72ـ كيف أقبل المسيح ـ9
(معمودية الكبار ومعمودية الصغار)
حلقة الثلاثاء 26/3/2013م
(تقديم: هدى)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (72) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل أرجاء العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (2) سيدي، لولا النعمة ما كنت أشوفك، ولا كان لي مكان في سماك. أنا مديون لك ربي بعمري، ياللي فاديتني بسفك دماك. شكرا لك (3) أسألك يارب أن تبارك حلقة هذا اليوم من أجل خلاص وبركة الكثيرين. آمين.
(3) المضيفة: بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل مرة أخرى.
أبونا: مراحل الحياة الروحية، مبينة في هذا (الرسم البياني) التالي، وهي:
1ـ قبول المسيح
2ـ والثبات في الرب
3ـ النمو الروحي
4ـ النضوج الروحي
5ـ خدمة النفوس
6ـ وقيادة فريق للعمل الروحي
(4) المضيفة: هل يمكن تلخيص موضوع الحلقة السابقة؟
أبونا: تكلمت عن وسائل قبول الله في القلب هي:
1ـ وسائط النعمة،
2ـ التوبة،
3ـ والصلاة،
4ـ وفتح القلب لله.
(5) المضيفة: وماذا ستقدم لنا في هذه الحلقة؟
أبونا: سأتكلم عن:
1ـ معمودية الكبار ومعمودية الصغار
(6) المضيفة: ما الفرق بين معمودية الكبار ومعمودية الصغار؟
أبونا: (1) إحنا عارفين إن الذين يتقدمون للمعمودية إما أن يكونوا كبارا بالغين، أو أطفالا صغار السن. (2) وبخصوص معمودية الكبار: يشترط أربعة شروط، وضحها المتنيح حبيب جرجس بقوله في (كتاب أسرار الكنيسة السبعة صفحة 56):
أولا: الإيمان بالرب يسوع (مر16: 16).
ثانيا: الاعتراف: بهذا الإيمان علنا وصريحا.
ثالثا: التوبة: "توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا" (أع2: 38)
رابعا: جحد الشيطان: يجب على المعتمد قبل كل شيء أن يجحد الشيطان ويرفض أعماله.
** وهذا ليس عليه أدنى خلاف.
(7) المضيفة: المشكلة فعلا هي في معمودية الصغار، فهل يوجد ما يثبت ضرورة معمودية الأطفال الصغار رغم عدم إدراكهم لحقيقة الإيمان؟
أبونا: يمكن إثبات ضرورة معمودية الأطفال بطريقتين:
1ـ الطريقة الأولى: من الكتاب المقدس
2ـ الطريقة الثانية: القياس المنطقي
أولا: من الكتاب المقدس:
1ـ الختان
2ـ الفصح
3ـ عبور البحر الأحمر
4ـ معمودية عائلات بأكملها في العهد الجديد
(8) المضيفة: كلمنا على الختان وعلاقته بمعمودية الأطفال.
أبونا: (1) جاء في سفر (تك17: 9 ـ 14) "قال الله لابراهيم واما انت فتحفظ عهدي انت ونسلك من بعدك في اجيالهم. هذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني و بينكم و بين نسلك من بعدك يختن منكم كل ذكر. فتختنون في لحم غرلتكم فيكون علامة عهد بيني و بينكم. ابن ثمانية ايام يختن منكم كل ذكر في اجيالكم". واما الذكر الاغلف الذي لا يختن في لحم غرلته فتقطع تلك النفس من شعبها انه قد نكث عهدي".
(2) وجاء في رسالة (رو4: 11) "وأخذ علامة الختان ختما لبر الايمان"
(9) المضيفة: وما هو تعليقك على ذلك؟
أبونا: نلاحظ من هذه الشواهد: (1) أن الختان كان عهدا بين الله والإنسان (2) وأن الذي لايختن يهلك (3) لأن الختان كان ختما لبر الإيمان (4) والعجيب أن الختان كان يتم في اليوم الثامن (5) فهل كان الطفل يدرك الإيمان الذي يأخذ الختان ختما له وهو إبن ثمانية أيام؟
(6) والمفاجأة الكتابية هي أن يعلم المشاهد أن الختان كان رمزًا للمعمودية، نقرأ ذلك في (كو2: 11 و12) "وبه ايضا ختنتم ختانا غير مصنوع بيد بخلع جسم خطايا البشرية بختان المسيح. مدفونين معه في المعمودية التي فيها اقمتم ايضا معه بايمان عمل الله الذي اقامه من الاموات، واذ كنتم امواتا في الخطايا وغلف جسدكم احياكم معه مسامحا لكم بجميع الخطايا"
(7) فحيث كان الختان الذي هو ختم لبر الإيمان يتم في سن 8 أيام، فما الغرابة أن تتم المعمودية في مثل هذا السن وهي ختم لبر الإيمان؟
(10) المضيفة: وماذا عن الفصح كدليل آخر من الكتاب المقدس عن معمودية الأطفال؟
أبونا: (1) جاء في سفر (خر12: 5ـ 12) "تكون لكم شاة صحيحة ذكرا .. يذبحه كل جمهور جماعة اسرائيل .. و ياخذون من الدم و يجعلونه على القائمتين والعتبة العليا في البيوت .. ويكون لكم الدم علامة على البيوت التي انتم فيها فارى الدم واعبر عنكم فلا يكون عليكم ضربة للهلاك حين اضرب ارض مصر"
(11) المضيفة: وما هي العلاقة بين الفصح ومعمودية الأطفال؟
أبونا: (1) ألم ينجو الأطفال من الهلاك يوم الفصح؟ (2) ونقرأ في (1كورنثوس 7:5) "فصحنا المسيح قد ذُبِحَ لأجلنا" (3) فمن يقدر أن يمنع الأطفال من التمتع بنعمة المسيح في المعمودية كما في الفصح؟
(12) المضيفة: قلت لنا أيضا أن في عبور البحر الأحمر دليل آخر من الكتاب المقدس عن معمودية الأطفال. كيف ذلك؟
أبونا: (1) جاء في سفر (خر14: 21و 22) "ومد موسى يده على البحر .. وجعل البحر يابسة وانشق الماء. فدخل بنو اسرائيل في وسط البحر على اليابسة والماء سور لهم عن يمينهم وعن يسارهم" (2) وأيضا في (مز106: 9) "وانتهر بحر سوف فيبس و سيرهم في اللجج كالبرية" (3) ويشير بولس الرسول إلى هذا العبور على أنه معمودية (1كو10: 2) "وجميعهم اعتمدوا لموسى في السحابة وفي البحر" (4) ألم يعتمد معهم الأطفال أيضا؟
(13) المضيفة: ما هو الدليل على معمودية الأطفال من العهد الجديد؟
أبونا: هناك إشارات كثيرة في العهد الجديد عن الأطفال الذين اعتمدوا ضمن عائلات بأكملها منها:
(1) (سفر أعمال الرسل 15:16)عن ليديا بائعة الأرجوان أنها اعتمدت "هي وأهل بيتها"، ولم يستثن الأطفال. (2) (سفر الأعمال 33:16) عن حافظ السجن الذي آمن على يد بولس وسيلا، إنه "اعتمد في الحال، هو والذين له أجمعون". (3) (أع8:18) عن كريسبس رئيس المجمع في كورنثوس. "امن بالرب مع جميع بيته وكثيرون من الكورنثيين اذ سمعوا امنوا واعتمدوا" (4) (1كو16:1) ويقول بولس الرسول إنه عمَّد بيت "استفانوس". ولم يستثن ما فيه من أطفال. (5) وعمومًا، لا توجد آية في الكتاب تمنع معمودية الأطفال.
(14) المضيفة كان هذا عن الأدلة من الكتاب المقدس، قلت أيضا أن هناك براهين بالقياس المنطقي فماذا تقصد بذلك؟
أبونا: بالمنطق، كيف يمكن أن يُمنع الأطفال من نعمة المعمودية وإن كانوا لا يفهمونها، ونحن نقدم للأطفال أمورا كثيرة رغم عدم إدراكهم أو رغبتهم؟ منها:
1ـ تطعيم الأطفال
2ـ المدارس
3ـ وضع أرصد لهم
أولا: تطعيم الأطفال ضد الجدري والدفتريا وغيرهما من التطعيمات
ثانيا: إدخال الأطفال إلى المدارس لتحصيل العلم رغم عدم إيمانهم بأهمية ذلك، بل وتمردهم على الذهاب إليها.
ثالثا: وضع أرصد لهم في البنوك رغم عدم إدراكهم لأهميتها.
(1) هكذا الحال في المعمودية إذ يأخذون هذه النعمة، عندما يكبرون سيُختبَر إيمانهم. إن ثبتوا فيه استمروا. وإن لم يثبتوا لا ينتفعون، كأي كبير اعتمد وكان مؤمنًا ثم لم يثبت، ولا فارق.
(2) فالأطفال يعمدون على إيمان والديهم. ولكن يلزم أن يتابعوا بالتعليم حتى سن النضج، ليعيشوا في حياة الإيمان والتوبة. [1] جاء ذلك في (كتاب الأنوار في الأسرار للقس جراسيموس السرياني) الذي قال: "إن المطلوب من المعتمدين حين يبلغوا سن الرشد هو الإيمان والتوبة" [2] ولهذا قال القديس كيرلس الأورشليمي كما جاء في (مجلة مرقس نوفمبر 1969): "كما أن القلم أو الرمح لا منفعة له بدون من يستعمله، كذلك نعمة العماد، تظل عاطلة منتظرة إيمان الإنسان"
* من هنا جاءت أهمية متابعة الأطفال المعمدين حتى يبلغوا سن النضج.
* وحيث أن وقت الطرح الآن قد قرب على الانتهاء لهذا أرجئ بقية الموضوع للحلقة القادمة، حتى نستطيع أن نتمتع بمداخلات الأحباء.
(15) المضيفة: ما هو الهدف الروحي من هذه الحلقة عن معمودية الأطفال؟
أبونا: ليس هدفي هو إعطاء درس طقسي أو عقيدي عن ضرورة معمودية الأطفال. ولكن هدفي دائما هو التطبيق الروحي، فعقيدة أو طقس أو تعليم بلا هدف روحي لا قيمة له. وما أحب أن أخرج به من موضوعنا هذا: (1) أن لا نمنع نعمة المعمودية عن الأطفال فقد جاء في: (مر10: 14)"وقدموا اليه اولادا لكي يلمسهم واما التلاميذ فانتهروا الذين قدموهم. فلما راى يسوع ذلك اغتاظ و قال لهم دعوا الاولاد ياتون الي ولا تمنعوهم لان لمثل هؤلاء ملكوت الله". فمن يجرؤ أن يتحمل مسئولية منع الأطفال من المعمودية؟
(2) أما نحن الذين اعتمدنا في طفولتنا ينبغي أن لا نأخذ من المعمودية رخصة، لكن الأمر يحتاج إلى معرفة: 1ـ لماذا اعتمدنا لنؤمن به 2ـ ونختبره في حياتنا وهو موت عن الخطية وقيامة مع المسيح.
(3) فهل نحن قد إختبرنا ذلك؟
(16) المضيفة: شكرا جزيلا. هل يمكن أن تلخص لنا موضوع هذه الحلقة؟
أبونا: (1) معمودية الكبار ومعمودية الصغار.
(2) إثبات معمودية الأطفال بطريقتين:
1ـ الطريقة الأولى: من الكتاب المقدس
2ـ الطريقة الثانية: القياس المنطقي
أولا: من الكتاب المقدس:
1ـ الختان
2ـ الفصح
3ـ عبور البحر الأحمر
4ـ معمودية عائلات بأكملها في العهد الجديد
ثانيا: القياس المنطقي:
1ـ تطعيم الأطفال
2ـ المدارس
3ـ وضع أرصد لهم
(17) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة بالاختبارات الشخصية في كيفية قبولك للمسيح في حياتك مخلصا وفاديا.
ختام
(18) المضيفة: شكرا جزيلا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: (1) باسم الآب والابن والروح القدس: 1ـ صلاة 2ـ ومن أجل الذين طلبوا أن نذكرهم (3) محبة الله الآب ... مع جميعكم، (4) وإلى اللقاء أيها الأحباء. سلام.
