303ـ صنعت خلاصا (28)
حلقة الاثنين 5/3/2018م
(تقديم: نتالي)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (303) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيف: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: [1] بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. [2] سيدي ... آمين [3] كما أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) المضيف: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا: موضوع الحلقة السابقة كان عن: عمل النعمة:
1- التبرير
2- التقديس.
3- التمجيد.
(4) المضيف: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا:
اليوم سأتكلم عن: مجــال النعمــة
1- دائرة الأشرار.
2- دائرة الضعفاء.
(5) المضيف: هل يمكن أن تحدثنا عن مجال النعمة الأول وهو دائرة الأشرار؟
أبونا:
1- قد تقول في نفسك أنى غير مستحق لنعمة الله لأني خاطئ وشرير.
2- وربما يقودك هذا الفكر إلى الابتعاد عن عمل النعمة وعدم الانتفاع ببركات الفادي.
3- ولكن اعلم يا أخي أنه من الخطأ أن تظن بأن عمل النعمة قاصر على الأبرار والقديسين.
4- بل على العكس فإن النعمة لا تعمل إلا في وسط الأشرار والفجار.
5- أما أولئك الأبرار في أعين أنفسهم، فالنعمة بعيدة كل البعد عنهم ما لم يقروا أنهم خطاة محتاجين إلى نعمة الله.
6- وفي مثل الفريسي والعشار نري هذه الحقيقة واضحة بكل جلاء.
7- فالفريسي كان باراً في عيني نفسه وأخذ يعدد أعمال بره من أصوام وصدقات وتقوى.
8- ولكنه مسكين لم ينتفع بنعمة الله.
9- أما العشار الخاطئ فوقف شاعراً بخطيته واحتياجه إلى النعمة قائلا "اللهم ارحمني أنا الخاطئ". فذهب إلى بيته مبرراً. (لو 18: 13).
(6) المضيف: هل يمكن أن تزيد الموضوع وضوحا لأهمية ذلك الشديدة؟
أبونا:
1- الواقع أن مجال النعمة المخلصة هو دائرة الأشرار كما قلت، بدليل قول السيد المسيح "لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضي.
2- وأضاف: لأني لم آت لأدعو أبراراً بل خطاة إلى التوبة" (مت12:9،13).
3- فلا تظن أنك لا تستحق النعمة لأنك شرير،
4- فالواقع أنه لا أحد يستحق النعمة إلا الشرير الذي يشعر بأنه فاجر.
5- "ولكنه يؤمن بالذي يبرر الفاجر" (رو4: 5).
6- وما أعجب ما قاله أليهو أحد أصدقاء أيوب موضحاً هذه الحقيقة فقال "أخطأت وعوجت المستقيم ولم أجاز عليه. فدي نفسي من العبور إلى الحفرة فتري حياتي النور" (اى33: 27،28).
7- هل يمكن أحكي قصـة عن تجديد فيلسوف تجسد المعنى الذي نريد توضيحه؟
(7) المضيف: يسعدنا ذلك.
أبونا:
1- سيظل تجديد أوغسطينوس من الحوادث البارزة في التاريخ،
2- فقد كان شاباً خليعاً مستهتراً. ومع أن والدته كانت مسيحية بقى هو وثنياً،
3- وكان يجتهد في العثور على المبادئ التي باعتناقها يتشجع على أعمال الإثم والفجور.
4- على أنه كان يتمتع بالرغم من هذا على امتيازين عظيمين:
5- الأول.. أم تقية مصلية طالما سكبت دموعاً غزيرة أمام الرب لأجله.
6- وكان يتمتع بامتياز آخر هو أصدقاء أفاضل انتهزوا كل فرصة ليشجعوه على التفكير الصالح وإلى إرجاعه عن غوايته.
7- وبينما كان في صراعه مع قوات الشر وهو تارة يقوم وتارة يسقط، جاء إلى مدينة ميلانو وعمل أستاذا لعلم البلاغة في جامعتها.
8- وكان يقود كنيسة ميلانو رجل صالح من أعلامها هو الأسقف أمبروز،
9- وقد بلغت أزمة أوغسطينوس النفسية إلى أقصى مداها.
10- ويحكي هو قصته فيقول: أنه كان جالساً مع صديق له ونفسه تضطرم بنيران المعركة الداخلية،
11- معركة محاولة الإفلات من العادات القديمة وكسر قيودها مع ترك كل الرفاق الأردياء وإقامة الحياة المسيحية التي يجب أن يحياها.
12- قال: وبينما أنا أجلس مع صديقي وإذا التفكير يقودني إلى تكويم كل بؤس أمام نفسي،
13- فثارت في داخلي عاصفة من الألم سببت أمطاراً غزيرة من الدموع.
14- ويقول أنه ابتعد عن صديقه حتى يمكنه أن يطلق لنفسه العنان في البكاء.
15- فجلس تحت شجرة التين في الحديقة، وهو يصرخ في مرارة روحه: "إلى متى؟ غداً؟ لماذا ليس الآن؟
16- لماذا لا أضع في هذه الساعة النهاية لنجاساتي؟"
17- قال: "كنت أتكلم هكذا وأبكي وأنا منكسر القلب،
18- عندها سمعت من بيت مجاور صوت طفل يغني ويكرر كثيراً هذه العبارة: "خذ واقرأ! خذ واقرأ!"
19- وحالاً تغير حالي وبدأت أفكر عما إذا كان الأطفال متعودين أن يلعبوا بإنشاء مثل هذه الكلمات.
20- كما أنني لم أستطيع أن أذكر أنى سمعت شيئاً كهذا قط.
21- فكفكفت دموعي وقمت متخذاً هذا الأمر من الله أن أفتح الكتاب وأقرأ أول إصحاح أجده.
22- فرجعت بشوق إلى المكان الذي كنت جالساً فيه مع صديقي حيث كانت رسالة بولس الرسول إلى رومية،
23- فأمسكتها وبسكوت قرأت الفصل الذي وقعت عليه عيناي: "لا بالمضاجع والعهر، لا بالخصام والحسد، بل البسوا الرب يسوع المسيح ولا تصنعوا تدبيراً للجسد لأجل الشهوات" (رو13: 13 و14).
24- فلم أستطع أن أقرأ أكثر من ذلك ولم تكن لي حاجة إلى أكثر مما قرأت،
25- لأنه في الحال عندما وصلت إلى هذه الجملة شع نور وضاح إلى داخل نفسي وإذ بكل ظلمات الشدة تنقشع!"
26- وهكذا تجدد أوغسطينوس فترك كل مسلك سيئ، وعمَّده الأسقف أمبروز.
27- وخرج من المعمودية يرنم ترانيم الفرح،
28- وفرح قلب أمه أيضا.
29- وصار أوغسطينوس من أعظم آباء الكنيسة.
30- وقد ترك بحياته وكتبه آثاراً طيبة بركة لكل الأجيال أكثر من أي رجل بعد عصر الرسل.
(8) المضيف: فماذا نتعلم من هذا الاختبار الذي اختبره القديس أوغسطينوس؟
أبونا:
1- نتعلم أن الله قد جاء لكي يبرر الفاجر،
2- فهو لم يخلصنا لأننا أبرار، بل ليجعلنا نحن الفجار أبراراً.
3- هذا ما وضحه معلمنا بولس الرسول بقوله "متبررين مجاناً بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه لإظهار بره من اجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله. لإظهار بره في الزمان الحاضر ليكون باراً ويبرر من هو من الإيمان بيسوع" (رو3: 24-26).
4- الواقع إن حقيقة موت المسيح نيابة عن البشرية حقيقة قديمة،
5- ولكنها تصبح اكتشافاً جديداً له وقعه عندما يخصص الإنسان هذا العمل له شخصياً.
6- وما أفدح الخسارة التي تلحق بمن لا يخصص لنفسه هذا الخلاص.
7- ومبدأ تخصيص الفداء للنفس قد وضحه معلمنا بولس الرسول إذ خصصه لنفسه شخصياً بقوله "أحبني وأسلم نفسه لأجلي" (غل2: 20).
8- هل تثق أن المسيح يحبك رغم أنك خاطي وشرير ورغم كل ما ارتكبته من أدناس وفجور.
9- هل تثق أنه جاء من أجلك ليمحو خطاياك ويبررك؟ فهو القائل: "لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضي، لأني لم آت لأدعو أبراراً بل خطاة إلى التوبة" (مت12:9،13).
10- هل تثق أنه مستعد أن يقبلك لأنه قال: "كل ما يعطيني الاب فاليَّ يقبل ومن يقبل الي لا اخرجه خارجا" (يو6: 37)
8- ياريت تضع نفسك في مجال النعمة المخلصة ومجال النعمة الأول هو دائرة الأشرار.
9- اقبله الآن قل له إقبلني يارب أنا الخاطي.
10- آتي إليك تائبا ونادما على كل ما فعلت وأنت تفتح لي باب الأمل والرجاء في حياة جديدة أنت تعينني فيها حتى أشبع بك وأدوس على كل خطية. آمين.
المداخلات
(9) المضيف: شكرا جزيلا على هذا لشرح الواضح. هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: (1) يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم.
ختام
(10) المضيف: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.
(4) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.
(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا،
(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.