164ـ الحياة في محضر الله وحياة الطهارة [1]
حلقة الاثنين 6/4/2015م
(تقديم: ريتا)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (164) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: [1] بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. [2] أيها الإله القدوس المبارك، نأتي إليك بنجاستنا لتطهرنا، وتعطينا روحك القدوس الذي يملأنا بقداستك، حتى نتغلب على ميول جسدنا الفاسدة، وننتصر على إغراءات العالم الشرير، ونهزم إبليس في حروبه الشرسة معنا. فإسمك عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا، وطالما أنت معنا يارب فمن يكون علينا. [3] وأسألك أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) المضيفة: قد بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل.
أبونا: المراحل:
1ـ قبول المسيح.
2ـ والثبات في الرب.
3ـ النمو الروحي.
4ـ النضوج الروحي:
5ـ خدمة النفوس
6ـ قيادة العمل الروحي.
(4) المضيفة: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا: تكلمت عن: السلوك بحسب مشيئة الله:
(1) مضمون مشيئة الله [خطته].
(2) أهمية تنفـيذ مشيئة الله.
(3) مصادر معرفة مشيئة الله. ووضحنا تلك المصادر وهي:
1ـ كلمة الله.
2ـ إنتظار الله.
3ـ إعلان روح الله للقلب.
4ـ المرشدون الروحيون.
5ـ الظروف المحيطة.
(5) المضيفة: وماذا ستقدم لنا اليوم؟
أبونا: (1) سأتكلم عن: "الحياة فى محضر الله وحياة الطهارة":
إذ يقول الكتاب المقدس: "بل نظير القدوس الذي دعاكم كونوا أنتم أيضاً قديسين في كل سيرة (1بط1: 15)
(2) وستتركز أحاديثنا عن الطهارة كثمرة حقيقية لممارسة الوجود فى محضر الرب، دون كبت أو عناء، بل فى تلقائية وسلاسة، كما قال يوسف الشاب الطاهر: "فكيف اصنع هذا الشر العظيم وأخطئ الى الله"(تك39: 9)
وسنركز أحاديثنا حول موضوع الطهارة فى ثلاث جوانب هى:
1- أهمية الطهارة.
2- وسائل الطهارة.
3- ثـمار الطهارة.
(6) المضيفة: دعنا نبدأ بالسؤال: ما أهمية الطهارة في حياة المؤمن؟
أبونا: لحياة الطهارة أهمية قصوى فى حياة أولاد الله المؤمنين، وذلك لأنها:
1ـ وصية إلهية.
2ـ وهي إرادة الله ودعوته.
3ـ ثم من أجل خطورة عدم الطهارة.
(7) المضيفة: هل يمكن توضيح وصية الله من جهة الطهارة.
أبونا: (1) الطهارة وصية إلهية: فهي تتعدى كونها مجرد صفة من الصفات الفاضلة فى حياة المؤمن وإنما ما هو أكثر فالطهارة بحسب كلمات الرب يسوع وصية إلهية، وليس معنى الطهارة الإمتناع عن ارتكاب خطية الزنا بالفعل، بل الوصية الإلهية تحذر من الزنا بالقلب أي نية القلب، لذا قال السيد المسيح: "قد سمعتم أنه قيل للقدماء لا تزن وأما أنا فأقول لكم إن كل من ينظر إلى إمراة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه" (مت5: 27 و28)
(2) فوصية الله لا تنهي عن فعل الخطية فقط بل تتعداها إلى التحذير من شهوتها بنية القلب، وليس في خطية الزنا فحسب بل في كل أنواع الخطايا. فقديما اشتهى عاخان بن كرمي أن يحصل على ما نهى الرب عنه من غنائم وانتهى به الأمر للتنفيذ فنال عقابه. وهوذا عاخان يعترف قائلاً: "رأيت في الغنيمة رداء شنعارياً نفيساً ومئتي شاقل فضة ولسان ذهب وزنه خمسون شاقلاً فاشتهيتها وأخذتها" (يش7: 21)
(3) ونستطيع أن نقرأ عن وصية الطهارة في رسالة بولس الرسول إلى أهل كورنثوس (2كو7: 1) إذ يقول: "فإذ لنا هذه المواعيد أيها الأحباء لنطهر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح مكملين القداسة في خوف الله". فقد صار واضحاً أن كل من صارت إليه المواعيد العظمى والثمينة فى المسيح يسوع، إستنارت عيناه بحقيقة الطهارة كفعل يشمل كل كيان إنسانه الجديد فلزم أن يتحفظ من كل دنس الجسد والروح ليكمل القداسة في خوف الله.
(4) والواقع أن وصية الطهارة ليست وصية للمبتدئين فى طريق الحياة مع الله فقط، بل هى وصية أيضاً للناضجين. لذا أوصى معـلمنا بولس الرسول المؤمنين فى كورنثوس قائلاً: "اهربوا من الزنا، كل خطية يفعلها الانسان هي خارجة عن الجسد لكن الذي يزني يخطئ الى جسده" (1كو6: 18)
(5) بل أن القديس بولس الرسول أوصى أيضا تلميذه الأسقف تيموثاوس قائلاً: "احفظ قلبك طاهراً" (1تى5: 22)
(6) لذا أوصى القديس يوحنا الحبيب أولاده قائلاً: "لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم، إن أحب أحد العالم فليست فيه محبة الآب، لأن كل ما في العالم شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة ليس من الآب بل من العالم" (1يو2: 15 و16)
(8) المضيفة: هذا عن أهمية الطهارة من جهة أنها وصية إلهية، وماذا عن أن الطهارة هي إرادة الله ودعوته؟
ابونا: (1) يجب أن نعى تماماً وبكل وضوح أن دعوة الرب لنا هى أن نحيا فى قداسة وطهارة، فهو إله قدوس، كتابه هو الكتاب المقدس، دونه أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس ليعلنوا لنا دعوة الله وإرادته قائلين: "لأن هذه هى إرادة الله قداستكم أن تمتـنعوا عن الزنا" (1تس4: 3)
(2) ولنا فى سيرة القديس سمعان الدباغ المثل الرائع والقدوة الحسنة، فحين أعثرته عينه قلعها بمخرازه فى بساطة وتلقائية منفذاً الوصية بطريقة حرفية، ولو أنه غير مطلوب منا أن ننفذ كلمة الله بهذه الطريقة، ورغم بساطته فقد استخدمه الله فى عمل أعظـم معجزة فى القرن العاشر الميلادى، وهى معجزة نقل جبل المقطم.
(9) المضيفة: بقي أن تكلمنا عن أهمية الطهارة من جهة خطورة عدم مراعاتها في سلوكنا مع الرب.
أبونا: مما يزيد أهمية الطهارة في حياة المؤمن وجود خطورة فى عدم الإلتزام بها، وهذا ما نتبينه مما يلى:
(1) الحرمان من رؤية الرب: إذ يقول بولس الرسول: "اتبعوا السلام مع الجميع والقداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب" (عب12: 14)
(2) تدنيس أعضاء المسيح: جاء في (1كو6: 15): "ألستم تعلمون أن أجسادكم هي أعضاء المسيح أفاخذ أعضاء المسيح وأجعلها أعضاء زانــية حاشا"
(3) الوقوع فى دائرة إنتقام الرب: يقول الكتاب: "لا في هوى شهوة كالامم الذين لا يعرفون الله. أن لا يتطاول أحد ويطمع على أخيه في هذا الأمر [اشتهاء زوجته] لأن الرب منتقم لهذه كلها كما قلنا لكم قبلا وشهدنا" (1تس4: 6)
(4) خسارة الميراث الأبدى: يقول بولس الرسول: "فإنكم تعلمون هذا أن كل زان أو نجس أو طماع الذي هو عابد للاوثان ليس له ميراث في ملكوت المسيح والله" (أف5: 5)
(5) الوقوع تحت الدينونة: يوق سليمان الحكيم في سفر (الجامعة11: 9) افرح أيها الشاب في حداثتك وليسرك قلبك في أيام شبابك واسلك في طرق قلبك وبمرآى عينيك واعلم أنه على هذه الأمور كلها يأتي بك الله إلى الدينونة .. "
(10) المضيفة: لقد اتضح تماما أهمية السلوك بالطهارة. هل لك تعليق في الختام؟
4- أبونا: (1) لقد تكلمت عن النقطة الأولى فقط وهي أهمية الطهارة، ونرجئ الحديث للحقات القادمة عن النقطتين الباقيتين وهما: وسائل الطهارة. وثـمار الطهارة.
(2) من هذا وغيره الكثير يتضح لنا أن حياة الطهارة ليست أمراً كمالياً بل هى أمر ضروري وفى منتهى الأهمية.
(2) لأن الله لا يتصور مؤمناً يحيا فى غير طهارة.
(3) فما هو موقفنا من حياة الطهارة كضرورة حتمية للمؤمن الناضج؟
(2) [سُئِل الأنبا إيليا السائح: ما بال الزنى يؤذى الإنسان؟ فأجاب: لأن الشيطان قد عرف أن الزنا من شأنه أن يجعلنا عــراة من الروح القــدس]
(3) ولنتذكر تحذير بولس الرسول للمؤمنين بقوله في (عب12: 15 و16) "ملاحظين لئلا يخيب احد من نعمة الله لئلا يطلع اصل مرارة ويصنع انزعاجا فيتنجس به كثيرون. لئلا يكون احد زانيا او مستبيحا كعيسو"
(11) المضيفة: شكرا جزيلا، والآن ما هو تدريب هذا الأسبوع؟
أبونا: (1) حفظ آية: (2كو7: 1) "فإذ لنا هذه المواعيد أيها الأحباء لنطهر ذواتنا من كل دنس الجسد والروحمكملين القداسة في خوف الله" (2كو7: 1).
(2) المواظبة على الخلوة اليومية (يع 4).
(12) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة في تأملات الخلوات. وأيضا سماع الآيات التي حفظناها.
ختام
(13) المضيفة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: (1) آمين (2) باسم الآب والروح القدس ....... (3) امضوا بسلام.