حلقة الثلاثاء 4/3/2014م
روعة المسيح فى إتضاعه
(تقديم: ريتا)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (119) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (2) أسألك أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب نمو للمشاهدين. آمين.
(3) المضيفة: قد بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل مرة أخرى.
أبونا: مراحل الحياة الروحية، مبينة في هذا (الرسم البياني) التالي، وهي:
1ـ قبول المسيح
2ـ والثبات في الرب
3ـ النمو الروحي
4ـ النضوج الروحي
5ـ خدمة النفوس
6ـ وقيادة فريق للعمل الروحي
(4) المضيفة: هل يمكن أن تذكر المشاهدين بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا: تكلمت عن روعة المسيح في اتخاذه الكلمة دستوراً.
(5) المضيفة: وفيم ستكلمنا اليوم؟
أبونا: (1) إن طريق النمو الروحى هو نمو فى التشبه بشخص الرب يسوع، وهذا يتطلب التعرف على شخصيته بصورة دقيقة، حتى يتشبع المؤمن بسمات الرب وصفاته، فيتشبه به فى حياته وسلوكياته وصفاته وردود أفعاله.
(2) واليوم، سنركز الحديث حول :
1ـ روعة إتضـاع المسيح.
2ـ وسائل إقتناء الإتضاع.
3ـ وســـمات الإتضاع.
(6) المضيفة: لنبدأ بتوضيح روعة اتضاع المسيح.
أبونا: (1) ما أجمل قول الرب يسوع المسيح عن نفسه: "احملوا نيرى عليكم وتعلموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب، فتجدوا راحة لنفوسكم" (مت11: 29)، فليس النمو الروحى هو التفاخر بالمعلومات التى أعرفها، أو بالآيات التى حفظتها، بل هو سلوك مطابق لحياة المسيح فى كل شئٍ، ولا سيما سلوكه المتواضع برغم أنه هو الرب والسيد.
(2) والسيد المسيح فى تواضعه لم يكتف بمجرد الكلام، بل أوضح عملياً كيف كان متواضعاً بالفعل، حيث كتب عنه أنه: "صب ماء فى مغسل وابتدأ يغسل أرجل تلاميذه ويمسحها بالمنشفة التى كان متزراً بها" (يو13: 5).
(3) لقد قام بنفسه بغسل أرجل تلامـــيذه. فالقيادة عنده ليست فى ممارسة سلطة قهرية أو الظهور بمنظر التعالى والتشامخ. حاشا، وإنما مفهوم القيادة عنده هو الحب المتواضع بصورة عملية.
(4) ألم يقل هو عن نفسه: "إن ابن الإنسان أيضاً لم يأتِ ليُخدَم بل ليخدم، ويبذل نفسه فدية عن كثيرين" (مر10: 45)
(7) المضيفة: السؤال المهم هو كيف ننال الإتضاع في حياتنا نحن؟
أبونا: تواضع القلب لا يمكن الحصول عليه بالشكليات والمظاهر الخداعة، بل نحصل عليه من خلال:
1ـ التعلم من الرب يسوع نفسه
2ـ التجارب والضيقات
3ـ عمل روح الله فى القلب
4ـ تذكر الخطايا.
(1) فالتعلم من الرب يسوع هو بالتأمل المتواصل فى مدى تواضع المعلم القدوة والمثال الذى قال: "تعلموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب" (مت11 :29).
(2) لذا يحسن أن يسأل المؤمن نفسه: ماذا سيكون سلوك المسيح لو كان فى نفس موقفى؟ وهكذا أسلك مثله فتنطبع حياته المتواضعة على سلوكى وتصرفاتى فى المواقف.
(3) لذا يقول القديس مار اسحق السريانى: [كل من يرتدى حلة الاتضاع التى ظهر بها خالقنا بالجسد، فهو يلبس المسيح]
(4) وذات مرة سُئل القديس برصنوفيوس: [اخبرنى يا أبى، كيف يمكننى أن أقتنى الاتضاع؟ فأجاب: الرب علمنا ذلك بقوله: "تعلموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم. فإن كنت تريد أن تقتنى الاتضاع فافهم ماذا عمل وتأمل صبره، واصبر مثله، واقطع هواك (عواطفك) لكل أحد، لأنه قال إنى ما نزلت من السماء لأعمل مشيئتى بل مشيئة الذى أرسلنى. هذا هو الاتضاع الكامل، أن نحتمل الشتيمة والعار وكل شئ أصاب معلم الفضيلة ربنا يسوع المسيح.
(8) المضيفة: وكيف نتعلم الاتضاع من التجارب والضيقات؟
أبونا: (1) عندما يسمح الله للمؤمن بأن تجتاحه تجربة قاسية أو ضيقة شديدة، يكون هدفه من ذلك أن يقود المؤمن إلى حياة الانكسار فتتواضع روحه.
(2) تماماً كما حدث مع منسى الملك، إذ يسجل عنه الكتاب: "ولما تضايق طلب وجد الرب إلهه وتواضع جداً أمام إله آبائه" (2أخ33: 12)
(3) فياريتنا نستفيد وننتفع بمعاملاته الحكيمة معنا، حتى نحصل على روح الاتضاع من خلال التجارب والآلام والضيقات.
(9) المضيفة: حدثنا أيضا عن عمل روح الله فى القلب ليعطنا حياة الاتضاع.
أبونا: (1) الواقع أن التواضع والوداعة هما من ثمار الامتلاء بروح الله المتواضع (غل5: 22 ،23) "وأما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام، طول أناة لطف صلاح، إيمان وداعة تعفف"
(2) فعندما يمتلئ المؤمن بالروح القدس تنطبع فيه حياة الاتضاع، ويكون حساسا لأي حرب كبريائية، وبثمرة التعفف أي ضبط النفس يتحكم في حركات الإنسان العتيق ويضبطها.
(10) المضيفة: وماذا عن تذكر الخطايا وكيف يقود ذلك إلى الاتضاع؟
أبونا: (1) هذا أمر هام يمكننى أن أتعلم الاتضاع منه، فعندما أتذكر خطاياى، ومعاصىَّ يتضع قلبى ويهرب كبريائى،
(2) مثلما يحدث مع الطاووس الذى حينما يزهو بريشه الجذاب، ويتفاخر فى كبرياء، ينظر إلى قدميه القذرتين، فيعود له حياؤه وينكمش ريشه.
(3) لذا قال معلمنا داود النبى: "لأنى عارف بمعاصىَّ وخطيتى أمامى فى كل حين" (مز51: 3)
(4) ويقول القديس أثناسيوس الرسولى: [من يعاتبك ويوبخك على زلاتك، أحببه مثل نفسك واتخذه لكَ صديقاً]
(11) المضيفة: نأتي لنقطة سمات الاتضاع، فما هي صفات المؤمن المتضع؟
أبونا: (1) من السهل أن ينخدع الإنسان بأنه قد حصل على الإتضاع لمجرد أنه مشتاق إليه، أو لأنه يحاول إتباع بعض خطوات إقتنائه.
(2) ولكن ليحذر المؤمن، فقد تتوارى الذات ويختفى الكبرياء تحت قشرة سطحية من الإتضاع الزائف.
(3) لذا ينبغى أن نعرف معايير الإتضاع الحقيقى، وسمات حياة المؤمن المتضع التي منها:
1ـ عدم العجب بالنفس
2ـ عدم الافتخار
3ـ الاعتذار وطلب الغفران
(12) المضيفة: حدثنا عن سمة عدم العجب بالنفس.
أبونا: (1) الإنسان المتكبر شديد الإعجاب بنفسه وبأفكاره النيرة، ومجهوداته الجبارة، ورؤيته الثاقبة.
(2) أما الإنسان الروحى المتواضع فإنه يُرجع الفضل كله للرب" وشعاره أن "فضل القوة لله وليس منا" (2كو4: 7).
(3) لذلك فهو لا يُعجب بنفسه ولا يحسب نفسه أفضل من غيره، بل يعيش وفق الوصية: "لا شيئاً بتحزب أو عُجب (أى إعجاب بالنفس) بل بتواضع حاسبين بعضكم البعض أفضل من أنفسهم" (فى2: 3)
(13) المضيفة: وماذا عن عدم الافتخار؟
أبونا: (1) الإنسان المتكبر لا يكتفى بالإعجاب الداخلى بنفسه، بل تراه يفتخر أمام الآخرين بإنجازاته الفائقة وأعماله العظيمة وحسبه ونسبه وعلمه وماله ومقتنياته .. إلخ.
(2) أما الإنسان الروحى المتضع فإنما يفتخر بالرب إذ يقول الكتاب في (إر9: 23 ،24): "هكذا قال الرب لا يفتخرن الحكيم بحكمته ولا يفتخر الجبار بجبروته ولا يفتخر الغنى بغناه. بل بهذا ليفتخرن المفتخر بأنه يفهم ويعرفنى إنى أنا الرب الصانع رحمة وقضاء وعدلاً فى الأرض، لأنى بهذا أُسر يقول الرب"
(3) لذا قال القديس مار إسحق: [إن كل ما يفتخر به الإنسان يسمح الله بتغييره ليتضع]
(14) المضيفة: وماذا عن الاعتذار وطلب الغفران؟
أبونا: (1) ليس من السهل أن يتواضع الإنسان الطبيعى الخالى من النعمة ويقدم اعتذاراً للآخرين. ففى الإعتذار إنكسار.
(2) أما الإنسان الروحى الممتلئ نعمة فلا يجد صعوبة فى تقديم الإعتذار عن أخطائه حتى وإن كان لا يشعر أنه أخطأ،
(3) لكن طالما الطرف الآخر تأثر وشعر أنه جرح، فيسرع الأخ المتضع فى تقديم الإعتذار وطلب الصفح والغفران فى إنكسار قلب وانسحاق روح. متمماً قول الرب: "إن قدمت قربانك إلى المذبح وهناك تذكرت أن لأخيك شيئاً عليك، فاترك قربانك قدام المذبح واذهب أولاً اصطلح مع أخيك وحينئذ تعالَ وقدم قربانك" (مت5: 23 ،24)
(4) من هذه المعايير وغيرها نستطيع أن نعرف إن كنا نحمل قلباً متواضعاً أم أن تواضعنا زائف.
(5) ليتنا نتأمل فى روعة تواضع الرب يسوع المسيح المعلم والمثل والقدوة، وبروحه الساكن فينا يكسبنا حياة الإتضاع الحقيقى الذى هو سمة صادقة من سمات النمو الروحى السليم. آمين.
(15) المضيفة: ما هو التدريب الروحى للأسبوع؟
أبونا: (1) حفظ آية: (مت5: 23 ،24) "فإن قدمت قربانك إلى المذبح، وهناك تذكرت أن لأخيك شيئاً عليكَ، فاترك هناك قربانك قدام المذبح واذهب أولاً اصطلح مع أخيك وحينئذ تعال وقدم قربانك" (مت5: 23 ،24)
(2) المواظبة على الخلوة اليومية (كولوسي 1)
(16) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة في تأملات الخلوات. وأيضا سماع الآيات التي حفظناها.
ختام
(17) المضيفة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: (1) باسم الآب والابن والروح القدس ... (2) محبة الله الآب ... سلام.