قناة الفادى الفضائية

231ـ حروب المؤمن (6)

حروب الحواس

حلقة الاثنين 19/9/2016م

(تقديم: ريتا)

(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (231) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.

أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.

(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.          

أبونا: [1] بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. [2] أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.

(3) المضيفة: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟

أبونا: موضع الحلقة السابقة مباشرة كان عن: حروب المؤمن وخاصة حروب العاطفة.

(4) المضيفة: وفيما ستكلمنا اليوم؟

أبونا: (1) اليوم سأتكلم عن: حروب الحواس وتشمل:

1ـ النظر.

2ـ السمع.

3ـ الشم.

4ـ التذوق.

5ـ اللمس.

(2) والحواس الخمسة هي أبواب النفس، فمن خلالها تتسرب الخطية إلى داخل الإنسان، فإن لم يحرسها حراسة مشددة، عرض حياته الروحية للخطر.

(5) المضيفة: لنبدأ بالحديث عن حاسة النظر؟

أبونا: (1) حاسة النظر كانت باب السقوط منذ البداية ففي (سفر التكوين 3: 6) "رَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ، وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ، وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ. فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ، وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضًا مَعَهَا فَأَكَلَ".

(2)    وفي (سفر الأمثال 23: 33) "عَيْنَاكَ تَنْظُرَانِ الأَجْنَبِيَّاتِ، وَقَلْبُكَ يَنْطِقُ بِأُمُورٍ مُلْتَوِيَةٍ".

(3)    وفي (سفر الجامعة1: 8) "الْعَيْنُ لاَ تَشْبَعُ مِنَ النَّظَر"

(4)    والسيد المسيح قال في (مت5: 28): "اما انا فاقول لكم ان كل من ينظر الى امراة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه".

(6) المضيفة: وما هو طريق الانتصار عل حروب النظر؟

أبونا: (1) دور الروح القدس أنه هو الذي يقوم بالتقديس، لذلك علينا أن نطلب حياة الملء الدائم.

(2) أيوب يقول: "عهدا قطعت لعيني فكيف اتطلع في عذراء (اي31: 1)

(3) والرسول بولس يقول أيضًا: "لم تقاوموا بعد حتى الدم" (عب4:12) فالروح القدس يعمل فينا بقدر ما نتجاوب معه بالعمل والجهاد في حفظ حواسنا بعيدًا عما يعثرها والانطلاق بها لتشبع بما هو مقدس للرب.

(4) هذه بعض إرشادات عملية بخصوص النظرات الشريرة:

1- اهرب من المكان الذي تشعر فيه بالضعف (جنسيًا) أمام شخصية معينة، ولو كان السبب هو ضعفك الداخلي وليس ذلك الإنسان. وهروبك هذا ليس بجبن بل فيه شجاعة إذ تقاوم عاطفة قوية في داخلك. لا تقف عند هذا الجانب السلبي بل اهتم أن تتوب وتتمتع بربنا يسوع حتى تصير عيناك بسيطة فلا تعثر بأحد.

2- لا تجول بعينيك باحثًا عن المناظر المثيرة... فداود النبي بنظرة واحدة سقط في الخطية.

3- لا تجعل نظرتك فاحصة تنقل إليك الشهوة متذكرًا أن من هم أمامك أخوتك وأخواتك.

4- لا تخدع نفسك بأنك تتأمل الجمال لأن الشهوة مختفية.

5- إن أحسست بنظراتك أنها غير طبيعية نحو شخصية ما تلتقي معها بحكم العمل أو الظروف ارفع قلبك إلى الله مناديًا "اسم يسوع" حتى تتقدس نظراتك.

6- اهتم أن تضع صورًا للسيد المسيح والقديسين في حجرتك وعلى مكتبك لكي تذكِّرك هذه الصور بقداسة أصحابها ونقاوة سيرتهم.

7- احذر الكتب الرخيصة والمجلات السوقية والأفلام الجنسية التي تستخدم الحوادث الغرامية المثيرة والمناظر الخليعة.

8- لا تعتمد على قامتك الروحية الحالية، فتترك نظراتك تجول هنا وهناك حاسبًا أنك قوي. ففي  وقت الضعف سوف تتذكرها، وتقوى عليك.

(7) المضيفة: ما هي حروب السمع؟

أبونا: (1) منها:

1- سماع إدانة الآخرين ـ

2- سماع الكلام السفيه ـ

3- حب سماع الأغاني الهابطةـ

4- سماع كلام النجاسةـ

5- حب سماع المديح .

(2) طريق الانتصار:

1- اهرب قدر ما تستطيع من مجالس المستهزئين حتى لا يعلق بأذنيك الهزل الباطل والفكاهات المثيرة والألفاظ التي سرعان ما تراودك في الفترات التي يضعف فيها الرقيب الداخلي، مثل فترات النوم أو أحلام اليقظة أو المرض أو الإرهاق البدني الشديد!

2- إن كانت تعثرك موسيقى وأغاني العالم فاعلم أن كثيرين قد دخلوا إلى أعماق الشركة مع الله عن طريق الترانيم الروحية، والألحان الكنسية الجميلة خاصة ألحان أسبوع الآلام، فإنها قادرة أن تشبع هوايتك وتفيد روحك.

(8) المضيفة: ما هي حروب الشم؟

أبونا: (1) مصدر الحرب:

1- تجذب رائحة الطيب انتباه الشخص إلى مصدره وقد تتحرك عاطفته بالشهوة.

2- وقد تثير رائحة الأطعمة شهية الصائم فيواجه صراعا وحربا روحية.

(2) طريق الانتصار:

1ـ تذكر ألا تكوني مغالية في التزين حتى لا تكوني سبب عثرة للآخرين.

2- كن وكوني رائحة المسيح الذكية للذين يخلصون (2كو15:2)

(9) المضيفة: ما هي حروب التذوق؟

أبونا: حروب التذوق وشهوة الأكل: (1) في (سفر التكوين 3: 6) "رَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ".

(2) طريق الانتصار:

1- (أي20: 20) "لانه لم يعرف في بطنه قناعة لا ينجو بمشتهاه"

2- (سيراخ23: 6) "لا تملكني شهوة البطن ولا الزنى ولا تسلمني الى نفس وقحة".

3- وفي الترجمة التفسيرية: "لا تدع الشراهة والغريزة تمتلكانني وإلي الأفكار المخجلة لا تسلمني"

3 - ليكن لمعدتك ميزانًا يتناسب مع صحتك والمجهود البدني الذي تبذله.

(10) المضيفة: ما هي حروب اللمس؟

أبونا: (1) تزداد حروب اللمس خاصة في الأماكن المزدحمة.

(2) وطريق الانتصار:

1- ارفع قلبك لله واشغل فكرك فيه ونادِ اسمه "يا ربي يسوع المسيح انقذني".

2- ولنتذكر دائمًا أن كل أعضاء جسدنا وكل حواسنا هي ملك للرب…

3- أذكر أنك ابن الله، وأنك مفدي بدم ثمين دم يسوع المسيح.

4- تذكر دائمًا مقدار نفسك الغالية عند الرب، عندئذ يسهل أن تتحول كل طاقاتك لتكون عاملة حسب إرادة الله الكاملة المرضية. آمين.

(11) المضيفة: هل يمكن أن تذكر لنا بعض أقوال القديسين عن حروب الحواس؟

أبونا: سأكتفي بذكر بعض أقوال ثلاثة قديسين هم:

1-   القديس يوحنا سابا.

2-   القديس يوحنا ذهبي الفم.

3-   القديس الأنبا أنطونيوس.

(12) المضيفة: ماذا قال القديس يوحنا سابا؟

أبونا: يقول القديس يوحنا سابا (الشيخ الروحاني)، عن تقديس الحواس: أيها الأخ المشتاق برغبة حارة أن تكون في الله وأن تتصل بذاك القدوس الذي لا يعرف خطية، اسمعني بحب واغفر لضعفي:

(1)    رتب حواسك أيها الأخ واحذر لها، إذ منها يدخل موت الإنسان الخفي.

(2)    امنع نظرك عن التطلع إلى جمال الإنسان الفاني وذلك بالنظر إلى الله.

(3)    وامنع أذنك عن الاستماع إلى كل سماع رديء وذلك بالاستماع إلى أسرار القدير.

(4)    واحذر استنشاق الروائح الكريهة... مستبدلًا بذلك رائحة المسيح الذكية.

(5)    وأغلق فمك بالحذر الكلي... واحفظ فمك متحدثًا مع الله... متكلمًا مع الخالق.

(6)    والحاسة الخامسة وأعني بها اللمس فسلمها إلى الحافظ الساهر، واطلب العفة في كل حركاتك ولمساتك ليحرسك الرب من الأفكار النجسة.

(7)    وكل من يشاء الآن أن يحفظ نفسه وضميره من الأعمال الشريرة فليحفظ هذه الحواس، وليسلمها في يد الله الأمين معين الضعفاء.

(13) المضيفة: وماذا قال القديس يوحنا ذهبي الفم؟

أبونا: يُشبِّه القديس يوحنا ذهبي الفم نفس الإنسان بمدينة، أبوابها هي الحواس، خلالها يدخل المواطنون ويخرجون، بمعنى أن خلالها تفسد الأفكار أو تسير حسنًا. ومزلاج [أي ترباس] هذه الأبواب هو صليب الرب المزين بحجارة كريمة وذهب".

(14) المضيفة: وماذا قال القديس أوغسطينوس؟

أبونا: يقول القديس أنطونيوس:

(1)    "الروح القدس يساعد الإنسان على تنفيذ الوصايا التي تعلمها، ويرشده لطرد الشهوات النابعة عن النفس ذاتها مستقلة عن الجسد، أو الشهوات التي لحقت بها عن طريق الجسد.

(2)    والروح القدس يعلّم الإنسان أن يحفظ جسده كله -من الرأس إلى القدمين- في تناسق. فيحفظ العينين لتنظرا بنقاوة!

(3)    ويحفظ الأذنين لتصغيا في سلام... ولا تتلذذا بالأحاديث عن الآخرين والافتراءات وذم الغير!

(4)    ويحفظ اللسان لينطق بالصلاح فقط معطيًا وزنًا لكل كلمة فلا يسمح لحديث نجس أو شهواني أن يختلط بحديثه.

(5)    ويحفظ اليدين لتتحركا طبيعيًا، فترتفعان لصنع الرحمة والكرم!

(6)    ويحفظ المعدة ليكون لها حدودًا مناسبة للأكل والشرب وذلك حسب القدر الكافي لقوت الجسد. فلا يترك الشهوة أو النهم ينحرفان بها فتتعدى حدودها!

(7)    ويحفظ القدمين لتسلكا حسب إرادة الله بهدف القيام بأعمال صالحة.

(8)    بهذا يكون الجسد كله قد اعتاد كل عمل صالح وصار خاضعًا لسلطان الروح القدس فيتغير شيئًا فشيئًا حيث يشارك -إلى حد ما- في النهاية صفات الجسد الروحي الذي يناله في القيامة العادلة".

المداخلات

(15) المضيفة: شكرا جزيلا على هذا لشرح الواضح. هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟

أبونا: (1) يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم.

ختام

(16) المضيفة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟

أبونا: أولا: الصلوات الختامية:

(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.

(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.

(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.

(4) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.

(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا،

(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.

ثانيا: البركة الختامية:

(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.

(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.