139ـ وجودنا في المسيح ـ 1
حلقة الثلاثاء23/9/2014م
(تقديم: ناتاشا)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (139) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (2) أسألك أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يرانا. آمين.
(3) المضيفة: قد بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل مرة أخرى.
أبونا: مراحل الحياة الروحية وهي:
1ـ قبول المسيح.
2ـ والثبات في الرب.
3ـ النمو الروحي.
4ـ النضوج الروحي:
5ـ خدمة النفوس
6ـ القيادة.
(4) المضيفة: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟
أبونا: (1) تكلمت عن مقدمة لمرحلة النضوج الروحي في المسيح يسوع.
(2) وتحدثت فيها عن:
1ـ هـــــــدف المرحلة: هو أن أحيا لا أنا بل المسيح يحيا في.
2ـ تركـــــــيز المرحلة: هو الامتلاء بالروح القدس.
3ـ وسيلة تحقيق المرحلة: هو الجهاد ضد الجسد أو إنساننا العتيق، والوجود الدائم في حضرة الله.
(5) المضيفة: وفيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: (1) سوف أتكلم عن الموضوع الأول في مرحلة النضوج وهو عن: "إمتياز وجودنا فى المسيح"
(2) وسوف يشمل الحديث:
1ـ رمــــــوز إمتياز وجودنا فى المسيح.
2ـ جوانب وجودنا فى المسيح.
(6) المضيفة: ماذا تقصد برموز إمتياز وجودنا فى المسيح؟
أبونا: تُعلمنا كلمة الله أن هناك رموزاً في الكتاب توضح معنى وجودنا في المسيح منها:
1ـ وجودنا فى آدم الأول.
2ـ وجود سبط لاوى فى صُلب أبينا أبراهيم.
(1) وجودنا فى آدم الأول:
1ـ يقارن معلمنا بولس الرسول بين آدم الأول [رأس الخليقة الساقطة] وآدم الثانى [الرب يسوع المسيح رأس الخليقة الجديدة] فيقول: "هكذا مكتوب أيضاً صار آدم الإنسان الأول نفساً حية وآدم الأخير روحاً محيياً، لكن ليس الروحاني أولا بل الحيواني وبعد ذلك الروحانى. الإنسان الأول من الأرض ترابي الإنسان الثانى الرب من السماء، كما هو الترابي هكذا الترابيون أيضاً وكما هو السماوى هكذا السماويون أيضا وكما لبسـنا صـورة الترابي سنلبس أيضاً صورة السماوى" (1كو15: 45 ـ 48)
2ـ ويضيف قائلاً: "لأنه كما في آدم يموت الجميع هكذا فى المسيح سيحيا الجميع" (1كو15: 22)
3ـ كما يضيف بُعداً رائعاً لهذه المقارنة بين وجودنا فى آدم الأول، وبين وجودنا فى الرب يسوع المسيح فيقول: "لأنه كما بمعصية الإنسان الواحد جُعِلَ الكثيرون خطاة هكذا أيضاً بإطاعة الواحد سيجعل الكثيرون أبراراً" (رو5: 19)
4ـ ويعلق القديس كيرلس الاسكندرى قـائلاً: [من الأصل الأول الذى هو آدم انسكبت فى الطبيعة البشرية كل الشرور، وبالمثل من الأصل الثانى (أى المسيح) تنسكب الخيرات أيضاً بدورها فى الطبيعة البشرية. لذلك يدعى المسيح آدم الثانى لأنه إستطاع أن يوصل إلى طبيعتنا كل نعم السعادة والخلود والمجد، وذلك بالمِثْل كما إستطاع آدم الأول أن يوصل إلى طبيعتنا لعنة الفساد والمذلة] هكذا آدم الثاني المسيح يوصل إلى طبيعتنا نعمة البر والحرية.
(7) المضيفة وماذا عن وجود سبط لاوى فى صُلب أبينا أبراهيم؟
أبونا: (1) يخبرنا سفر التكوين عن لقاء أبينا إبراهيم وملكى صادق الذى يرمز لشخص المسيح، ويقول أنهعشَّر له كل شئٍ مما له (أى أعطاه العشور): "مبارك الله العلي الذى أسلم اعداءك في يدك فأعطاه عُشــراً من كل شيء" (تك14: 20)
(2) ثم يعود معلمنا بولس الرسول ويخبرنا عن ذلك فى سفر العبرانيين، ويوضح أن سبط لاوى هو أيضاً قدمَّ العشر لملكى صادق من خلال إبراهيم، إذ يقول: "حتى أقول كلمة أن لاوى أيضاً الآخذ الأعشار قد عُشِّر بإبراهيم" (عب7: 9)
(3) والسؤال هنا: أين كان سبط لاوى فى ذلك الحين؟ يجيب الرسول على ذلك بأن لاوى كان فى صُلب إبراهيم (اى فى النخاع): "لأنه كان بعد فى صُلب أبيه حين استقبله ملكى صادق" (عب7: 10)
(4) فبناء على مبدأ وجودنا فى آدم الأول. ووجود سبط لاوى فى أبونا إبراهيم يمكننا أن نفهم البركات الممنوحة لنا بسبب وجودنا نحن فى المسيح. كما يقول بولس الرسول: "مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذى باركنا بكل بركة روحية فى السماويات فى المسيح" (أف1: 3)
(5) يقول القديس كيرلس عمود الدين: [إننا جميعاً كنا فى ذاك الذى مات بسببنا ومن أجلنا]
(6) والقديس اثناسيوس الرسولى يقول: [من أجلنا نحن الذين كان يحملنا فى جسده صعد إلى السموات]
(7) يا لها من حقيقية رائعة مفرحة .. أننا كنا فى المسيح فنلنا فيه كل بركة روحية فى السماويات.
(8) المضيفة: ما هي جوانب إمتياز وجودنا فى المسيح؟
أبونا: تتركز جوانب هذا الإمتياز المبارك، وهو وجودنا فى المسيح فى جانبين هامين هما:
(1) الموت معه: فحين مات المسيح على الصليب، لم يكن موته لجرمٍ إرتكبه حاشا، بل كان موته كنائبٍ عن البشر جميعاً، فمات الجميع فيه، كما قال بولس الرسول: "إن كان واحد قد مات لأجل الجميع فالجميع إذا ماتوا" (2كو5: 14)
وقال بولس الرسول أيضا: "أم تجهلون أننا كل من إعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته، فدُفنا معه بالمعمودية للموت، لأنه إن كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته نصير أيضا بقيامته، عالمين هذا أن انساننا العتيق قد صلب معه ليبطل جسد الخطية كي لا نعود نستعبد ايضا للخطية" (رو6: 3 ـ 6)
** لذا فلن نعود نسعى وراء الخطية، بل قد تكون فى الطريق بعـض الشهوات. وقد تغلبنا الخطية فى بعض الأوقات، لكن لا نُستعبد لها، بل نقوم وننتفض منها، ونغتسل في الحال في دم المسيح الذي يطهر من كل خطية.
** ويصبح شعار المؤمن فى الحياة هو: "مع المسيح صُلبت فأحيا لا انا بل المسيح يحيا فىَّ" (غل2: 20). ولاحظ الفعل [صُلِبت] فى صيغة الماضى. إنه الموت مع المسيح وفى المسيح.
(9) المضيفة: هذا عن الجانب الأول من إمتياز وجودنا فى المسيح وهو الموت معه، وما هو الجانب الثاني؟
أبونا: الجانب الثاني هو القيامة معه والصعود فى المسيح والجلوس فى السماويات معه.
(1) فحين قام المسيح وصعد إلى السموات وجلس عن يمين أبيه، كنا فيه. كما قال بولس الرسول: "وأقامنا معه وأجلسنا معه فى السماويات فى المسيح يسوع" (أف2: 6)
(2) فبقيامة المسيح أقامنا معه، وصرنا متحدين معه بقيامته، كما يقول الكتاب: "لأنه إن كنا متحدين معه بشبه موته نصير أيضاً بقيامته" (رو6: 5).
(3) لذا كان على المؤمن أن يدرك أن سر نضوجه وسمو حياته الروحية يكمن فى إدراكه هذه الحقائق الروحية المباركة التى فيها مات وقام وصعد فى المسيح وجلس معه فى السماويات.
(4) وعلى قدر ما فى هذه البركات من إمتيازات سامية. إلا أن عليه إلتزاماً هاما، أعلنه الرسول بولس بقوله: "فإن كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله. اهتموا بما فوق لا بما على الأرض. لأنكم قد متم وحياتكم مستترة مع المسيح في الله" (كو3: 1 و2)
(5) لذا يقول القديس امبروسيوس: [لقد ارتفعت أبواب البر الأبدية لأن الداخل ليـس إنساناً بل العالم كله فى شخص مخلص الكل]
(6) ويعلق القديس يوحنا ذهبى الفم تعليقاً رائعاً على ذلك فيقول: [اليوم استعاد الملائكة من فقدوهم منذ زمن طويل، اليوم [أى بصعود المسيح] رأوا طبيعتنا إذ أتحد بها الابن الكلمة فى العرش الإلهى، تتلألأ فى جـمال أبـدى ومجد سرمدى، كيف لا يمتلئون فرحاً عندما يرون الطبيعة البشرية كلها فى بكرها المسيحتصعد إلى السماء]
(10) المضيفة: هذه إمتيازات عظيمة. هل تريد أن تقول شيئا في الختام؟
أبونا: أخى الحبيب: (1) هل أدركت روعة وسمو هذه الحقيقة السامية المباركة، وهى إمتياز وجودك فى المسيح، أم لازلت تواجه ضعفاتك بإمكانياتك المحدودة؟ إنها فرصة اليوم لتتفجر فى حياتك مفاعيل هذه البركة الغنية. إنك فى المسيح. متَ معه، وقمت معه، وصعدت معه، عليك أن تطلب ما هو فوق فى المسيح، حيث المسيح جالس.
(2) انظر إلى مركزك السامى فى المسيح، ولتحاول بمعونة الروح القدس أن تسمو بواقعك الضعيف ليتطابق مع المركز المجيد الذى صار لك فى شخص ربنا يسوع المسيح. آمين.
(11) المضيفة: ما هو التدريب الروحى للأسبوع؟
أبونا: (1) التدريب الروحى للأسبوع: حفظ آية: (أف2: 6) "واقامنا معه وأجلسنا معه فى السماويات فى المسيح يسوع" (أف2: 6)
(2) المواظبة على الخلوة اليومية (2تي 1).
(12) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة في تأملات الخلوات. وأيضا سماع الآيات التي حفظناها.
ختام
(13) المضيفة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: (1) آمين (2) باسم الآب والابن والروح القدس ... (3) محبة الله الآب ... سلام.
