124ـ حياة الانضباط
حلقة الثلاثاء 20/5/2014م
(تقديم: هدى)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (124) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.
(2) المضيفة: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. (2) كما أسألك أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب نمو لنا جميعا. آمين.
(3) المضيفة: قد بدأت معنا سلسلة مراحل الحياة الروحية، وتعودنا أن تعيد ذكر هذه المراحل مرة أخرى.
أبونا: مراحل الحياة الروحية، مبينة في هذا (الرسم البياني) التالي، وهي:
1ـ قبول المسيح
2ـ والثبات في الرب
3ـ النمو الروحي
4ـ النضوج الروحي
5ـ خدمة النفوس
6ـ وقيادة فريق للعمل الروحي
(4) المضيفة: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقات الماضية؟
أبونا: تكلمت في مرحلة النمو الثاينة عن سيادة المسيح والتكريس له، وقرار التكريس.
(5) المضيفة: وفيم ستكلمنا اليوم؟
أبونا: الإنضباط في حياة التكريس للملك المسيح:
وسأركز الحديث حول:
1ـ أهمـية الانضباط.
2ـ ســر الانضباط.
3ـ جوانب الانضباط.
(6) المضيفة: ما أهمية الانضباط في حياة المؤمن المكرس للمسيح؟
أبونا: تتضح أهمية الانضباط فيما يلى:
1ـ قمع الجسد.
2ـ مبدأ الالتزام.
(7) المضيفة: كلمنا عن قمع الجسد في حياة الانضباط.
أبونا: (1) قمع الجسد: معلمنا بولس الرسول يقول: "أقمع جسدى وأستعبده [أى أسوقه أسيراً]، حتى بعدما كرزت للآخرين لا أصير أنا نفسى مرفوضاً" (1كو9 :27)
(2) وقد عبر عن ذلك يعقوب الرسول في الإصحاح الثالث من رسالته قائلا: "قادر أن يلجم كل الجسد" أي يتحكم في الجسد حتى لا يندفع وراء غرائزه المنحرفة.
(3) فيمكن تشبيه الانضباط بالفرامل فى السيارة، بدونها تصبح السيارة عربة طائشة تهلك السائق وركابها، والآخرين أيضا.
(4) وخطورة المؤمن غير المنضبط كما قال بولس الرسول، هو أن يصير هو نفسه مرفوضاً من الله والكنيسة والناس.
(5) وفي هذا قال القديس يوحنا ذهبى الفم: "إن كان بولس يخشى من أن يكون هو نفسه مرفوضاً، بالرغم من أنه قد بشر وعلَّم كثيرين، وأصبح رسولاً وقائداً للعالم أجمع، فماذا نقول نحن عن أنفسنا؟ [وأكمل قائلا]: فكأن الرسول يقول: لا تظن أن مجرد إيمانك كافٍ لخلاصك. فإن كان بالنسبة لى: الكرازة والتعليم وربح النفوس ليست كافية لخلاصى ما لم يكن سلوكى نفسه بلا لوم، فكم يكون الأمر بالنسبة لكم أيضاً؟".
(8) المضيفة: فهمنا الآن معنى قمع الجسد، وماذا تريد أن تقول لنا عن الالتزام في حياة الإنضباط؟
أبونا: (1) الواقع أن الانضباط هو: الإلتزام بمبادئ ومعايير القيم الروحية، لتحكم سلوك المؤمن، حتى لا تتعرض حياته للانحلال والضياع.
(2) لذا قال الكتاب: "إذا نذر رجل نذراً للرب أو أقسم قسماً أن يلزم نفسه بلازم، فلا ينقض كلامه، حسب كل ما خرج من فمه يفعل" (عدد30 : 2).
(9) المضيفة: ألا يتعارض الإنضباط مع الحرية التي حررنا بها المسيح؟
أبونا: (1) الواقع أنه لا يوجد تعارض بين الانضباط والحرية الحقيقية التي في المسيح.
(2) فالمؤمن الحر هو الذى يعمل إرادة الله، لا إرادة الجسد.
(3) لذلك فالكتاب يحذرنا قائلاً: "فإنكم إنما دعيتم للحرية أيها الأخوة، غير أنه لاتصيروا الحرية فرصة للجسد" (غل5: 13)
(4) فالحرية غير المنضبطة هى الإباحية، أما الحرية التى فى المسيح فهى حرية منضبطة خاضعة لسيادة الملك المسيح.
(10) المضيفة: نأتي إلى النقطة الثانية في موضوع الإنضباط وهي: ما هو سر الانضباط في حياة المؤمن؟
أبونا: هذا سؤال الجوهرى، وهو من أين تتوفر حياة الانضباط للمؤمن المكرس، وما هى القوة التى تعينه على ضبط نفسه، وكبح جماح شهواته؟ والإجابة تشمل العوامل التالية:
1ـ ثمر الروح القدس
2ـ الجهاد الروحى
3ـ مراعاة الرب من القلب
(1) ثمر الروح القدس: الواقع إن المصدر الرئيسى لحياة الانضباط هو روح الله القدوس، قال بولس الرسول: "وأما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام، طول أناة لطف صلاح، إيمان وداعة تعفف" (غل5: 22 و23)،
(2) والتعفف هو ضبط النفس،
(3) الجهاد الروحى: يتحقق الانضباط أيضاً بالجهاد فى السلوك أي بالتدقيق الكامل فى كل جوانب الحياة، ولذلك يقول الكتاب: "وكل من يجاهد يضبط نفسه فى كل شئ" (1كو9: 25).
(11) المضيفة: هل هناك تعارض بين عمل روح الله القدوس، وبين الجهاد الروحى؟
أبونا: (1) والواقع انه لا يوجد أي تعارض، فالروح القدس لا يستريح فى حياة إنسان خاضع لشهواته مستسلم لأهواء الجسد فى غير انضباط.
(2) يقول القديس ثيوفان الناسك: "لا يهتم الناس عادة بالعيوب الطبيعية التى فى أخلاقهم رغم كونها لا إرادية، إلا أنها تدين الإنسان إذ يرى مقدار تدخلها فى حياته الروحية ولا يتحرك ليبيدها، ولا يحاول أن يضبطها داخل حدود حتى لا تضره.. رغم أن هذا يمكن الوصول إليه بمعونة الله، مع حرص الشخص وغـيرته".
(12) وماذا عن مراعاة الرب من القلب كوسيلة من وسائل الانضباط؟
أبونا: (1) يقول بولس الرسول: "وكل ما فعلتم فاعملوا من القلب كما للرب وليس للناس" (كو3: 23)
(2) فمراعاة الرب من القلب هى التى عصمت يوسف الصديق من الوقوع فى الخطأ وساعدته على ضبط نفسه وعدم الخضوع لإغراءات الخطية عندما قال: "كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله ؟
(3) لذا قال معلمنا داود النبى: "جعلت الرب أمامى فى كل حين لأنه عن يمينى فلا أتزعزع" (مز16: 8)
(13) المضيفة: نأتي إلى النقطة الثالثة في موضوع الانضباط وهي عن جوانب الانضباط فما هي؟
أبونا: جوانب الانضباط متعددة منها:
(1) قمع الجسد: يقول بولس الرسول: "بل أقمع جسدى وأستعبده، حتى بعدما كرزت للآخرين، لا أصير أنا نفسى مرفوضاً" (1 كو9: 27)
(2) القناعة فى الحياة: "فإن كان لنا قوت وكسوة فلنكتف بهما" (1تى6: 8)
(3) قناعة البطن: "لأنـه لم يعرف لبطـنه قناعة لا ينجو بمشتهاه" (أى20: 20) فالمؤمن المكرس يلتزم بالأصوام كتدريب على ضبط شهوة بطنه.
(4) الامتناع عن الخمر: "لأنه يكون عظيماً أمام الرب وخمراً ومسكراً لا يشرب، ومن بطن أمه يمتلئ من الروح القدس" (لو1: 15)
(5) ضبط المشاعر والانفعالات: "البطئ الغضب خير من الجبار، ومالك روحه خير ممن يأخذ مدينة" (أم16: 32)
(6) وفى هذا الصدد يقول الأسقف ثيوفان الناسك: "انتبه لنفسك، وتعلم كيف تدربها، حاول بكل طريقة أن تمنع حواسك من التجوال هنا وهناك، لأن المفروض ليس أن تبعدها عن اللذات فقط، بل أن توجهها نحو كل ما هو خير ونافع ولازم لحياتك الروحية، [أكمل قائلا]: إن كانت حواسك الآن تجمح وتشط إلى الملذات الحسية فحاول أن تقمعها وتضبطها من الآن فصاعداً، ارجعها عن هذا الاعوجاج، واضبطها الآن جيداً"
(7) طلبتى إلى الله أن يعطينا الحياة المنضبطة على مستوى الحياة بجملتها. له المجد الدائم. آمين .
(14) المضيفة: ما هو التدريب الروحى للأسبوع:
أبونا: (1) حفظ آية: (1كو9: 27) "بل اقمع جسدي واستعبده حتى بعدما كرزت للاخرين لا اصير انا نفسي مرفوضا" (1كو9: 27)
(2) المواظبة على الخلوة اليومية (1تس 3).
(15) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: أرجو أن تكون المداخلات تعليقات على موضوع الحلقة، ويسعدنا المشاركة في تأملات الخلوات. وأيضا سماع الآيات التي حفظناها.
ختام
(16) المضيفة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: (1) باسم الآب والابن والروح القدس ... (2) محبة الله الآب ... سلام.
