90ـ الله أب يغير عاداتك
(كيف أثبت في المسيح)
حلقة الثلاثاء 20/8/2013م
(تقديم: هدى)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (90) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (2) أسألك أيضا أن تبارك حلقة هذا اليوم من أجل خلاص وبركة الكثيرين. آمين.
(3) المضيفة: بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل مرة أخرى.
أبونا: مراحل الحياة الروحية، مبينة في هذا (الرسم البياني) التالي، وهي:
1ـ قبول المسيح
2ـ والثبات في الرب
3ـ النمو الروحي
4ـ النضوج الروحي
5ـ خدمة النفوس
6ـ وقيادة فريق للعمل الروحي
(4) المضيفة: هل يمكن أن تلخص موضوع الحلقة السابقة؟
أبونا: تكلمت عن " الله أبٌ لعائلة هي الكنيسة"
(5) المضيفة: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: سأتكلم أيضا في دائرة "الثبات في المسيح" عن عامل هام هو: "الله أبٌ يغيِّر عاداتك"
وسوف أركز على:
1ـ روعــة التغيير.
2ـ إمكانيـات القدير.
3ـ دور خـطـــير.
أولاً: روعة التغيير: تعلمنا كلمة الله أن المسيحية هى ديانة التغيير. فما لم تستطع ديانات وثقافات العالم وحضاراته أن تغيره فى الإنسان تستطيع نعمة الله أن تغيره فينا، فالمسيح يغير فى مجالين:
(1) تغيير الشكل الخارجى: لذا أوصانا معلمنا بولس الرسول قائلاً (رو12: 2): "ولا تشاكلوا أهل هذا الدهر، بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم، لتختبروا ما هى إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة"، فالمؤمن يجب أن يتغير لتكون له صورة المسيح.
(2) تغيير الجوهر الداخلى: 1ـ ليس الأمر فقط بالمظاهر وتغيير الشكل الخارجى، بل بالأولى بتغيير الجوهر الداخلى، كما قال الكتاب: (أف4: 22 ـ 24) "أن تخلعوا من جهة التصرف السابق الانسان العتيق الفاسد بحسب شهوات الغرور، وتتجددوا بروح ذهنكم، وتلبسوا الإنسان الجديد المخلوق بحسب الله في البر وقداسة الحق"
2ـ لاحظ وجود 3 أوامر فى هذه الآيات: تخلعوا ـ تتجددوا ـ تلبسوا. وهذه هى الخطوات العملية التى يجب أن يسلك فيها المؤمن حتى تتغير عاداته القديمة، إذ يأتى للمسيح ليخلع من حياته أعمال الإنسان العتيق، ويجدد طبيعته، ويلبسه حلة العادات الجديدة.
3ـ ولنا فى حياة رجال الله القديسين الأمثلة الكثيرة، الذين تغيرت حياتهم. مثل القديس أغسطينوس الذى كان مستعبداً لعادات شريرة، إلى درجة أن كان له ابن فى الحرام. لكنه عندما فتح حياته للمسيح، خلع منه عاداته القديمة، وتجددت حياته، ولبس ثوب البر، حتى قال للمرأة التى كان هو مرتبطاً بعادات شريرة معها: [إن اغسطينوس الذى تعرفينه وتريدينه قد مات]
4ـ ويقول القديس امبروسيوس: "ليكن هدفنا هو تدريب القلب لا على كراهية العالم فحسب، بل بالحرى على حب السماء والتمتع بالله المشبع للنفس"
(6) المضيفة: بخصوص إمكانيات القدير ما هو الدور الذى يقوم به الله لتغيير عاداتنا القديمة وإحلال عادات جديدة بدلاً منها؟
أبونا: نحن بأنفسنا لا نستطيع أن نفعل شيئا، بل من خلال الله كأب نستطيع كل شئ. فالله بقدرته الفائقة يقوم بالتالي:
1ـ يزرع رغبة التغيير فى القلب
2ـ يهب القوة والقدرة على التغيير
3ـ يساعد المؤمن الثابت فيه على التغيير
أولا: يزرع رغبة التغيير فى القلب: يقول معلمنا بولس الرسول: (فى2: 13) "لأن الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا من أجل المسرة"، فالله هو الذى يـزرع رغبة التغيير فى القلب، ويكره المـؤمن عاداته القديمة. فقد يكون معتاداً على شرب السجائر من سنين، لكن حين يدخل المسيح قلبه يكره حتى رائحتها. وهكذا الحال فى بقية العادات.
ثانيا: الله يهب القوة والقدرة على التغيير: فمعلمنا بولس الرسول الذى صرخ يوماً مستنجداً من جسد الخطية الذى يحاربه بشدة، لكنه عندما وجد المسيح المنقذ قال: (فى4: 13) "أستطيع كل شئ فى المسيح الذى يقوينى"، فإذا قال أستطيع كل شئ فقط، فقد يكون إنساناً متفاخراً معتداً بنفسه معتمداً على ذاته. لكنه قال: أستطيع كل شئ فى المسيح الذى يقوينى. فكثيراً ما نقول لم أستطع أن أتغير، وهذا صحيح، لأنك تعتمد على إمكانياتك المحدودة، لكن حين تلقى كل رجائك بالتمام على عمل الله فى داخلك، وتجاهد متكلاً على معونته، فإنك بالتأكيد ستنجح وتتغير عاداتك.
ثالثا: الله يساعد المؤمن الثابت فيه على التغيير: كما أن الغصـن لا يقدر أن يأتى بثمر إن لم يثبت فى الكرمة، كذلك المؤمن إن لم يثبت فى المسيح، لذا قال رب المجد يسوع: (يو15: 5) "أنا الكرمة وأنتم الاغصان الذي يثبت فيَّ وأنا فيه هذا يأتي بثمر كثير لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً"
** أخى الحبيب ، ما أروع أن نقول مع الأب الكاهن فى أوشية الأباء: "اقتننا يا الله مخلصنا لأننا لا نعرف آخر سواك اسمك القدوس هو الذى نقوله فلتحيا نفوسنا بروحك القدوس، ولا يقوى علينا نحن عبيدك موت الخطية، ولا على كل شعبك"
(7) المضيفة: كلمتنا عن روعــة التغيير، وإمكانيـات القدير، نأتي إلى النقطة الثالثة: الدور الخطـــير، ماذا تقصد بذلك؟
أبونا: وهو دور المؤمن فى عملية التغيير، فإذا كان الله مستعد ليساعد المؤمن ليتغير، فلاشك أن هناك دوراً يجب على المؤمن أن يقوم به. لذا قال المتنيح البابا المعظم الأنبا شنوده الثالث: "إن الله الذى خلقك بدونك، لا يستطيع أن يغيرك بدونك"
(8) المضيفة: ما هو الدور الهام الذى يجب أن يقوم به المؤمن ليتغير؟
أبونا: على المؤمن:
1ـ الإستجابة لتبكيت الروح القدس
2ـ محاسبة النفس
3ـ الإعتزال عن المعاشرات الردية
4ـ المثابرة وعدم الفشل
(9) المضيفة: هل يمكن أن تسلط الضوء على هذه النقاط؟
أبونا: أولا: الروح القدس هو الذى يضئ بنوره فى القلب مبكتاً ليكتشف المؤمن العادات غير اللائقة. كما قال الكتاب: (يو16: 8) "ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة"
لذلك يجب أن يستجيب المؤمن لصوت الروح القدس الذي يبكته حتى يبدأ في خطوات تغيير عاداته.
ثانيا: محاسبة النفس: فالكتاب يقول: (فى2: 12) "تمموا خلاصكم بخوف ورعدة"، وهو الخوف من الخطية التى تحزن قلب الآب السماوى المحب، فالمؤمن الثابت فى المسيح يحاسب نفسه ليس كل عام فى ليلة رأس السنة، لكن كل يوم فلا يسمح ولو لفكرة أو لشبه شر أن يعشش فى قلبه، حتى لا تصبح الفكرة عملاً، والعمل يتحول إلى عادة، فيهتم بأن يخرج الثعالب الصغار المفسدة للكروم.
ثالثا: الإعتزال عن المعاشرات الردية: وهى المسببات التى تسقطنا في الخطية. ما كان للوط أن يخلص إلا بابتعاده عن مجال سدوم، وهكذا يجب أن يعتزل المؤمن عن المعاشرات الردية: (2كو 6 : 17) "اخرجوا من وسطهم واعتزلوا يقول الرب ولا تمسوا نجسا فاقبلكم"
ويقول الكتاب: (1كو15: 33) "لا تضلوا فإن المعاشرات الردية تفسد الاخلاق الجيدة"، فكما تفسد التفاحة الفاسدة صندق التفاح بأكمله، كذلك تفسد المعاشرات الردية حياة المؤمن.
رابعا: المثابرة وعدم الفشل: فحين نفشل فى تغيير العادات القديمة، فلا يجب أن نفشل، فلا ننسى أن الله أب لا يدعنا نيأس، فالكتاب قال: (2تى1: 7) "لأن الله لم يعطنا روح الفشل، بل روح القوة والمحبة والنصح" ، فالتكرار وإعادة المحاولة دون يأس هما المفتاح الهام للنجاح فى تغيير العادات.
** لذا قال القديس مار اسحق:"إن الفضائل التى لم تؤسس بالإعتياد مدة من الزمــان، فهـى كالشـجاع العـارى من سـلاحه"
** طلبتى إلى الله أن يعطينا أن نتمتع بتغييره لعاداتنا القديمة، فلا نفشل أو نيأس بل لنتقدم إلى الأمام ويعظم إنتصارنا بالذى أحبنا، الذى يعطينا أن نريد وأن نعمل لنرفض الظلـمة ونحيا فى النور. آمين.
(10) المضيفة: ما هو تديب هذا الأسبوع؟
أبونا: التدريب الروحى للأسبوع:
(1) حفظ آية: (فى4: 13) "أستطيع كل شئ فى المسيح الذى يقوينى" (فى4: 13)
(2) المواظبة على الخلوة اليومية (يوحنا 7).
(11) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة في تأملات الإصحاح الخامس من إنجيل يوحنا. وبخصوص حفظ كلمة الله يسعدني سماع الآيات التي حفظناها: 1ـ (يو1: 12) 2ـ (فى4: 6 ،7) 3ـ (رو16: 20) 4ـ (ميخا7: 8) 5ـ (أش54: 10) 6ـ (مت16: 18)
ختام
(12) المضيفة: شكرا جزيلا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: (1) باسم الآب والابن والروح القدس: 1ـ صلاة 2ـ ومن أجل الذين طلبوا أن نذكرهم (3) محبة الله الآب ... مع جميعكم، (4) وإلى اللقاء أيها الأحباء. سلام.