طباعة هذه الصفحة

(292) صنعت خلاصاً [18]

قييم هذا الموضوع
(0 أصوات)

حياتك الروحية (292)
الإثنين 4 ديسمبر  2017
صنعت خلاصاً [18]
مفهوم النعمة
إعداد القمص زكريا بطرس
تقديم الأخ حسين

292ـ  صنعت خلاصا (18)

حلقة الاثنين 4/12/2017م

(تقديم: حسين)

(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (292) من برنامج "حياتك الروحية" من قناة الفادي الفضائية، ومعنا القمص زكريا بطرس، مرحبا بك.

أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بالمشاهدين الأحباء في كل العالم.

(2) المضيف: اعتدنا أن ترفعنا بالصلاة في البداية.          

أبونا: [1] بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. [2] سيدي ... آمين [3] كما أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.

(3) المضيف: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة الماضية؟

أبونا: موضوع الحلقة السابقة كان عن: رموز الفداء

1- ذبيحة آدم.

2- ذبيحة هابيل.

3- ذبيحة إسحاق.

4- ذبيحة الفصح.

5- ذبائح الناموس.

6- الحية النحاسية.

(4) المضيف: وفيما ستكلمنا اليوم؟

أبونا:

اليوم سأتكلم عن: نعمة الخلاص وتشمل:

1-  مفهـوم النعمـة.

2-  عمــل النعمـة.

3-  مجــال النعمـة.

4- وسـائط النعمـة.

(5) المضيف: هل يمكن أن نبدأ بشرح مفهوم النعمة؟

أبونا:

النعمة هي:

1- عـطـيـة مجـانيـة.

2- هبة عموميـة.

3- ليست من أعمال بشرية.

(6) المضيف: ما أبعاد أن النعمة عطية مجانيـة؟

أبونا:

1-     كلمة النعمة في الأصل اليوناني ( x a p i s ) تعنى (عطية مجانية) كإسداء معروف أو إحسان إلى معوز أو محتاج.

(The International Bible Encyc. Vol. 2. P. 1290).

2-     وهكذا من إحسانات الله علينا نحن الخطاة أنه أنعم لنا بالخلاص. لهذا يقول بولس الرسول "لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم هو عطية الله" (أف8:2)

3-     وعن نعمة تبريرنا مجانا قال "متبررين مجاناً بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح" (رو24:3)

4-     وقد علق على ذلك القديس أغسطينوس قائلا "بدون نعمة المسيح لا يمكن لصغير أو كبير أن يخلص، وهذه النعمة لا تعطى مقابل أي شئ وإنما هي عطية مجانية"

(N. P. Frs 1st. Ser. Vol. 5. P. 122).   

5-     حقيقة يا أخي ما كنت أنا أو أنت نستحق نعمة الخلاص ولكن هنا تظهر هبة الله المجانية، فإذ قد وجدنا معوزين ومحتاجين أحسن إلينا، ومال ليخلصنا، رغم عداوتنا له بسبب خطايانا ولكنه يضمد جراحنا ويخلصنا من الموت، وينقذنا من يد الاعداء، ويعتنى بنا (لو30:10ـ27). ماذا فعلنا حتى يخلصنا، وماذا قدمنا له حتى ينقذنا؟ لا شئ بالمرة.

6-     وما أجمل ما قاله الآباء القديسون، قالوا: "إن كل ما يقدمه بنو البشر هو لا شئ أمامك، حتى أنك حسبت كل ما يعمله الإنسان كخرقة نجسة، فلا تبطئ أنت يا سيد بمعونتك لأن نعمتك تخلصنا مجاناً، وماء الحياة أنت تقدمه للعطاش إليك بلا ثمن". (كتاب السبع طلبات لمشاهير قديس الكنيسة ص198 طبع دير السريان).

7-     وقال القديس مار أفرام السرياني: " آثرت أن تخلصنا مجاناً نحن الخطاة، والذين لم يعرفوك أعطيتهم نور المعرفة". (المرجع السابق ص 102).

8-     أخي إن كنت تريد أن تخلص من عقوبة خطاياك، وتتبرر من آثامك، وتحصل على بر المسيح، أقبل إلى يسوع واطلب منه الآن وهو يعطيك مجاناً.

(7) المضيف: مما يحبب الناس في عظاتك أنك تقدم تشبيهات لتشرح فكرتك حتى يفهمها الناس. فهل يمكن تبسيط هذه النظرية الروحية؟

أبونا:

سأحكي قصة لتقريب المعنى:

1-     مرَّ غني على بائع أسماك ودفع له ثمن كل ما عنده من سمك، وقال له "إني قد دفعت لك ثمن السمك حتى توزعه على فقراء هذه القرية مجانا".

2-     ولم يعترض الرجل على ذلك لأنه تسلم ثمن السمك كاملاً.

3-     فسار في القرية منادياً (ببلاش السمك. سمك ببلاش) بدلاً من قوله (العال السمك)

4-     وللأسف لم يصدقه أحد، إلى أن وصل إلى بيت امرأة عجوز فدعته وأخذت منه أكبر سمكه، ثم سألته عن ثمنها لكي تدفعه.

5-     فقال لها السماك: كلا يا سيدتي فقد أخذت الثمن كله.

6-     فسألته من الذي دفعه. فأشار إلى الرجل الغنى الذي كان لا يزال واقفاً، فذهبت إليه وشكرته.

7-     ولما رأى سكان الحي ذلك أسرعوا هم أيضاً وأخذوا سمكاً مجاناً وقدموا الشكر لمن دفع الثمن.

8-     أخي إن يسوع المسيح قد بذل دمه الكريم ثمنا لخلاصنا. ولأجل ذلك فالله يبررنا مجاناً لأجل خاطر المسيح. "فتعال وتبرر مجاناً بنعمته".

(8) المضيف: يوجد ناس كثيرين يستكثرون هذه النعمة المجانية ويصرون أن يقدموا أشياء ثمنا للخلاص والتبرير فما رأيك فيهم؟

أبونا:

1-   أقول لمن يفكر بهذه الطريقة أن لا يتعب نفسه، فلا يوجد شئ في الوجود يستطيع أن يشتري الخلاص، فالثمن غالٍ جدا، إن ثمن الخلاص هو دم المسيح نفسه الذي لا يقدر بثمن.

2-   وفي هذا قال بطرس الرسول (1بط: 18 و19): "عالمين انكم افتديتم لا باشياء تفنى بفضة او ذهب من سيرتكم الباطلة ... بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح".

3-   لا تفكر يا أخي فيما تقدمه للمسيح مقابل تبريره لك، فانك بهذا تنقص من قيمة النعمة الإلهية، وبهذا تكسر قلب الله. وكيف تحصل إذن على السلام الذي قال عنه بولس الرسول   "إذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح" (رو1:5).

4-   ومتى حاولت أن تقدم  شيئاً للمسيح لكي يبررك، يكون اعتمادك على هذا الشيء لا على نعمة الله المجانية، وبهذا لا تشعر بفضل  المسيح عليك ويكون المسيح قد مات بلا سبب. لهذا يقول بولس الرسول "لست أبطل نعمة الله. لأنه إن كان بالناموس بر فالمسيح إذا قام بلا سبب" (غل21:2).

5-   يسوع إذن مات من أجل الخطاة الذين لا حول لهم ولا قوة ولم ينتظر منهم شيئاً بالمرة.

6-   ثم ماذا تستطيع أن تقدمه للمسيح في مقابل هذا العمل العجيب الذي صنعه. إن أموال العالم كله لا تساوى شيئاً في مقابل هذا الخلاص العجيب.

(9) المضيف: إن كان الإنسان يتبرر بالإيمان فما رأيك في قول يعقوب الرسول: "ألم يتبرر ابراهيم ابونا بالاعمال" (يع2: 21)، وأيضا: "فترى ان الايمان عمل مع اعماله وبالاعمال أُكمل الايمان" (يع2: 22)

أبونا:

1- الواقع أن حل هذه المشكلة في غاية البساطة.

2- فالمؤمن لا يتبرر بأعماله أمام الله بل بالإيمان في كفارة المسيح وفدائه. فيقول في (رو4: 2): "لانه ان كان ابراهيم قد تبرر بالاعمال فله فخر ولكن ليس لدى الله".

3- أما التبرر أمام الناس فهو بالأعمال التي هي ثمر الإيمان فيعرفون أنه قد تاب وتغيرت حياته. إذ يقول في (مت3: 8): "فاصنعوا اثمارا تليق بالتوبة".

4- ولهذا فقد حل بولس الرسولهذه المشكلة بقوله في (غل5: 6): "الايمان العامل بالمحبة"

(10) المضيف: نطمع في قصة أخرى تؤكد لنا معنى قبول نعمة الفداء التي لا تقدر بثمن.

أبونا:

1-   تقدم أحد خدام المسيح إلى أحد صيادي اللآلئ ليخبره عن نعمة الله المخلِّصة.

2-   فتساءل الصياد عن ثمن هذه النعمة،

3-   وحاول الخادم عبثا أن يقنعه بأنها عطية مجانية يهبها الرب لمن يطلبها، لأنها لا تقدر بثمن.

4-   وذهب الخادم إلى بيت الصياد وهناك وقع نظره على لؤلؤة جميلة موضوعة في مكان ظاهر.

5-   فأعجب بها الخادم وطلب أن يشتريها. فقال له الصياد إن هذه اللؤلؤة وإن كانت صغيرة الحجم ولا تمتاز عن بقية اللآلئ إلا أنه لا يقدر ثمنها بمال، فان أردت أن تأخذها فاقبلها منى هدية. فاندهش الخادم للغاية وتساءل عن السر في ذلك.

6-   فأجاب الصياد قائلا: إن ثمن هذه اللؤلؤة يساوي حياة ابني وحيدي الذي بمجرد صعوده من أعماق المحيط قابضاً عليها بيده أسلم الروح.

7-   وهنا لمع وجه الخادم وتساقطت الدموع من عينيه وقال للصياد إن قصة اللؤلؤة هي قصة الخلاص الذي كلف الله دم ابنه الوحيد، إذ نزل إلى أقسام الأرض السفلي وصنع خلاصاً في وسط الأرض كلها عندما صعد على الصليب وأسلم الروح  هذه هي النعمة المخلصة التي لا تقدر بمال. فان شئت أن تأخذها اقبلها من يد الله كهدية.

8-   وبهذا استطاع الصياد أن يقدر قيمة هذه العطية المجانية، وقبل نعمة الله المخلصة، وفرح قلبه بهذه الهدية الفائقة الثمن.

9-   ليتك يا أخي تقبل من اليد المثـقوبة هذه العطية المخلصة، التي لا تقدر بثمن.

(11) المضيف: كان هذا عن النقطة الأولى فماذا عن بقية النقاط الأخرى؟

أبونا:

(1) نعم كان هذا عن:

1-  مفهـوم النعمـة.

(2) وتبقي لنا بقية المواضيع الأخرى وهي:

2-  عمــل النعمـة.

3-  مجــال النعمـة.

4- وسـائط النعمـة.

(3) وأعتقد أنها ستكون موضوع أحاديثنا في الحلقات القادمة بمشيئة الرب.

المداخلات

(12) المضيف: شكرا جزيلا على هذا لشرح الواضح. هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟

أبونا: (1) يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم.

ختام

(13) المضيف: شكرا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة. هل يمكن أن تباركنا بصلاة ختامية؟

أبوناأولا: الصلوات الختامية:

(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.

(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.

(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.

(4) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.

(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا،

(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.

ثانيا: البركة الختامية:

(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.

(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.

معلومات إضافية

  • تاريخ الحلقة: الإثنين, 04 كانون1/ديسمبر 2017
إقرأ 2402 مرات

شاهد الفيديو