برنامج حياتك الروحية
الحلقة (2) يوم الثلاثاء 6 /9/ 2011م
2ـ حلقة التحرير من قيود للخطية"
(نديم)
(1) المضيفة: 1ـ مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة الثانية من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك
أبونا: مرحبا بك وبالمشاهدين الأحباء
(2) المضيفة: هل ترفع لنا طلبة في البداية؟
أبونا: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين" قم يا رب خلصني يا الهي لانك ضربت كل اعدائي على الفك هشمت اسنان الاشرار (مز 3 : 7)
(خلصني/ أنت هزمت الأعداء القائمين علينا/ ضربتهم على الفك الناطق بالكذب/ هشمت أسنانهم التي أرادوا أن ينهشونا بها/ أذكر رسالة اليوم/ والمشاهدين خلصهم)
(3) المضيفة: ماذا ستقدم لنا اليوم في برنامج "حياتك الروحية"؟
خريطة موضوع الخلاص
أبونا: الواقع أنني اريد أن أذكركم بخريطة موضوع الخلاص الذي تكلمت عنه في الحلقة الماضية. لكي أضيف الجديد في تكملة هذا الموضوع. وهذه هي خريطة موضوع الخلاص: (الخريطة العامة الكلية رقم [1])
الخلاص يشمل: (1) جوهر الخلاص (2) قضية الخلاص (3) نعمة الخلاص (4) إتمام الخلاص. فبخصوص أولا: جوهر الخلاص: يشمل: (1) مفهوم الخلاص (2) ودوافع الخلاص (3) وطرق الخلاص (4) وعمل الخلاص. وبخصوص ثانيا: قضية الخلاص: فتشمل: (1) فلسفة الخلقة (2) مشكلة الخطية (3) تدبير الخلاص. وبخصوص ثالثا: نعمة الخلاص: تشمل: (1) مفهوم النعمة (2) عمل النعمة (3) مجال النعمة (4) وسائط النعمة. وبخصوص
رابعا: إتمام الخلاص: يشمل: (1) خطر الارتداد (2) حتمية الجهاد (3) أهمية التدريبات.
** في الحلقات السابقة تكلمت بالتفصيل عن العنصر الأول: جوهر الخلاص 1ـ في مفهومه 2ـ ودوافعه 3ـ وطرقه 4ـ وعمله.
(4) المضيفة: ذكِّرنا بما قلته في الحلقة السابقة عن عمل الخلاص.
عمل الخلاص
أبونا: لقد حصلنا بالخلاص المبارك الذي صنعه الرب لنا بدمه ويكمله لنا بروحه وسيتممه لنا بظهوره، على بركات عديدة تضمها ثلاث تعبيرات هي: (1) التبرير من قصاص الخطية (2) التحرير من سلطان الخطية (3) التغيـر من جسـد الخطية.
** وقد تكلمت في الحلقات السابقة عن أن عمل الخلاص يشمل التبرير من عقوبة الخطية بدم المسيح، وسنتكلم عن عمل آخر من أعمال الخلاص هو: التحرير من سلطان الخطية بروح المسيح. فبولس الرسول يقول في (رو2:8) "لأن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد أعتقني من ناموس الخطية والموت".
(5) المضيفة: نريد أن تكلمنا بأكثر تفصيل عن عمل التحرير من سلطان الخطية.
عمل التحرير
أبونا: يتم تحريرنا من سلطان الخطية بواسطة عمليتين يقوم بهما الروح القدس وهما: (1) التجديد (2) والتأييد.
(6) المضيفة: لنبدأ بالحديث عن التجديد، فكلمنا عن ذلك.
أبونا: (1) يقول معلمنا بولس الرسول في رسالة (تى3: 5) "لا بأعمال في بر عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس". (2) وهنا يوضح الرسول أن التجديد هو من عمل الروح القدس. (3) والتجديد كما سبق أن قلت في حلقة سابقة على نوعين: النوع الأول: تجديد الطبيعة: يقول بولس الرسول في (2كو5: 17) "إن كان أحد في المسيح يسوع فهو خليقة جديدة .. الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديداً" (4) ويتم تجديد الطبيعة بالولادة من الروح القدس، كما يقول السيد المسيح في بشارة يوحنا (يو3: 5) "إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله". هذا هو ما يتم في سر المعمودية المقدس.
(7) المضيفة: هل يمكن تفسير عبارة يُولد من الروح؟
أبونا: (1) وضحها السيد المسيح بقوله: (يو3: 6) "المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح" (2) فالذي يولد من الروح يأخذ طبيعة روحية (3) لأن الإنسان عندما يولد بالجسد يكون إنسانا جسدانيا "المولود من الجسد جسد هو"، يأكل ويشرب ويميل للخطية والشهوات لأن الطبيعة التي ورثناها من آدم هي طبيعة فاسدة بسبب فيروس الخطية الذي سرى في دماء البشر بني آدم. (4) إذ قال بولس الرسول في (رو5: 12) "بانسان واحد دخلت الخطية الى العالم وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت الى جميع الناس اذ اخطا الجميع" (5) ولهذا قال داود النبي في (مز51: 5) "هانذا بالإثم صورت وبالخطية حبلت بي أمي" (6) وهذا ما عبر عنه بولس الرسول في رسالة (رو7: 14ـ 24) قائلا: "فاننا نعلم ان الناموس روحي واما انا فجسدي مبيع تحت الخطية. لأني لست اعرف ما انا افعله اذ لست افعل ما اريده بل ما ابغضه فاياه افعل .. فالآن لست بعد افعل ذلك انا بل الخطية الساكنة فيَّ. فإني اعلم انه ليس ساكن فيَّ أي في جسدي شيء صالح لأن الارادة حاضرة عندي وأما أن أفعل الحسنى فلست أجد. لأني لست افعل الصالح الذي اريده بل الشر الذي لست اريده فاياه افعل. فإن كنت ما لست اريده اياه افعل فلست بعد افعله انا بل الخطية الساكنة فيَّ. إذن أجد الناموس لي حينما اريد ان افعل الحسنى ان الشر حاضر عندي. فإني أسر بناموس الله بحسب الانسان الباطن. ولكني ارى ناموسا آخر في أعضائي يحارب ناموس ذهني ويسبيني الى ناموس الخطية الكائن في اعضائي. ويحي انا الانسان الشقي من ينقذني من جسد هذا الموت".
(8) المضيفة: هذا بالفعل هو حال كل إنسان، ولكن ما الحل؟ وكيف ينتصر الإنسان على الخطية؟ وكيف ويتحرر من قيود الشر؟
أبونا: (1) لا توجد وسيلة اخرى سوى أن يحصل الإنسان على الطبيعة الجديدة، الطبيعة الروحانية من الله، عندما يولد من الروح. (2) فالمولود من الله يتحرر من سلطان الخطية ولا يقوى عليه إبليس كما قال يوحنا الرسول في (1يو18:5) "كل من ولد من الله لا يخطئ بل المولود من الله يحفظ نفسه والشرير لا يمسه" (3) ويقول بولس الرسول في (رو8: 2) لان ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد اعتقني [حررني] من ناموس الخطية والموت"
(9) المضيفة: سبق أن شرحت هذا الموضوع بعدة تشبيهات فهل يمكن أن تذكرنا بها؟ وتضيف عليها إن أمكن؟؟
أبونا: (1) بالفعل ضربت مثلا "بقانون الطفو وقانون الجاذبية" وقلت: إذا القينا مسمارا في محيط فإنه يغوص إلى العمق بسبب الجاذبية الأرضية، ولكن إذا ثبتناه في قطعة من الخشب فإنه لا يغوص في الماء، متغلبا على الجاذبية الأرضية بسبب قانون آخر هو قانون الطفو. (2) فنحن بطبيعتنا منجذبون إلى الغرق في بحر الخطية، ولكن عندما نُثَبَّت في خشبة الصليب فإننا نطفو فوق الخطية، كما يقول بولس الرسول: (رو6: 14) فان الخطية لن تسودكم لانكم لستم تحت الناموس بل تحت النعمة"
(10) المضيفة: وما هو التشبيه الثاني؟
أبونا: (1) التشبيه الثاني عن: "قانون قوة الدفع وقانون الجاذبية الأرضية": وضربت مثلا بالطائرة، فرغم ثقل وزنها وركابها وبضائعها، فإنه عندما تفوق قوة دفع محركاتها قوة الجاذبية الأرضية ترتفع الطائرة كالسهم في الهواء. (2) هكذا عندما يمتلئ المؤمن بقوة الروح القدس، ينطلق بالروح محطما قوة جاذبية الخطية.
(11) المضيفة: التشبيهات بتوضح المعاني الصعبة، فهل لديك تشبيه آخر؟
أبونا: (1) عندما يرصفون الطرق العامة بالأسفلت أو بالأسمنت المسلح، يحرصون أن تكون الأرض اللي حيرصفوها نظيفة تماما من أي نباتات أو بذار، لأن هذا النبات اللين فيه قوة حياة، فيشق قشرة الأسفلت أو الأسمنت ويرتفع فوقها زاهيا. هكذا المؤمن الوديع يستطيع بقوة الروح القدس الساكن فيه، أن يشق الصعاب ويزهو منتشيا مثمرا لحساب مجد الله. (2) وفي الكتاب المقدس تشبيه آخر جاء في آية رائعة تجسد كيف يتحرر الإنسان بحق. 1ـ قال سليمان الحكيم في سفر (أم27: 7) "النفس الشبعانة تدوس العسل، وللنفس الجائعة كل مر حلو" 2ـ فالإنسان الشبعان لا يطيق أن يأكل شيئا حتى ولو كان شهدا. 3ـ هكذا المؤمن الشبعان بنعمة المسيح، فإن حلاوة العشرة مع الله تجعله يدوس على عسل الخطية وعلى كل ما في العالم ولو كان شهدا. 4ـ لهذا قال المرنم: + دايس على عسلك يا عالم، أنا بإلهي شبعان. + مُرَّة المية اللي بتعطيها، وعمرا ما تروي العطشان.
(12) المضيفة: ولهذا أيضا قال السيد المسيح فان حرركم الابن فبالحقيقة تكونون احرارا.
أبونا: (1) نعم هذا ما قاله المسيح في (يو8: 36) فهو الذي يعطينا قوة للتحرير، (2) وقد أكد هذه الحقيقة أيضا بولس الرسول بقوله في (غل5: 1) "فاثبتوا اذا في الحرية التي قد حررنا المسيح بها ولا ترتبكوا ايضا بنير عبودية" (3) بكل أسف شديد يوجد أناس يقبلون المسيح ولكنهم لا زالوا عبيدا للخطية، ولم يتركوا أساليب حياتهم القديمة، من حلفان وشتيمة وكذب ونصب وشهوة وزنا .. إلخ (4) من يريد أن يتحرر فليسلم قيادة حياته للمسيح فيعتقه من سلطان الخطية والموت. (5) قل له يارب إني أسلمك حياتي لتحررني من قيود الشر والمكيفات والسلوك الذي لا يرضيك. (6) وانتظر ماذا سوف يفعل الرب في حياتك وكيف يغيرها ويفك أسرك، كما قال لأرميا النبي (أر40: 4) "هانذا احلك اليوم من القيود" آمين.
(13) المضيفة: هل معنى هذه الوعود أن المؤمن يكون معصوما من الخطية أي لا يسقط أبدا في الخطية؟
أبونا: (1) بداية من المعلوم أنه ليس أحدٌ معصوما من الخطية إلا الله وحده (2) أما المؤمن الممتلئ بروح الله فله الإمكانية أن ينتصر على كل خطية كقول الرسول (رو8: 37) "يعظم انتصارنا بالذي احبنا" (3) ولكن ينبغي أن نعلم أن في داخل المؤمن الذي قبل المسيح في قلبه معركة طاحنة بلا هوادة.
(14) المضيفة: معركة بين مَنْ ومَنْ، يعني مَنْ هما أطراف هذه المعركة؟
أبونا: (1) هي معركة بين طبيعة الإنسان القديمة، وهي ما يسميها الكتاب "بالإنسان العتيق" (اف4: 22) بقوله: "أن تخلعوا من جهة التصرف السابق الانسان العتيق الفاسد بحسب شهوات الغرور" (2) والطرف الثاني هو الإنسان الجديد: (اف4: 24) "وتلبسوا الانسان الجديد المخلوق بحسب الله في البر وقداسة الحق" (3) هذه المعركة ذكرها بولس الرسول في (غل5: 17) "لأن الجسد يشتهي ضد الروح، والروح ضد الجسد وهذان يقاوم احدهما الاخر حتى تفعلون ما لا تريدون"
(15) المضيفة: هل يمكن أن توضح لنا ما هي أعمال الجسد، وأعمال الروح؟
أبونا: (1) هذا ما وضحه بولس الرسول في (غل5: 19ـ 21) "وأعمال الجسد ظاهرة التي هي زنى عهارة نجاسة دعارة. عبادة الاوثان سحر عداوة خصام غيرة سخط تحزب شقاق بدعة. حسد قتل سكر بطر وامثال هذه التي اسبق فاقول لكم عنها كما سبقت فقلت ايضا ان الذين يفعلون مثل هذه لا يرثون ملكوت الله". (2) أما أعمال الروح فيكمل بولس الرسول قائلا: (غل5: 22 و23) "وأما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول اناة لطف صلاح ايمان. وداعة تعفف".
(16) المضيفة: هل تذكر لنا كيف ينتصر الروح على الجسد؟
أبونا: (1) يقول بولس الرسول في (غل5: 24) "ولكن الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الاهواء والشهوات". (2) ويكمل قائلا (غل5: 25 ـ 26) إن كنا نعيش بالروح فلنسلك ايضا بحسب الروح. لا نكن معجبين، نغاضب بعضنا بعضا، ونحسد بعضنا بعضا"
(17) المضيفة: ما معنى صلبوا الجسد؟
أبونا: (1) هذا ما عبر عنه بولس الرسول في (غل2: 20) قائلا: "مع المسيح صلبت فاحيا لا انا بل المسيح يحيا في فما احياه الان في الجسد فانما احياه في الايمان ايمان ابن الله الذي احبني و اسلم نفسه لاجلي" (2) ومعنى "صلبت مع المسيح" أي أن أعتبر أن إنساني العتيق قد مات ودفن مع المسيح في المعمودية، وقمت في حياة جديدة (رو6: 4) "فدفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما اقيم المسيح من الاموات بمجد الاب هكذا نسلك نحن ايضا في جدة الحياة" (3) فعندما يعرض علينا الإنسان العتيق أفكاره، نرد عليه فورا أنك قد صلبت مع المسيح وليس لك أن تطلب مني شيئا لأحققه لك. (4) ولهذا تعلمنا الكنيسة أن نطلب قائلين: "أمت حواسنا الجسدية أيها المسيح إلهنا وخلصنا"
(18) المضيفة: أعتقد أن هذا الموضوع يبدو أنه صعب الفهم، فهل يمكن أن تسهل علينا فهمه بتشبيه بسيط؟
أبونا: (1) أضرب لذلك مثلا: المسجون المحكوم عليه بالإعدام، هل هو حي أم ميت؟ (2) أوفر عليكم الإجابة فأقول: أنه حي واقعيا، ولكنه قانونيا يعتبر ميتا، منذ صدور حكم الإعدام عليه. (3) فليس له الحق في التصرف قانونيا في أي شيء (4) هكذا الإنسان العتيق فمنذ أن قبلت المسيح في حياتي فهو يعتبر ميتا لا يحق له أن يتصرف في حياتي بحسب شهواته، (5) وعليَّ أن أرفض عروضه بقوة الروح القدس الذي يؤيدني ويقويني.
(19) المضيفة: بالرغم من موت العتيق إلا أن حركاته مرعبة في داخل كل إنسان، فما رأيك؟
أبونا: (1) أنت على حق، ولكن دعيني أضرب لك مثلا أنه مهما كانت حركاته فهي لا ينبغي أن تخيفنا (2) كلنا يعرف البرص أو السحلية (عرض صورة للسحلية أو البرص) عندما يضرب على رأسه لا يموت للتو واللحظة، ولكن يظل ذنبه يرعص، فيخيف الأطفال (3) ولكن الناضجين لا يرتعبون من حركاته. (4) هكذا الإنسان العتيق بل والشيطان نفسه، فالمسيح سحق رأسه على الصليب،إتماما لقول الرب في (تك3: 15) "هو يسحق راسك" ولكن ذنبه لا زال يرعص، فلا نخاف. (5) لأن "اله السلام سيسحق الشيطان تحت ارجلكم سريعا ونعمة ربنا يسوع المسيح معكم امين" (رو16: 20)
(20) المضيفة: اسمح لي أن أذكر المشاهدين أن موضوعنا هو عن عمل الخلاص من جهة التحرير من عبودية الخطية، فقد قلت لنا أن عملية التحرير تشمل التجديد والتأييد، وأن التجديد، هو تجديد الطبيعة وتجديد الذهن، وقد كلمتنا إلى الآن عن تجديد الطبيعة. ونريد أن تكلمنا عن تجديد الذهن.
أبونا: (1) أنا مبسوط من تلخيصك للموضوع بهذا الشكل، (2) نعم كنا نتكلم في موضوع عمل الخلاص من سلطان الخطية (3) وذلك بأن الروح القدس يجدد طبيعتنا، ويجدد ذهننا، ويؤيدنا بالقوة لننتصر. (4) وقد تكلمت بالفعل عن تجديد الطبيعة، والآن نبدأ بالحديث عن: تجديد الذهن: يقول معلمنا بولس الرسول في: (أف22:4-24) "إن تخلعوا من جهة التصرف السابق الإنسان العتيق الفاسد بحسب شهوات الغرور .. وتتجددوا بروح ذهنكم .. وتلبسوا الجديد المخلوق بحسب الله في البر وقداسة الحق"..
(21) المضيفة: وما هو معنى تجديد الذهن؟
أبونا: (1) تجديد الذهن أي إستبدال الذهن القديم الفاسد بذهن جديد روحاني (2) وبتعبير الكتاب المقدس في (كو9:3) "خلعتم الانسان العتيق مع اعماله" (3) فتجديد الذهن هو خلع لتصرفات الإنسان العتيق، أي التحرر من سلطانه، ولبس الإنسان الجديد الذي يتجدد للمعرفة حسب صورة خالقه (4) فيغيرنا الروح إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد (5) إذ يقول بولس الرسول في (2كو3: 17،18) "حيث روح الرب هناك حرية، ونحن جميعاً ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما في مرآة نتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح" (6) وتجديد الذهن يثمر تغيير في شكل المؤمن كما يقول بولس الرسول: (رو2:12) "تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم لتختبروا ما هي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة" (7) وعندما نتغير داخليا وخارجيا نختبر إرادة الله الصالحة كما قالت الآية.
(22) المضيفة: (أحبائي المشاهدين: قبل أن نستكمل الحديث في هذا العرض أعلن أن خطوط التليفونات ستفتح بعد إجابة أبينا مباشرة على السؤال الأخير، فاتصلوا بنا على الأرقام الموضحة على الشاشة ومرحبا بكم، ويسعدنا أن نتلقى مداخلات من أحبائنا المسلمين الذين يشاهدون البرنامج). أبانا كلمتنا عن التجديد بشقيه تجديد الطبيعة وتجديد الذهن، بقي أن تكلمنا عن نعمة التأييد بالروح القدس.
أبونا: (1) هذا ما تكلم عنه بولس الرسول في (أف16:3) "يعطيكم بحسب غنى مجده أن تتأيدوا بالقوة بروحه في الإنسان الباطن" (2) فالله يعلم إننا ضعفاء إزاء قوى الشر المحاربة ضدنا (العالم، والشيطان، والإنسان العتيق) من أجل ذلك أيدنا بالقوة بروحه في إنساننا الداخلي (3) وهذا ما أشار إليه السيد المسيح بقوله (أع8:1) "ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم" (4) إذن فأنت لست إنسانا ضعيفا بل بمساندة الروح القدس صرت قويا (5) وهذا ما وضحه الكتاب المقدس في سفر (يؤ3: 10) "ليقل الضعيف بطل انا" (6) ليس الضعيف بطلا من ذاته بل بالرب الذي وعده قائلا: (اش41: 10) "لا تخف لاني معك لا تتلفت لاني الهك قد ايدتك واعنتك وعضدتك بيمين بري" (7) وقوله: (اش41: 14 و15) "لا تخف يا دودة يعقوب يا شرذمة اسرائيل انا اعينك يقول الرب وفاديك قدوس اسرائيل، هانذا قد جعلتك نورجا محددا جديدا ذا اسنان تدرس الجبال وتسحقها وتجعل الاكام كالعصافة " (8) وقوله أيضا (اش45: 2 و3) "انا اسير قدامك والهضاب امهد اكسر مصراعي النحاس ومغاليق الحديد اقصف اعطيك ذخائر الظلمة و كنوز المخابئ لكي تعرف اني انا الرب الذي يدعوك باسمك" (9) تمسك بهذه الوعود، وثق أن الله وهبها لك شخصيا، فأنت لست ضعيفا أمام الخطية والشيطان والانسان العتيق. (10) قل للرب إني أشكرك من أجل هذه الوعود ومن أجل قوة روحك القدس، فاسكبه على قلبي الآن ليؤيدني بالقوة في إنساني الباطن. آمين.
(23) المضيفة: شكرا لله من أجل عمل الخلاص المجيد الذي أتمه السيد المسيح على الصليب، ومن أجل عمل الروح القدس فينا مجددا ومحررا لنفوسنا. آمين. هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
المداخلات
(24) المضيفة: شكرا جزيلا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في برامج قادمة.
أبونا: شكرا لك أيضا. وإلى اللقاء أيها الأحباء. سلام.