543ـ تفسير سفر الرؤيا [44]
(فتح الختوم رؤ7: 10 - 17)
الأربعاء 5/4/2023م
(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (543) من "برنامج حياتك الروحية" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.
(2) دعونا نرفع طلبة للدخول في حضرة الرب:
- بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين.
- إلهنا الحي وأبونا الحنان، حقيقي يارب لُولاَ النعمة ما كنت أشوفك، ولا كان لي مكان في سماك.
- أعترف لك يارب إنني مديون لك بعمري، لأنك فديتني بسفك دمك الغالي والثمين.
- وأشكر محبتك ونعمتك التي أهلتني لميراث الملكوت في المسيح يسوع.
- أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا.
- لك كل المجد. آمين.
(3) تكلمنا الحلقة الماضية عن تفسير (رؤ7: 1-9) وكانت الرؤيا التي رآها يوحنا الرائي عن: ختم المؤمنين لحمايتهم من الأهوال المزمع أن تهب على العالم أجمع في أواخر الأيام.
(4) واليوم نستكمل الحديث عن بقية آيات الإصحاح نفسه (رؤ7: 10 - 17)
(5) [العدد 10]:
"وَهُمْ يَصْرُخُونَ الْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ وللحمل"
- "وهم يصرخون بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلِينَ: الخلاص لإلهنا": الصراخ بصوت عظيم هنا هو: صراخ الفرح والتهليل والتسبيح، برؤية الفادي والمخلصهم.
- "الجالس على العرش والحمل": أي أنَّ التسبحة تقدم للآب والإبن بنفس المقدار وهذا دليل على المساواة بين الأقنومين.
- يو(10: 30) "أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ»
(6) [العدد 11]:
"وَجَمِيعُ الْمَلاَئِكَةِ كَانُوا وَاقِفِينَ حَوْلَ الْعَرْشِ، وَالشُّيُوخِ وَالْحَيَوَانَاتِ الأَرْبَعَةِ، وَخَرُّوا أَمَامَ الْعَرْشِ عَلَى وُجُوهِهِمْ وَسَجَدُوا ِلله"
- إنه سجود العبادة والعرفان بالجميل.
- ولكن يوجد سجود آخر ليس للعبادة بل لمجرد الإكرام، مثل:
- سجود إبراهيم لشعب الأرض: (تك23: 7) "فَقَامَ إِبْرَاهِيمُ وَسَجَدَ لِشَعْبِ الأَرْضِ، لِبَنِي حِثَّ"
- سجود يعقوب لأخيه عيسو: (تك33: 3) "وَأَمَّا هُوَ – يعقوب - فَاجْتَازَ قُدَّامَهُمْ وَسَجَدَإِلَى الأَرْضِ سَبْعَ مَرَّاتٍ حَتَّى اقْتَرَبَ إِلَى أَخِيهِ"
- سجود موسى لحميه: (خر18 : 7) "فَخَرَجَ مُوسَى لاسْتِقْبَالِ حَمِيهِ وَسَجَدَوَقَبَّلَهُ وَسَأَلَ كُلُّ وَاحِدٍ صَاحِبَهُ عَنْ سَلاَمَتِهِ، ثُمَّ دَخَلاَ إِلَى الْخَيْمَة"ِ
- سجود داود النبي ليوناثان بن شاول الملك: (1صم20: 41) "وَدَاوُدُ قَامَ مِنْ جَانِبِ الْجَنُوبِ وَسَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ وَسَجَدَثَلاَثَ مَرَّاتٍ وَقَبَّلَ كُلٌّ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ، وَبَكَى كُلٌّ مِنْهُمَا مَعَ صَاحِبِهِ حَتَّى زَادَ دَاوُدُ"
- المسيح يجعل المدعين بأنهم يهود يسجدون أمام راعي كنيسة فيلادلفيا: (رؤ3: 9) هنَذَا أَجْعَلُ الَّذِينَ مِنْ مَجْمَعِ الشَّيْطَانِ، مِنَ الْقَائِلِينَ إِنَّهُمْ يَهُودٌ وَلَيْسُوا يَهُودًا، بَلْ يَكْذِبُونَ هنَذَا أُصَيِّرُهُمْ يَأْتُونَ وَيَسْجُدُونَأَمَامَ رِجْلَيْكَ"
- فليس كل سجود سجود للعبادة، وإلا فيكون كل هؤلاء الأنبياء قد ضلوا.
- كما أنه لا يمكن أن يأمر المسيح الناس ليسجدوا سجود العبادة لأحد.
- ولكنه سجود الإكرام والاحترام وليس العبادة.
- أما السجود في آيتنا (رؤ7: 11) فهي سجود العبادة لأفهنا الحي إلى أبد الآبدين.
(7) [العدد 12]:
"قَائِلِينَ:«آمِينَ الْبَرَكَةُ وَالْمَجْدُ وَالْحِكْمَةُ وَالشُّكْرُ وَالْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ وَالْقُوَّةُ لإِلهِنَا إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ آمِينَ"
قدموا هذه التسبحة السباعية، التي تشتمل على صفاته الكاملة:
- الْبَرَكَةُ
- وَالْمَجْدُ
- وَالْحِكْمَةُ
- وَالشُّكْرُ
- وَالْكَرَامَةُ
- وَالْقُدْرَةُ
- وَالْقُوَّةُ
(8) [العدد 13]:
وَأجَابَ وَاحِدٌ مِنَ الشُّيُوخِ قَائِلاً لِي:«هؤُلاَءِ الْمُتَسَرْبِلُونَ بِالثِّيَابِ الْبِيضِ، مَنْ هُمْ؟ وَمِنْ أَيْنَ أَتَوْا؟
سؤال هدفه لفت نظر يوحنا الرسول تمهيدا لكشف سر هؤلاء المتسربلين بالثياب البيض.
(9) [العدد 14]
فَقُلْتُ لَهُ:«يَا سَيِّدُ، أَنْتَ تَعْلَمُ» فَقَالَ لِي:«هؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ أَتَوْا مِنَ الضِّيقَةِ الْعَظِيمَةِ، وَقَدْ غَسَّلُوا ثِيَابَهُمْ وَبَيَّضُوا ثِيَابَهُمْ فِي دَمِ الحمل"
- أتوا من الضيقة العظيمة: قد تكون كل اضطهاد وكل تجربة يخوضها المؤمن، أو قد تكون الضيقة العظيمة في زمن الدجال ضد المسيح. لهذا ينبغي أن لا نيأس في ضيقاتنا بل ننظر بعين الإيمان إلى مصيرنا الأبدي أمام العرش المجيد.
- غسلوا ثيابهم وبيضوا ثيابهم فِي دَمِ الحمل: هذا هو سر طهارتهم وقداستهم ونصرتهم دم الحمل. لا تيأس من ضعفاتك وكثرة سقطاتك بل تعال لدم الحمل ليطهرك ويقدس قلبك (1يو1: 7) "وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ".
(10) [العدد 15]:
مِنْ أَجْلِ ذلِكَ هُمْ أَمَامَ عَرْشِ اللهِ، وَيَخْدِمُونَهُ نَهَارًا وَلَيْلاً فِي هَيْكَلِهِ، وَالْجَالِسُ عَلَى الْعَرْشِ يَحِلُّ فَوْقَهُم"
- من أجل هذا: أي من أجل ثباتهم في الضيقات، واغتسالهم بدم الحمل الذي يطهر من كل خطية لذلك:
- هم أمام عرش الله: متعة الأبدية أن نوجد في حضرة الله إلى الأبد.
- "وَيَخْدِمُونَهُ نَهَارًا وَلَيْلاً في هيكله" أي في حضرته البهية وموضع قدسه.
- وَالْجَالِسُ عَلَى الْعَرْشِ يحل فوقهم: أي "يظللهم" بحسب الأصل في اللغة اليونانية بمعنى إحتواء الله لأبنائه المؤمنين.
(11) [العدد 16]
"لَنْ يَجُوعُوا بَعْدُ، وَلَنْ يَعْطَشُوا بَعْدُ، وَلاَ تَقَعُ عَلَيْهِمِ الشَّمْسُ وَلاَ شَيْءٌ مِنَ الْحَرِّ"
- "لن يجوعوا بعد ولن يعطشوا": أي الشبع بالرب الإله في إرتواء دائم إلى الأبد،
- "بعد": أي بعد زمن التعذيب بالجوع والعطش من أجل محبتهم في الملك المسيح.
- "لا تقع عليهم شمس ولا شئ من الحر": أي لن يعانوا بعد من التجارب والاضطهادات.
(12) [العدد 17]:
"لأَنَّ الحمل الَّذِي فِي وَسَطِ الْعَرْشِ يَرْعَاهُمْ، وَيَقْتَادُهُمْ إِلَى يَنَابِيعِ مَاءٍ حَيَّةٍ، وَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ".
- "لأَنَّ الحمل الَّذِي فِي وَسَطِ الْعَرْشِ يَرْعَاهُمْ": في الأصحاح السابق رأينا "يوم غضب الحمل" وانتقامه من الأشرار (ص6: 17) "لأَنَّهُ قَدْ جَاءَ يَوْمُ غَضَبِهِ الْعَظِيمُ وَمَنْ يَسْتَطِيعُ الْوُقُوفَ"
- وفي هذا الإصحاح تختلف الصورة بالنسبة للمؤمنين، إذ يرعاهم بنفسه ليوفر لهم كل سبل الراحة والسعادة.
- يقتادهم إلى ينابيع ماء حية: في الأبدية إرتواء ونماء، فهي ليست مشهداً ساكناً فاقد الحيوية، بل هي تفاعل روحي دائم ينقلنا من مجد إلى مجد.
- فإن كنا نرى مجد الله العظيم في خلقة هذه الدنيا على الأرض: من مملكة النباتات ذات الأزهار الزاهية المتنوعة الألوان، والثمار المتميزة المتعددة المذاق. وكذلك مملكة الأسماك بأصنافها العديدة، وأيضا مملكة الطيور المختلفة الأنواع والأحجام. بالإضلفة إلى مملكة الحيوانات المختلفة بما فيها من حيوانات مفترسة وأخرى مستأنسة. وفوق الكل مملكة البشر بأجناسهم المتعددة وألوان بشرتهم المختلفة، وتعدد أجهزة الفرد الواحد من جهاز دموي، وجهاز هضمي، وجهاز تنفسي، وجهاز عضلي، وجهاز عصبي، وجهاز ليمفاوي، وجهاز بولي ... إلى آخر هذا الإبداع.
- أقول إن كان هذا هو عمل قدرة الله على الأرض الوقتية، فكم وكم تكون إبداعات قدرته هناك في الأبدية.
- يا للروعة والبهاء، الذي قال عنه بولس الرسول: (1كو2: 9) "مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْتَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ»
- ويمسح الله كل دمعة من عيونهم: بالتأكيد ليس هناك دموع بالمعنى الحرفي في الأبدية، فهناك أجساد روحانية، ولكن الرمز رائع يعبِّر عن حنان الله وعطفه وتعويضه لأولاده عن كل الآلام التي احتملوها أيام وجودهم بالجسد في هذا العالم.
******
(13) ونأتي الآن إلى تمجيد الله من خلال الاستماع إلى اختبارات بعض العابرين.
- إختبارات العابرين والعابرات
(14) تفضل عزيزي المخرج أرنا عمل الله.
- (تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
- المداخلات
(15) والآن إلى الفقرة المحببة لنفسي وهي مداخلاتكم.
والفرصة متاحة لمن يريد أن يشارك بالصلاة لأن اليوم موعد إجتماع الصلاة الشهري.
(فرصة للصلوات)
(16) ما هو الأمر الذي تكلم به الروح القدس إليك من خلال هذه الحقائق؟
- الختام
(17) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.
(18) البركة الختامية:
والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم. آمين.