175ـ الخدمة بروح فريق (2)
حتمية العمل بروح الفريق
حلقة الاثنين 13/7/2015م
(تقديم: عبد الله)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (175) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيف: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: [1] بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. [2] سيدي. [3] وأسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) المضيف: قد بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل.
أبونا: المراحل:
1ـ قبول المسيح.
2ـ والثبات في الرب.
3ـ النمو الروحي.
4ـ النضوج الروحي.
5ـ خدمة النفوس.
6ـ قيادة العمل الروحي.
(4) المضيف: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟ وماذا ستقدم لنا اليوم؟
أبونا: (1) تكلمت عن: الخدمة بروح الفريق. وعرضت جوانب هذا الموضوع وهي:
1ـ مفهوم العمل بروح الفريق
2ـ رؤية الخدمة بروح الفريق.
3ـ حتمية العمل بروح الفريق.
4ـ اسلوب العمل بروح الفريق.
(2) ولكن لم يسعفنا الوقت فلم أتكلم إلا عن النقطة الأولى والثانية فقط.
(3) لهذا سوف أتكلم اليوم عن النقاط الباقية بحسب الوقت.
(5) المضيف: إذن حدثنا عن: حتمية العمل بروح الفريق.
أبونا: العمل بروح فريق هو بالفعل ضرورة حتمية للأسباب التالية:
1ـ لبنيان جسـد المســـيح.
2ـ لإستحالة الفردية فى الخدمة.
3ـ لتنوع المواهب والأعمال فى الكنيسة.
(6) المضيف: حدثنا عن العمل بروح فريق لبنيان جسـد المســـيح.
أبونا: (1) هذا ما وضحه بولس الرسول بقوله: "وهو أعطى البعض أن يكونوا رسلاً والبعض أنبياء والبعض مبشرين والبعض رعاة ومعلمين، لأجل تكميل القديسين لعمل الخدمة لبنيان جسد المسيح" (أف4: 11 و12)
(2) إذن فتوزيع العمل على المؤمنين كلِّ واحد بحسب وزنته وتخصصه فالبعض رسل، والبعض الآخرأنبياء، وآخرون مبشرين، وهناك الرعاة و المعلمين وهكذا.
(3) فهذه التخصصات تكمل بعضها بعضا، وبهذا يحدث بنيان متوازن لأعضاء جسد المسيح.
(7) المضيف: قلت أيضا أن العمل بروح الفريق ضروري لاستحالة إكتمال الخدمة بمجهودات شخص واحد. هل ممكن تشرح ذلك؟
أبونا: (1) حينما يحاول المؤمن أن يقوم بمفرده بعمل فريق من الخدام، متوهماً أنه قادر على القيام بكافة مهام الجسد، وقتها سيتصور عن طريق الخطأ بأنه قادرٌ على عمل ما لم يستطع أباؤنا الرسل أن يعملوه. فقد قسم الرسل العمل إلى قسمين كبيرين هما: خدمة الكلمة، وخدمة الموائد، لذلك جاء في الكتاب المقدس (أع6: 2 - 4): "فدعا الاثنا عشر جمهور التلاميذ وقالوا لا يرضي أن نترك نحن كلمة الله ونخدم موائد، فانتخبوا أيها الأخوة سبعة رجال منكم مشهوداً لهم ومملوئين من الروح القدس وحكمة فنقيمهم على هذه الحاجة، وأما نحن فنواظب على الصلاة وخدمة الكلمة"
(2) وقد علق القديس يوحنا ذهبى الفم على هذه الآية قائلا: [أنه ليس إنقاصاً من قدر خدمة الموائد، لكن بسبب إستحالة القيام بالعملين بنفس الإهتمام. على أنه يجب ألا ننسى أن خادم الموائد الأول، وهو القديس إسطفانوس، صار أول شهيد فى المسيحية قبل غيره].
(3) أما عن خدمة الكلمة فقد سبق أن ذكرت قول بولس الرسول بأن البعض كانوا رسلا، والبعض أنبياء، والبعض مبشرين، والبعض رعاة و معلمين. (أف4: 11 و12)
(4) وهناك خدمات أخرى كثيرة تحتاج إلى التخصص في القيام بها مثل: الافتقاد، والشباب، والأطفال، والمشاكل العائلية، وزيارة المرضى، والمراسم الطقسية من عقد خطوبة، وزواج، وصلوات الجنازات، والقداسات الخاصة ... إلخ.
(8) المضيف: وماذا عن ضرورة العمل كفريق من أجل تنوع المواهب والأعمال فى الكنيسة؟
أبونا: يقول الكتاب المقدس في (1كو: 12 - 11)" فانواع مواهب موجودة ولكن الروح واحد. وانواع خدمموجودة ولكن الرب واحد. وانواع اعمال موجودة ولكن الله واحد الذي يعمل الكل في الكل. ولكنه لكل واحد يعطى اظهار الروح للمنفعة. فانه لواحد يعطى بالروح كلام حكمة ولاخر كلام علم بحسب الروح الواحد. ولاخر ايمان بالروح الواحد ولاخر مواهب شفاء بالروح الواحد. ولاخر عمل قوات ولاخر نبوةولاخر تمييز الارواح ولاخر انواع السنة ولاخر ترجمة السنة. ولكن هذه كلها يعملها الروح الواحد بعينهقاسما لكل واحد بمفرده كما يشاء"
وهنا نرى المواهب الكثيرة موزعة على أشخاص كثيرين يكملون بعضهم بعضا:
1ـ كلام حكمة
2- كلام علم
3- ايمان
4- مواهب شفاء
5- عمل قوات
6- نبوة
7- تمييز الارواح
8- انواع السنة
9- ترجمة السنة
(9) المضيف: ألا تتفق هذه الآيات مع الآيات التي جاءت في رسالة رومية إصحاح 12؟
أبونا: هذا صحيح فقد جاء في (رومية12: 6 -8) "ولكن لنا مواهب مختلفة بحسب النعمة المعطاة لنا انبوةفبالنسبة الى الايمان. ام خدمة ففي الخدمة ام المعلم ففي التعليم. ام الواعظ ففي الوعظ المعطي فبسخاءالمدبر فباجتهاد الراحم فبسرور".
ونرى هما أيضا توزيع المواهب على اشخاص متعددين:
1- نبوة
2- خدمة
3- تعليم
4- وعظ
5- عطاء
6- تدبير
(10) المضيف: هل هناك آيات أخرى تتكلم عن أهمية التخصصات في الخدمة؟
أبونا: (1) كم نندهش من دقة التخصصات التي وضحها بولس الرسول عندما قال: "لان المسيح لم يرسلني لأعمد، بل لابشر" (1كو1: 17)
(2) وعلق (أحد الآباء المفسرين للكتاب المقدس) على القول: "لم يرسلني لأعمد" فقال هذا من باب التخصيص في العمل.
(3) وقال (الأب تادرس ملطي في تفسير هذه الآية):
[يترجم البعض هذا النص هكذا: "لأن المسيح لم يرسلني لأعمد بل بالأكثر لأبشر"، وإلا كان عماده غير قانوني، إنما من حقه أن يُعمد، لكن ما يمارسه بالأكثر هو الكرازة]
(4) ومن أقوال (القديس يوحنا ذهبي الفم): [لم يقلل الرسول من أهمية العماد فقد مدحه بصورة فائقة في (رو3:6). وقد عمد البعض، لكن عمله الرسولي أصعب وهو الكرازة بالإنجيل: أرسلني المسيح لا لأعمد بل لأكرز بالإنجيل. أرسلني في الجانب الشاق، الذي يحتاج بالأكثر إلى التعب وإلى نفسٍ حديديةٍ، الأمر الذي عليه يعتمد كل شيء بعد ذلك. الكرازة بالإنجيل هي عمل خاص ربما بشخصٍ أو اثنين، أما العماد فتُمنح ممارسته لكل شخصٍ في الكهنوت]
(5) وقال (القديس ثيودوريت أسقف قورش): [أي شخص يمكنه أن يعمد إن كان كاهنًا، أما الكرازة فهي عطية تُوهب لقليلين]
** إلى هذه الدرجة كان للتخصص في الخدمة أهمية عظمى.
(11) المضيف: هل الخدمة قاصرة على الآباء الكهنة فقط، أم للمؤمنين غير الكهنة نصيب في الخدمة؟
أبونا: (1) يقول القديس يوحنا ذهبى الفم: [لقد ذكرت كل ذلك حتى يتنبه كل واحد - حتى العلمانيين أيضاً - أنه ينبغى أن ندرك أننا جميعاً جسد واحد رغم وجود إختلافات بيننا كإختلافات الجسد الواحد بعضها عن بعض، فلا ينبغى ان نلقى كل شئ على كاهل الكهنة، بل ينبغى أن نهتم جميعاً بالكنيسة على انها جسدنا العام، فبهذا سوف يتحقق لنا مزيد من السلام والنمو فى الفضيلة [وأكمل قائلا]: فالآباء الرسل كانوايشركون العلمانيين فى قراراتهم، كما حدث عندما أقاموا السبعة شمامسة إذ دعوا الجمهور وتحدثوا معهم بهذا الخصوص] (أع 6 : 2)
[وأضاف]: إن هذا التصرف يوضح عدم وجود كبرياء من القادة، وعدم خنوع المقودين، بل أن كل واحد يبذل أقصى جهده فى العمل، لا فى السعى وراء المناصب العالية"
(2) وقال المتنيح البابا شنوده الثالث فى مجلة الكرازة 14/9/1979 تعليقا على العمل بروح فريق: [ يوجـد نوع من النـاس، يمكن أن ينجح جداً، إذا عمل وحده كفرد، أما إذا عمل كعضو فى مجموعة، فإنه يفشل جداً، وسرعان ما ينقسم عليهم، أو يفقد القدرة على التعاون معهم، أو يُظهر لهم أخطاءهم، ويُظهرون له أخطاءه، ولا يستمر فى العمل.
[وأكمل قائلا]: وهذه إحدى آفات مجتمعنا. ونحن محتاجون أن ندرب أولادنا على العمل الجماعى، أو العمل فى فريق. فى تعاون واتساق للوصول إلى غاية واحدة فى حب وتألف وإنكار للذات. بل داخل الكنيسة أيضاً، ندرب الشمامسة على أن يُرتلوا معاً كفريق، بصوت واحد، فالترتيل الفردى بإمكان الكل]
** نكتفي اليوم بهذا القدر وسوف نتكلم الحلقة القادمة عن: أسلوب العمل بروح الفريق.
(12) المضيف: شكرا جزيلا، والآن ما هو تدريب هذا الأسبوع؟
أبونا: تدريبات الأسبوع: (1) حفظ آية: (أف4: 11 و12) "وهو أعطى البعض أن يكونوا رسلاً والبعض أنبياء والبعض مبشرين والبعض رعاة ومعلمين، لأجل تكميل القديسين لعمل الخدمة لبنيان جسد المسيح" (أف4: 11 و12)
(2) المواظبة على الخلوة اليومية (1يو 2).
(13) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة في تأملات الخلوات. وأيضا سماع الآيات التي حفظناها.
ختام
(19) المضيفة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: (1) آمين (2) باسم الآب والروح القدس ....... (3) امضوا بسلام.
