70ـ ذكرياتي مع رواد الجيل
(تذكار العام الأول لرحيل البابا شنودة الثالث)
حلقة الثلاثاء 12/3/2013م
(تقديم: أزاد)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (70) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل أرجاء العالم.
(2) المضيف: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (2) سيدي، يا من أوصيت في الكتاب قائلا: "اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله انظروا الى نهاية سيرتهم فتمثلوا بايمانهم" أسألك أن تعطنا نعمة لنذكر خدامك الذين كلمونا بكلامك لنتمثل بإيمانهم وحياتهم آمين. (3) أسألك يارب أن تبارك حلقة هذا اليوم من أجل خلاص وبركة الكثيرين. آمين.
(3) المضيف: ماذا تريد أن تقدم لنا في هذه الحلقة؟
أبونا: أريد أن أتكلم عن أمرين هامين:
1ـ تذكار مرور عام على نياحة البابا شنودة الثالث.
2ـ ذكرياتي مع قداسته، ومع رواد النهضة الروحية الكنسية في العصر الحديث.
(4) المضيف: وماذا أعددت لنا في تذكار مرور عام على نياحة البابا شنودة الثالث؟
أبونا: (1) الواقع أننا سوف نخصص هذا الأسبوع للإحتفال بتذكار مرور عام على نياحة العظيم بين البطاركة معلم الأجيال البابا الأنبا شنودة الثالث (2) الذي رحل في 17 مارس 2012م (3) وفي هذه المناسبة أريد أن أقدم:
1ـ قصيدة رثاء في هذا التذكار
2ـ لمحات مؤثرة من حياته.
(5) المضيف: هل يمكن أن نسمع أولا القصيدة؟
أبونا: بالتأكيد:
0حنانيك ربي فهل مر عامً؟
أم الدهرُ مرَّ ببطءٍ كئيبْ؟
فراقُ بابانا شنودة الحبيبِ،
أدمى القلوبَ، فويحَ الخطوبْ.
فقدنا الحنونَ رقيقَ الشعورِ،
طويلَ الأناةِ حبيبَ القلوبْ.
فليت حياتيَ كانت فداك،
وليت فداك دمائي تنوب.
رحلت عظيما إلى المجد حيث،
دوامَ النعيمِ ورؤيا الحبيبْ.
فلا تنس عبدا يريد انطلاقا،
من الأسر حيث ُ دوامَ النحيبْ.
وخَفَّفَ حزنَ الفراقِ رؤاك،
بكل الشاشات نراك قريب.
تُشِعُّ ضياءً، وتنثرُ حبا،
طوال النهار وحتى المغيب.
وعزى القلوبَ اختيارُ الإلهِ،
لتلميذ قدسكْ، بابانا النجيب.
فأنبا توضروسُ هبةُ السماءِ،
يسير بدربك: دربِ الصليبْ.
ودربِ السكيبْ، ودربِ اللهيبْ.
أطال الإلهُ لنا في حياتهْ،
ودامَ لشعبِ المسيحِ حبيب.
(6) المضيف: نأتي إلى حديثك عن لمحات مؤثرة من حياة المتنيح البابا شنودة الثالث؟
أبونا: أنا لا أريد أن أتكلم عن كل أبعاد حياة قداسته فهذا يحتاج إلى موسوعة كاملة، (2) ولكني أريد أن أذكر ثلاث لمحات أثرت روحيا في حياتي، وحياة الكثيرين، هي:
1ـ قلب الأبوة
2ـ الخبرة الروحية
3ـ القدوة الشخصية
(7) المضيف: حدثنا عن قلب الأبوة في حياة قداسته.
أبونا: (1) هناك لحن يقال في نهاية المزمور القبطي على مدار السنة عند حضور أحد الآباء مأخوذ من المزمورين ( 106، 109) يقول: "فليرفعوه في كنيسة شعبه، وليباركوه على منابر الشيوخ، لأنه جعل الأبوة مثل الخراف، يبصر المستقيمون ويفرحون". (2) وفي عبارة "جعل الأبوة مثل الخراف": يقصد المرنم: قلب الأبوة الحاني كقلب الراعي على خرافه. (3) هكذا كانت أبوة البابا شنودة تتجلى فيها عاطفة الحب الرعوي (4) وقد عبرت عن هذه الأبوة الحانية في إحدى القصائد التي ألقيتها في حضوره، فقلت:
* نبيلُ الخصـالِ، كريمُ الفعـالِ
رقيقُ المشاعرَ، نبعُ الحنانِ
(5) وقلت في قصيدة أخرى:
* إلى من حباني بقلبِ الحنانِ
وقـادَ خُطايَ بدرْبِ النِّعَـمْ
* فقدَّمَت بالحبِّ أسمى مثالٍ
وشيَّدت َ في الأرضِ ذاك الهَـرَمْ
* أديبٌ حصيـفٌ كذا شاعـرٌ
رقيقُ المشاعرَ حلوُ النَّغـمْ
(6) وفي قصيدة ثالثة قلت:
* ذهبتُ إليـه في الديـرِ
فكـلَّمَنـي وعزَّانـي
* جلسـتُ عنـدَ قدميـهِ
فساعدَنـي وقوَّانـي
* وشـدَّ حبُّـهُ قـلبـي
ووعدَ الربِّ أعطانـي
* وتـابَعَـني بـإرْشـادٍ
وقابَلَنـي بأحضـانِ
* ومـا كـفَّ يعـلِّمُـني
بلطـفٍ كانَ يرعانـي
(7) ومن القصائد التي عزفتها لقداسته أيضا قلت:
* فـاقَ حبـاً، فـاقَ لطفـاً
فـاقَ في الروح النبيـلْ
* طيِّـبُ القـلبِ شَفـوقـاً
دمعُـه الحـاني يسيـلْ
* لـيـتـيـمٍ أو حـزيـنٍ
لضـعيـفٍ أو عـليـلْ
* يا لَـهُ من طـبـعِ حـبِّ
ذلـك الـطبـعُ الجميـلْ
* أيهـا الـتاريـخُ سجـلْ
للـورى في كـلِّ جيـلْ
* حبـرُنـا البـابا شنودة
غيـرُ مسبـوقِ المثيـلْ
(8) المضيف: قلت أيضا من اللمحات المؤثرة لقداسته، الخبرة الروحية هل يمكن أن تصلت الضوء على ذلك؟
أبونا: (1) الواقع ان بعض الذين يمتهنون الوعظ هم محاضرون وليسوا خداما (2) بمعنى أن عظاتهم هي عبارة عن محاضرات بحثية، ومعلومات خالية من اللمسات الروحية، فهي فارغة أي مفرغة من المسحة المقدسة (3) والسبب هي أنها لم تخرج من قلب مختبر يعيش ما يقوله (4) أما المتنيح قداسة البابا شنودة فكان يعيش شخصيا ما يقوله يعبر عن إختباراته الشخصية وما تذوقه مع الرب (5) يظهر هذا جليا في كل عظاته وكتاباته وأشعاره (6) يكفي أن نتأمل في بعض أبيات قصيدته الخالدة همسة حب لندرك مدى إختباره الشخص، حيث قال:
- قلبي الخفاق أضحى مضجعك في حنايا الصدر أخفى موضعك
- قد تركت الكون في ضوضائه وأعتزلت الكل كي أحيا معك
- ليس لي فكر ولا رأي ولا شهوة أخرى سوى أن أتبعك
- يا أليف القلب ما أحلاك بل أنت عال مرهب ما أروعك
- قد تركت الكل ربي ما عداك ليس لي في غربة العمر سواك
- قد نسيت الكل في حبك يا متعة القلب فلا تنسى فتاك
- ما بعيد أنت عن روحي التي في سكون الصمت تستوحي نداك
- في سماء أنت حقًا إنما كل قلب عاش في الحب سماك
(9) المضيف: ألا فلتحدثنا أيضا عن القدوة الشخصية في حياة المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث؟
أبونا: (1) حيث كان قداسته يحيا ما يقول قبل أن يقوله، (2) لهذا كانت حياته قدوة صالحة، ومثلا أعلى لكل من عرفوه، (3) عاش مدققا، أمينا صادقا، طاهرا، قديسا (4) فأثر في الجميع ليس بكلامه وعظاته فقط بل بسلوكه الملتزم، وعلاقاته الحبية، ومعاملاته الرقيقة (5)* وانطبق عليه قول الكتاب بحق في (تي2: 7): "مقدما نفسك في كل شيء قدوة للاعمال الحسنة ومقدما في التعليم نقاوة ووقارا واخلاصا"
(10) المضيف: قلت أنك ستكلمنا أيضا عن ذكرياتك مع رواد النهضة الروحية الكنسية في العصر الحديث، فماذا تريد أت تقول بهذا الخصوص؟
أبونا: (1) الواقع أن قداسة البابا شنودة الثالث كان علما في كوكبة كبيرة من رواد جيل القرن العشرين الذين حملوا مشعل الريادة للنهضة الروحية الكنسية في العصر الحديث.
(2) وسوف أتكلم في سلسلة حلقات عنهم فيما بعد (3) ولكني اليوم أكتفي بذكر أسمائهم لأقدم هذه الكوكبة المنيرة في عيد نياحة قداسة البابا شنودة الثالث (4) فالكتاب يقول في سفر (دا12: 3): "والفاهمون يضيئون كضياء الجلد، والذين ردوا كثيرين الى البر كالكواكب الى ابد الدهور"
(11) المضيف: يسعدنا أن نتعرف على هذه الكوكبة المنيرة.
أبونا: من هؤلاء الرواد من كانوا بطاركة، ومنهم مطارنة وأساقفة، وقسوس، وشمامسة، وخدام، وجميع من أذكرهم كان لي ذكريات معهم ومع كتاباتهم. من هؤلاء:
(1) البطاركة: 1ـ المتنيح البابا كيرلس السادس 2ـ والمتنيح البابا شنودة الثالث
(2) المطارنة: 1ـ المتنيح الأنبا أثناسيوس مطران بني سويف 2ـ المتنيح الأنبا بنيامين مطران المنوفية 3ـ نيافة الأنبا ميخائيل مطران أسيوط 4ـ نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة
(3) الأساقفة:1ـ المتنيح الأنبا إغريغوريوس أسقف الدراسات العليا بالإكليريكية 2ـ المتنيح الأنبا صموئيل أسقف الخدمات 3ـ المتنيح الأنبا دوماديوس أسقف الجيزة 4ـ المتنيح الأنبا يؤنس أسقف طنطا،
(4) القمامصة والقسوس:
(1) المتنيح القمص مرقس سرجيوس بالقللي القاهرة
(2) المتنيح القمص إبراهيم لوقا كنيسة مار مرقس مصر الجديدة
(3) المتنيح القمص ميخائيل إبراهيم كنيسة مار مرقس بشبرا
(4) المتنيح القمص متى المسكين دير ابو مقار ببرية شيهيت
(5) المتنيح القمص بولس بولس كنيسة مار جرجس دمنهور
(6) المتنيح القمص صليب سوريال كنيسة مار مرقس الجيزة
(7) المتنيح القمص أنطونيوس أمين كنيسة مار مرقس مصر الجديدة
(8) المتنيح القمص بيشوي كامل كنيسة مار جرجس باسبورتنج
(9) المتنيح القمص مرقس داود بكنيسة مار مرقس بشبرا
(10) المتنيح القمص أنطونيوس يونان كنيسة الملاك بالمنصورة
(11) المتنيح القمص عبد المسيح النخيلي بالنخيلة ومار مرقس مصر الجديدة
(12) المتنيح القسمنسى يوحنا بني مزار
(13) المتنيح القس مرقس الدويري كنيسة الأنبا أبرآم بالفيوم
(14) القمص تادرس يعقوب كاهن كنيسة مار جرجس بإسبورتنج
(5) من الشمامسة:
(1) المتنيح الأرشيدياكون عبيد ميخائيل أسيوط
(2) المتنيح الشماس اسكندر حنا دميان أسيوط
(3) المتنيح الشماس يسى منصور الإسكندرية
(6) من الخدام:
(1) المتنيح د. راغب عبد النور أمين كنيسة مار جرجس مصر الجديدة
(2) المتنيح عياد عياد بجمعية أصدقاء الكتاب بالقاهرة
** وهناك الكثيرون ممن سأذكرهم لاحقا في سلسلة الحلقات القادمة بمشيئة الله.
(12) المضيف: شكرا جزيلا. هل يمكن أن تلخص لنا موضوع هذه الحلقة؟
أبونا: تكلمت عن:
(1) تذكار مرور عام على نياحة البابا شنودة الثالث: قصيدة رثاء
(2) ذكرياتي مع قداسته، لمحات مؤثرة من حياته، منها:
1ـ قلب الأبوة
2ـ الخبرة الروحية
3ـ القدوة الشخصية
(3) ذكريات مع رواد النهضة الروحية الكنسية في العصر الحديث: [بطاركة ومطارنة وأساقفة وقسوس وشمامسة وخدام]
(13) المضيف: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: (1) أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة بالاختبارات الشخصية في حياتك الروحية (2) كما أرجو أن تترك طلبات الصلاة مع الكنترول روم، وسوف نصلي من أجل الجميع في نهاية الحلقة وشكرا.
ختام
(14) المضيف: شكرا جزيلا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية، وذكر الذين طلبوا الصلاة من أجلهم؟
أبونا: (1) بكل سرور وشكرا لك أيضا (2) باسم الآب والابن والروح القدس: 1ـ صلاة 2ـ ومن أجل الذين طلبوا أن نذكرهم (3) محبة الله الآب ... مع جميعكم، (4) وإلى اللقاء أيها الأحباء. سلام.