حلقة (121)
الأربعاء 16/8/2017م
(تقديم: فايز)
(1) المضيف: أحباءنا المشاهدين من قناة الفادي الفضائية نرحب بكم في برنامجنا "الله في الحدث" وهذه هي الحلقة (121)، ويسعدنا أن نكون مع أبينا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء.
(2) المضيف: تفضل ابدأ لنا الحلقة بالصلاة لطلب البركة وحضور الرب.
أبونا: [1] بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. [2] أسألك أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدها. آمين.
(3) المضيف: اعتدنا أن تعلق لنا عن الأحداث في عالمنا من وجهة نظر الله، واليوم لنا بعض الأحداث الهامة، الحدث الأول هو عن: "حامد عبد الصمد يقول: طيب أكلّم مين لو عايز أتحاور مع الإسلام الصحيح؟"
وما هو تعليقك على ذلك؟
أبونا: نقرأ الخبر ونعلق عليه:
مقدمة:
1- عبد الصمد كاتب مصري ألماني.
2- له مجموعة من الكتب التي ينتقد فيها الإسلام مثل "سقوط العالم الإسلامي" و "الفاشية الإسلامية" وقد ترجمت كتبه إلى عدة لغات.
3- تعرض لتهديدات بالقتل.
4- موقع "إرفع صوتك" أجرى معه هذا اللقاء.
(4) المضيف: سئل هذا السؤال: هل تعتقد أن الإسلام يعيش أزمة في الوقت الحاضر؟ فماذا كانت إجابته؟
أبونا: أجاب:
1- الإسلام لديه ثلاث أزمات في الوقت الحالي: أزمة مع نفسه ونصوصه، وأزمة مع المؤمنين به وفهمهم لدور الدين في المجتمع الحديث، وأزمة مع العلمانية والتعددية والحرية.
2- فالإسلام أتى ليقود هذا العالم ويسوقه نحو الإله طوعاً أو كرهاً.
3- والإسلام يطلب من المسلم أن يكون ملتصقاً بالإسلام دائماً وأن يجعله دستوره في كل قول أو فعل.
4- وهذا يسبب أزمة للمسلمين خاصة إن أرادوا الحياة في مجتمعات غير إسلامية.
5- أقول إن الإسلام وُلِد بعيب خلْقي، ألا وهو خلط الدين بالسياسة والتشريع والحرب والاقتصاد.
6- هذا الخليط كان سر نجاح الإسلام وانتشاره في القرون الأولى، ولكنه أيضاً هو سر أزمة المسلمين مع العالم الحديث الآن.
7- فالاقتصاد الحديث لم يعد يعتمد على ثقافة السبي والسطو والجزية، وإنما على الإبداع والتقنية والتعاون بين الشعوب.
8- والحرب لم تعد واجبا مقدسا، ولكن وسيلة للوصول لهدف سياسي أو اقتصادي لا أكثر.
9- وهذا يضع المسلمين المتمسكين بحلم عودة الخلافة ونصر الإسلام على كل الأديان في ورطة.
10- هناك ديناميت فكري وهو خليط من عقدة النقص وحلم غزو العالم.
11- هذا الديناميت لا ينفجر فقط في صورة أعمال إرهابية ولكن أيضاً في صورةابتعاد المسلمين عن باقي الأمم فكرياً وثقافياً وشعورهم المستمر بالمرارة والخصومة بل والكراهية تجاه هذا العالم!
(5) المضيف: وسئل أيضا: هل ترى أن الحل يمكن أن يكون بتجديد الخطاب الديني؟ فماذا قال؟
أبونا: قال:
1- المشكلة في أطروحة إصلاح الإسلام هي أن كل فرقة من المسلمين تدَّعي أن الفرقة الأخرى لا تمثل الإسلام الصحيح.
2- ولكن لا توجد مجموعة واحدة – باستثناء داعش - تستطيع أن تقول لنا أين يسكن هذا الإسلام الصحيح ...
3- الإسلام الصحيح مجرد افتراض يتم طرحه فقط للتنصل من كل المشاكل المحيطة بالإسلام والمشاكل التي يسببها الإسلام،
4- أو للتنصل من أي فكر إصلاحي باتهامه بأنه يسعى إلى تقليد الغرب وطمس معالم الإسلام الصحيح.
5- طيب أكلّم مين لو عايز أتحاور مع الإسلام الصحيح؟
6- هل مع: شيوخ الأزهر في القاهرة أو مع مراجع الشيعة في قُم والنجف؟ معمفتي السعودية أو مفتي القدس أم هيئة كبار العلماء في إندونيسيا؟ مع الإخوان أمالسلفيين أم داعش أم بوكو حرام أم طالبان أم مع الإسلاميين في تركيا ومالي والصومال والفيليبين؟
7- تجديد الخطاب الديني ما هو إلا أكذوبة مثل أكذوبة الإسلام الصحيح.
8- مجرد حيلة للتنصل من الاتهامات، ولتحويل الانتباه عن المشكلة الحقيقية ألاوهي: أن الإسلام فقد السيطرة على نفسه، وفقدنا نحن السيطرة عليه، وأنه لا يوجد من يمثله، فبالتالي لا يوجد من يقدر على إصلاحه.
9- الحل ثمنه غال جداً ولا يوجد سياسي ولا عالم دين واحد يقدر على دفع هذا الثمن وهو عدم إقحام الدين في شؤون إدارة الدولة والتشريع ومراقبة الأخلاق والتعليم والعلاقات الاجتماعية.
10- فالسياسي يحتاج الدين ليدعم سلطته ...
11- ورجل الدين يحتاج سلطة الرقيب على المجتمع حتى لا يصبح الدين مجرد فولكلور غير مؤثر وغير مربح.
12- أكبر دليل على فشل فكرة إصلاح الخطاب الديني في مصر هي قيام وزارة الأوقاف ببناء أكشاك داخل محطات مترو الأنفاق في القاهرة يجلس فيها أئمة ودعاة ليشرحوا للناس الدين الصحيح.
13- في هذا العمل الساذج نرى تناقضا شديدا، فالمشكلة ليست أن الدين لا يصل للناس، فهو متوفر بغزارة في المساجد والمدارس والإعلام وكافة مؤسسات الدولة.
14- المشكلة أن الدين يحتل الفضاء العام، ويسيطر على عقول الناس أكثر مما ينبغي.
15- هذه العجرفة والسذاجة تجعل من الصعب فهم أن حل مشكلة الإسلام لا يمكن أن تأتي من داخل الإسلام نفسه ومن نفس رجال الدين ونفس الأفكار ...
(6) المضيف: وسئل أيضا: هل الأزمة في الجذور أو بعدم القدرة على الاندماج في المجتمعات المضيفة؟ فماذا أجاب؟
1- منذ بداية التاريخ والبشر يهاجرون من مكان إلى مكان بحثاً عن حياة أفضل.
2- وكان هناك دائما قانون غير مكتوب وهو أن المهاجرين يحترمون قوانين البلادالتي يهاجرون إليها.
3- إلا بعض المسلمين الذين يحتقرون المجتمعات التي يهاجرون إليها خاصة في الغرب ويعتبرون إسلامهم بديلاً أفضل لهذه الأنظمة.
4- الكثيرون منهم يفرون من مجتمعات دمرتها الحروب والنزاعات الطائفية والدينية، لكنهم يريدون تطبيق نفس المبادئ التي دمرت مجتمعاتهم في الغرب.
5- يطلبون حرية العقيدة لكنهم لا يقبلون بها للأقليات المسلمة مثل الأحمدية والشيعة والعلويين،
6- يطالبون الآخرين بالتسامح واحترام الإسلام لكنهم لا يحترمون معتقدات غير المسلم.
7- يتصرفون كالأطفال الذين يطلبون الكثير ولا يقدمون شيئاً في المقابل.
8- أضف إلى ذلك ظواهر جديدة لم يكن الغرب يعرفها إلا مع مجيء المهاجرين المسلمين،
9- مثل تفجير ملهى ليلي أو دهس مواطنين بحافلة يقودها إرهابي أو حالات التحرش الجماعي.
10- وحين ينتقد بعض الصحافيين في الغرب هذه الظواهر الخطيرة تخرج عليه الأبواق الإسلامية غاضبة وتتهمه بالإسلاموفوبيا والعنصرية.
(7) المضيف: وسئل أيضا: كيف أثر تنظيم داعش على المسلمين، وما الأذى الذي ألحقه بهم؟ فماذا قال؟
أبونا: قال:
1- أعرف أن رأيي هذا يصدم الكثيرين، ولكن لا توجد مجموعة من البشر تمثل إسلام دولة الرسول الأولى أكثر من داعش،
2- فهي أقرب لنصوص الإسلام وتشريعاته وموقفه من غير المسلمين وأسرى الحرب وسباياه.
3- ومع ذلك فأنا أرى في صعود داعش والمجازر التي ارتكبوها ليس فقط كارثةولكن أيضاً فرصة للمسلمين كي يفهموا أن تطبيق الدين حرفياً لا يعيد للإسلام عزتهكما يزعم الإسلاميون.
4- وإنما قد يقضي على الإسلام أو ينفر الشباب منه.
(8) المضيف: وعندما سئل: كيف ترى مستقبل الأقليات في الوضع الراهن؟ فبماذا أجاب؟
أبونا: أجاب:
1- هناك صراع حضارات داخلي في بلاد الإسلام بين أنصار الإسلام السياسيوأنصار الإسلام الفولكلوري الشعبي البسيط.
2- وهذا الصراع انتقل للجاليات المسلمة في الغرب أيضاً.
3- المشكلة هي أنه حين يظهر مصلحون مسلمون يحاولون مصالحة الإسلام مع الحداثة تتهمهم المنظمات الإسلامية بأنهم يحاولون خلق إسلام بلا أنياب لإرضاء الغرب.
4- هناك مثالين من ألمانيا يوضحان هذا الأمر: مهند خورشيد أستاذ دراسات إسلامية بجامعة مونستر يقوم بتدريب أئمة المساجد ويقول إن الإسلام دين رحمة وإنه لا توجد نار حقيقية لتعذيب العصاه يوم القيامة .. هاجت عليه المنظمات الإسلامية وطالبت بعزله من منصبه في الجامعة.
5- سيران آتيش حقوقية تركية أسست مسجد ليبرالي في برلين مفتوح لكل طوائف المسلمين من شيعة وسنة وصوفية وأحمدية وللنساء والرجال معا.
6- أيضاً قامت ضدها المنظمات الإسلامية واتهمتها بتشويه الإسلام، ووصلتها تهديدات عديدة بالقتل.
7- من الطبيعي أن تعادي المنظمات الإسلامية هذه الحركات الإصلاحية لأنها تريد أن تحتكر الإسلام لأجندتها السياسية ومصالحها الاقتصادية.
8- وهنا على المسلمين أن يقرروا أي إسلام يريدون في المستقبل؟ إسلام المنظمات السياسي أم إسلام إصلاحي منزوع الدسم يتخلى عن فكرة الجهاد!
9- هناك فرصة ذهبية تهدرها الأقليات المسلمة في الغرب، فيمكنهم أن يصلحوا علاقتهم بالدين ويمكنهم تقديم فقه إسلامي جديد يتماشى مع روح العصر.
10- ولكن الثمن هو التخلي عن جوانب عديدة ممن يسميه الكثيرون: الإسلام الصحيح!
(9) المضيف: وما هو تعليقك على ذلك؟
أبونا:
أعتقد أنه كلام واضح كل الوضوح ولا يحتاج إلى تعليق بل إلى تطبيق.
2- ليتك عزيزي المشاهد تفكر في هذه الأمور وتتخذ قرارا ناضجا.
(10) المضيف: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات.
المداخلات
أبونا: (1) يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم.
ختام
(11) المضيف: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.
(4) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.
(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا،
(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.