قناة الفادى الفضائية

501ـ تفسير سفر الرؤيا [14]

(الشهادة للمسيح)

الأربعاء 15/6/2022م

(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (501) من "برنامج حياتك الروحية" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.

(2) دعونا نرفع طلبة في بداية البرنامج: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين

إلهنا الحي أبونا الحنان، ... نعظمك ونمجدك الآن وكل أوان وإلى آخر الزمان. آمين.

أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.

(3) تكلمت في الحلقة السابقة عن: تفسير سفر الرؤيا من الآية الأولى من الإصحاح الأول عن: "لعبده يوحنا".

(4) واليوم نبدأ في تفسير الآية الثانية من الإصحاح الأول في سفر الرؤيا ولنقرأ الآية:

"يوحنا، الذي شهد بكلمة الله وبشهادة يسوع المسيح بكل ما راه".

(5) ونُــركز الحديث عن: "الشهادة للمسيح".

• وقد سبق لي أن قدمت دراسة عن الشهادة للمسيح في فكر المتنيح البابا شنودة الثالث يوم الأربعاء 27/11/2019م في الحلقة (383) من "برنامج حياتك الروحية".
• اسمحوا لي أن أذكركم بما قلته سابقا.
• فقد تركز حديثي عن الأبعاد التالية:

أولا: مفهوم الشهادة.

ثانيا: الشهادة في الكتاب المقدس.

ثالثا: الشهادة في الفكر الكنسي.

1- من أقوال القديس إغريغوريوس الكبير.

2- من أقوال الأنبا كاليستوس بطريرك القسطنطينية.

3-  من أقوال البابا شنودة.

4- من أقوال الأنبا موسى.

******

(6) أولا: مفهوم الشهادة:

[1] الشهادة هي أن يقر المؤمن ويتحدث عن عمل الله في حياته، وعن ما رآه من عمل الله.

[2] وهناك نوعان من الشهادة:

1- الشهادة بالسلوك:

2- الشهادة بالكلام.

******

(7) شهادة القدوة بالسلوك الحسن:

1- قال السيد المسيح لتلاميذه في: (مت5 : 16) "فليضيء نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السماوات"

2- ولهذا قال بولس الرسول في: (2تس3 : 9)" لكي نعطيكم أنفسنا قدوة حتى تتمثلوا بنا"  لذلك علينا أن نكون قدوة فى الأعمال الحسنة التى تمجد الله.

3- وقال أيضا بولس الرسول لتلميذه تيطس في: (تي2: 7) "مقدما نفسك في كل شيء قدوة للأعمال الحسنة"

** كان هذا عن شهادة القدوة بالسلوك الحسن.

(8) شهادة الكلام بالفم:

1- جاء في: (اع1: 8) "لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودا في اورشليم وفي كل اليهودية والسامرة والى اقصى الارض"

2- وفي: (1بط2: 9) "لكي تخبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة الى نوره العجيب" 

** وكنيستنا الأرثوذكسية تشجع على الخدمة والشهادة من واقع الاختبار بلا اعتراض على الشهادة الاختبارية في حد ذاتها، إذا قدمت بأسلوب حكيم متزن متواضع لتمجيد اسم الله وليس بهدف لفت النظر إلى الذات.

** كان هذا عن: مفهوم الشهادة.

******

(9) ثانيا: الشهادة في الكتاب المقدس:

1- جاء في: (1يو1:  2) "فان الحياة اظهرت وقد راينا ونشهد ونخبركم بالحياة الابدية التي كانت عند الاب واظهرت لنا"

2- وفي: (اع10: 42) "واوصانا ان نكرز للشعب ونشهد بان هذا هو المعين من الله ديانا للاحياء والاموات"

3- وفي: (اش43: 10) "انتم شهودي يقول الرب، وعبدي الذي اخترته، لكي تعرفوا وتؤمنوا بي وتفهموا اني انا هو، قبلي لم يصور اله، وبعدي لا يكون"

******

(10) ثالثا: الشهادة في الفكر الكنسي:

1- من أقوال القديس إغريغوريوس الكبير: "كل من يجني منفعة من التأمل ورؤية المناظر الروحانية يرتبط بضرورة التحدث بها للآخرين، لأن هذه الأمور إنما استعلنت له من أجل منفعة الآخرين أيضا".

2- من أقوال الأنبا كاليستوس بطريرك القسطنطينية: "ليس حسنا أن يحتفظ الإنسان بأسرار النعم السماوية ... فكل ما يكتسبه الإنسان في تأملاته مع الله وكل ما يكتشفه من إحساناته الفائقة، عليه أن يحدث به السائرين معه في ذات الطريق، بكل دقائق الاختبارات من أجل المحبة".

(11) من أقوال قداسة البابا شنوده الثالث:

1- في كتاب (الخدمة الروحية والخادم الروحي ص35) "الخادم الحقيقي هو إنسان حامل الله (ثيوفورس) مثل لقب القديس إغناطيوس الأنطاكي، إنه يحمل الله معه أينما سار، وينقله إلي الناس. إنه إنسان عاش مع الله، وذاق حلاوة العشرة مع الله، وهو يقدم هذه المذاقة إلي الناس، ويقول لهم "ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب" (مز34: 8)  

 2- ومن أقوال قداسته أيضا في نفس الكتاب (الخدم الروحية والخادم الروحي ص93): "الخادم الروحي يحيا أثناء خدمته حياة التلمذة .... في كل يوم يتعلم شيئا جديدا، ويختبر شيئا جديدا، ومن واقع خبراته يكلم مخدوميه. إنه إنسان عاش مع الله، واختبر الطريق الموصل إلي الله، وهو يحكي للناس هذا الطريق الذي اختبره وسار فيه زمانا، وعرف علاماته وحروبه ومطباته، وبركاته أيضا، ويد الله العاملة فيه ـ يحكي كل ذلك بطريقة موضوعية بعيدة عن الذات".

3- وقال أيضا في (كتاب الغيرة المقدسة ص70): "نحن نريد أشخاصا وصلوا إلي الله، لكي يوصلوا الآخرين معهم. نريد أشخاصا رأوه ولمسوه وذاقوه وأحبوه واختبروا حلاوة الحياة معه، لكي يقولوا للناس "ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب" (مز34: 8). أو علي الأقل تكون لهم خبرة السامرية حينما رأت المسيح وتحدثت معه، ثم قالت للناس "تعالوا وانظروا" (يو4: 29) إن  لم تأكل من المن، فكيف تستطيع أن تصف طعمه للناس؟ وإن كان قلبك خاليا من الله، فكيف تدعو الناس إلي محبته؟!"

4- وقال أيضا قداسته في نفس الكتاب (كتاب الغيرة المقدسة ص76): "قد يحب البعض الوداعة والتواضع، ولكن للأسف الشديد ربما يرون التواضع والوداعة يتعارضان مع القوة والشجاعة! وهذا خطأ واضح. فالفضائل المسيحية تتمثل في الشخصية المتكاملة التي لا ينقصها شئ. والسيد المسيح كان وديعا ومتواضعا، وكان أيضا قويا وشجاعا. وما أجمل قول داود النبي في غيرته المقدسة: "تكلمت بشهاداتك قدام الملوك ولم أخز" (مز119)"

+ لاحظ أن التواضع والوداعة لا يتعارضان مع القوة والشجاعة ليشهد الإنسان قدام الملوك.

5- وأيضا من أقوال قداسته في ذات (كتاب الغيرة المقدسة ص78): "العجيب أن أهل العالم قد تكون لهم جرأة في إستهتارهم، بينما أولاد الله قد يخجلون من برهم. كما لو كانت الوداعة خاتما علي شفاههم!! فلا تكون لهم قوة في الدفاع عن مبادئهم وعن عقائدهم وعن سلوكهم الروحي!!"

******

(12) ومن أقوال نيافة الأنبا موسى أسقف الشباب:

1- قال نيافته في (كتاب خدمة الشباب المعاصر ص45) "حينما نختبر الحياة الروحية، وندخل إلى شركة الروح وعشرة الرب، فيبدأ أن يرسلنا تتميما لقول الكتاب: "ما أجمل أقدام المبشرين بالسلام، المبشرين بالخيرات"(رو10: 15)

2- ومن أقوال نيافته أيضا في (كتاب كيف نخدم الشباب ص 156ـ160): "اشهد للمسيح أمام أصدقائك: لماذا نهرب من الشهادة أمام أصدقائنا المنحرفين؟ لماذا أعتذر بمشغوليتي ... ولا أشهد للمسيح بوضوح؟ .. اشهد للمسيح أمام أولاد العالم: في البداية يلزمني أن أشهد للمسيح أمام الجماعة التي كنت أرتبط بها في أرض الخطية ... اشهد للمسيح أمام الجميع: ... فاشهد للمسيح أمام اخوتك بحياتك المقدسة ووداعتك وحبك وخدمتك الباذلة، وبكلماتك المشحونة وداعة وهدوءا. اشهد للمسيح في خدمتك: وهذا مجال أخير للشهادة ... فليعطنا الرب أن نبذل أنفسنا في مجالات الشهادة المختلفة"

** لعلك عزيزي قد فهمت بوضوح معنى الشهادة للرب يسوع المسيح وأهميتها.

** وهذا ما تقصده كلمة الله في (رؤ1: 2) " الذي شهد بكلمة الله وبشهادة يسوع المسيح بكل ما راه ".

******

(13) ونأتي الآن إلى تمجيد الله من خلال الاستماع إلى اختبارات بعض العابرين.

• إختبارات العابرين والعابرات

(14) تفضل عزيزي المخرج أرنا عمل الله.

• (تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
• المداخلات

(15) والآن إلى الفقرة المحببة لنفسي وهي مداخلاتكم.

(16) ما هو الأمر الذي تكلم به الروح القدس إليك من خلال هذه الحقائق؟

• الختام

(17) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.

(18) البركة الختامية:

والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم. آمين.