117ـ روعة المسيح في انفتاحه للتعلم
حلقة الثلاثاء 25/2/2014م
(تقديم: هدى)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (117) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (2) أسألك أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب نمو للمشاهدين. آمين.
(3) المضيفة: قد بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل مرة أخرى.
أبونا: مراحل الحياة الروحية، مبينة في هذا (الرسم البياني) التالي، وهي:
1ـ قبول المسيح
2ـ والثبات في الرب
3ـ النمو الروحي
4ـ النضوج الروحي
5ـ خدمة النفوس
6ـ وقيادة فريق للعمل الروحي
(4) المضيفة: هل يمكن أن تذكر المشاهدين بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا: تكلمت عن روعة المسيح اللــؤلــؤة الثمـــينة
1ـ روعة اللؤلؤة فى قيمـتها .
2ـ روعة اللؤلؤة فى فرادتها .
3ـ روعة اللؤلؤة فى جاذبيتها
(5) المضيفة: وفيم ستكلمنا اليوم؟
أبونا: (1) قلت سابقا أن التشبع بروعة المسيح هو سر النمو الروحى. إذ يجعل المؤمن يسعى بجدية لإتباع خطواته والتشبه به. وكلما ازداد المؤمن فى التشبه بصورة الرب يسوع، كلما نما فى حياته الروحية متغيراً إلى تلك الصورة عينها.
والواقع أن النمو فى حياة المؤمن لا يمكن أن يتحقق إلا إذا كان منفتحاً للتعلم والمعرفة والتدريب حتى يتطور وينمو. ولنا فى حياة السيد المسيح خير المثال، فبرغم أنه كان معلم المعلمين، إلا أنه كان منفتحاً للتعلم، فى إتضاع دون كبرياء.
(2) لهذا سأتكلم عن روعة المسيح مثال الانفتاح للتعلم.
وسنركز الحديث حول :
1ـ روعة انفــتاح المسيح للتعلم.
2ـ جوانب التعلم فى حياة المؤمن.
3ـ مصادر التعلم فى حياة المؤمن.
(6) المضيفة: لنبدأ بروعة انفــتاح المسيح للتعلم. فماذا تريد أن تقول عن ذلك؟
أبونا: (1) لقد كان السيد المسيح من الجانب البشرى أي بحسب ناسوته منفتحاً للتعلم والنمو. لذا نجد مسجلاً عنه فى حادثة بحث يوسف النجار والعذراء مريم عنه في الهيكل، عندما كان عمره 12 سنة: يقول الكتاب (لو2: 46) "وبعد ثلاثة أيام وجداه فى الهيكل جالساً فى وسط المعلمين يسمعهم ويسألهم"
(2) لقد كان يسمع ويسأل ويتعلم. ولهذا كتب عنه معلمنا لوقا في (لو2: 52): "وأما يسوع فكان يتقدم فى الحكمة [أي العقل] والقامة [النمو الجسدى] والنعمة [النمو الروحى] عند الله والناس"
(3) بل أكثر من ذلك فالسيد المسيح قيل عنه في (عب5: 8): " مع كونه ابناً تعلم الطاعة مما تألم به"
(4) هذا هو طريق التعلم الحقيقى، التعلم من الألم، وليس أن يبكى حظه العاثر، أو يرثى لحاله ويشفق على نفسه كما يفعل الانسان الجاهل. حاشا، بل تعلم الطاعة العملية وسط الآلام.
(5) يقول القديس يوحنا ذهبى الفم: "فإنه وهو ابن الله قد تعلم الطاعة مما تألم به، فكم بالأكثر ينبغى أن نكون نحن؟"
(7) المضيفة: ما هي جوانب التعلم في حياة المؤمن؟
أبونا: يحتاج المؤمن أن يكون منفتحاً للتعلم والمعرفة فى جانبين:
1ـ الجانب الإيمانى.
2ـ الجانب السلوكى.
أولا: الجانب الإيمانى: وهو النمو فى المعرفة.
(1) فينبغى أن يكون ذهن المؤمن منفتحاً ليتعلم المزيد من جهة الإيمان والمعرفة الذهنية عن الرب يسوع، كما يقول الكتاب في (2بط3: 18): "انمو فى النعمة وفى معرفة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح"
(2) والنمو فى النعمة كما يقرر الرسول مرهون بالنمو فى المعرفة، وبالتحديد فى معرفة الرب يسوع المسيح. لذلك لا يصح أن يكون المؤمن مكتفياً بالقليل الذى عنده من المعرفة، بل يسعى دائماً للمزيد من خلال دراساته فى الكتب المقدسة، وفى الكتب الروحية، وفى الاستماع إلى الآباء الكهنة والمرشدين الروحيين، فينهل من جوانب المعرفة الروحية المتعددة.
(8) المضيفةك وماذا عن الجانب السلوكي؟
أبونا: الجانب السلوكى: وهو المجال التطبيقي العملي في حياة المؤمن.
(1) فالواقع إن الانفتاح للتعلم لا يكون فقط على مستوى المعرفة الذهنية، بل على المؤمن أن ينمو فى التدقيق والالتزام بالجانب السلوكى فى حياته. لذا قال معلمنا بولس الرسول (1تس4: 1): "فمن ثَمَّ أيها الأخوة نسألكم ونطلب إليكم فى الرب يسوع أنكم كما تسلمتم منا كيف يجب أن تسلكوا وترضوا الله تزدادون أكثر"
(2) أى ينمو المؤمن فى السلوك كنتيجة أكيدة وكتطبيق عملى للنمو فى النعمة والمعرفة.
(3) فإن معرفتنا للمسيح تدعونا أن نتشبه به في سلوكه وأسلوب حياته.
(9) المضيفة: نأتي إلى النقطة الثالثة في الانفتاح للتعلم وهي: مصادر التعلم. فما هي؟
أبونا: هناك عدة مصادر شرعية لينهل منها المؤمن علماً ومعرفةً لنموه الروحى، منها:
(1) الكتاب المقدس:
أى كلمة الله الحية التى هى دستور المؤمن، فهو المصدر الأول الرئيسى للتعلم والمعرفة، لذا قال معلمنا بولس لتلميذه الأسقف تيموثاوس (2تى3: 16): "كل الكتاب هو موحى به من الله، ونافع للتعليم والتوبيخ، للتقويم والتأديب الذى فى البر"
لذلك ينبغى أن يواظب المؤمن على خلوته اليومية، ويطبق ذلك على حياته وسلوكياته حتى ينمو فى الحكمة والنعمة أمام الله والناس.
(10) المضيفة: وما هو المصدر الثاني؟
أبونا: المرشدون الروحيون: (1) وهم مصدر هام من مصادر المعرفة والنمو الروحى، لهذا قال معلمنا بولس الرسول (عب13: 7): "اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله، انظروا إلى نهاية سيرتهم، وتمثلوا بإيمانهم"، لذلك على المؤمن أن يرتبط بشدة مع أب اعترافه ومرشده الروحى ليتعلم كيف يسلك ويُرضى الله.
(2) يقول القديس دوروثيئوس عن احتياجنا للمرشدين الروحيين بالإضافة إلى الكتاب المقدس: "هل رأيت ماذا تعلمنا الكتب السماوية؟ إنها تعلمنا ألا نعتمد على فكرنا الخاص، ونظن أننا نعلم كل شئ، ونتوهم أننا قادرون على إرشاد أنفسنا، بل نحن محتاجون إلى المساعدة، وإلى من يرشدنا فى الله".
(11) المضيفة: وما هو المصدر الثالث؟
أبونا: الألم والتوبيخ: (1) وهذا المصدر صعب، وقد يعترض عليه البعض، لكن ألم يتعلم السيد المسيح الطاعة مما تألم به؟ (عب5: 8) لذا فعلى المؤمن ألا يتذمر من الآلام، بل يتعلم كيف يسلك مع الله ويرضيه وسط الآلام.
(2) لذا قال الحكيم سليمان (أم15: 32): "من يرفض التأديب يرذل نفسه، ومن يسمع للتوبيخ يقتنى فهماً"
(3) لذلك يحسن للمؤمن أن يكون مستعداً للتعلم من كل من يوبخه لا أن يشفق على نفسه ويغضب من التوبيخ.
(4) وفى هذا الصدد يقول بستان الرهبان ص 322: "الأحزان هى مكاوى يسوع، فمن أراد أن يبرأ من أسقامه يلزمه حتماً أن يصبر على ما يأتى عليه من الطبيب، فمكوى يسوع هو ذاك الذى يهينك، لأنه إن كان يشتمك إلا أنه يريحك من السبح (المجد الباطل)، فدواء يسوع المنقى هو من يرذلك ويوبخك لأنه يريحك من التنعم، فإن لم تحتمل شرب الأدوية تظلم نفسك وحدك، أما الأخ فلم يسبب لك ضرراً ما"
** ليتنا جميعاً ننظر إلى الرب يسوع مثلنا الأعلى فى انفتاحه للتعلم ونموه فى الحكمة والنعمة، حتى نعيش نحن فى انفتاحٍ للتعلم نظيره حتى ننمو فى حياتنا الروحية لنصل إلى تحقيق تلك الصورة عينها فى حياتنا. آمين.
(12) المضيفة: ما هو التدريب الروحى للأسبوع؟
أبونا: (1) حفظ آية: (أم15: 32) "من يرفض التأديب يرذل نفسه ومن يسمع للتوبيخ يقتنى فهماً" (أم15: 32)
(2) المواظبة على الخلوة اليومية (في3).
(13) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة في تأملات الخلوات. وأيضا سماع الآيات التي حفظناها.
ختام
(14) المضيفة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: (1) باسم الآب والابن والروح القدس (2) محبة الله الآب سلام.
