125ـ الخضوع للسلطة
حلقة الثلاثاء 27/5/2014م
(تقديم: سوزي)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (125) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (2) كما أسألك أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب نمو لنا جميعا. آمين.
(3) المضيفة: قد بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل مرة أخرى.
أبونا: مراحل الحياة الروحية، مبينة في هذا (الرسم البياني) التالي، وهي:
1ـ قبول المسيح
2ـ والثبات في الرب
3ـ النمو الروحي
4ـ النضوج الروحي
5ـ خدمة النفوس
6ـ وقيادة فريق للعمل الروحي
(4) المضيفة: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقات الماضية؟
أبونا: تكلمت في مرحلة النمو الثاينة عن سيادة المسيح والتكريس له، وقرار التكريس، والإنضباط في حياة التكريس.
(5) المضيفة: وفيم ستكلمنا اليوم؟
أبونا: الخضوع للسلطة خضوعاً لسيادة المسيح:
وسأركز الحديث حول:
1ـ أهــمية الخضوع للسلطة .
2ـ أسـلوب الخضوع للسلطة .
3ـ ثــمار الخضوع للسلطة.
(6) المضيفة: لنبدأ بالحديث عن أهــمية الخضوع للسلطة.
أبونا: الواقع أن الخضوع للسلطة أمرٌ حتمىٌ وضرورىٌ في حياة المؤمن، تتضح أهميته مما يلى:
(1) قدوة المسيح فى الخضوع: الواقع إنه لنا فى حياة الرب يسوع أعظم المثل، فنراه يخضع للسلطة ممثلة فى أبويه. فيقول الكتاب: "ثم نزل معهما وجاء إلى الناصرة وكان خاضعاً لهما" (لو2: 51).
(2) والخضوع وصية إلهية مُلزمة: يقول الكتاب صراحة: "لتخضع كل نفس للسلاطين الفائقة لأن ليس سلطان (أى سلطة) إلا من الله" (رو13: 1) ويؤكد ذلك قول معلمنا بطرس الرسول: "فاخضعوا لكل ترتيب (سلطان) بشرى من أجل الرب" (1بط2: 13)
(7) المضيفة: ما دخل الخضوع لسلطة الناس بالخضوع لسلطة الله؟
أبونا: (1) الواقع أن السلطات البشرية من ترتيب الله: إذ يقول الكتاب: "ليس سلطان إلا من الله، والسلاطين الكائنة (أى الموجودة حالياً) هى مرتبة من الله" (رو13: 1)
(2) لذا قال قائد المائة للرب يسوع: "لأنى أنا إنسان مرتب تحت سلطان [ولم يقل: لى سلطان، بل قال: تحت سلطان]، لى جند تحت يدى" (لو7: 8) فقائد المائة هذا كان واعياً أنه تحت سلطان، وعلى قدر ما يخضع للسلاطين التى فوقه، يخضع له من هم تحت قيادته وسلطانه من جنود.
(3) لهذا فالخضوع للسلطات البشرية هو خضوع لله: وقال معلمنا بولس الرسول: "إن من يقاوم السلطان يقاوم ترتيب الله" (رو13: 2)، وقال الرب يسوع: "الذى يسمع منكم يسمع منى، والذى يرذلكم يرذلنى" (لو10: 16)
(8) المضيفة: هل هناك أسباب أخرى لأهمية الخضوع للسلطة؟
أبونا: (1) نعم فالخضوع للسلطة هو وسيلة هامة لمعرفة مشيئة الله: إذ يقول الكتاب: "اخضــعوا لمرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله. و"اطيعوا مرشديكم واخضعوا لأنهم يسهرون لأجل نفوسكم" (عب13: 7 و17) فالخضوع للمرشدين هو طاعة لكلمة الله التى يتكلمون بها ، والتى تعلن لهم مشيئة الله.
(2) وفي هذا يقول القديس الأنبا أنطونيوس الكبير: [يا أحبائى فى الرب، المستقيمى القلوب، إن أردتم أن تأتوا إلى قدام، وتنموا بزيادة، وتصيروا غير مضطربين بقلوبكم، ولا تقدر الشياطين أن تهزأ بكم فى شئ، فاسمعوا لآبائكم واطيعوهم فلن تسقطوا أبداً]
(9) المضيفة: وما هي السلطات المُطالب المؤمن المكرس بأن يخضع لها؟
أبونا: (1) سلطة الوالدين: يقول الكتاب: "أيها الأولاد اطيعوا والديكم فى الرب لأن هذا مرضىٌ فى الرب" (كو3: 20)
(2) سلطة الزوج: على اعتبار أنه سلطة مفوضة من الله: لهذا يقول الكتاب: "أيها النساء اخضعن لرجالكن كما للرب" (أف5: 22)، فخضوع الزوجة لزوجها هو زينة مقدسة لها: "هكذا كانت قديماً النساء القديسات أيضاً المتوكلات على الله يزينَّ أنفسهم خاضعات لرجالهن" (1بط3: 5)
(3) سلطة الدولة: طالما كانت مطالبها لا تتعارض مع وصية الرب (رو13: 1 ـ 7)، مثل عدم تخطى السرعات المقررة فى الطرق السريعة، واحترام إشارات المرور، والإلتزام بمواعيد العمل، إلخ.
(4) رؤساء العمل: يقول بولس الرسول (تى1: 3) "ذكرهم أن يخضعوا للرياسات والسلاطين ويطيعوا ويكونوا مستعدين لكل عمل صـالح".
(5) سلطة الكنيسة: فالرب يسوع قد أعطى الكنيسة سلطاناً لتدبير الجماعة إذ قال: (مت18: 18) "وكل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطاً فى السماء وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولاً فى المساء"
(10) المضيفة: نأتي إلى النقطة الثانية في موضوع الخضوع وهي: أسلوب الخضوع للسلطة. ماذا تريد أن تقول لنا عنه؟
أبونا: (1) هناك أساليب متعددة منها: (1) الطاعة لمن له سلطة: (عب13: 17) "اطيعوا مرشديكم واخضعوا". فالطاعة هى التعبير العملى للخضوع، وذلك بالقيام بالأعمال التى تُطلب منى بحسب طاقتى.
يقول القديس يوحنا الدرجى: [الطاعة هى جحود النفس أي إنكار الذات، وإماتة المشيئة الذاتية، ودفن الهوى الرغبة الشخصية، وقيامة الاتضاع]، ويكون ذلك للمبتدئ بألم، وللمتوسط تارة بألم وأخرى بلا ألم، وأما الكامل (الناضج) فلا يشعر بألم فى الطاعة إلا اذا عمل شيئاً بحسب هوى نفسه].
(2) الاتضاع: فالكبرياء يقود إلى التمرد وعدم الخضوع، كما قال الكتاب: "لا شئ بتحزب أو بعُجب، بل بتواضع حاسبين بعضكم البعض أفضل من أنفسهم" (فى2: 3). وفى ترجمة أخرى: "لا يكن بينكم شئ بروح التحزب أو الافتخار الباطل، بل بالتواضع يعتبر كل واحد منكم غيره أفضل كثيراً من نفسه".
(3) المحبة: يجب أن يكون الخضوع ناتجاً عن المحبة لا القهر والإجبار. كما قال معلمنا بولس الرسول: (1تس5: 12 و13) "نسألكم أيها الأخوة أن تعرفوا الذين يدبرونكم فى الرب وينذرونـكم وأن تعتبروهم كثيراً جداً فى المحبة من أجل عملهم"
(4) الإكرام: يقول الكتاب (1تى6: 1): "جميع الذين هم عبيد تحت نير فليحسبوا سادتهم [أصحاب السلطة] مستحقين كل إكرام لئلا يفترى على اسم الله وتعليمه"، ويكمل الحديث مشيراً إلى أن الإكرام لا يُعطى للسادة غير المؤمنين فحسب، بل بالأولى للسادة المؤمنين (1تى6: 2).
(11) المضيف: ماذا يفعل المؤمن إذا كان صاحب السلطة يصدر له أمرا يتعارض مع الكتاب المقدس؟
أبونا: هنا يلزم إتباع الحكمة: فلكى يكون خضوع المؤمن للسلطة خضوعاً سليماً، وليس مجرد خنوع، ولا تمرد، يُفضل أن تُتَبَع الخطوات التالية:
1ـ فهم مقاصد صاحب السلطة.
2ـ شرح رؤيتك واقتناعاتك له.
3ـ البحث عن أرض مشتركة وبدائل مقبولة.
4ـ إنتظار الرب (مراثى3: 37)
5ـ وإذا فشلت كل الطرق فلا مفر من "أن يطاع الله اكثر من الناس (اع5: 29). ولكن بإسلوب محبة واتضاع وليس بعصبية أو تحقير.
(12) المضيفة: نأتي للنقطة الثالثة في الخضوع للسلطة وهي: ثمار الخضوع للسلطة، فما هي؟
أبونا: (1) التحرر: إن الخضوع يحرر المؤمن من عبوديته لمشيئته الخاصة، من ورؤيته الشخصية، وآرائه الذاتية، ويعطيه أن يختبر تسليم إرادته لمشيئة الرب (لو22: 42): "لتكن لا إرادتى بل إرادتك"
(2) السلام: يقول معلمنا بولس الرسول (عب12: 11): "كل تأديب فى الحاضر لا يُرى أنه للفرح، بل للحزن، وأما أخيراً فيعطى الذين يتدربون به [أى بالتأديب والخضوع] ثمر بر للسلام"، ليس مجرد سلام مع الظروف المحيطة، بل هو بالأكثر سلام مع النفس ومع الله، فيتحمل قسوة الظروف الخارجية ويسمو فوقها، وهو فرح للإقتراب للرب.
(2) الزينة المقدسة: قال بطرس الرسول (1بط 3 : 5): "فإنه هكذا قديماً النساء القديسات المتوكلات على الله يزين أنفسهم خاضعات لرجالهن". فكل نفس تتحلى بالتواضع والخضوع تتزين بالبهاء.
(3) جزاء الميراث: قال بولس الرسول (كو3: 24): "عالمين أنكم من الرب ستأخذون جزاء الميراث لأنكم تخدمون الرب المسيح".
وفي هذا يقول القديس الأنبا أنطونيوس الكبير: [أعرفكم يا أحبائى أنى قد تعبت فى الجبال والبرارى وطلبت فى الليل والنهار أن يكشف لىَّ الرب إرادته، فلم يُظهر لى شيئاً، حتى سمعت لأبائى فى كل شئ وقبلت معرفة إرادة الرب منهم. لأن كل من يسمع لأبائه فللرب يسمع، فيا أحبائى اسمعوا لأبيكم فيما كتبته إليكم لتحل بركته عليكم وتجدوا راحة ونعمة وقوة ويسهل الرب جميع طرقكم].
(13) المضيفة: ما هي تداريب الأسبوع؟
أبونا: (1) حفظ آية: (رو13: 1) "لتخضع كل نفس للسلاطين الفائقة، لأنه ليس سلطان إلا من الله، والسلاطين الكائنة هى مرتبة من الله" (رو13: 1).
(2) المواظبة على الخلوة اليومية (1تس 4).
(14) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة في تأملات الخلوات. وأيضا سماع الآيات التي حفظناها.
ختام
(15) المضيفة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: (1) باسم الآب والابن والروح القدس ... (2) محبة الله الآب ... سلام.
