالإله الوحيد هو الإنسان نفسه" أي الإنسان هو إله الإنسان
(7) وقال "كارل ماركس": "كل كائن لن يعتبر نفسه مستقلًا إلاَّ إذا كان مكتفيًا بذاته. ولن يكون مكتفيًا بذاته إلاَّ إذا كان هو مصدر وجوده.
(8) وقال أيضا: إن نقد الدين يُخرج الإنسان من أوهامه، ويحمله على أن يفكر ويعمل وينظم واقعه كرجل تخلَّص من الوهم وبلغ إلى الرشد، حتى يدور حول ذاته، حول شمسه الحقيقية، وما الدين إلاَّ الشمس الوهمية" (كتاب "الإلحاد.. نشأته وتطوُّره" المؤلف رأفت شوقي ج 1 ص 114)
(9) وأضاف "إن الإيمان بالله يقضي بالاعتراف بعدم قيمة الإنسان. إذن كان لابد من الاستغناء عن الله لإنقاذ الإنسان" (كتاب "الإلحاد.. نشأته وتطوُّره" المؤلف رأفت شوقي ج 1 ص 116)
(10) ولخص "ماركس" فلسفته الإلحادية في قوله "أن الإلحاد هو إنكار الله، وبهذا الإنكار يؤكد وجود الإنسان" (كتاب "الإلحاد.. نشأته وتطوُّره" المؤلف رأفت شوقي ج 1 ص 116).
(9) المضيف: وماذا عن الإلحاد المقنع المخيف؟
أبونا:
(1) هو واقع الشخص المتدين الذي لم يختبر سكنى الرب في قلبه،
(2) رغم أنه يواظب على الواجبات والفرائض الدينية المختلفة،
(3) ولكنه على أرض الواقع أي عمليا ليس له علاقة بالله،
(4) فالله بالنسبة له ليس هو شخص حقيقي يتعامل معه،
(5) وإنما هو يتمم فروض وواجبات دينية ظنا منه أن هذا كل ما هو مطلوب منه،
(6) فهو يفعلها كغاية لتدينه وليس وسيلة للدخول في حضرة الله والتمتع بمحبته وجمال عشرته،
(7) فيكون التدين بالنسبة له قشرة سطحية أما قلبه فينكر وجود الله في حياته. لهذا أسميه الإلحاد المقنع.
(8) وخطورة هذه الحالة أنها تستشري بين غالبية المتدينين فهم يتعاملون مع فرائض وليس مع شخص الله.
(9) ويقول عنهم الكتاب أنهم باطلا يعبدون الرب أي أن عبادتهم باطلة.
(10) فقد قال السيد المسيح لأمثالهم: (مت15: 7ـ9) "يا مراؤون حسنا تنبأ عنكم اشعياء قائلا: يقترب الي هذا الشعب بفمه ويكرمني بشفتيه واما قلبه فمبتعد عني بعيدا. وباطلا يعبدونني"
(11) وقال أيضا: "ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات بل الذي يفعل ارادة ابي الذي في السماوات. كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم يا رب يا رب اليس باسمك تنبانا و باسمك اخرجنا شياطين و باسمك صنعنا قوات كثيرة. فحينئذ اصرح لهم اني لم اعرفكم قط اذهبوا عني يا فاعلي الاثم(مت7: 22 و23)
(12) وأضاف السيد المسيح: "إبتدأتم تقفون خارجا وتقرعون الباب قائلين يا رب يا رب افتح لنا يجيب ويقول لكم لا اعرفكم من اين انتم" (لو13: 25)
(13) واستكمل حديثه قائلا: "اقول لكم لا اعرفكم من اين انتم تباعدوا عني يا جميع فاعلي الظلم (لو13: 27)
(14) ويقول بولس الرسول عنهم: "يعترفون بانهم يعرفون الله ولكنهم بالاعمال ينكرونه اذ هم رجسون غير طائعين ومن جهة كل عمل صالح مرفوضون" (تي1: 16)
(10) المضيف: هل لك تعليق قبل نهاية الحلقة؟
أبونا: أحب أن أقول:
(1) أننا ربما ندين الإلحاد الوقح العنيف، الذي يهين الله علانية.
(2) وقد نتجنب الإلحاد المعاصر السخيف، الذي يؤله الذات ويعزل الله صراحة.
(3) ولكننا بكل أسف قد نتبنى الإلحاد المهذب اللطيف، الذي لا يسئ لله، ولا يجرح أحدا، ولكنه يعطي الملحد أن يعيش بحسب هواه.
(4) أما الطامة الكبرى التي أحذر منها بشدة وهي الإلحاد المقنع المخيف، أي ممارسة فرائض الدين بتدقيق دون أن يكون لنا إختبار حي للمسيح، أي دون أن نملِّك المسيح على قلوبنا ليغير طبيعتنا الساقطة، ويعطينا قلبا جديدا وروحا جديدا لنختبر حلاوة العشرة معه والتمتع بحبه وجلال بهائه.
(5) ياليت كل واحد الآن يقول مع داود النبي: "قلبا نقيا اخلق في يا الله و روحا مستقيما جدد في داخلي" ويثق أن الله يستجيب في الحال لأنه يحبك ومستعد أن يعطيك فوق ما تسأل أو تطلب. آمين.
المداخلات
(11) المضيف: نشكر الله على هذه الإيضاحات. أما الآن هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: (1) برجاء أن تتركز المداخلات في موضوع الحلقة، (2) ونحب أن نسمع إختبارات الأحباء المسلمين الذين اكتشفوا حقيقة الإسلام. آمين.
(12) المضيف: 1ـ شكرا جزيلا لله، 2ـ وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين 3ـ هل تتفضل بالصلاة في الختام؟
أبونا: (1) شكرا (2) صلاة وذكر من طلب الصلاة (3) امضوا بسلام. الرب مع جميعكم آمين.
