118 ـ روعة المسيح مثال المحبة الصادقة
حلقة الثلاثاء 18/3/2014م
(تقديم: سوزي)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (118) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (2) أسألك أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب نمو للمشاهدين. آمين.
(3) المضيفة: قد بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل مرة أخرى.
أبونا: مراحل الحياة الروحية، مبينة في هذا (الرسم البياني) التالي، وهي:
1ـ قبول المسيح
2ـ والثبات في الرب
3ـ النمو الروحي
4ـ النضوج الروحي
5ـ خدمة النفوس
6ـ وقيادة فريق للعمل الروحي
(4) المضيفة: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا: تكلمت عن روعة إتضاع المسيح.
(5) المضيفة: وفيم ستكلمنا اليوم؟
أبونا: سأتكلم عن: روعة المسيح مثال المحبة الصادقة.
وسنركز الحديث حول:
1ـ روعة حُــب المسيح.
2ـ أهــمية المحـــبة.
3ـ أســـاليب المحـبة.
(6) المضيفة: حدثنا عن النقطة الأولى وهي: روعة حُــب المسيح.
أبونا: يجسد لنا الكتاب المقدس حب السيد المسيح، فهي:
1) محبة فائـــقة.
2) محبة مُضحــية.
3) محبة مشــاركة.
أولا: المحبة الفائقة:
قال عنها بولس الرسول: "وتعرفوا محبة المسيح الفائقة المعرفة لكى تمتلئوا إلى كل ملء الله" (أف3: 19)
والواقع أن محبته ليست مجرد مشاعر رومانسية، ولكنها قد اتخذت خطوات عملية تجلت من خلالها، لذلك فهى:
* محبة مُضحية:
ليست محبة المسيح كمحبة الأم التى أكلت ابنها لتسد جوعها (2مل6: 28 ،29)، بل ضحى هو بحياته ومات لنحيا نحن. البشر يضحون بما يمتلكون فقط من مال أو جهد أو وقت، أما الرب يسوع فقد ضحى بذاته شخصياً مما دعاه أن يقول: "ليس لأحد حب اعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه" (يو15: 13)
بذل ذاته على الصليب لأجلنا. وهذا هو أعظم حب "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو3: 16)
* ثم هي محبة مُشاركة:
بأن يشرك الآخرين في كل أفكاره وخططه وتدبيراته. لهذا قال السيد المسيح: "سميتكم أحباء لأنى أعلمتكم بكل ما سمعته من أبى" (يو15: 15) ويقول داود النبي في (مز103: 7) "عرف موسى طرقه وبني اسرائيل افعاله"
يا لها من محبة رائعة: فائقة، مضحية، مشاركة، تلك هى محبة المسيح الصادقة.
(7) المضيفة: وماذا عن أهمية المحبة؟
أبونا: من خلال وصية المسيح، نستطيع أن ندرك أهمية محبة الآخرين أنها:
1ـ برهان الحياة الجديدة.
2ـ وهي شرط للحياة الأبديـة.
3ـ كما أنها دليل محبتنا لله.
أولا: المحبة برهان الحياة الجديدة:
(1) يقول معلمنا يوحنا الحبيب: "نحن نعلم أننا قد انتقلنا من الموت إلى الحياة لأننا نحب الأخوة، من لا يحب أخاه يبقى فى الموت" (1يو3: 14)،
(2) فالمحبة هى الدليل القاطع على انتقالنا من الموت الروحى الذى يتمركز فى محبة الذات، إلى الحياة الجديدة المفعمة بالحب للآخرين لأن المسيح المحب قد حلَ فى قلوبنا وأعطانا هذه المشاعر الحُبية نحو الآخرين.
ثانيا: المحبة أيضا شرط حتمي لدخول الحياة الأبدية:
(1) ففى تسلسل منطقى رائع يبرهن معلمنا يوحنا الحبيب أن المحبة الأخوية شرط للحياة الأبدية إذ يقول (1يو3: 15): "كل من يبغض أخاه فهو قاتل نفس، وانتم تعلمون أن كل قاتل نفس ليست له حياة أبدية ثابتة فيه"
(2) من هذا يتضح أن عدم المحبة خطية تحرِم الإنسان من الحياة الأبدية، فالمحبة شرط جوهرى لميراث المجد الأسنى.
(3) وإلا كيف سيعيش الأعداء في حضرة الله المحبة في الأبدية؟
ثالثا: المحبة كذلك هي دليل المحبة لله:
(1) يواصل يوحنا الحبيب تحليله لقضية محبة الآخرين فيوضح قائلا (1يو4: 20): "إن قال أحد إنى أحب الله وأبغض أخاه فهو كاذب لأن من لا يحب أخاه الذى يبصره، كيف يقدر أن يحب الله الذى لم يبصره"
(2) فالمحبة للآخرين هي دليل على محبة الإنسان لله.
(3) لهذا يبدأ القداس الكيرلسى بصلاة الصلح: [يا إله المحبة ومعطى وحدانية القلب، ورازق الرأى الواحد الذى للفضيلة، الذى أنعم علينا بالوصية الجديدة بإبنك الوحيد الجنس، لكى نحب بعضنا بعضاً كما احببتنا أنت]
(8) المضيفة: نأتي إلى أساليب المحبة فماذا تريد أن تقول لنا عن ذلك؟
أبونا: الواقع أن محبة بلا تعبير، هى محبة مع إيقاف التنفيذ. فلا يكفى القول أنى أحب الآخرين، وإنما نحتاج إلى تجسيد هذه المحبة فى صورة عملية، كما قال معلمنا يوحنا (1يو3: 18): "لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق" وهذه بعض المعايير التى تكشف عن مصداقية حبك للآخرين:
1) الصفح والغفــران
2) عدم الأنانيــــة
3) تقبل الآخريـــن
4) الاحـــــتمال
أولا: الصفح والغفران:
(1) كيف يكون الإنسان محباً للآخرين، وهو لا يعرف كيف يصفح ويغفر للمسيئين إليه؟
(2) لقد علمنا السيد المسيح هذه الصلاة المملوءة حباً "واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر لنا نحن أيضاً للمذنبين إلينا" (مت6: 12)
(3) وتأمل حدود الغفران من الآيات التالية (مت18: 21 ،22): "حينئذ تقدم إليه بطرس وقال يارب كم مرة يخطئ إلىَّ أخى وأنا أغفر له؟ هل إلى سبع مرات؟ قال له يسوع لا أقول لك إلى سبع مرات بل إلى سبعين مرة سبع مرات"
(4) وفى هذا الصدد يقول القديس جيروم: [لا يقدم السيد هنا عدداً (7×70=490) بل ما هو غير محدود ودائم وأبدى إلى الأبد، فلا يحدد رقماً للمغفرة، إنما يطلب أن تكون مغفرة دائمة أبدية]
ثانيا: معيار آخر هو عدم الأنانية:
(1) أي عدم التمركز حول الذات والتشبث بما تراه، وطلب ما لنفسك، وهذا ما وضحه بولس الرسول بقوله (فى2: 4): "لا تنظروا كل واحد إلى ما هو لنفسه، بل كل واحد إلى ما هو لآخرين أيضاً"
(2) فالسيد المسيح لم يطلب ما لنفسه، بل قدم مشيئة الله، وعاش ومات لما هو للآخرين.
(9) المضيفة: هذه معايير هامه، فحدثنا عن بقية المعايير.
أبونا: ثالثا: معيار تقبل الآخرين:
(1) إسأل نفسك: هل تتقبل الآخرين على علَّاتهم (أى كما هم)؟ أم أننا نرفض هذا الشخص، ونبغض ذاك ونتجنب الآخر؟
(2) يقول القديس بولس (رو15: 7): "فاقبلوا بعضكم بعضاً كما قبلكم المسيح أيضاً لمجد الله"
رابعا: معيار الاحتمال:
(1) يوضح معلمنا بولس الرسول أهمية الاحتمال كمعيار للمحبة بقولــه (أف4: 2): "محتملين بضكم بعضاً فى المحـبة" (2) فهل تحتمل الآخرين، أم تثور وتغضب وتفقد أعصابك؟
(3) فى أحد سجون الاتحاد السوفيتى السابق، سأل أحد الضباط واحداً من المسيحيين الذين أفرط فى تعذيبهم: لماذا وبرغم من كل ما نسببه لكم من عذابات وآلام، لماذا لا نرى منكم إلا الحب؟ أجابه المسيحى: يا سيدى الضابط، هذه زهرة ياسمين ذات رائحة جميلة، تفيح برائحتها إذا وضعتها فى كوب ماء على مكتبك فإنها تعطيك رائحة جميلة، وإذا ألقــيتها أرضاً ودستها بأقدامك، فهى تعطى نفس الرائحة. لا فرق بين أن تكون على مكتبك، أو أن تكون تحت أقدامك، كذلك نحن نحب لأننا لا نستطيع إلا أن نحب.
** أحبائي المشاهدين إننا إذ نتعامل مع الآخرين من خلال أحشاء المسيح المُحبة، سوف تتغير أساليبنا تماماً بعمل روح الله فينا الذى ينمينا لنصير على صورة المسيح فى روعة محبته، فنحب الجميع حتى الأعداء ونبارك لاعنينا ونصلى لأجل الذين يسيئون إلينا ويطردوننا.
** ياربى يسوع المسيح الأبرع جمالاً فى محبتك الصادقة، أسألك أن تطبع صورتك فى حياتى وتعمل فىَّ بروحك حتى أنمو إلى تلك الصورة عينها فأشابهك فى محبتك للآخرين. وما أطلبه لنفسي أطلبه لأحبائي الآخرين. آمين.
(10) المضيفة: ما هي تدريبات الأسبوع:
أبونا: حفظ آية: (رو15: 7) "لذلك اقبلوا بعضكم بعضاً كما أن المسيح قبلنا لمجد الله" (رو15: 7)
المواظبة على الخلوة اليومية (كو2)
(11) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة في تأملات الخلوات. وأيضا سماع الآيات التي حفظناها.
ختام
(12) المضيفة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: (1) باسم الآب والابن والروح القدس ... (2) محبة الله الآب ... سلام.