129ـ حلقة الكارزون إلى المسلمين
الجمعة 7/2/2014م
(تقديم: جعفر)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (129) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بكل المشاهدين المحبوبين.
(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين (2) أسألك أن تبارك هذه الحلقة لتكون سبب خلاص للكثيرين. في إسم يسوع المسيح. آمين.
(3) المضيف: بدأت معنا سلسلة منهج الكرازة للمسلمين، فهل تعرض لنا مواد هذا المنهج؟
أبونا: (جدول منهج خدمة المسلمين)
1ـ أساسيات الكرازة
2ـ إستراتيجية الكرازة: إزالة العقبات / كشف حقيقة الإسلام
3ـ تلمذة العابرين
(4) المضيف: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة السابقة؟
أبونا: تكلمنا عن شخصيات قاموا بالكرازة للمسلمين، وبالتحديد: (1) القديس يوحنا الدمشقي [في القرن الأول الهجري، أي السابع الميلادي] (2) القديس فرانسيس الأسيسي [القرن السادس الهجري، أي الثاني عشر الميلادي]
(5) المضيف: وماذا سيكون موضوع حديثنا اليوم؟
أبونا: سأتكلم عن الأسبانى ريموند لول Raymund Lull(القرن الثامن الهجري، أي 14 الميلادي). وسأتكلم عن:
1ـ التعريف به
2ـ تجديده
3ـ تكريسه
4ـ كرازته للمسلمين
5ـ إستشهاده
(6) المضيف: هل يمكن أن تعرفنا به أولا؟
أبونا: (1) ريموند لول هو الفيلسوف، والعالم الكيماوى، والموسيقى، والشاعر، والجغرافى، ومخترع البوصلة. (صورته من موقع:
(2) ولد فى بأسبانيا سنة 1235م
(3) له مؤلفات كثيرة جداً تزيد عن 4000 مجلد. وقد ضاع أكثرها. وله مؤلفات عربية أيضا.
(4) كان والده أحد رجال جيش الملك يعقوب الذين اشتركوا فى طرد العرب من أسبانيا.
(5) مال إلى حياة العالم حتى بلغ الثلاثين من عمره، وهذا قوله عن نفسه: "كانت أعمالى شريرة وكنت أفرح بمعاشرة الخطاة".
(7) المضيف: وكيف تغيرت حياته؟
أبونا: (1) كان فى سن الثانية والثلاثين من عمره عندما رجع عن ضلاله إلى الرب الذى أحبه وسفك دمه من أجله.
(2) وسبب ذلك أنه عندما كان يكتب قصيده غزليه عن إمرأه فاتنه، إذ به يرى عن يمينه رب المجد يسوع مسمراً على الصليب والدم يسيل من جروحه. ونظر إليه الرب نظرة أخترقت أعماقه. فتوقف عن تكمله الشعر.
(3) ثم بعد ثمانية أيام حاول إتمام القصيدة فرأى المخلص المتألم فى ذات الصورة وكان يعاتبه: لماذا تزيدنى آلاماً على آلامى؟
فحزن ريموند حزناً على ما أنحطت إليه نفسه، وقرع أبواب التوبة وسأل المخلص أن يقبله تائباً، ولو أنه جاء متأخراً. فأستجاب الرب له.
(4) ثم عكف على دراسة المسيحية جاعلاً هدفه الشخصى هو الرب يسوع مؤسسها.
(8) المضيف: وكيف كرس حياته لخدمة المسيح؟
أبونا: (1) كرس حياته بالتبشير بالفداء بين المسلمين.
(2) ثم لجأ لدراسة اللغة العربية فأشترى عبداً مسلماً ليتعلم منه اللغة. (3) وقد حدث حادث أليم كاد أن يكون سبباً فى فشل ريموند، لولا أن الرب أنقذه،
(4) أما الحادث فكان أثناء الدرس أن لفظ العبد عبارة قذرة فى حق الرب يسوع فأغتاظ منه ريموند وصفعه على وجهه صفعة قويه،
(5) أما العبد فكان يخفى سيفاً في ثيابه فطعن القديس ليقضي عليه.
(6) فقبض على العبد وسجن، إلا أنه أنتحر فى سجنه.
(7) فحزن القديس ريموند لموت العبد بسببه، بينما كرس حياته لإنقاذ أرواح الكثيرين من أمة هذا العبد من المصير المظلم.
(8) وازداد حزنه ولكن الرب لم يسمح لليأس أن يستولى عليه، فظهر الرب فى ذات الصورة التى ظهر بها أمامه مرتين من قبل ثم نظر إليه نظرة تشجيع وكأنه يقول له لا تفشل بل تشدد وتمم رسالتك "وها أنا معك لا أهملك ولا أتركك" (عب13: 5)
(9) المضيف: هل سمع عن القديس فرانسيس الأسيسي؟
أبونا: (1) نعم. فقد كانت الحروب الصليبة على أشدها أيام ريموند ولكن كان يعارضها لأنها منافية لمنطق المسيحية القائلة "كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون" (مت26: 52)
(2) وسمع بقصة القديس فرنسيس ودخوله على السلطان فى مصر برسالة المحبة التى تناقض رسالة السيف والقتل التى أتى بها الصليبيون، فأعجب به وأراد أن يسير على منواله.
(10) المضيف: وماذا عن كرازته للمسلمين؟
أبونا: قام بثلاث رحلات إلى العالم العربي:
(1) الرحلة الأولى: 1ـ ذهب إلى تونس سنة 1291م، وجال يبشر بإنجيل الخلاص بين قوم من علماء الدين الإسلامى الذين عجزوا عن الرد عليه.
2ـ وكان من بين أقواله: "كل ذى عقل سليم يعرف أن الدين القويم هو الذى ينسب الكمال التام إلى الله تعالى. وأما الدين الذى ينسب إليه القوة فقط فليس بالدين الكامل الذى يجب أن يظهر فيه العدل والمساواة. والإسلام أهمل الحديث عن صلاح الله وعظمته. أما المسيحية فقد تكلمت عن صلاح الله. فلأجلنا نحن الخطاة ولأجل رجوعنا لحالتنا الأولى وهي حالة الكمال جاء المسيح وأحتمل الآلام وعاش ومات لأجل الإنسان".
3ـ ومن الغريب أن بعضهم أقتنع بصدق كلامه فآمن بالمسيح على يديه، ولكن البعض الآخر بلغ بهم الحقد عليه أن طلبوا إلقاءه فى السجن والحكم بإعدامه لأنه خطر على الإسلام.
4ـ وبالفعل ألقى فى السجن، وكاد أعداؤه يحققون مؤامرتهم لولا أن عالماً مسلماً كان معجباً بالقديس أقنع السلطان بأن الرجل مخلص فى رسالته فلا يصح إعدامه.
فطردوه من المدينة، وهددوه بالرجم إن رجع إليها ثانية، فلم يحزن إلا لمفارقة أولئك الذين أستناروا بنور المسيح.
(11) المضيف: وماذا حدث له بعد ذلك؟
أبونا: سافر إلى نابلس بفلسطين وأقام فيها عدة سنوات يبشر ويشهد للمسيح، ولكنه لم يجد تشجيعاً من المسيحيين.
(12) المضيف: وماذا عن رحلته الثانية؟
أبونا: (1) ذهب سنة 1307 م إلى الجزائر فى أثناء حكم الناصر القاسى الذى خرّب الكنائس وقتل المسيحيين. (2) ومع علم القديس بكل ذلك فلم يهتم ولم يخف بل وقف فى السوق العامة مبشرا يبيّن صدق الديانة المسيحية دون سواها، فهجموا عليه وكادوا يقتلونه لولا إنقاذ المفتى له. الذي أختلى بالقديس وأنبه على تهوره، أما هو فرد عليه قائلاً: "ليس للموت شوكة على خادم المسيح الذى يتعب حتى يربح نفوساً للحق"
(3) ثم طلب منه المفتى أن يظهر براهينه ضد الإسلام فبين له ريموند أن محمدًا نقض الوصايا العشر بجملتها. وأراهم أن الإسلام كان عارياً من الفضائل وغارقاً فى الرذائل.
(4) فألقوه فى أعماق السجون، وعرضوا عليه الإسلام بحورياته فقال القديس: "أنتم تقدمون إلىّ هذا الإغراء بالزوجات وكل أنواع الملذات العالمية الفانية لإعتناق دين محمد وللأسف أن تقدمتكم هذه زهيدة ولا قيمة لها وأن كل مالكم فى هذا العالم يعجز عن إقتناء المجد الأبدى.
(5) ثم قال لهم: وأنا بدورى أعرض عليكم الحياة الأبدية إن تركتم دين محمد الذى انتشر بالسيف وقبلتم الإيمان المسيحى الذى أنتشر بالتبشير وبدم القديسين الذين أستشهدوا حباً فى فاديهم. فاقبلوا المسيح لترثوا المجد الأبدى وتنجوا من عذاب الهاوية. (5) ولما لم يستيطعوا أن يقاوموا روح الحكمة الذى تزود بها أسروه فى سفينه ولكن الرب خلصه وسافر إلى باريس.
(13) المضيف: وماذا عن رحلته الثالثة؟
أبونا: (1) قال القديس فى ختام حياته: "كما تتجه البوصلة إلى الشمال كذلك أيها الإله يجب أن يتجه عبدك لمحبتك ومجدك وخدمتك كما تألمت أنت لأجلنا. وإذا كان بعض الناس يريدون الموت عند الشيخوخة حيت تفارقهم الحرارة وتحل عليهم البرودة، فلا تسمح لى أن أموت مثلهم لإنى أفضل أن أموت فى لهيب المحبة كما فعلت أنت لأجلى"
(2) ثم عاد إلى الجزائر سنة 1413 م وأستمر يعمل مع المتنصرين وسلاحه هو محبة الله وكان يدافع عن عقيدة الثالوث القويمة. (3) ودام على ذلك عشرة أشهر، وملَّ من حياة الخفية فذهب إلى السوق العامة وهددهم بالغضب الآتى إن هم ظلوا في خطاياهم. (4) ولم يقدروا على الرد بل هجموا عليه وأخرجوه خارج المدينة ثم رجموه بلا شفقه فنال أكليل الشهادة سنه 1315م
(5) فأخذ جثمانه أصدقاؤه وأبحروا به إلى أسبانيا حيث أقاموا له قبراً يليق بحياته وهو "وإن مات يتكلم بعد" (عب11: 4).
(14) المضيف: هل لك تعليق على ذلك؟
أبونا: (1) ما أحوجنا إلى مبشرين من هذه النوعية، في محبتها للنفوس البعيدة، وفي شجاعتها، وفي روح البذل التي دفعته للشهادة والاستشهاد بفرح.
(2) ورسالة أوجهها لأحبائي المسلمين الباحثين عن الحق: ترى ما هو البرح الشخصي لهذا الرجل حتى يضحي بحياته، أليس هو الحب الخالص لنفوسكم.
(3) إني أصلي إلى الرب أن يفتح العيون والقلوب لقبول الفادي المخلص لتنالوا حياة أبدية. آمين.
المداخلات
(15) المضيف: نشكر الله على هذه الإيضاحات، هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: (1) برجاء أن تتركز المداخلات في موضوع الحلقة، (2) ونحب أن نسمع إختبارات الأحباء المسلمين الذين اكتشفوا حقيقة الإسلام. آمين.
الختام
(16) المضيف: 1ـ شكرا جزيلا لله، 2ـ وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين 3ـ هل تتفضل بالصلاة في الختام؟
أبونا: شكرا/ وصلاة/ محبة الله الآب ونعمة الإبن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم، امضوا بسلام.