حلقة (56)
الأربعاء 4/5/2016م
(تقديم: نتالي)
(1) المضيفة: أحباءنا المشاهدين من قناة الفادي الفضائية نرحب بكم في برنامجنا "الله في الحدث" وهذه هي الحلقة (56)، ويسعدنا أن نكون مع أبينا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء.
(2) المضيفة: تفضل ابدأ لنا الحلقة بالصلاة لطلب البركة وحضور الرب.
أبونا: [1] بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. [2] أسألك أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدها. آمين.
(3) المضيفة: لقد احتفلنا بعيد القيامة المجيدة، ونريد أن نعرف كيف نستطيع أن نعيش هذه القيامة في حياتنا عمليا؟
أبونا: سؤال رائع. لأنه لا قيمة للقيامة إن كنا لا نحياها عمليا. وللإجابة على هذا السؤال أريد أن أناقش النقاط التالية:
1ـ المفاعيل الروحية لقيامة المسيح.
2ـ كيف نختبرها عمليا في حياتنا.
(4) المضيفة: ما هي مفاعيل القيامة أولا؟
أبونا: المفاعيل الروحية لقيامة المسيح كثيرة، منها:
1ـ الحياة بعد موت.
2ـ الغلبة بعد هزيمة.
3ـ الفرح بعد حزن.
(5) المضيفة: ماذا تعني بالحياة بعد موت؟
أبونا: (1) كما قام المسيح من بين الأموات، فإنه يقيمنا أيضا من موت خطايانا.
(2) الكتاب المقدس يقول في (اف2: 5): "ونحن اموات بالخطايا احيانا مع المسيح بالنعمة انتم مخلصون"
(3) ويقول أيضا في (اف2: 6) "واقامنا معه واجلسنا معه في السماويات في المسيح يسوع"
(4) فبقيامة المسيح صار لنا إمتياز القيامة من موت الخطية، أي الخلاص من عقوبة الخطية وهي الموت الروحي في جهنم.
(6) المضيفة: وماذا تعني بالغلبة بعد هزيمة؟
أبونا: (1) لقد غلب المسيح سلطان الموت، فلم يقدر أن يمسكه بل قام من بين الأموات غالبا، وهكذا يعطينا نحن أيضا هذه النعمة وهي قوة الغلبة على الخطية وعلى الموت.
(2) فالكتاب المقدس يقول في (1يو5: 4) "لأن كل من ولد من الله يغلب العالم وهذه هي الغلبة التي تغلب العالم ايماننا"
(3) ويقول أيضا في (1كو15: 57) "شكرا لله الذي يعطينا الغلبة بربنا يسوع المسيح"
(7) المضيفة: وماذا تقصد بالفرح بعد حزن؟
أبونا: (1) لقد حزن التلاميذ على صلب المسيح وموته، ولكن حزنهم تحول إلى فرح عندما قام المسيح من الأموات.
(2) وهذا هو ما قاله المسيح لهم (يو16: 20): "الحق الحق اقول لكم انكم ستبكون وتنوحون والعالم يفرح انتم ستحزنون ولكن حزنكم يتحول الى فرح"
(2) وبعد القيامة "جاء يسوع ووقف في الوسط وقال لهم سلام لكم. ولما قال هذا اراهم يديه وجنبه ففرح التلاميذ اذ راوا الرب" (يو20: 20)
(8) المضيفة: نأتي للنقطة الأكثر أهمية وهي كيف نختبر القيامة بكل مفاعيلها في حياتنا؟
أبونا: (1) الواقع أننا كلنا كان محكوما علينا بعقوبة الموت الأبدي في جهنم من أجل خطايانا، لكن المسيح مات عنا أي مات عوضا عنا ليعطينا حياته، وبهذا خلصنا من جهنم النار الأبدية.
(2) وصارت لنا بقية مفاعيل قيامته المجيدة الغلبة والانتصار على الخطية والعالم والشيطان، وأيضا حياة الفرح الذي لا ينطق به ومجيد.
(3) ولكي نختبر كل هذه المفاعيل يلزمنا أن نقبل المسيحَ نفسَه ليدخل قلوبنا بروحه ويعيش فينا بقوته ويحيينا معه.
(4) فهل قبلت المسيح في قلبك؟
(5) تستطيع الآن أن تقبله. افتح قلبك له وادعيه ليحل في داخلك، وهو في الحال يستجيب، بصرف النظر عن ماضيك وكثرة خطاياك. فقط قدم عبارة توبة قائلا: اللهم ارحمني أنا الخاطي، وثق أنه يغفر لك من أجل دمه الكفاري. آمين.
(6) ضع أمام عينيك دائما قوة المسيح الغالب لتستطيع أن تعيش غالبا ومش مغلوب بقوة المصلوب يسوع القائم من الأموات والحال فيك بروحه.
(9) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نخرج فاصلا قصيرا ونعود؟
(فاصل)
(10) المضيفة: هناك موضوع يشغل بال القمص زكريا بطرس بخصوص أعظم كنوز المسيحية بعد الكتاب المقدس، فهل من الممكن أن تحدثنا عنه؟
أبونا:
(1) هو موضوع هام للغياية بالفعل، شغل بالي منذ فترة طويلة، ولكن يلح عليَّ بشدة في هذه الفترة، وأرجو أن يستخدمه الرب لنهضة روحية غير مسبوقة.
(2) وهذا الموضوع يتعلق بأعظم كنوز المسيحية بعد الكتاب المقدس كما قلت.
(3) والواقع كان الغرب أسبق منا في جمع هذا التراث في مجموعة تعرف بإسم: (Nicene, Ante Nicene & Post Nicene Fathers)، وبالعربي (كتابات آباء مجمع نيقية ومن قبلهم ومن بعدهم).
(11) المضيفة: هل يمكن أن تعطنا فكرة إجمالية عن هذه المجموعة؟
أبونا:
(1) هي سلسلة مكونة من38 مجلدا من القطع الكبير.
(2) تضم كل أقوال وكتابات الآباء العظام أمثال القديس كيرلس، وأغسطينوس، ويوحنا ذهبي الفم، والقديس مقاريوس، وغيرهم الكثير.
(3) وأيضا كل ما يتعلق بالمجامع المسكونية: مجمع نيقية والقسطنطينية وأفسس وخلقيدونية، علاوة على المجامع المكانية المتعددة.
(4) ومن المعروف أن النهضة الأوربية التي نقلت أوربا من العصور الوسطى المظلمة إلى عصر الحضارة الحديثة، قامت على ترجمة التراث الكلاسيكي القديم من اللغات القديمة إلى اللغات العصرية.
(5) ونحن في الكنيسة يعوزنا بالفعل أن ندخل في عصر النهضة الروحية، ليس بإطلاق الشعارات وبذل المجهودات الفردية المتعددة مع إعترافي بإخلاصها.
(6) لكن الأمر يحتاج إلى ما هو أكثر من ذلك، نحتاج إلى حركة جادة منظمة على أعلى مستوى من الإهتمام والتخصص.
(7) نحتاج إلى أن تتبينى البطريركية وعلى رأسها قداسة البابا المثقف والمستنير البابا تواضروس الثاني مشروع ترجمة أقوال وكتابات آباء المسيحية الأوائل،
(8) ولدينا علماء كثر في اللاهوت واللغات القديمة يونانية ولاتينيىة، وسريانية وآرامية وقبطية. ولا ينقصهم الوعي الموسوعي والأكاديمي للقيام بهذه المهمة الصعبة والكبيرة.
(9) ولدينا أيضا رجال الأعمال الموسرين والمقتنعين بأهمية هذا المشروع الثقافي التراثي الرائع، ليمولوا ما يحتاجه المشروع من إعتمادات.
(10) الأمر يحتاج فقط إلى الاقتناع بأهمية القيام بهذه المهمة من أجل طفرة جديدة تنويرية روحانية أصيلة.
(11) إن ما نشاهده من مجهودات فردية في هذا الحقل لا يتعدى أشخاصا يُعَدَّوْن على أصابع اليد الواحدة. الأمر الذي لا يليق بهذا التراث الروحي الرائع.
(12) نعم لا نستطيع أن نتجاهل المجهودات التي قام ويقوم بها: دير القديس الأنبا مقار وباعث نهضته المتنيح القمص متى المسكين، والباحثين العلماء من رهبان هذا الدير.
(13) وكذلك علماء بيت التكريس ومؤسِّسِهِ الدكتور نصحي عبد الشهيد وحاملي درجة الدكتوراه في اللاهوت من أعضاء هذه المؤسسة العلمية.
(14) وما قدمه الرائد القمص تادرس يعقوب ملطي من ترجمات متفرقة لبعض أقوال الآباء.
(15) ومع تقديري لهذه الأعمال الفردية، ولكن ما أتمنى أن أراه، هو هيئة خاصة متفرغة لترجمة أقوال الآباء، لتقدم لنا تراث الكنيسة القديم كعمل متكامل، ليكون في متناول كل باحث ليتعرف على الجذور الأصيلة للفكر الروحي النقي، والفكر اللاهوتي السليم، فيكون سبب نهضة حقيقية غير مسبوقة بمعرفة تعاليم الآباء المستنيرة لنستنير مثلهم لا على مستوى الثقافة الفكرية فقط بل على مستوى الاختبار الحقيقي لشخص المسيح الذي إختبروه وشهدوا له.
(12) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نخرج فاصلا قصيرا ونعود؟
(فاصل)
(13) المضيفة: بمناسبة الفداء والقيامة تَغَنَّى فريد الاطرش بترنيمة جميلة ترنيمة: "أتى المسيح من سماه" هل يمكن أن نسمع بعض مقاطع منها وتعلق عليها؟
http://www.christian-dogma.com/t978082-0
أبونا: جاءت الترنيمة في عدة مواقع على الانترنيت، نسمع منها بعض المقاطع:
(1) يقول فريد الاطرش في المقطع الأول:
أتى المسيح من سماه .. أتى ليفدى جنسنا
أتى المسيح من سماه .. اتى وتمم الفدا
فلنسمعه: (ق 0:24- 1:25)
(2) وقال في المقطع الثاني:
لما رآنا حزانا .. بالشر هالكين في خطايانا
احبنا وبذل ابنه الحبيب الوحيد لفدانا
فلنسمعه: (ق 2:26- 3:22)
(3) وقال في المقطع الثالث:
مات وأحيانا .. وبدمه فدانا
ووعد يجينا تــــــــــــانى ..
دة بصلبه وبموته وأحيانا وسدد كل دين عنا
وأتانا وفدانا .. ووعد يجينا .. ييجى وياخدنا
فلنسمعه: (ق 4:10- 6:47)
(4) وقال في المقطع الرابع:
مسكين ياخاطى يا بعيد عنى
مصيرك الهلاك في الجحيم
ولكن الآن .. اناديك بصوتى الرحيم
فلنسمعه: (ق 7:10- 8:20)
** يا لروعة المعاني، إن المسيح الذي قدم نفسه ذبيحة حب كفارة وفداء لك يناديك الآن بصوته الرحيم لتقبل خلاصه.
** هل تستجيب وتقول له: اللهم ارحمني أنا الخاطي وخلصني؟
** ثق أنه يسمعك ويقبلك لأنه أتى من سماه ليخلصك لأنه يحبك. آمين.
(14) المضيفة: شكرا جزيلا، هل يمكن أن نأخذ المداخلات. أرجو من الأحباء المشاهدين أن يتصلوا بنا على أرقام التليفونات الموضحة على الشاشة.
المداخلات
أبونا: (1) يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم.
ختام
(15) المضيفة: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.
(4) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.
(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا،
(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.
