441ـ إتباع المسيح (2)
الأربعاء 7/4/2021م
مراحل اتباع المسيح
[التمخض والولادة]
(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (441) من "برنامج حياتك الروحية" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.
(2) دعونا نرفع طلبة في بداية البرنامج: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
إلهنا الحي أبونا الحنان، ... نعظمك ونمجدك الآن وكل أوان وإلى آخر الزمان. آمين.
أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) بدأنا من الحلقة الماضية سلسلة جديدة عن: "إتباع المسيح".
(4) واليوم نريد أن نستكمل الحديث بخصوص: "مراحل إتباع المسيح".
وأولى مراحل اتباع المسيح هي: مرحلة التمخض والولادة.
******
(5) أولا: التمخض الروحي:
سوف أتكلم عن:
- مفهوم التمخض الروحي.
- غــاية المخـاض الروحي.
******
(6) مفهوم التمخض الروحي:
- التمخض لغويا: هو آلام الحمل والولادة.
- يقول بولس الرسول في (غل4: 19) "يا اولادي الذين اتمخض بكم ايضا الى ان يتصور المسيح فيكم"
- الترجمة التفسيرية: "يَا أَطْفَالِي الَّذِينَ أَتَمَخَّضُ بِكُمْ مَرَّةً أُخْرَى إِلَى أَنْ تَتَشَكَّلَ فِيكُمْ صُورَةُ الْمَسِيحِ."
- فلابد أن تبدأ حياة المؤمن بعملية مخاض يتحمل مسئوليتها خدام الكلمة.
- أمثلة من آلام المخاض الروحي التي يتحملها الخدام في ولادة النفوس:
- قال أرميا النبي في: (مرا2: 11) "كلت من الدموع عيناي غلت احشائي، انسكبت على الارض كبدي، على سحق بنت شعبي لاجل غشيان الاطفال والرضع في ساحات القرية"
- ويقول أشعياء النبي في: (اش16: 9 - 11) "لذلك ابكي بكاء .. ارويكم بدموعي .. لانه ... انتزع الفرح والابتهاج ... لذلك ترن احشائي كعود .."
- ويقول السيد المسيح في: (يو16: 21) "المرأة وهي تلد تحزن لان ساعتها قد جاءت ولكن متى ولدت الطفل لا تعود تذكر الشدة لسبب الفرح، لانه قد ولد انسان في العالم"
(7) غاية المخاض الروحي:
- يوضح بولس الرسول غاية التمخض بالنفوس قائلا في: (غل4: 19) "يا اولادي الذين اتمخض بكم ايضا الى ان يتصور المسيح فيكم".
- ولكن ما علاقة مخاض الخادم بتصور المسيح في الإنسان؟
- لعل بولس الرسول استعار هذه العلاقة بما حدث مع أغنام يعقوب في عملية التوحم.
- فقد جاء في (تك30: 38 و41): "واوقف [يعقوب] القضبان التي قشرها في الاجران في مساقي الماء .. تجاه الغنم، لتتوحم عند مجيئها لتشرب"
- والوحم ظاهرة طبية معترف بها علميا رغم تباين تفسير أسبابها.
- وتقول عنه المعاجم: (معناه في الطب) ما تشتهيه المرأة الحُبْلى، في مرحلة معينة من الحمل.
- فاستعار بولس الرسول هذه العملية ليوضح أشواق الخادم بأن يصبح الإنسان الذي يخدمه في صورة المسيح، ذلك بأن يركز الخادم نظره دائما على شخص المسيح.
- ونقرأ في: (اش66: 8)"من سمع مثل هذا؟ من رأى مثل هذه؟ هل تمخض بلاد في يوم واحد؟ او تولد امة دفعة واحدة؟ فقد مخضت صهيون بل ولدت بنيها".
(8) تعليق:
- الخدمة إذن هي مخاض وتوحم،
- وهدفها أن تتشكل النفوس لتولد من أحشاء الكنيسة ممثلة في خدامها
- بالصلاة وتقديم كلمة الله التي يتقبلها المخدوم في عقله وقلبه لتغيره إلى خليقة جديدة.
******
(9) ثانيا: الخدمة ولادة روحية أيضا:
فقد قال بولس الرسول في (1كو4: 15) "انا ولدتكم في المسيح يسوع بالانجيل".
ودعوني أتكلم عن:
- أهمية الولادة الثانية.
- ووسائل الولادة الثانية.
******
(10) أهمية الولادة الثانية:
قال السيد المسيح لنقيديموس معلم الناموس في: (يو3: 3) "الحق الحق اقول لك ان كان احد لا يولد من فوق لا يقدر ان يرى ملكوت الله".
بهذا وضح السيد المسيح أهمية الولادة الثانية، فهي الطريق إلى ميراث الملكوت.
(11) ولكن كيف يولد الإنسان ثانية:
- هذا السؤال وجهه نيقوديموس للمسيح إذ قال: (يو3: 4) "كيف يمكن الانسان ان يولد وهو شيخ العله يقدر ان يدخل بطن امه ثانية ويولد"
- فكان رد المسيح: (يو3: 5) "ان كان احد لا يولد من الماء والروح لا يقدر ان يدخل ملكوت الله"،
- وأضاف بطرس الرسول بالوحي قائلا في: (1بط1: 23) "مولودين ثانية لا من زرع يفنى بل مما لا يفنى بكلمة الله الحية الباقية الى الابد".
- إذن هناك ثلاث وسائل للولادة الثانية هي:
- الولادة من الماء.
- الولادة من الروح.
- الولادة بكلمة الله.
******
(12) الولادة من الماء:
- أي معمودية الماء.
- كما حدث مع خصي الحبشة: (اع8: 36) "وفيما هما سائران في الطريق اقبلا على ماء فقال الخصي هوذا ماء ماذا يمنع ان اعتمد"
(13) الولادة من الروح:
- أي عمل الروح القدس في قلب المؤمن.
- كما قال السيد المسيح: (يو3: 6) "المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح"
(14) الولادة بكلمة الله:
- أي بقبول كلمة الله التي يسمعها من خدام الله.
- كما قال بولس الرسول في (1كو4: 15) "انا ولدتكم في المسيح يسوع بالانجيل".
******
(15) والواقع أن عملية الولادة الروحية تشبه كثيرا عملية الولادة الجسدية:
- فالولادة الجسدية تتم على عدة مراحل:
- المرحلة الأولى: الاتحاد بين الزرع الذي من الأب مع المستقبل الذي من الأم، فينشأ خليقة جديدة أي الجنين.
- المرحلة الثانية: هي نمو الجنين في رحم الأم في بيئة نقية حتى يكمل تكوينه.
- المرحلة الثالثة: ولادة الطفل بخروجه من الرحم، غارقا في مياه كيس الولادة.
(16) ونستطيع أن نرى بعض أوجه الشبه بين هذه المراحل الجسدية والمراحل الروحية:
(17) المرحلة الأولى الروحية:
- تبدأ بالاتحاد بين الزرع الذي لا يفنى وهو كلمة الله، التي نكرز بها فيستقبلها الإنسان في قلبه، وينشأ عن هذا الاتحاد خليقة جديدة جنينا روحيا.
- وهذا ما كان يعنيه بطرس الرسول بقوله في: (1بط1: 23) "مولودين ثانية لا من زرع يفنى بل مما لا يفنى بكلمة الله الحية الباقية الى الابد".
- والواقع إن كلمة الله التي نكرز بها هي المسيح نفسه كما أكد يوحنا الإنجيلي قائلا: (يو1: 1) "في البدء كان الكلمة وكان الكلمة عند الله وكان الكلمة الله".
- وعندما يستقبل الإنسان شخص المسيح كلمة الله في قلبه يولد في داخله إنسان جديد.
(18) المرحلة الثانية الروحية:
- هي نمو المؤمن في بيئة الكنيسة الأم.
- وسط جماعة المؤمنين المقدسين لكي يكمل تكوينه.
- متمتعا بدفء محبة المسيح التي تغمرهم وتفيض منهم إليه.
- ويتم قول بولس الرسول في: (غل4: 19) "يا اولادي الذين اتمخض بكم ايضا الى ان يتصور المسيح فيكم"
(19) المرحلة الثالثة الروحية:
- هي ولادة الطفل بخروجه من رحم الكنيسة،
- غاطسا في مياه جرن المعمودية.
- ويبدأ مرحلة جديدة هي مرحلة الطفولة التي سوف أتكلم عنها في الحلقات القادمة بمشيئة الرب.
(20) ولكني أريد أن اتحدث عن موضوع خطير بخصوص الولادة الثانية التي من فوق بواسطة الماء والروح والكلمة.
- هناك من يختزل الولادة الثانية على المعمودية فقط،
- وهو بهذا يجهل أو يتجاهل العاملين الآخرين: الماء والروح.
- لهذا فكثيرون ليس لهم إختبار الولادة الثانية روحيا.
- واقتصروا على الممارسة الطقسية فقط دون فعالية قبول كلمة الله الحي، وعمل الروح القدس في القلب.
(21) وأريد أن أضيف أمرا جوهريا آخر وهو عمل المسيح عندما يدخل القلب ويتفاعل مع عقل الإنسان وقلبه ومشاعره ورغباته:
- فيعطي قلبا جديدا: (حز36: 26) "واعطيكم قلبا جديدا وانزع قلب الحجر من لحمكم واعطيكم قلب لحم"
- وروحا جديدة: (حز36: 26) "واجعل روحا جديدة في داخلكم"
- وفكرا جديدا: "وتتجددوا بروح ذهنكم" (اف4: 23)
- ورؤية جديدة: (ار1: 12) "فقال الرب لي احسنت الرؤية لاني انا ساهر على كلمتي لاجريها"
- وضميرا جديدا: (1بط3: 21) "بل سؤال ضمير صالح عن الله بقيامة يسوع المسيح"
- وطبيعة جديدة: (2كو5: 17) "اذا ان كان احد في المسيح فهو خليقة جديدة الاشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديدا"
- وسلوكا جديدا: (كو2: 6) "فكما قبلتم المسيح يسوع الرب اسلكوا فيه"
(22) عزيزي المحبوب هل تمتعت بهذا الاختبار؟ أم أنك تكتفي بممارسة الطقس دون فعالية الروح؟
اُطلب الآن من المسيح الواقف على باب قلبك أن يدخل إليك ويغير حياتك. إنه يحبك ويحب أن يسكن فيك، فقط صدق أنه استجاب طلبتك، وركز نظرك في شخصه، وهو يجرى كل شيء. آمين.
******
(23) والآن نستمع لبعض اختبارات العابرين لنرى عمل الله في النفوس. وليكن هذا تشجيعا للكثيرن الذين لم يتخذوا بعد قرار العبور.
المداخلات
(24) نشكر الله على هذه الاختبارات. أما الآن فنأخذ بعض المداخلات، فإنه يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم. خاصة العابرين ليشاركونا باختباراتهم.
الختام
(25) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.
(26) البركة الختامية:
والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.