116ـ روعة المسيح اللؤلؤة الثمينة
حلقة الثلاثاء 18/2/2014م
(تقديم: نتاشا)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (116) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (2) أسألك أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب نمو للمشاهدين. آمين.
(3) المضيفة: قد بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل مرة أخرى.
أبونا: مراحل الحياة الروحية، مبينة في هذا (الرسم البياني) التالي، وهي:
1ـ قبول المسيح
2ـ والثبات في الرب
3ـ النمو الروحي
4ـ النضوج الروحي
5ـ خدمة النفوس
6ـ وقيادة فريق للعمل الروحي
(4) هل يمكن أن تذكر المشاهدين بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا: تكلمت عن روعة المسيح المعــــلم العظــــيم:
1ـ روعة المعلم فى قدوته.
2ـ روعة المعلم فى مبادئه.
3ـ روعة المعلم فى خطته.
(5) المضيفة: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: (1) سأتكلم عن جانب آخر من روعة المسيح وهو: روعة المسيح اللــؤلــؤة الثمـــينة
(2) قال السيد المسيح: (مت13: 46 ، 47) "يشبه ملكوت السموات إنساناً يطلب لآلى حسنة، فلما وجد لؤلؤة واحدة كثير الثمن، مضى وباع كل ما كان له وأشتراها"
(3) فالمؤمن الذى قَبِلَ الرب يسوع فى قلبه، تنشأ داخله أشواق ملتهبة لتزداد معرفته بشخصه العجيب المبارك. وكلما عرفه أكثر، أحبه أكثر، وكلما تشبع بحبه إلتهبت أحشاؤه بشوق جارف ليتبعه كل أيام حياته. لذا ففى هذه المرحلة من حياتنا الروحية، وهى مرحلة النمو الروحىـ نسلط الأضواء على شخص الرب يسوع المسيح حتى تزداد معرفتنا بروعته الأخاذة، فنرى فيه اللؤلؤة الواحدة كثيرة الثمن التى نجدها فنترك كل شئ لنقتنيها.
(6) المضيفة: هل يمكن أن تعرفنا أولا باللؤلؤة في حد ذاتها؟
أبونا: (1) واللؤلؤ حيوان صدفى رخو موجود فى المحيطات، يحدث له وهو يبحث عن طعامه قرب الشواطئ أن تدخل ذرة من الرمل داخل أغشيته الرقيقة، وتجرحه، فيفرز مادة تجف وتتحول إلى اللؤلؤ الذى يصطاده الصيادون. (2) ويقال أن أكبر لؤلؤة فى العالم موجودة اليوم فى التاج الملكى البريطانى.
(7) المضيفة: وما تطبيق ذلك على المسيح كلؤلؤة فريدة؟
أبونا: (1) اللؤلؤة الواحدة التى وجدها التاجر هي شخص الرب يسوع، والذى جُرِحَ على الصليب عنا فجرى منه دم وماء لغفران خطايانا.
(2) لذا نصلى فى التسبحة المقدسة فى إبصالية (تسبيحة) يوم الاثنين ونقول: "هذا هو الحجر الكريم الحقيقى [الؤلؤة] الكثير الثمن الذى باع الرجل التاجر كل ما له واشتراه"
(3) وفى إبصالية يوم الأربعاء نقول: "فلنا الجوهرة اللؤلؤة الكثيرة الثمن، الاسم الحلو المملوء مجداً الذى لربنا يسوع المسيح"
(8) المضيفة: وما هي العناصر الرئيسية لموضوع اللؤلؤة الثمينة؟
أبونا: وسنركز الحديث حول:
1ـ روعة اللؤلؤة فى قيمـتها .
2ـ روعة اللؤلؤة فى فرادتها .
3ـ روعة اللؤلؤة فى جاذبيتها .
أولا: روعة اللؤلؤة فى قيمـتها:
(1) لقد وضح السيد المسيح أن اللؤلؤة هى كثيرة الثمن، حتى أن التاجر باع كل ما كان له ليقتنيها (مت13: 46)
(2) وفي الحقيقة ما أثمن هذه اللؤلؤة وما أعظم قيمة الرب يسوع لدى من يعرفه، فهو:
1ـ الإله غير المحدود الذى مجده فوق السموات،
2ـ وهو الحكمة الغالية التى قال عنها الحكيم سليمان: "الحكمة خير من اللآلى، وكل الجواهر لا تساويها" (أم8: 11)
(3) أخى، هل تعرف قيمة الرب يسوع المسيح ومقداره؟ ماذا يساوى فى نظرك؟
1ـ لقد نظر إليه يهوذا الاسخريوطى أنه يساوى ثلاثين من الفضة فباعه لليهود ليقتنى هذا المبلغ التافه. ولو عرف قيمته حقاً لما فرط فيه مقابل أموال الدنيا كلها.
2ـ أما معلمنا بولس الرسول الذى عرف قدره فقال: "ما كان لى ربحاً فهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارة، بل إنى أحسب كل شئٍ أيضاً خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربى الذى من اجله خسرت كل الأشياء وأنا أحسبها نفاية لكى أربح المسيح وأوجد فيه" (فى3: 7 ـ 9)
فى البداية حسب التضحية من أجل المسيح خسارة ، ثم حسبها نفاية (قمامة) ليقتنى المسيح اللؤلؤة الفريدة.
3ـ لذا قال آساف المرنم فى المزمور: "من لى فى السماء ومعك لا أريد شئياً فى الأرض" (مز73: 25)
** يا ليت الرب يكشف عن عيوننا لندرك قدر المسيح فنقدِّره حق قدره ونضحى بكل شئ من أجل إقتنائه.
(9) المضيفة: نأني للنقطة الثانية وهي: روعة اللؤلؤة فى فرادتها وتطبيق ذلك على المسيح؟
أبونا: (1) لقد وجد التاجر "لؤلؤة واحدة" أى لا مثيل لها. وهكذا الرب يسوع المسيح فى فرادته وحيد الجنس لا مثيل له وليس من يشبهه، فهو الابن الوحيد (يو3: 16)
(2) ويوم تعلقت أنظار تلاميذ المسيح على جبل التجلى بموسى وإيليا وتمسك بطرس بوجودهما مع الرب يسوع قائلا (مر9: 5) "فلنصنع ثلاث مظال لك واحدة و لموسى واحدة ولايليا واحدة" إذ بهم يرفعون أعينهم "فلم يروا إلا يسوع وحده" (مت17: 8)
(3) نعم، "ليس بأحد غيره الخلاص، لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أُعطى بين الناس به ينبغى أن نخلص" (أع4: 12)
(4) إنه اللؤلؤة الوحيدة، ومن يجده يجد النصيب الصالح فالحاجة إليه، كما قال لمرثا (لو10: 41 و42): "أنتِ تهتمين وتضطربين لأجل أمور كثيرة، ولكن الحاجة إلى واحد، فاختارت مريم النصيب الصالح الذى لن ينزع منها"
(5) هل رأيت يسوع الفريد؟ هل عرفته وعرفت تفرده عن البشر؟ إنه الأبرع جمالاً.
(6) صل له ليكشف عن عينيك فترى فرادته فترنم له قائلاً: وحدك يا يسوع وليس سواك * أحبك يا يسوع ولا حدش وياك. ولا حدش وياك.
(10) المضيفة: وماذا عن المسيح روعة اللؤلؤة فى جاذبيتها؟ وهي النقطة الثالثة.
أبونا: (1) ما من شك أن التاجر الذى أقتنى هذه اللؤلؤة الفريدة، كان مبهوراً بجمالها وبريقها الجذاب.
(2) وهذا نفس ما يحدث لمن يقتنى لؤلؤة الحياة الرب يسوع فى قلبه، فيُسبى فى جماله، وبهاء جلاله. لهذا قال معلمنا داود (مز27: 4) "واحدة سألت من الرب وإياها ألتمس أن أسكن فى بيت الرب كل أيام حياتى لكى انظر إلى جمال الرب وأتفرس فى هيكله"
(3) إن جاذبية السيد المسيح هى التى شدت العروس أن تقول (نش1: 4) "اجذبنى وراءك فنجرى، أدخلنى الملك إلى حجاله، نبتهج ونفرح بك، نذكر حبك أكثر من الخمر بالحق يحبونك"
(4) هذا هو الرب يسوع المسيح اللؤلؤة الفريدة الذى وجده الآباء الرسل فتركوا كل شئ وتبعوه (لو5: 28)
(5) وأيضاً وجده القديسون على مر الأجيال فباعوا كل ما كان لهم وتمتعوا به فى قلوبهم وعاشوا مسبيين بروعته.
(6) فها هو القديس الأنبا أنطونيوس أب الرهبان يترك 300 فدان من أجود أراضى الصعيد ليقتنى اللؤلؤة الوحيدة فتجذبه بروعتها وفرادتها كالمغناطيس حين يدخل الحديد فى مجاله، فيجتذبه.
** عزيزي المشاهد، هل وجدت الرب يسوع كأعظم لؤلؤة فى حياتك؟
** هل تستطيع أن تضحى بشهواتك ورغباتك الجسدية وتعلقات قلبك لكى تقتنيه؟
** هل بريق الرب يسوع المسيح يجذبك لتتبعه وتعيش له؟
** طلبتى إلى الله أن يشرق بنوره فى أعماق قلبى وقلبك فنراه لؤلؤة فريدة كثيرة الثمن حتى نترك كل شئ من أجله. آمين.
(11) المضيفة: شكرا لله على هذه النعمة. نأتي إلى تريبات الأسبوع, ما هي؟
أبونا: التدريب الروحى للأسبوع: (1) حفظ آية: (مت13: 46) "فلما وجد لؤلؤة واحدة كثيرة الثمن مضى وباع كل ما كان له وأشتراها" (مت13: 46)
المواظبة على الخلوة اليومية (في2).
(12) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة في تأملات الخلوات. وأيضا سماع الآيات التي حفظناها.
ختام
(13) المضيفة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: (1) باسم الآب والابن والروح القدس (2) محبة الله الآب سلام.