91ـ الله أب فاشهد له بين أحبائك
(كيف أثبت في المسيح)
حلقة الثلاثاء 27/8/2013م
(تقديم: نتالي)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (91) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (2) أسألك أن تبارك حلقة هذا اليوم من أجل خلاص وبركة الكثيرين. آمين.
(3) المضيفة: بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل مرة أخرى.
أبونا: مراحل الحياة الروحية، مبينة في هذا (الرسم البياني) التالي، وهي:
1ـ قبول المسيح
2ـ والثبات في الرب
3ـ النمو الروحي
4ـ النضوج الروحي
5ـ خدمة النفوس
6ـ وقيادة فريق للعمل الروحي
(4) المضيفة: هل يمكن أن تلخص موضوع الحلقة السابقة؟
أبونا: تكلمت عن "الله أبٌ يغير عاداتك"
(5) المضيفة: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: سأتكلم أيضا في دائرة "الثبات في المسيح" عن عامل هام هو: "الله أبٌ فاشهد عنه لأحبائك"
وسوف أركز على:
1ـ تكليف أبوى
2ـ واجب بنوى
3ـ أسلوب روحى
أولا: التكليف الأبوى الذى يكلف به الرب أولاده: (1) وهو أن يشهدوا للبعيدين عن حبه وخلاصه.
(2) والواقع أن هذا الأمر لا يتطلب مقدرة معينة للوعظ أو الخطابة، بل يتعلق بقلب انفتح للمسيح وأعطاه مكاناً لائقاً به يصل من خلاله إلى الآخرين.
(3) قال المسيح لتلاميذه: (أع1: 8) "لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونــون لي شــهوداً في أورشـليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض"
(4) ونرى الرب يقول لشعبه فى العهد القديم (إش43: 12): "أنتــــم شهودي يقول الرب"
(5) وهو نفس ما أعلنه الرب لمعلمنا بولس الرسول فى بداية خدمته (أع26: 16): "ولكن قم وقف على رجليك لأني لهذا ظهرت لك لأنتخبك خادماً وشاهداً بما رأيت وبما سأظهر لك به"
(6) المضيفة: وما هو موضوع الشهادة هذا؟
أبونا: (1) الواقع أننا نـرى فى المحاكم، شهود نفى، وشهود إثبات. والمحكمة تستمع لهم، ثم تأخذ قرارها.
(2) وليس على الشهود أن يبدو آرائهم وإقتراحاتهم فى القضية، لكن كل ما عليهم أن يخبروا بما رأوا وبما سمعوا.
(3) كذلك فى قضية الخلاص، الله يريد من أولاده أن يكونوا شهود إثبات في هذه القضية، يخبّرون بعمله العجيب الذى عمله فى قلوبهم إذ دخل فيها وأنار لهم الحياة والخلود.
(4) وبالطبع يأتى الشيطان بشهود نفى فى القضية ينكرون عمل المسيح وتغييره للقلب والحياة.
(5) وعلى القاضي ـ وهو ضمير وعقل كل إنسان ـ أن يحكم ويختار، وبناء على قراره يتبرر الإنسان بقبول المسيح، أو يدان برفضه.
(6) فالأمر جد خطير، فإما أن نقبل هذا التكليف من الله فنكون له شهود فى قضية خلاصنا، وإما أن نتراجع تحت أى مسمى، حتى لو كان الإتضاع وعــدم الإستحقاق، فنرفض أن نكون له شهوداً.
(7) فلا يمكن أن تُخفى مدينة موضوعة على جبل، ولا يوقدون سراجاً ويضعونه تحت مكيال. بل يضعونه على المنارة يضئ قدام الناس. لذا فإن كان نور المسيح فى القلب فلا بد أن نشهد له. يقول الكتاب عن المسيح نور العالم (مر7: 24): "ودخل بيتاً وهو يريد أن لا يعلم أحد فلم يقدر أن يختفي"
(8) يقول القديس يوحنا ذهبى الفم:"إنك مصباح، وعندما تضئ يُضاء منك آلاف المصابيح، أما إذا انطفأ فلا يعطى ضوءاً لنفسه، ولا يضئ غيره من المصابيح. [وأضاف] لا تقل أنك لا تستطيع أن تؤثر فى الآخرين، فإنك مادمت مؤمناً يستحيل ألا تكون صاحب تأثير، فإن هذا هو جوهر المؤمن"
(7) المضيفة: نأتي إلى النقطة الثانية وهي: واجب بنوى. فما هو هذا الواجب البنوى؟
أبونا: تتضح أهمية الشهادة مما يلي:
1ـ شهادة التلاميذ لخلاص المسيح
2ـ شهادة السامرية لتغيير المسيح لها
3ـ شهادة الأعمى لشفاء المسيح له
(8) المضيفة: حدثنا عن هذه الشهادات.
أبونا: (1(شهادة التلاميذ لخلاص المسيح:
يقول الكتاب (أع10: 42): "وأوصانا أن نكرز للشعب ونشهد بأن هذا هو المعين من الله دياناً للاحياء والأموات"
ولقد قَبِلَ التلاميذ هذا التكليف وجالوا مبشرين بالكلمة فى كل مكان مهما كانت الصعاب والآلامات، لكنهم يؤدون بكل الحب واجب الشهادة لخلاص المسيح المجانى.
(2(شهادة السامرية لتغيير المسيح لها:
كذلك السامرية بعدما تقابلت مع المسيح وتغيرت حياتها، على الفـور تركت جرة حياتها القديمة، وذهبت إلى مدينتها، وقالـت (يو4: 29): "هلموا انظروا إنسانا قال لي كل ما فعلت، ألعل هذا هو المسيح". فالسامرية لم تكن واعظة، ولم تتلقى تدريباً مكثفاً فى علم الكرازة، ولم يكن لديها شهادة معتمدة فى مادة التبشير. لكنها تقابلت مع المسيح الذى غير حياتها، فوجدت فيه الفادى والمخلص، فأخبرت الناس عنه. كالعطشان الذى وجد ينبوع ماء حى، فذهب لإخوته العطشى وأخبرهم عن الينبوع.
(9) المضيفة: وماذا عن شهادة الأعمى عن شفاء المسيح؟
أبونا: (1) لقد شهد الأعمى عن شفاء المسيح له وتحولـه من الظلمة إلى النور فقال (يو9: 25): "إني كنت أعمى والآن أبصر"
(2) حينما يجد أي أحد فى الأوكازيون تخفيضاً كبيراً على سلعة معينة، ألا يتلفن إخوته وأحباءه ويخبرهم عن هذه الفرصة ليغتنموها؟ كذلك الحال فى خلاص المسيح المجانى، وفدائه الكفارى. ألا نذهب لإخوتنا ونخبرهم عن هذه الفرصة الثمينة لينالوا من هذا الخلاص العجيب؟
(3) لذا قال معلمنا يوحنا الحبيب (1يو1: 3): "الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به لكي يكون لكم أيضاً شركة معنا وأما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع إبنه يسوع المسيح"
(4) لذا قال القديس يوحنا ذهبى الفم: "لا أقدر أن أصدق خلاص إنسان لا يعمل من أجل خلاص أخيه، فليس شيئاً تافهاً مثل مسيحى لا يهتم بخلاص الآخرين"
(10) المضيف: نأتي إلى الشهادة بالأسلوب الروحى فما ابعاد هذا الأسلوب الروحي؟
أبونا: هناك:
1ـ شهادة الحياة المشعة
2ـ شهادة الكلمات النافعة
أولا: شهادة الحياة المشعة: قال معلمنا بولس الرسول (تى2: 7): "مقدماً نفسك في كل شيء قدوة للأعمال الحسنة ومقدماً في التعليم نقاوة ووقاراً وإخلاصاً"
(2) فحين يرى الناس أعمالنا الحسنة فبالتالى يمجدون أبانا الذى فى السموات.
(3) أخى الحبيب، إن الشمس التى تشرق لا نسمع لها صوتاً، لكن بريقها لا يمكن لأحد أن ينكره. كذلك إن التغيير القلبى هو أروع دليل وأقوى شهادة عن عمل المسيح المغير.
(4) يقول القديس يوحنا ذهبى الفم: "الناس في الكنيسة يسمعوننى مرة فى الشهر أو مرتين وربما أقل، وحتى إن حفظوا ما يسمعونه فسرعان ما ينسونه، أما إذا رأوا حياة إنسان على الدوام فينالون منه نفعاً عظيماً. [وأضاف] اوجه حديثى للجميع بصفة عامة، كما لكل فرد على وجه الخصوص، ليهتم كل واحد بخلاص أقربائه"
(11) المضيفة: حدثنا أيضا عن: شهادة الكلمات النافعة.
أبونا: (1) وهى الكلمات التى تعبِّر عن عمل المسيح المغير للحياة، فلا نكتفى بالسلوك اللائق كأولاد لله برغم أهميته، لكن يجب أن نتكلم عن هذا المخلص مع الآخرين، حتى لا يُرجع الآخرون الفضل فى السلوك الفاضل إلى الأدب والتربية وأصل العائلة العريق.
(2) لذا قال الرب يسوع للمقيد بالشــياطين بعد أن حرره (لو8: 39): "ارجع الى بيتك وحدث بكم صنع الله بك فمضى وهو ينادي في المدينة كلها بكم صنع به يسوع"
(3) أخى الحبيب ، هذه لمحة موجزة عن أبوة الله التى تتطلب منا أن نشهد عن عمله الإختبارى، فلا نتقوقع حول ذاوتنا، بل نذهب إلى أخوتنا وأحبائنا ونشهد كشهود إثبات عن عمله فى حياتنا بالسلوك، وبالكلام.
(4) فالقديس أغسطينوس قدم لنا شهادته بكل وضوح في كتابه إعترافات القديس أوغسطينوس، وكذلك القديس موسى الأسود، والقديسة مريم المصرية وغيرهم الكثير الذين يذخر بهم تاريخ الكنيسة.
(5) يقول المتنيح البابا المعظم الأنبا شنوده الثالث فـى كتابـه ( الخدمة الروحية والخادم الروحى ص 93) عن الخادم الروحى: "إنه إنسان عاش مع الله واختبر الطريق الموصل إلى الله، وهو يحكى للناس عن هذا الطريق الذى اختبره وسار فيه زماناً. فيحكى كل ذلك بطريقة موضوعية بعيدة عن الذات" [ويضيف قائلاً]: "الخادم الحقيقى هو إنسان حامل الله (ثيئوفورس). إنه إنسان عاش مع الله وذاق حلاوة العشرة معه، وهو يقدم هذه المذاقة إلى الناس"
(6) ليعطنا الرب أن نشهد عنه فى كل مكان. آمين.
(12) المضيفة: ما هو تديب هذا الأسبوع؟
أبونا: التدريب الروحى للأسبوع:
(1) حفظ آية: (1يو1 : 3) "الذى رأيناه وسمعناه نخبركم به لكى يكون لكم أيضاً شركة معنا وأما شركتنا نحن فهى مع الأب ومع إبنه يسوع المسيح" (1يو1 : 3)
(2) المواظبة على الخلوة اليومية (يوحنا 7).
(13) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة في تأملات الإصحاح السابع من إنجيل يوحنا. وبخصوص حفظ كلمة الله يسعدني سماع الآيات التي حفظناها: 1ـ (يو1: 12) 2ـ (فى4: 6 ،7) 3ـ (رو16: 20) 4ـ (ميخا7: 8) 5ـ (أش54: 10) 6ـ (مت16: 18) 7ـ (فى4: 13)
ختام
(14) المضيفة: شكرا جزيلا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: (1) باسم الآب والابن والروح القدس: 1ـ صلاة 2ـ ومن أجل الذين طلبوا أن نذكرهم (3) محبة الله الآب ... مع جميعكم، (4) وإلى اللقاء أيها الأحباء. سلام.
