طباعة هذه الصفحة

(418) معطلات التوبة

قييم هذا الموضوع
(0 أصوات)

حياتك الروحية (418)

الأربعاء 14 أكتوبر 2020

مفاهيم إيمانية

[18] معطلات التوبة {1}

1- الذات.

2- صغر السن.

3- المشغولية.

إعداد وتقديم القمص زكريا بطرس

418ـ مفاهيم إيمانية (18)

معطلات التوبة

حلقة الأربعاء 14/10/2020م

(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (418) من "برنامج حياتك الروحية" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.

(2) دعونا نرفع طلبة في بداية البرنامج: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين

إلهنا الحي أبونا الحنان، ... نعظمك ونمجدك الآن وكل أوان وإلى آخر الزمان. آمين.

أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.

(3) نحن نتكلم في سلسلة متصلة عن: "مفاهيم إيمانية". والحلقات الأخيرة كانت عن طريق التوبة:

(4) واليوم نتكلم عن: معطلات التوبة ومنها:

1- الذات.

2- صغر السن.

3- المشغولية.

4- الحرمان ..

5- الخوف من الفشل.

6- التأجيل.

  • المعطل الأول: الـذات:
  • إن أكبر معطل يقف في طريق التوبة هو ذاتك أنت، في كل صورها من كبرياء وغرور وحب ظهور وتمسك بملذات العالم.
  • وفي الواقع إن الحياة مع المسيح هي القضاء على حياة الذات،
  • ولكن الكثيرين لا يرغبون أن يموتوا عن ذواتهم، ولذلك تقف الذات كحجر عثرة في الطريق
  • يتضح ذلك من قول أحد الفلاسفة الوجوديين: "إن وجود الله يلغى وجودنا، لذلك نحن نلغى وجود الله لتحقيق وجودنا."
  • مساكين إنهم يفضلون حياة الذات عن الله، ومن أجل ذلك يحاولون أن ينكروا الشمس في رابعة النهار.
  • عزيزي كم أخشى أن تقف ذاتك في طريق توبتك!
  • هل يقف كبرياؤك حائلا بينك وبين الحياة مع المسيح؟
  • هل يقف عنادك عائقاً في طريق حياتك الروحية؟
  • ليتك يا عزيزي تنكر ذاتك، وتصلب ذاتك، تميت ذاتك، ليعيش المسيح فيك، كما وضح بولس الرسول في (غل20:2) "مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيِّ".

(6) المعطل الثاني: صغـر السـن:

[1] يهمس إبليس في آذان بعض الشباب قائلاً: "أنت ما زلت صغير السن فلماذا تتوب الآن؟ يمكنك أن تنتظر سن الشيخوخة أو قرب الممات ثم تتوب، لماذا لا تترك لنفسك الفرصة لتتمتع بالحياة وملذاتها، ولماذا تحرم نفسك، وتكبت غرائزك وأنت صغير".

[2] وبكل أسف قد سقط العديد من الشباب ضحايا لهذه الخدعة الشيطانية وهلكوا.

[3] وخطورة هذا التفكير تطمن في بعض المغالطات يمكن كشفها وتوضيحها فيما يلي:

  • المغالطة الأولي: هي الظن بان الموت لا يحدث إلا لكبار السن، ولذلك يؤجل البعض توبتهم إلى سن الشيخوخة.
  • والواقع أن الموت لا يقتصر على سن معينة فكم من أناس فارقوا الحياة في ربيع عمرهم وفي عنفوان شبابهم إما بالسكة القلبية، أو سرطان الدم، أو في حوادث طريق إلخ.
  • قصة طالب جامعي: كان في السنة الثالثة بكلية الطب جامعة القاهرة وعاد يوماً قبل ميعاده ولاحظت أمه أنه على غير طبيعته يبدو شاحب اللون مكمد الوجه، سألته: ماذا بك يا بني؟ أجاب: بخير يا أمي فقط أشعر بدوخة وهزال. طلبت الأم طبيب العائلة، وبعد الكشف طلب إجراء عدة تحاليل طبية، وجاءت النتيجة، الأخطبوط السرطاني في الدم، وأشار الطبيب بسرعة إجراء عملية لتفريغ الأوعية الدموية من الدماء الملوثة لتوضع محلها دماء نقية، وتم، ولكن وحسرتاه، لقد كان رسول الموت أسرع من الأطباء، وهكذا انتهت قصة شاب في ربيع حياته.
  • والأمثلة كثيرة من حولنا لانتقال شباب غض، فالموت لا يقتصر على كبار السن.
  • المغالطة الثانية: تصوير الحياة مع الله على أنها حرمان وكبت وتزمت وحزن:
  • وهذا عكس الواقع، فما أمتع الحياة مع المسيح وما أسعدها، إذ يعيش القلب خالياً من الصراعات النفسية التي تصحب الخطية دائماً، إذ يقول الكتاب "الأشرار كالبحر المضطرب لأنه لا يستطيع أن يهدأ وتقذف مياهه حمأة وطيناً، ليس سلام قال إلهي للأشرار". (أش2:57،21).
  • أما عن متعة الحياة مع المسيح فيقول داود النبي والملك: "يارب بقوتك يفرح الملك وبخلاصك كيف لإ يبتهج جداَ." (مز1:21).
  • ولهذا قال: "ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب. طوبى للرجل المتوكل عليه." (مز8:34).
  • المغالطة الثالثة: الظن بأنك إن رفضت التوبة الآن يمكنك أن تحصل عليها في أي وقت آخر.
  • والحقيقة المرة أن كثيرين ممن رفضوا التوبة، جاءت عليهم أوقات تعذر فيها قبولهم لصوت الله. إذ يكون القلب تحجر تماماً أو انعدمت ثقتهم في إمكانية قبول الرب لتوبتهم.
  • وإما لفوات زمان التوبة كما حدث مع عيسو إذ أنه "لما أراد أن يرث البركة رفض إذ لم يجد للتوبة مكانا مع أنه طلبها بدموع." (عب17:12).
  • المغالطة الرابعة: التوبة لتجنب العقاب:
  • والتوبة التي من هذا القبيل، توبة مزيفة، ليست نابعة من قلب أحب المسيح، وحياة القداسة، وإنما هي توبة خوف من العقاب، فهي ليست توبة حقيقية سليمة.
  • ولكن أذكر يا أخي الشاب كم من شباب نظير سنك قد كرسوا حياتهم للرب وقد تمتعوا بالسعادة مع العلي،
  • ولم تعطلهم حياة الشباب ولا ميعه الصبا من الحياة الجادة المقدسة مع الرب، فكانوا كالكواكب إلى أبد الدهر، وصاروا قدوة حسنة يحتذي بها.
  • أمثلة لذلك:

+ يوسف الطاهر الذي رفض بقوة أن يتدنس مع امرأة سيده.

+ ودانيال القوى الذي أبى أن يعبد سوى الرب وجاهر بإيمانه.

+ والثلاثة فتية الذين لم يهابوا أمر الملك بل تمسكوا بإيمانهم.

+ ومريم العذراء مثال الطهر والنقاء.

+ وتيموثاوس الشاب المتجند لخدمة الرب.

+ هنري الإنجليزي وأخته: ففي شتاء 1971م زرت أسرة مؤمنة في قلب مدينة لندن، وكان الابن الأكبر يدعى هنري وهو طالب في الجامعة، وقد كان ملحداً لا يؤمن بوجود الله والحياة الأبدية، وسافر مع طلبة الجامعة في رحلة خارج إنجلترا وفي المعسكر اكتشف أنه الملحد الوحيد، فكان يقضى أوقاته في المدينة غارقاً في ملاهيها ويعود بعد منتصف الليل إلى المعسكر في أعلى الجبل، فصرخ قائلاً: يارب يا من يعبدك الذين في المعسكر أنقذني. وكانت المعجزة. فركع مسلماً حياته لله، وعندما عاد إلى بيته في لندن إذا به شخص آخر، وانطلق هنري إلى مواخير الشباب الفاسد، وقد لبس زيهم وحلق شعره نظيرهم وعاش بينهم، وبعد أسبوع واحد عاد ومعه خمسة شبان وقد أنقذهم من الضياع. وهو الآن يعمل بقوة وأخته الطالبة الجامعية إذ رأت هذا التغيير، عاشت هي الأخرى للمسيح وبعد أن انتهت من دراستها الجامعية كرست حياتها لخدمة الرب.

  • ألا فلنتمثل بسيرة هؤلاء الأبطال المباركين؟

(7) المعطل الثالث: المشغولية

  • حجة واهية يحاول أن يتخفى وراءها إبليس لتعطيل توبة الكثيرين.
  • لماذا لا تتوب يا أخي وتعيش مع الله؟
  • الإجابة السريعة إني مشغول جداً.
  • عزيزي دعني أهمس في أذنك إنها محاولة تمويه.
  • هل حقيقة أنت مشغول؟!
  • فكيف تجد وقتا للحفلات الساهرة؟
  • ووقتا للأفلام السينمائية والتلفزيونية؟
  • ووقتا للمسارح والملاهي ووقتاً للزيارات والمجاملات
  • إن الموضوع ليس المشغولية وإنما هو أخطر من هذا
  • هو عدم رغبة القلب الداخلية.
  • إن عدو الخير إبليس يغرقك في المشغوليات ليلهيك عن خلاص نفسك.
  • ولكن ماذا سوف تفعل عندما تطلب نفسك منك؟
  • ألا تعلم يا عزيزي أن "العالم يمضي وشهوته" (ايو17:2)
  • "وأن الكل باطل وقبض الريح ولا منفعة تحت الشمس" (جا11:2).
  • ليتك الآن تواجه نفسك بصراحة وتقبل الرب في حياتك ليريح نفسك المتعبة، ويفرح قلبك الكئيب أنه ينتظرك، إنه يحبك، ومستعد أن يقبلك مهما كان ماضيك.

(8) وسوف نناقش بقية المعطات في الحلقة القادمة بمشيئة الرب.

(9) والآن نستمع لبعض اختبارات العابرين لنرى عمل الله في النفوس. وليكن هذا تشجيعا للكثيرن الذين لم يتخذوا بعد قرار العبور.

(تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)

المداخلات

(10) نشكر الله على هذه الاختبارات. أما الآن فنأخذ بعض المداخلات، فإنه  يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم. خاصة العابرين ليشاركونا باختباراتهم.

الختام

(11) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.

(12) البركة الختامية:

1- والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.

2- وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.

إقرأ 887 مرات

شاهد الفيديو