146ـ وجود المسيح فينا (6)
حلقة الثلاثاء 11/11/2014م
(تقديم: ريتا)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (145) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (2) أسألك أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) المضيفة: قد بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل مرة أخرى.
أبونا: مراحل الحياة الروحية هي:
1ـ قبول المسيح.
2ـ والثبات في الرب.
3ـ النمو الروحي.
4ـ النضوج الروحي:
5ـ خدمة النفوس
6ـ قيادة العمل الروحي.
(4) المضيفة: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا: (1) نحن نتكلم أساسا عن مرحلة النضوج الروحي وامتلاء المؤمن بالروح القدس، وقد تكلمت عننتائج وجود المسيح فينا أي الملء بالروح القدس، وهي:
1ـ عمــل الروح القدس.
2ـ ثمـار الروح القدس.
3ـ ومواهـب الروح القدس.
(5) المضيفة: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: (1) اليوم أتكلم عن امتياز الوجود فى المسيح ومواجهة المشاكل، وسوف يشمل الحديث:
1ـ نشأة المشاكل.
2ـ سبب المشاكل.
3ـ نتائج المشاكل.
4ـ علاج المشاكل
(6) المضيفة: حدثنا بداية عن نشأة المشاكل.
أبونا: (1) تنشأ المشاكل من عدم إشباع احتياجات الإنسان الأساسية، ومن أهم هذه الاحتياجات:
1ـ الاحتياج للأمان.
2ـ الاحتياج للتقدير.
3ـ الاحتياج للتعبير.
(7) المضيفة: حدثنا عن الاحتياج للأمان.
أبونا: (1) هذا الاحتياج هو احتياجٌ أساسىٌ فى الطبيعة البشرية، ولقد أشبع الله هذا الاحتياج عندما خلق الإنسان فى مكان آمن فى فردوس الله، تحت رعايته الشخصية، وأوجد له كل ما يحتاج إليه، وباركه هناك (تك 1 ، 2)
(2) ولكن عندما سقط الإنسان بغواية العدو ومخالفة وصية الله وأكل من الشجرة التى منعه الله من الأكل منها، فقد الأمان والسلام، ودخل الخوف إلى قلبه، وابتدأ يبحث عن الأمان فى جذوع الأشجار، لعلها تحميه وتُدخل الأمان إلى قلبه. وتجسدت مخاوفه فى قوله: " سمعت صوتك فى الجنة فخشيت، لأنى عريانفأختبأت" (تك3: 10)
(3) وجاء قايين وقتل أخاه هابيل، ففقد أمانه وقال: "إنك قد طردتني اليوم عن وجه الارض ومن وجهك أختفي وأكون تائهاً وهارباً في الأرض فيكون كل من وجدني يقتلني" (تك4: 14)
(4) ويقول أيوب الصديق معبراً عن فقده للأمان: "إذا اضطجعت أقول متى أقوم: الليل يطول وأشبع قلقاًحتى الصبح" (أى7: 4)
(8) المضيف: وماذا عن الاحتياج للتقدير؟
أبونا: (1) هذا هو الاحتياج الثانى الأساسى للطبيعة البشرية كأمر طبيعى فى الإنسان، وهو يختلف عنالكبرياء الذى هو تضخم الذات.
(2) ولقد أشبع الله هذا الاحتياج للتقدير عندما خلق الإنسان على صورته كشبهه، وأعطاه السلطان على كل ما يدب على وجه الأرض.
(3) لكن عندما سقط الإنسان، فَقَدَ إشباع احتياجه إلى التقدير بقربه من الله، وبدأ يعمل لنفسه إسماً وشأناً فسقط فى الكبرياء، كما ظهر فى بنائه لبرج بابل: "نصنع لأنفسنا اسماً" (تك11: 4)
(4) وقد دلت أعمال الفريسيين على ذلك، إذ قال عنهم المسيح: "وكل أعمالهم يعملونها لكي تنظرهم الناسفيعرضون عصائبهم ويعظمون أهداب ثيابهم، ويحبون المتكأ الأول في الولائم والمجالس الأولى في المجامع، والتحيات في الأسواق وأن يدعوهم الناس سيدي سيدي" (مت23: 5 ـ 7)
(5) وقد أشار معلمنا يوحنا الرسول إلى ديوتريفوس الذى إنجرف فى هذا التيار، فيقول: "كتبت إلى الكنيسة ولكن ديوتريفس الذي يحب أن يكون الأول بينهم لا يقبلنا" (3يو9)
(6) وفى حياتنا اليومية نرى الزوجة تركز إهتمامها على الحصول على تقدير زوجها عندما تهتم بالمنزل أو عندما تقدم له الطعام، وخلافه.
(7) وكذلك كلنا نركز على نوعية الملابس التى نرتديها لنحصل على تقدير الناس واحترامهم.
(8) بل حتى فى مجال الخدمة، نسعى للحصول على التقدير فى خدماتنا.
(9) المضيفة: كان هذا عن الاحتياج للأمان، والاحتياج للتقدير، فماذا عن الاحتياج للتعبير؟
أبونا: الاحتياج للتعبير هو أيضا إحتياج نفسي، فالانسان محتاج أن يعبر عما في داخله من أفكار ومشاعر وآراء، فإذا لم يجد الإنسان من يستمع له يصاب بمشاكل نفسية كثيرة. وسنرى بعد قليل أنواع المشاكل الأخرى التي تنتج عن هذا الاحتياج.
(10) المضيفة: كلمتنا عن أمثلة من الاحتياجات الأساسية للإنسان، الاحتياج للأمان، والاحتياج للتقدير، والاحتياج للتعبير، بقي أن تكلمنا عن سبب المشاكل في حياة الإنسان.
أبونا: تنشأ المشاكل لسببين هما:
1ـ الاسلوب الخــاطئ لاشباع الاحتياجات.
2ـ الاصطدام بالعقبات فى سد هذه الاحتياجات.
(11) المضيفة: ما هو هذا الأسلوب الخاطئ في إشباع الاحتياجات؟
أبونا: (1) الواقع أنه نتيجة لتربية الإنسان الأولى وظروفه وخبراته وقراءاته وثقافاته تتكون لديه اقتناعات خاطئة، يرى أنها الوسيلة الناجحة لتحقيق أهدافه التى تشبع احتياجاته إلى الأمان والتقدير والتعبير، وبالتالى يسلك طرقاً خاصة، ويقوم بتصرفات شخصية يحقق بها أهدافه.
(2) وهذا هو ما حدث فى قصة برج بابل بعدما أغرق الرب الأرض بالطوفان، يقول الكتاب: "قالوا هلم نبن لانفسنا مدينة وبرجاً رأسه بالسماء ونصنع لأنفسنا إسما لئلا نتبدد على وجه كل الأرض" (تك11: 4)
(12) المضيفة: هل يمكن أن تعطنا أمثلة عملية من الحياة عن الاسلوب الخاطئ المبنى على الاقتناعات الخاطئة لاشباع الاحتياجات؟
أبونا: (1) الشخص الكثير الكلام الذى يفشى أسرار الناس وخباياهم. هذا أسلوب خاطئ بسبب أنه يرى فى هذا الاسلوب إشباعاً لإحتياحه للتقدير والتعبير عما في داخله، إذ يظهر أمام الجميع أنه عالم ببواطن الأمور.
(2) الشخص الغضوب العنيد الديكتاتورى النزعة. يرى فى هذا الاسلوب إشباعاً لإحتياحه للتقدير، إذ يرى فيه نصرة وتفوقاً على الآخرين.
(3) الزوجة التى ترفض نقد زوجها لها، وتسعى دائماً لأن يمدحها. ترى فى مديح زوجها لها دليلاً على محبته واهتمامه بها، ففى ذلك أمانها وتقديرها.
(4) الشخص المشغول بجمع المال، يرى أن المال يؤمن حياته ويمنحه الأمان فى المستقبل والتقدير بين الناس.
(5) الشخص الذى لا يكف عن انتقاد الآخرين وإظهار عيوبهم، يرى أن إنقاص الآخرين يزيده تقديراً.
(6) الشخص الكذاب والمبالغ ليبدو فى غير واقعه، يرى أنه بكذبه ينتزع احترام الآخرين وتقديرهم.
(7) الشخص الذى يهرب من لقاء الناس ، خشية أن يعرفوا ضعفاته فيحتقروه، يرى أن أمانه فى البعد عن الصداقات والعلاقات والاختلاط بالناس أو المؤمنين.
(8) الشخص الذى يرفض أن يتحمل أى مسئولية خشية الفشل، يرى فى هذا الاسلوب تقوقعاً حول ذاته، وحفاظاً على أمانه وتقديره فى عيون الآخرين.
(9) المرأة التى تتهاون فى طهارتها، وتفرط فى عفتها حتى تكسب محبة الغير وعطفهم، ترى فى هذا الاسلوب وسيلة لإشباع احتياجاتها للأمان والتقدير بأنها مرغوبة.
(10) الخادم الذى يبذل الجهود فى عمل الله، ليس حباً فى النفوس، بل تمجيداً لذاته، هو شخص مفتقر للأمان والتقدير فى شخص المسيح، ويجد فى الخدمة مجالاً لتحقيق طموحاته وتمجيد ذاته.
(13) المضيفة: قلت أيضا أن من أسباب المشاكل الاصطدام بالعقبات فى سد الاحتياجات ماذا تقصد بذلك؟
أبونا: هذا أيضا سبب هام وجوهرى لحدوث المشاكل فى الحياة. إذ عندما يصطدم الناس بالعقبات المختلفة التى تحول دون تحقيق أهدافهم فتنبع المشاكل فى حياتهم. وقـد تكون العقبات ناتجة عن:
1ـ ظروف داخلية،
2ـ أو ظروف خارجية.
(14) المضيفة: ما هي العقبات الداخلية:
أبونا: هي الأمور التى ترجع للشخص نفسه، مثل:
(1) قصور إمكانياته الذاتية عن تحقيق أهدافه التى يراها بحسب إقتناعاته. فبسبب إمكانياته العاجزة يصاب بخيبة أمل ويسقط في هوة المشاكل التي تقضي على سعادته. ومث هذا الإنسان عليه أن يعرف حدود إمكانيته ويعيش بمقتضاها.
(2) وقد تكون العقبة فى عدم واقعية الأهداف التى وضعها الانسان لنفسه ليحققها. فعليه أن يخفض من سقف تطلعاته ليعيش الواقع، ولا يبني قصورا في الخيال لا يستطيع أن يحققها على أرض الواقع.
(15) المضيفة: وما هي العقبات الخارجية؟
أبونا: أى الأمور التى تأتى للشخص من الخارج، مثل:
(1) عدم توفر إمكانيات المال أو العمل .. إلخ.
(2) وقد تأتى العقبات من الناس المحيطين به، الذين ينتقدونه، ولا يحبون إلا أنفسهم، ولا يقدِّرون مجهودات الآخرين.
(16) المضيفة: هل لك كلمة قبل ختام هذا الطرح؟
أبونا: (1) ينبغي للمؤمن الذي يريد أن يكون ناضجا في المسيح أن يجد إشباع إحتياجاته الأساسية من أمان وتقدير وتعبير في شخص المسيح الذي يؤمن حياته، ويقدر شخصه كإبن محبوب، ويصغي إليه في كل ما يريد أن يعبر به عما في داخله.
(2) سوف نناقش في الحلقة القادمة بمشيئة الرب بقية الموضوع:
3ـ نتائج المشاكل.
4ـ وعلاج المشاكل
فإلى اللقاء.
(17) المضيفة: ما هو التدريب الروحى للأسبوع؟
أبونا: (1) حفظ آية (إش43: 4) "إذ صرتَ عزيزاً فى عينىَّ مكرماً وأنا قد أحببتك ..أُعطى أناساً عوضك ، وشعوباً عوض نفسك" (إش43: 4)
(2) المواظبة على الخلوة اليومية (فليمون 1).
(18) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة في تأملات الخلوات. وأيضا سماع الآيات التي حفظناها.
ختام
(19) المضيفة: شكرا للرب، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: (1) آمين (2) باسم الآب والروح القدس ....... (3) امضوا بسلام.
