162ـ الحياة بحسب مشيئة الله [2]
حلقة الثلاثاء 23/3/2015م
(تقديم: عبد الله)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (162) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيف: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: [1] بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. [2] .... [3] وأسألك أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) المضيف: قد بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل مرة أخرى.
أبونا:
1ـ قبول المسيح.
2ـ والثبات في الرب.
3ـ النمو الروحي.
4ـ النضوج الروحي:
5ـ خدمة النفوس
6ـ قيادة العمل الروحي.
(4) المضيف: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا: (1) قبل الدخول في الحلقة أريد أن نمجد الله في سيرة قديسيه الذين نحتفل بذكراهم في خلال هذا الشهر شهر مارس، فقد رحل فيه إلى المجد: البابا كيرلس السادس في 9 مارس 1971، والبابا شنودة الثالث 17 مارس 2012م، والقمص ميخئيل إبراهيم 26 مارس 1975، والقمص بيشوي كامل 21 مارس 1979م. الذين كانت ولازالت لهم بصمات روحية متميزة في قلوبنا جميعا نحن الذين عاصرناهم. نفعنا الرب بصلواتهم. آمين.
(2) تكلمت عن: الحياة فى محضر الله والسلوك بحسب مشيئته. وركزت الحديث حول خمسة جوانب هى:
1- مضـــمون مشيئة الله.
2- أهمية تنفـيذ مشيئة الله.
3- مصادر معرفة مشيئة الله.
4- شروط تنفـيذ مشيئة الله.
5- معايير معرفة مشيئة الله.
ولم يسعفنا الوقت إلا للكلام عن النقطة الأولى فقط وهي: مضـــمون مشيئة الله أي خطة الله من جوانبها الأساسية:
1ـ أهداف سامية (God’s Goals)
2ـ توقيتات محددة لكل عمل (Time table).
3ـ تعيين العاملين (Personnel)
4ـ توصيف العمل (Job description)
5ـ المتابعة (Follow up).
(5) المضيف: وماذا ستقدم لنا اليوم؟
أبونا: (1) سأتكلم بحسب ما يتيحه لنا الوقت عن بقية نقاط: السلوك بحسب مشيئته وهي:
1- أهمية تنفـيذ مشيئة الله.
2- مصادر معرفة مشيئة الله.
3- شروط تنفـيذ مشيئة الله.
4- معايير معرفة مشيئة الله.
(6) المضيف: لنبدأ بالحديث عن أهمية تنفيذ مشيئة الله؟
أبونا: تأتي أهمية تنفيذ مشيئة الله مما يلى:
1ـ السيد المسيح نفذ مشيئة الآب.
2ـ رجال الله نفذوا مشيئة الله.
3ـ المؤمن الحقيقي ينفذ مشيئة الله.
4ـ تنفيذ مشيئة الله شرط للثبات ونوال الموعد.
(7) المضيف: وضح لنا كيف نفذ السيد المسيح مشيئة الآب؟
أبونا: (1) الإنسان يسوع المسيح نفذ مشيئة الله الآب الحال فيه، فكان شعاره: "لأني قد نزلت من السماء ليس لأعمل مشيئتي بل مشـيئة الذي أرسـلني" (يو6: 38)
(2) وفى بستان جثيمانى ليلة الصلب قال: "يا أبتاه إن شئت أن تجيز عني هذه الكاس ولكن لتكن لا إرادتي بل إرادتك" (لو22: 42)،
(3) لهذا قال: "أنا مجدتك على الأرض، العمل الذى اعطيتنى لأعـمل قد أكملتــه" (يو17: 4)
(8) المضيف: حدثنا أيضا عن تنفيذ رجال الله مشيئته الحكيمة.
أبونا: (1) داود النبى قال: "إن أفعل مشيئتك يا إلهى سررت، وشريعتك فى وسط أحشائى" (مز40: 8)
(2) والقديس حنانيا قال لبولس الرسول: "إله أبائنا إنتخبك لتعلم مشيئته وتبصر البار وتسمع صوتاً من فمه" (أع22: 14)
(9) المضيف: ننتقل إلى النقطة الثالثة وهي أن المؤمن الحقيقي ينفذ مشيئة الله، هل يمكن توضيح ذلك؟
أبونا: (1) لقد أوصى السيد المسيح المؤمنين عندما يصلون أن يقولوا: "لتكن مشيئتك كما فى السماء كذلك على الأرض" (مت6: 10)
(2) أى كما أن مشيئتك يارب تسـرى على رؤساء الملائكة وجميع ملائكة السماء، فلتسرى أيضاً علينا نحن فى الأرض.
(3) وقال السيد المسيح أيضا: "لأن من يصنع مشيئة أبي الذي في السماوات هو أخي وأختي وأمي" (مت12: 50)
(4) لذلك صلى بولس الرسول من أجل أهل كولوسى قائلاً: "من أجل ذلك نحن أيضا منذ يوم سمعنا لم نزل مصلين وطالبين لأجلكم أن تمتلئوا من معرفة مشيئته في كل حكمة وفهم روحي" (كو1: 9)
(5) وقال المتنيح الأنبا شنوده الثالث فى قصيدته "قلبى الخفاق" معرباً عما فى القلب من رغبة حقيقية لتنفيذ مشيئة الله:
ليس لىَ فكر ولا رأى ولا شهوة أخرى سوى أن اتبعك
(10) المضيف: وماذا عن أن تنفيذ مشيئة الله هي شرط للثبات ونوال الموعد؟
أبونا: (1) تعلمنا كلمة الله أنه لا ثبات ولا حياة إبدية لمن يحيا حسب هواه أوإستحسانه الشخصى لذا قال الكتاب: "وأما الذي يصنع مشيئة الله فيثبت إلى الأبد" (1يو2: 17)
(2) وقال أيضاً: "لأنكم تحتاجون إلى الصبر حتى إذا صنعتم مشيئة الله تنالون الموعد" (عب10: 36) أي موعد الحياة الأبدية.
(3) لذا قال القديس سمعان اللاهوتى: [كل من يريد أن يقضى على إرادته الخاصة يجب أن يعمل إرادة اللهبدلاً من إرادته الخاصة بأن يُدخل إرادة الله فى نفسه ويثبتها ويغرسها فى قلبه]
(11) المضيف: إن كان تنفيذ مشيئة الله فى حياتى هي بهذا القدر من الأهمية، فما هى الوسائل والمصادر التى من خلالها أعرف مشيئة الله لحياتى؟
أبونا: (1) هناك عدة وسائل منها:
1ـ كلمة الله.
2ـ إنتظار الله.
3ـ إعلان روح الله للقلب.
4ـ المرشدون الروحيون.
5ـ الظروف المحيطة.
(12) المضيف: كيف تكون كلمة الله وسيلة لمعرفة مشيئة الله؟
أبونا: (1) كلمة الله هى الدستور التى من خلالها يعرف المؤمن يقيناً مشيئة الله لحياته، كما قال بولس الرسول: "وتعرف مشيئته وتميز الأمور المتخالفة متعلماً من الناموس" (رو2: 18)
(2) وداود النبي قال: ان افعل مشيئتك يا الهي سررت وشريعتك في وسط احشائي" (مز40: 8)
(3) وجاء بالمزمور: "سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي (مز119: 105)
(4) فلنركز عيوننا دوما على كلمة الله الصادقة كمصدر لمعرفة مشيئته لحياتنا.
(13) المضيف: وماذا عن الوسيلة الثانية لمعرفة مشيئة الله وهي إنتظار الرب؟
أبونا: (1) عرفنا سابقا أن خطة الله لها توقيتات محددة، وفي وقته يسرع به (اش60: 22)
(2) إذن فلننتظر بثقة وصبر توقيتات الله.
(3) فداود النبي يعلمنا ضرورة انتظار الرب بقوله: "طرقك يا رب عرفني سبلك علمني، دربني في حقك وعلمني لأنك أنت إله خلاصي إياك إنتظرت اليـوم كله" (مز25: 4 و5)
(4) وقال أيضا: "انتظارا انتظرت الرب فمال الي و سمع صراخي:" (مز40: 1)
(5) وقال أيضا: "اوجه صلاتي نحوك وانتظر" (مز5: 3)
(14) المضيف: نأتي إلى الوسيلة الثالثة لمعرفة مشيئة الله وهي إعلان روح الله للقلب فماذا تقصد بذلك؟
أبونا: من يستطيع أن يعرف مشيئة الله إلا الله الروح القدوس الذى قال عنه الكتاب: "أعلنه الله لنا نحنبروحه لأن الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله. لأن من من الناس يعرف امور الانسان الا روح الانسان الذي فيه هكذا ايضا امور الله لا يعرفها احد الا روح الله. ونحن لم ناخذ روح العالم بل الروح الذي من الله لنعرف الاشياء الموهوبة لنا من الله". "(1كو2: 10 ـ 12)
(15) المضيف: وما هو دور المرشدين الروحيين في معرفة مشيئة الله؟
أبونا: (1) لقد وضح الكتاب المقدس دور المرشدين الروحيين في معرفة مشيئة الله بفوله: "الحكيم بالإرشاد يقبل معرفة" (أم21: 11)
(2) وقال أيضا بولس الرسول: "اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله انظروا الى نهاية سيرتهم فتمثلوا بايمانهم" (عب13: 7)
(3) والقديس دوروثيئوس له قول حكيم في ذلك: [قد لا نكشف أفكارنا ومقاصدنا، ولا نطلب مشورة المختبرين فنتمسك بإرادتنا الشخصية، ونتبع تبريراتنا الخاصة، وعندئذ يبدو بينما أننا نفعل أموراً حسنة يكون واقعنا أننا ننصب الفخاخ لأنفسنا، وهكذا إذ لا نكتشف ذلك نهلك أنفسنا. فكيف نعرف مشيئة الله، أو كيف نسلم أنفسنا لها تماماً، ونحن نثق فى أنفسنا ونتمسك بإرادتنا الشخصية؟
(16) المضيف: كيف تكون الظروف المحيطة وسيلة من وسائل معرفة الله؟
أبونا: (1) المؤمن الناضج يرى الله وهو يشكل الظروف المحيطة به، فيرى الله فى المشهد أو الحدث.
(2) فالله في خطته قد دبر الزمان والمكان كما جاء في (اع17: 26) "حتم بالاوقات المعينة وبحدود مسكنهم"
(3) إذن ما على المؤمن إلا أن ينتبه للظروف المواتية ليتعرف على خطة الله لحياته.
(4) ولنا فى حياة يوسف الصديق أروع الأمثلة كما قال في الكتاب: "فالآن ليس أنتم أرسلتموني إلى هنا بل الله وهو قد جعلني أبا لفرعون وسيداً لكل بيته ومتسلطاً على كل أرض مصر" (تك45: 8).
** طلــبتى إلى الله أن يعطينا أن نتمتع بهذه الوسائل المباركة لتصير حياتنا وفقاً لمشيئة السيد فنتمتع بحضوره بمعرفة خطته. آمين .
(17) المضيف: هل يمكن أن نرجئ بقية الموضوع للحلقات القادمة. والآن ما هو تدريب هذا الأسبوع؟
أبونا: (1) حفظ آية: (مز40: 8) "أن افعل مشيئتك يا إلهى سررت، وشريعتك فى وسط أحشائى" (مز40: 8)
(2) المواظبة على الخلوة اليومية (يع 2).
(18) المضيف: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة في تأملات الخلوات. وأيضا سماع الآيات التي حفظناها.
ختام
(19) المضيف: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: (1) آمين (2) باسم الآب والروح القدس ....... (3) امضوا بسلام.