277ـ صنعت خلاصا (3)
حلقة الاثنين 21/8/2017م
(تقديم: ريتا)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (277) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيف: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: [1] بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. [2] سيدي يا من دبرت لنا طريق الخلاص، ورفعت عنا عقوبة خطايانا بالفداء الذي أتمه السيد المسيح عل الصليب عندما قال: "قد أكمل" أسألك أن لا تحرم أحدا من هذه النعمة، بل فتح عيون الكل وشدد قرعاتك على القلوب لتلتفت إليك وتثق في محبتك وفي نعمة خلاصك، وتقبلك مخلصا وسيدا على حياتها. آمين [3] كما أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) المضيف: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا:
(1) قلت في الحلقة قبل السابقة أنني سأتكلم عن: "سلسلة صنعت خلاصاً"
وقلت أنها سوف تشتمل الحديث عن:
1- كنيسة الخلاص.
2- جوهر الخلاص.
3- قضية الخلاص.
4- نعمة الخلاص.
5- إتمام الخلاص.
(2) وبدأت في الحديث عن الجانب الأول وهو كنيسة الخلاص لتوضيح أن كنيستنا القبطية الأرثوذكسية تهتم بخلاص الإنسان، وقلت أن حديثي عن كنيسة الخلاص سوف يشمل:
1- التذكارات الكنسية.
2- كتب الصلوات الطقسية.
3- الأسرار الإلهية.
(3) ولكن لم يسعفنا الوقت إلا للحديث عن النقطة الأولى وهي: التذكارات الكنسية.
(4) المضيف: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا:
(1) اليوم سأتكلم عن النقطة الثانية وهي: الخلاص في كتب الصلوات الطقسية:
(2) والواقع أن كتب الصلوات والقراءات التي وضعها الآباء في الكنيسة توضح لنا مدى اهتمامهم بإبراز رسالة الخلاص، إذ أن فيها الكثير من النصوص الصريحة عن الخلاص.
(3) ولكني أقتصر على اقتطاف عدة عبارات لتكون موضع تأمل ودراية بكنوز البيعة الثمينة من الكتب الآتية:
1- كتاب الأبصلمودية الخاص بصلوات التسبحة.
2- كتاب الأجبية الخاص بصلوات ساعات اليوم.
3- كتاب الخولاجي الخاص بصلوات القداسات.
(5) المضيف: هل يمكن أن تحدثنا عن كتاب الأبصلمودية؟
أبونا:
1- هو كتاب التسبحة أي الصلوات التي تسبق رفع بخور عشية وباكر،
2- وهو ملئ بالعبارات التي تتحدث عن الخلاص ومعانيه وإيضاحاته،
3- ولكنى أقتصر على نص واحد منها هو: "إذا ما أحببنا اسم الخلاص الذي لربنا يسوع المسيح وصنعنا الرحمة بعضُنا مع بعض نكمل الناموس .. فان كنا معوزين من أموال هذا العالم، وليس لنا شئ نعطيه صدقة، فلنا الجوهرة اللؤلؤة الكثيرة الثمن، الاسم الحلو المملوء مجداً الذي لربنا يسوع المسيح، إذا لازمناه في إنساننا الداخلي فهو يجعلنا أغنياء حتى نعطى الآخرين ليس أموال هذا العالم الزائل التي نطلبها بل خلاص نفوسِنا بتلاوة إسمه القدوس".
4- يقصد بعبارة "تلاوة اسمه القدوس" أي صلاة: "يا ربي يسوع المسيح ارحمني، يا ربي يسوع المسيح خلصني"
(6) المضيف: وما هو نعليقك على هذه القطعة من الصلاة والتسبيح؟
أبونا:
(1) كم أحب أن أطلق على هذه القطعة اسم (أنشودة الخلاص)
(2) إذ توضح لنا غاية الناموس ألا وهي الخلاص،
(3) ففي هذا العرض البديع نرى شقي الخلاص.
1- تمتعك الشخصي به في قوله: "إذا أحببنا اسم الخلاص".. وأيضا في قوله: "إذا لازمناه في إنساننا الداخلي" ..
2- والشق الثاني هو: تقديمه للآخرين: في قوله: "صنعنا رحمة" .. و"نعطى الآخرين خلاص نفوسنا".
(4) أخي الحبيب إن الآباء بهذا الكلام يناشدونا أن نلازم الخلاص ونعمل على تقديمه للآخرين فليتنا نعمل على ذلك.
(7) المضيف: كان هذا عن كتاب الأبصلمودية، وماذا تريد أن تقول عن الكتاب الآخر وهو كتاب الأجبية؟
أبونا:
(1) كتاب الأجبية هو كتاب السبع صلوات التي تصلى في الكنيسة، وأيضاً في الصلوات الانفرادية للمؤمن.
(2) ويشتمل على مجموعة من مزامير داود النبي لتعلم المؤمن كيف يصلي كما كان داود يصلي.
(3) وهذا الكتاب غنى هو الآخر بما فيه من نصوص عن الخلاص، ولكني أقتصر على ما يأتي:
1- في صلاة الساعة السادسة: نصلي قائلين: "صنعت خلاصاً في وسط الأرض كلها أيها المسيح إلهنا عندما بسطت يديك الطاهرتين على عود الصليب فلهذا كل الأمم تصرخ قائلة المجد لك يارب".
فيتغنى المرنم بالخلاص الذي صنعه رب المجد على الصليب وقدمه لجميع الأمم التي من أجل هذا تهتف بمجد الرب.
2- وفي صلاة الساعة التاسعة: نذكر قول داود النبي القائل: "بشروا من يوم إلى يوم بخلاصه.." (مز96: 2).
فهذه دعوة صريحة للتبشير بخلاص الرب دائما من يوم إلى يوم، أي كل يوم ..
فهل نحن ننفذ ما نصليه؟ أم أن صلواتنا مجرد ترديد ألفاظ بلا استعداد للعمل بما يريده الرب منا ..
إن الوصية صريحة لنا أن نبشر من يوم إلى يوم بخلاصه..
3- وفي صلاة نصف الليل: نصلي قائلين: "بعين متحننة يارب انظر إلى ضعفى، فعما قليل تفنى حياتي. وبأعمالي ليس لي خلاص، فلهذا أسأل بعين رحيمة يارب انظر إلى ضعفى وذلي ومسكنتي".
ما أجمل هذه الطلبة التي فيها يقر المصلى بضعفه وذله ومسكنته وعدم اعتماده على أعماله في الخلاص بل على رحمة المخلص وتحننه.
(8) المضيف: كان هذا عن كتاب الأبصلمودية وكتاب الأجبية، وماذا تريد أن تقول عن كتاب الخولاجي؟
أبونا:
(1) الخولاجي هو كتاب صلوات القداسات التي وضعها القديس باسيليوس والقديس إغريغوريوس والقديس كيرلس.
(2) وهذا الكتاب أيضاً لا يقل في غناه بعبارات الخلاص وإظهاره عن بقية كتب البيعة .. وسنقتصر على ذكر ما يأتي :
1- في القداس الباسيلي يقول الشماس: "سوتيس آمين" أي "خلصت حقاً" باللغة العربية.
بمعنى لقد نلت الخلاص حقاً .. وتتكرر هذه العبارة ثلاث مرات في القداس. المرة الأولى: عقب صلاة الشكر بعد تقديم الحمل، والمرة الثانية: عقب إنجيل القداس، والمرة الثالثة: عقب تحاليل ما قبل الاعتراف الأخير في القداس.
2- وفي القداس الإغريغوري يقول الكاهن: "أنت يا سيدي حولت لي العقوبة خلاصاً .. أنت الذي خدمت لي الخلاص لما خالفت ناموسك".
ما أجمل هذا التعبير: يسوع حول لنا العقوبة خلاصاً، إذ تحمل هو نفسه عقوبة الخطية نيابة عنا .. يسوع نفسه خدم لنا الخلاص، إذ لم يأتمن ملاكا ولا رئيس ملائكة ولا رئيس آباء ولا نبياً على خلاصاً..
3- وفي القداس الكيرلسي يقول الكاهن: "الساقطين أقمهم والقيام ثبتهم، الضالين ردهم .. أدخلهم جميعاً إلى طريق خلاصك".
** هل يوجد أوضح من هذا كلام عن الخلاص؟
(9) المضيف: هل لك تعليق على ما جاء في كتب الصلوات الكنسية، الأبصلمودية، والأجبية، والخولاجي؟
أبونا:
1- أحب أن أقول أن غاية الخلاص كانت واضحة أمام القديس مار مرقس الرسول واضع هذا القداس الذي سُمِّىَ باسم القديس الذي دونه وهو القديس كيرلس لهذا دعي بالقداس الكيرلسي.
2- فغاية الخلاص هي محور صلاته، فيطلب من أجل الجميع أن يدخلهم الله إلى طريق الخلاص الذي علمنا إياه كما سجل القديس باسيليوس في قداسه القداس الباسيلي قائلا: "تجسد وتأنس وعلمنا طرق الخلاص".
3- فهل دخلت يا أخي المبارك في طريق الخلاص، وهل تسير فيه؟
4- أم أنك تقف من بعيد وتكتفي بمجرد التطلع إلى السائرين فيه؟
5- ليتنا نحول صلواتنا إلى سلوك نحياه، أو كما قال السيد المسيح في (يو6: 63): "الكلام الذي اكلمكم به هو روح و حياة". آمين.
المداخلات
(10) المضيف: شكرا جزيلا على هذا لشرح الواضح. هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: (1) يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم.
ختام
(11) المضيف: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.
(4) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.
(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا،
(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.
