237ـ قيمة نفسك الغالية (2)
[أنت صورة الله وشبهه]
حلقة الاثنين 7/11/2016م
(تقديم: نتالي)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (237) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: [1] بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. [2] سيدي ... آمين [3] كما أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) المضيفة: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا: الموضوع السابق كان عن: الحلقة الأولى من سلسلة قيمة نفسك الغالية، وكانت بعنوان: "أنت تاج الخليقة وسيدها".
(4) المضيفة: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: (1) اليوم سأتكلم عن: الحلقة الثانية من سلسلة قيمة نفسك الغالية، وهي بعنوان: "أنت صورة الله وشبهه".
(5) المضيفة: ما معنى ذلك؟ كيف يكون الإنسان صورة الله؟
أبونا: دعني أوضح لك وللجميع المعنى:
(1) فهذا ما قاله الله في: (تك1: 26 و27) "وقال الله نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا ... فخلق الله الانسان على صورته على صورة الله خلقه ذكرا وانثى خلقهم".
(2) والواقع أنه من معانى كلمة "صورة Image" في كل قواميس اللغات العربية والأجنبية تفيد "الشبه Likeness".
(3) ولهذا قال الرب في الآية السابقة: (تك1: 26) " نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا".
(4) ونقرأها بالإنجليزية:
"Then God said, "Let Us make man in Our image, according to Our likeness"
(6) المضيفة: وما هي أوجه الشبه بين الإنسان والله؟
أبونا: سأكتفي بأوجه شبه ثلاثة هي:
1ـ الحكمة العقلية.
2ـ القداسة القلبية.
3ـ الثالوث في الوحدانية.
(7) المضيفة: كلِّمنا أولا عن وجه الشبه الأول وهو الحكمة العقلية.
أبونا:
(1) الحديث عن الحكمة العقلية يشمل الحديث عن: العقل، والحكمة، فهما مرتبطان ببعضهما كتوأم، فالعاقل حكيم، والحكيم عاقل. ولهذا يقول الكتاب المقدس في سفر (ام10: 13) "في شفتي العاقل توجد حكمة".
(2) والكتاب المقدس يوضح أن الله نفسه عاقل وحكيم.
1- إذ يقول في إنجيل (يو1: 1) "في البدء كان الكلمة [وفي اللغة الأصلية اليونانية الكلمة هي "اللوغس" أي عقل الله الناطق بالكلمة] والكلمة كان عند الله وكان الكلمة [اللوغوس] الله"
2- ويقول الله في سفر (ام8: 12) "انا الحكمة اسكن الذكاء".
3- فالله إذن عاقل وحكيم.
(3) ولذلك خلق الإنسان شبيها به في العقل والحكمة.
1- إذ يقول الكتاب في سفر (تك2: 7) "وجبل الرب الاله ادم ترابا من الارض ونفخ في انفهنسمة حياة فصار ادم نفسا حية"
2- ويوضح الكتاب المقدس في سفر (اي32: 8) أن "نسمة القدير تعقلهم"
3- وفي سفر (ام10: 13) "في شفتي العاقل توجد حكمة".
4- فأنت صورة الله وشبهه في العقل والحكمة.
(8) المضيفة: هل لك تعليق تطبيقي على وجه الشبه هذا الرائع وهو أن الإنسان على شبه الله في العقل والحكمة؟
أبونا:
(1) هذا إمتياز تفرَّد به الإنسان عن سائر المخلوقات الأرضية. وبهذا صار بحق تاج الخليقة وسيدها، كما قلنا في الحلقة السابقة.
(2) ولكن عندما أخطأ الإنسان وكسر وصية الله، انفصل عن الله.
(3) وبانفصاله عن الله تأثر عقله وفقد الكثير من إمكانياته، بل وفقد أيضا حكمته. وانطبق عليه القول: (مز49: 20) "إنسان في كرامة ولا يفهم يشبه البهائم التي تباد".
(4) ولم يشأ الله للإنسان الذي خلقة تاجا للخليقة وزيَّنه بالعقل والحكمة، أن تكون هذه نهايته، لذلك بدافع من حبه الحب العجيب، دبر خطة الفداء بموت المسيح البار كفارة وفداء للإنسان، وأعاده إلى رتبته الأولى، وأعاد له صحة العقل والحكمة.
(5) ويستطيع أي إنسان يسمعنا الآن أن يتمتع ببركات الفداء هذه إن قَبَلَ خطة الله للخلاص، وإن تقدم للرب تائبا وراغبا أن يعيش معه كل أيام حياته مقاوما الخطية والشيطان.
(9) المضيفة: نأتي إلى وجه الشبه الثاني بين الله والإنسان الذي خلق على صورة الله وشبهه، وهو القداسة القلبية فماذا تريد أن تقول عن ذلك؟
أبونا:
(1) يوضح الكتاب المقدس أن الله قدوس معتز بالقداسة:
1- في سفر (خر15: 11) "من مثلك بين الالهة يا رب من مثلك معتزا في القداسة".
2- وفي سفر (لا21: 8) "لاني قدوس انا الرب مقدسكم"
(2) ولذلك خلق الإنسان يشبهه في القداسة.
1- إذ يقول الكتاب في رسالة (اف4: 24) "وتلبسوا الانسان الجديد المخلوق بحسب الله في البر وقداسة الحق"
2- وفي رسالة (2كو7: 1) "مكملين القداسة في خوف الله".
3- وفي رسالة (عب12: 14) "اتبعوا السلام مع الجميع والقداسة التي بدونها لن يرى احد الرب".
(10) المضيفة: هل لك تعليق تطبيقي على وجه الشبه هذا أن الإنسان على شبه الله في القداسة؟
أبونا:
(1) رأينا كيف خُلق الإنسان في حالة البر والقداسة.
(2) ولكن إذ أخطأ الإنسان دخل فيه ميكروب الخطية، فقد جاء في سفر (يشوع بن سيراخ3: 30) "لأن جرثومة الشر قد تاصلت فيه".
(3) وبدخول ميكروب الخطية في الإنسان أفسد كيانه، وفقد قداسته وصار عبدا للنجاسة.
(4) فداود يتنجس مع إمرأة أوريا الحثي. وشمشون يتنجس مع دليلة، وغيرهما الكثير.
(5) ولكن بموت المسيح على الصليب ذبيحا ليكفر عن خطايانا صار لنا كما قال الكتاب المقدس في رسالة (1كو1: 30) "المسيح يسوع صار لنا حكمة من الله وبرا وقداسة وفداء"
(6) والآن كل إنسان يريد أن يتخلص من نجاسات قلبه، ويقتني قداسة الحياة، عليه أن يقبل المسيح المخلص في حياته ليخلصه ويحرره ويقدسه.
(11) المضيفة: نأتي إلى وجه الشبه الثالث بين الله والإنسان الذي خلق على صورة الله وشِبهه، وهو الثالوث في الوحدانية فماذا تريد أن تقول؟
أبونا:
(1) الكتاب المقدس يوضح لنا جوهر الله، فالله واحد في ثالوث، أو ثالوث في واحد.
(2) إذ يقول السيد المسيح في إنجيل (مت28: 19) "فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس"
(3) فكون الله واحد يتضح في الآية من قوله: عمدوهم "بإسم" وليس "بأسماء".
(4) وكون الله ثالوث ينضح أيضا في الآية من قوله: "الاب والابن والروح القدس".
(5) وتأكيدا لهذه العقيدة جاء في رسالة يوحنا الرسول أن "الشهود فى السماء ثلاثة، الآب والكلمة والروح القدس ، وهؤلاء الثلاثة هم واحد". (رسالة يوحنا الأولى إصحاح 5: أية 7).
(6) فقد سبق أن وضحت أن مفهوم الثالوث وليس ثلاثة، هو أن الله موجود بذاته، حيُّ بروحه، ناطق بكلمته.
(7) أي أن الله له وجود حقيقي ككائن حي، وله روح، وله عقل حكيم ناطق بالكلمة.
(8) فليس معنى هذا وجود ثلاثة آلهة حاشا.
(12) سبق أن ذكرت لنا أن القرآن يشهد لهذه العقيدة في آية من آياته. هل تذكرنا بذلك؟
أبونا: نعم.
(1) ففي (سورة النساء 171) "إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ"
(2) وجاء في كتاب (الخلافة ونشأة الأحزاب الإسلامية ص 273، تأليف الدكتور محمد عمارة الأستاذ بجامعة الأزهر) قال الأشاعرة: إن لله صفات ثابتة .. منها أنه حي، متكلم"
(13) المضيفة: كيف تطبق هذا على الإنسان الذي هو صورة الله وشبهه؟
أبونا:
(1) الإنسان كائن حي له وجود حقيقي، وله روح بها يحيا، وله عقل به يفكر ويتكلم.
(2) وهو بشخصه إنسان واحد، له ذات وروح وعقل. فهو ليس ثلاثة.
(3) هذا هو معنى خلقة الله للإنسان على صورته: ثالوث في الوحدانية.
(14) المضيفة: هل لك تعليق في ختام هذه الحلقة اليوم؟
أبونا:
(1) هذه قيمة نفسك الغالية في نظر الرب الذي يحبك إلى المنتهى.
(2) فقد جعلك تاجا للخليقة وسيدا لها صاحب سلطان لتتسلط على كل المخلوقات.
(3) وتأكيدا لقيمة نفسك الغالية فقد خلقك على صورته كشبهه في:
1ـ الحكمة العقلية.
2ـ القداسة القلبية.
3ـ الثالوث في الوحدانية.
(4) أصلي إلى الرب ن يتلامس مع عقلك وقلبك من خلال هذه الرسالة حتى تدرك مدى قيمة نفسك الغاليه عند الرب، فتفتح قلبك له وتقبله مخلصا وحبيبا لك فتسعد بالسلام الذي يفوق العقول. آمين.
المداخلات
(15) المضيفة: شكرا جزيلا على هذا لشرح الواضح. هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: (1) يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم.
ختام
(16) المضيفة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.
(4) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.
(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا،
(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.
