طباعة هذه الصفحة

(4) أخلاق محمد

قييم هذا الموضوع
(13 أصوات)

(أ) الكذب.

(ب) الاستغراق في الجنس.

(ج) وأمور أخرى كثيرة.

حلقة (4) حقيقة محمد (أخلاق الرسول)

هل محمد نبي من عند الله؟

الثلاثاء 5/7 / 2011م (تقديم نور الدين)

(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء في قناة الفادي الفضائية، في الحلقة الرابعة من برنامج (حقيقة محمد) أو "دراسات أكاديمية عن محمد رسول الإسلام" ومعنا القمص زكريا بطرس. مرحبا بك.

أبونا: (1) شكرا جزيلا، وتحية لأحبائي المشاهدين الذين أعتز بهم وبمحبتهم.

(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟

أبونا: (صلاة: يا الله الهي انت اليك ابكر عطشت اليك نفسي يشتاق اليك جسدي في ارض ناشفة و يابسة بلا ماء ... آمين.

الفقرة الأولى

الرسالة الروحية

(3) المضيف: تعودنا على أن نقضى وقتنا معك على ثلاث فترات: وفي هذه الفترة الأولى تكلمت سابقا عن الخلاص في مفهومه: وهو الإنقاذ من عقوبة الخطية، وسلطانها، وجسدها، وتكلمت أيضا عن دوافعه: المحبة، والرحمة، وماذا تريد أن تقول اليوم عن الخلاص أيضا؟

أبونا: أريد أن أتكلم عن طرق الخلاص: (1) يقول القديس باسيليوس في قداسه: "وعلمنا طرق الخلاص" (2) في حين أن القديس كيرلس يقول في قداسه "ادخلهم جميعاً إلى طريق خلاصك". (3) ولأول وهلة يظهر أن هناك اختلافا بين قول القديسين فأحدهما يقول "طرق الخلاص" والآخر يقول "طريق الخلاص".  فهل يوجد أكثر من طريق واحد للخلاص ذاك الذي كتب عنه في (أع12:4) "ليس بأحد غيره الخلاص لأنه ليس اسم آخر تحت السماء قد أعطى بين الناس به ينبغي أن نخلص"؟ (4) في الواقع لا يوجد اختلاف بين القولين فالقديس كيرلس يتكلم عن الطريق الأوحد للخلاص وهو شخص الرب يسوع المبارك، والقديس باسليوس يتكلم عن وسائل هذا الخلاص المبارك. مكتملة في شخص المسيح.

(4) المضيف: وما هي طرق الخلاص المقصودة هنا؟

أبونا: هي أولاً : دم المسيح.  ثانياً : روح المسيح. ثالثاً : ظهور المسيح

(5) المضيف: هل يمكن أن تكلمنا أولا عن دم المسيح؟

أبونا: (1) إن دم المسيح هو الوسيلة الوحيدة للخلاص من عقوبة الخطية أي الموت الأبدي. إذ يقول الكتاب في (رو23:6) "أجرة الخطية هي موت". وأيضا في (عب22:9) لأنه "بدون سفك دم لا تحصل مغفرة". (2) فقدم المسيح دمه على الصليب للتكفير عن خطايانا، وللتبرير من جرمها، وللتطهير من أدناسها. (3) فتأمل يا أخي قيمة هذا الدم وعمله في الخلاص كما يشهد الكتاب نفسه (رو 3: 24،25) "متبررين مجاناً بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه لإظهار بره من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله".

(6) المضيف: وأيضا قول بولس الرسول في (أف7:1، كو14:1) "الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا".

أبونا: وآيات أخرى كثيرة تشهد لعمل دم المسيح منها: (1) ما جاء في: (رو8:5،9) ولكن الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا فبالأولي كثيراً ونحن متبررين الآن بدمه نخلص به من الغضب" (2) وفي سفر (رؤ5:1) "يسوع المسيح..أجبنا وقد غسلنا من خطايانا بدمه".

(7) هل يمكن أن تلخص من هذه الآيات عمل دم يسوع المسيح؟

أبونا: أنا أرجو من المشاهدين الاستماع إلى هذه الآيات مرة ثانية وفهم معاني كلمات: "متبررين، كفارة، الصفح عن الخطايا، الفداء، غفران الخطايا، نخلص من الغضب، غسلنا من خطايانا". لأن هذا هو عمل دم المسيح المهرق على خشبة العار لفدائك كما قال بطرس الرسول في رسالته الأولى (1بط18:1-19): "إنكم افتديتم لا بأشياء تفنى بفضة أو ذهب من سيرتكم الباطلة بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح"

(8) المضيف: أنا أخشى أن يكون إدراك الناس لعمل دم المسيح هو إدراك عقلي دون الإيمان القلبي. فكيف يمكن أن يصير الإيمان قلبيا لا مجرد عقيدة نظرية؟

أبونا: أعتقد أنه حينما يتأمل الإنسان في بعض الحقائق الكتابية، مع فتح قلبه لعمل الروح القدس، سوف يتحول كلام الرب في داخله إلى روح وحياة، كما قال السيد المسيح (يو6: 63) "الكلام الذي اكلمكم به هو روح و حياة ". ولنعطي بعض الأمثلة: (1) أرى الدم وأعبر:

في (خر12: 13) ويكون لكم الدم علامة على البيوت التي انتم فيها فارى الدم واعبر عنكم فلا يكون عليكم ضربة للهلاك حين اضرب ارض مصر"

عندما كان بنو إسرائيل في أرض العبودية في مصر، تحت سلطان فرعون، صرخوا إلى الرب إلههم ليخلصهم من يد فرعون الذي مرر حياتهم بعبودية مرة.

فاستجاب لهم الرب وأرسل موسى لينقذهم. فمد الرب يده وضرب المصريين ضربات مرعبة كانت أشدها هولاً الضربة الأخيرة وهي قتل كل ابن بكر في بيت المصريين.

ولكي تنجو بيوت شعب الله من هذه الضربة أمرهم الرب أن يذبحوا خروفا في كل بيت ويرشوا من دمه على باب المنزل (على العتبة العليا والقائمتين) حتى إذا مر الملاك المهلك ويرى الدم لا يهلك أبكار هذا البيت "ويكون لكم الدم علامة على البيوت التي أنتم فيها. فأرى الدم وأعبر عنكم فلا يكون عليكم ضربة للهلاك حين أضرب أرض مصر". (خر13:12).

(9) المضيف: أليس ذلك رمز لدم المسيح الذي إذا رشت به قلوبنا لا تكون علينا ضربة للهلاك كما يقول بولس الرسول في (رو9:5) "ونحن متبررون الآن بدمه نخلص به من الغضب".

أبونا: هذا صحيح، وهناك أيضا مثل آخر: (2) ويدخل بدمه فيكفر:

رسم الرب لبنى إسرائيل في العهد القديم وسيلة الفداء وطريق الخلاص أنه بالدم، فأمر كل من يخطئ أن يقدم ذبيحة ويرش دمها على المذبح فيكفر عن خطاياه (لا 7: 2).

وجاء في (لا16: 15) "يذبح تيس الخطية الذي للشعب و يدخل بدمه الى داخل الحجاب و يفعل بدمه كما فعل بدم الثور ينضحه على الغطاء و قدام الغطاء فيكفر عن القدس".

(لا16: 18) "ويأخذ من دم الثور ومن دم التيس ويجعل على قرون المذبح مستديراً"

(10) المضيف: وهذا أيضا رمز إلى دم المسيح الذي كتب عنه بولس الرسول في (عب12:9) "ليس بدم تيوس وعجول بل بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد فداء أبدياً"

أبونا: بالتأكيد، هذا هو الفداء الأبدي الذي صنعه يسوع البار لنا بدمه. ومثل ثالث ليس من الكتاب بل من القصص الصيني بعنوان: (3) من أجلك بذلت دمى:

يحكى في الأدب الصيني عن حاكم أمر وزيره بأن يصنع له ناقوساً يكون من الفخامة بحيث يسمع رنينه على بعد مئات الأميال. وأمره أن يقوى صوته بالنحاس وأن يعمقه بالذهب ويحليه بالفضة، وأن يعلقه في وسط العاصمة. فجمع الوزير الصناع المهرة وأخذوا في صهر المعادن ولكن ما أشد خيبتهم عندما صبوا المزيج فانفصلت المعادن بعضها عن  بعض. ومع ذلك أمر الوزير بإعداد المزيج مرة ثانية إذ باءت محاولتهم بالفشل. فلما علم الحاكم استشاط غضباً وتوعد الوزير بالإعدام إن لم تنجح المحاولة الثالثة.

وكان للوزير ابنة وحيدة، عندما سمعت ذلك انفطر قلبها حزناً على مصير أبيها. فجابت البلدان تسأل عن حل لهذه المشكلة. وتقول الأسطورة أن الفتاة تقابلت مع أحد الشيوخ المحنكين فقال لها: لن يقترن الذهب بالنحاس، ولن يعانق الحديد الفضة ما لم يصهر معها لحم عذراء، وما لم تمتزج المعادن بدمها. وفي يوم المحاولة الثالثة والأخيرة لصب الناقوس، جلست الفتاة بجوار صهريج المعادن المنصهرة. وما أن هم الوزير ليصدر الأوامر للصناع ببدء الصب حتى قذفت الفتاة بنفسها في جحيم المعادن الملتهبة ليمتزج بها لحمها ودمها. وكانت كلماتها الأخيرة: "من أجلك يا أبى بذلت دمى".

فما أن رأى الوزير ابنته الوحيدة تلقى بنفسها حتى هم بأن يلحق بها لولا أن المحيطين به قد امسكوه ..

وعلق الناقوس في وسط العاصمة فكان كلما ارتفع صوته دوى في آذان الجميع كلمات الفتاة الأخيرة ..

عزيزي إن غضب الله  معلن من السماء على البشرية التي فشلت في صنع إنسان جديد طاهر قديس .. وأين له الطهارة إن لم يمتزج بدم المسيح القدوس الذي يطهر من كل خطية، الذي بذل ذاته على الصليب ليهرق دمه فيختلط بطبيعتنا البشرية المتنافرة فيوفق بينها .. "من يأكل جسدي ويشرب دمى يثبت في وأنا فيه".(يو56:6).

هوذا ناقوس الكنيسة معلق في منارتها تحت الصليب ليعلن صوت الفادى: من أجلك بذلت دمى

(11) المضيف: وهذا ينطبق على قول الكتاب المقدس في (رو8:5) "ونحن بعد خطاه مات المسيح لأجلنا".

أبونا: نعم، ولي نقطة أخيرة في هذا الجزء: (4) ثياب مغسلة في الدم:

لعلك قد عرفت يا أخي أن دم المسيح هو الوسيلة الوحيدة للخلاص من قصاص الخطية وعقوبتها، ولعلك اغتسلت في هذا الدم فابيضت ثيابك من أدناس الخطية لتستحق أن تقف أمام العرش الإلهي. تأمل ما كتبه يوحنا الرائي في هذا الصدد:

"بعد هذا نظرت وإذا جمع كثير لم يستطيع أحد أن يعده من كل الأمم والقبائل والشعوب والألسنة واقفون أمام العرش وأمام الخروف متسربلين بثياب بيض وفي أيدهم سعف النخيل. وهم يصرخون بصوت عظيم قائلين الخلاص لإلهنا الجالس على العرش .. وأجاب واحد من الشيوخ قائلا لي: هؤلاء المتسربلين بالثياب البيض من هم؟ ومن أين أتوا؟

فقلت له: يا سيد أنت تعلم.

فقال لي: هؤلاء هم الذين أتوا من الضيقة العظيمة وقد غسلوا ثيابهم وبيضوا ثيابهم في دم الخروف. من أجل ذلك هم أمام عرش الله ويخدمونه نهاراً وليلا في هيكله والجالس على العرش يحل فوقهم [يبسط خيمته عليهم]". (رؤ9:7-15).

إن ثوب البر الذي تلبسه يا أخي كثيراً ما يتسخ أثناء اجتيازك في دروب الحياة الملطخة بأدناس الخطية، ولا توجد وسيلة أخرى تغسل هذه الادناس إلا دم المسيح "الذي أحبنا وقد غسلنا من خطايانا بدمه" (رؤ5:1).

(12) المضيف: أرجو من كل مشاهد وسامع لهذه الرسالة التي بالروح القدس أن يتخذها رسالة حية الآن ليثق لا بعقله بل بقلبه في عمل هذا الدم لكل واحد شخصياً.

أبونا: أقول لك يا عزيزي المشاهد بصراحة تامة أنك إن لم تثق في عمل هذا الدم بأنه سدد كل ديونك وكفر عن كل آثامك وبرأك من كل الجرائم والخطايا التي ارتكبتها، فلا تكون قد استفدت من دم المسيح شيئاً على الإطلاق، بل ستظل تعانى من رعب المخاوف وكآبة الحزن وقلق اليأس، لا في هذا الدهر فقط بل في الآتي ولا تكون قد انتفعت شيئاً من خلاص يسوع المقدم لك مجاناً.

اقبل الآن كفارة المسيح لتنجو من عقوبة الخطية، قل له إني أقبل فاءك لي، وكفارة دمك لخطاياي، فاغسلني بالدم الطاهر واقبلني لك إبنا، وأنا أقبلك لي أبا. آمين.

(13) المضيف: آمين. هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟

أبونا: بكل سرور.

المداخلات

فاصل

الفقرة الثانية

حقيقة محمد

(14) المضيف: نأتي إلى الفترة الثانية من برنامج اليوم، وهي الحلقة الرابعة من برنامج "حقيقة محمد". فهل يمكن أن تلخص لنا ما قلته في الحلقات السابقة؟

أبونا: تكلمت في الحلقات السابقة عن: محاور حقيقة محمد وهي:

(1) أصل محمد: أو ابن من هو؟ واشتمل الحديث على: 1ـ زواج أبيه وجده في يوم واحد 2ـ ثم موت أبيه بعد شهرين من الزواج 3ـ وبعد ذلك وُلِدَ حمزة بعد موت أبي محمد 4ـ ولكن تذكر كتب التراث أن حمزة كان أكبر من محمد بـ 4 سنين 5ـ فكيف ولد محمد بعد 4 سنوات من موت أبيه؟ 6ـ هل ظل في بطن أمه هذه المدة؟ هذا هو تساؤلنا.

** ثم ناقشت المحور الثاني من حقيقة محمد وهو:

(2) نبوة محمد: وتحدثت عن معايير النبوة الحقيقة وهي 1ـ شروط النبي 2ـ صفات النبي 3ـ رسالة النبي.

(15) المضيف:  وماذا تريد أن تقول لنا في هذه الحلقة؟

أبونا: أريد أن أتكلم عن بقية محاور حقيقة محمد وهي: 1ـ أخلاق محمد 2ـ حروب محمد 3ـ علاقة محمد بالجن والشياطين.

(16) المضيف: هل يمكن أن نبدأ بالحديث عن أخلاق محمد نبي الإسلام.

أبونا: هذا هو المحور الثالث من محاور حقيقة محمد.

(3) أخلاق محمد: 1) ونلاحظ أنه جاء بالقرآن (سورة القلم 4) "وإنك لعلى خلق كريم" (2) وقيل أيضا في (سورة الأحزاب 21) "لقد كان لَكُمْ في رسول اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ" (3) وتساءلت عن خلق محمد الكريم، وطالبت أحباءنا الشيوخ أن يذكروا لنا خمسة صفات كريمة في أخلاق الرسول، ولم تأتنا إجابة! (4) فبحثت بنفسي في كتب التفاسير التراثية فوجدت الآتي: 1ـ جاء في (تفسير القرآن تفسير الصنعاني  ج 3 ص 307، نشر: مكتبة الرشد الرياض 1410، الطبعة الأولى، تحقيق: د. مصطفى مسلم محمد) فوجدت الرواية التالية: "عن سعد بن هشام في قوله تعالى "وإنك لعلى خلق عظيم" قال: سألت عائشة، فقلت: يا أم المؤمنين أخبريني عن خلق رسول الله. فقالت: أتقرأ القرآن؟ فقلت: نعم. فقالت: إن خلق رسول الله كان القرآن" (5) [تعليقي]: الواقع أن هذه الإجابة لم تحل المشكل عندي، فالقرآن ملئ بآيات القتل والسلب والخداع والكذب، فهل هذه القيم تعتبر مكارم أخلاق في الإسلام وهي التي تحلى بها الرسول؟

(17) المضيف: هل وجدت إجابة أفضل من هذه في كتب التراث؟

أبونا: (1) جاء في كتاب (السيرة النبوية لابن هشام ج 6 ص 95، نشر: دار الجيل بيروت 1411، الطبعة الأولى، تحقيق: طه عبد الرءوف سعد) "وإنك لعلى خلق عظيم" إذن: فلتكف الأقلام ولتصمت الألسنة فلن توفيك الأقلام حقك ولا تستطيع الألسنة أن تقدرك حق قدرك" (2) [تعليقي]: أين هي الإجابة، هذه كلمات إنشائية خالية من الحقيقة المنطقية الواقعية.

(3) ثم قرأت رواية كتبت في مراجع كثيرة من كتب التراث أكتفي بما ورد في كتاب (مصنف ابن أبي شيبة  ج 7 ص 301 نشر : مكتبة الرشد - الرياض - 1409 ، الطبعة : الأولى ، تحقيق : كمال يوسف الحوت) وجدت فيه هذه الرواية لتحدثنا عن خلق محمد، تقول الرواية نقلا: "عن رجل من بني سوأة قال، قلت لعائشة: أخبريني عن خلق النبي. قالت: كان النبي مع أصحابه فصنعت له طعاما وصنعت له حفصة طعاما فسبقتني حفصة قالت فقلت للجارية انطلقي فأكفئي قصعتها. قالت: فأهوت أن تضعها بين يدي النبي فكفأتها فانكسرت القصعة وانتثر الطعام. قالت: فجمعها النبي وما فيها من الطعام علي الأرض فأكلوا ثم بعث بقصعتي فدفعها النبي إلى حفصة فقال خذوا ظرفا مكان ظرفكم وكلوا ما فيها. قالت: فما رأيته في وجه رسول اللهِ"

(18) المضيف: هل لك تعليق على هذه الرواية؟

أبونا: (1) لست أدري ما في هذه الحادثة من سمو الأخلاق، (2) بل على العكس أرى فيها مدى خوف محمد من عائشة الغيورة الماكرة مدبرة المقالب، (3) وأرى فيها مدى حبه لحفصة إبنة عمر (4) فعوضها عن قصعتها. (5) وعرف كيف يكيد لعائشة إذ سلبها قصعتها، (6) ولعله ينطبق على ذلك القول الحكيم: "مكروا هم، ومكر هو، وهو خير الماكرين" (7) فهل يعتبرون مكر الرسول، كمكر إلهه أن هذا هو الخلق العظيم؟.

(19) المضيف: كلنا نذكر أنك ناقشت موضوع أخلاق محمد في حلقات عديدة في برامجك السابقة، فهل يمكن أن تذكر لنا أرقام تلك الحلقات، حتى يمكن لأي مشاهد أن يتابعها في موقعنا على الإنترنيت؟ (موقعنا)

أبونا: نعم، (1) لقد سبق أن ناقشت هذا الموضوع في (برنامج أسئلة عن الإيمان حلقات: 36 و39 و40 و72) و(برنامج حوار الحق حلقات: 9 و57 و58 و77 و78 و79 و156) و(برنامج البحث عن الحق الحلقة 3) (2) وقد لخصت هذه الحلقات عن أخلاق محمد في الحلقة قبل السابقة من برنامجنا هذا (برنامج حقيقة محمد حلقة 2) تحت عنوان صفات النبي.

(20) المضيف: هل يمكن أن تذكر مجرد العناوين الفرعية التي ناقشتها في تلك الحلقة لتذكير من سمعها، وتعريف من لم يتوفر له الوقت ليسمعها؟

أبونا: (1) أحد عناوين أخلاق محمد، الكذب: فقد كان محمد يستخدم الكذب بل ويحرض على الكذب. كما جاء في (مسند أحمد بن حنبل ج6/ص404) يقول: "رَخَّصَ النبي مِنَ الْكَذِبِ في ثَلاَثٍ: في الْحَرْبِ وفي الإِصْلاَحِ بين الناس وَقَوْلِ الرَّجُلِ لاِمْرَأَتِه". (2) ومن عناوين أخلاق محمد، الاستغراق في الجنس: 1ـ جاء في (الطبقات الكبرى ج1/ص398) "عن أنس قال النبي: حبب إلي من الدنيا النساء والطيب". 2ـ وجاء في (السيرة الحلبية ج3 ص 377) "إذا رغب النبي في امرأة خلية [أي غير متزوجة] كان له أن يدخل بها من غير رضاها. [ويستطرد الحلبي] قائلا: وأن النبي إذا رغب في امرأة متزوجة يجب على زوجها أن يطلقها له" (3) وأمور أخرى كثيرة.

(21) المضيف: أنت تعلم أن مشاهدي قناة الفادي يتزايدون، ومنهم من لم يشاهد هذه الحلقات من قبل، فهل هناك أية إضافة إلى صفات وأخلاق الرسول؟

أبونا: (1) لقد ناقشت في إحدى الحلقات موضوعا مقززا، يهمني فيه تساؤل يوضح أخلاق هذا الرسول (2) وهو كيف لرسول أن يذهب إلى نساء غريبات لسن زوجاتِه بصفة دورية وقت القيلولة ويضع رأسه في حجر الوا[حدة لتفلي رأسه من القمل، كما جاء في (كتاب كشف المشكل في حديث الصحيحين لابن الجوزي ج 4 ص 468) (3) وقد ناقش هذا الأمر المستشار أحمد ماهر مع الشيخ الجندي، وكان رد الجندي غريبا، فلنشاهده ونسمعه. (فيديو الشيخ الجندي)

(22) المضيف: وما هو تعليقك على كلام الشيخ الجندي؟

أبونا: (1) الواقع أن الشيخ خالد الجندي لم يستطع أن ينكر الروايات بل إعترف بهذا الأمر المخجل، (2) ولكنه أجاب إجابة غريبة قائلا: أمال يتنو قذر؟ (3) مش ده الرد يا شيخ خالد، لأن المشكلة لها جوانب متعددة: 1ـ لماذا يترك النبي نفسه في هذه القذارة حتى يمتلئ رأسه بالقمل؟ 2ـ لماذا لم يحلق رأسه بانتظام حتى لا تكون مرعى للقمل؟ 3ـ لماذا لم تقم بهذه المهمة أي زوجة من زوجاته التسعة، أو سراريه وملكات يمينه اللائي بلغ عددهن 66 إمرأة؟ (4) ثم لماذا لم يداوي هذا الداء بالطب النبيوي، 1ـ لماذا لم يجرب أن يدهنها بالعسل كما كان يصفه للناس حتى ولو زادهم تعبا كما حدث مع الرجل الذي كان يشكو من إسهال فوصف له هذا العلاج، وعندما ساءت حالته قال لأخيه صدق الله وكذبت بطن أخيك (كتاب الطب النبوي لأبي بن أيوب ج1 ص 263، نشر دار الفكر بيروت تحقيق عبد الغني عبد الخالق)، فلماذا لم يجرب هذا العسل حتى ولو زاد القمل فيكون الله أيضا صادقا وتكون رأس الرسول كاذبة إن لم تشف. 2ـ ولماذا لم يستخدم معها بول البعير مع ألبان الإبل؟ 3ـ أو حتى يغسلها ببول الرسول، فرب ضرة نافعة، أين ذهب الطب النبوي؟ (5) ثم لماذا لم يطلب محمد من الله ليرفع عنه هذه الضربة ضربة القمل، كما فعل موسى الذي صلى إلى الله  ليرفع ضربة غضبه عن فرعون (خروج 8: 16) (6) ولماذا لم يفهم محمد أن الله ربما إعطاه هذه الضربة ليتوب عما في رأسه من بدع ضد المسيح وخلاص الصليب؟ (7) عموما لقد ناقشت ذلك الموضوع سابقا في (برنامج حوار الحق حلقة 152 بتاريخ 5 فبراير 2010م)

(23) المضيف: كان بودنا أن نواصل النقاش حول أخلاق محمد رسول الإسلام، ولكن بسبب ضيق الوقت نرجئ ذلك لحلقات قادمة بمشيئة الرب.

أبونا: آمين. فقط أحب أن أنبه أن بحثنا هذا ليس من باب الاستهزاء، ولكنها مناقشة منطقية عقلانية لما وجد في كتب التراث، فلا يلومنا أحد الأحباء المسلمين، وليتوجهوا باللوم إلى كتبهم، بل إلى الأشخاص المذكرين أنفسهم. (2) بالتأكيد كل باحث عن الحق سوف يعطي لعقله الحرية لإعادة التفكير فيما هو مكتوب في كتب التراث الإسلامي والقرآن، ليصل إلى الحقيقة بنفسه، وإني أصلي أن يكشف الله عن ذاته ومحبته لكل إنسان آمين.

(24) المضيف: هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟

أبونا: بكل سرور.

الفاصل

الفقرة الثالثة

مواجهة الشيوخ (عصمة الرسول)

(25) المضيف: في حلقات ماضية كنت تعلق على كتاب (حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين) ومضت مدة طويلة لم نسمع فيها شيئا، فهل يمكن أن نعود لنستكمل مناقشة ما جاء في هذا الكتاب؟

أبونا: نعم كنت أعلق على ما كتبه شيوخ الأزهر في هذا الكتاب ردا علينا وعلى من ينتقدون القرآن والحديث والسيرة النبوية نقدا علميا، ولكن ردودهم كما رأينا كانت بعيدة كل البعد عن المنطق والأمانة العلمية، ولهذا كنت أعلق عليها في برامجي السابقة: حوار الحق والبحث عن الحق. ويسعدني أن أعود للتعليق على هذا الكتاب في برنامجنا هذا معرفة الحق الجديد في قناتنا الجديدة قناة الفادي. (2) وكنت قد وصلت إلى الشبهة 47 "حول عصمة الرسول وموقف القرآن من العصمة" من كتاب (حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين ص315 ـ 319)

(26) المضيف: وماذا تقول تلك الشبهة؟

أبونا: (1) قال شيوخ الأزهر: "هناك من لا يعترفون بأن الرسول معصوم عن الخطأ، ويقدمون الأدلة على ذلك: 1ـ بسورة (عبس وتولى) 2ـ وكذلك عندما جامل الرسول زوجاته، ونزلت الآية الكريمة التى تنهاه عن ذلك.

(27) المضيف: أنا أعرف أن هناك أدلة أخرى كثيرة عن عدم عصمة محمد، فهل تذكر لنا بعضها؟

أبونا: بالفعل هناك أدلة كثيرة على عدم عصمة محمد منها: (1) ما جاء في (سورة التوبة 43) "عَفَا اللّهُ عَنْكَ لِمَ أذِنْتَ لَهُمْ" (2) وما جاء في (سورة الأحزاب 37) "وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللّهُ مُبْديهِ وَتَخْشَى النَّاس واللّهُ أحَقُّ أنْ تَخْشَاهُ" (3) وأيضا ما جاء في (سورة النجم 19و20) "أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى، وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى، تلك الغرانيق العلى إن شفاعتهن لترتجى"

(28) المضيف: اسمح أن تكلمنا عن كل واحدة منها لنفهم ما يقال، فماذا عما جاء في (سورة عبس وتولى)؟

أبونا: تقول (سورة عبس) [مرتلة]: "عَبَسَ وَتَوَلَّى. أَن جَاءهُ الْأَعْمَى. وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى. أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى. أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى. فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى. وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى. وَأَمَّا مَن جَاءكَ يَسْعَى. وَهُوَ يَخْشَى. فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى"

(29) المضيف: وما معنى ذلك؟

أبونا: (1) جاء في (الجامع الصحيح سنن الترمذي ج 5 ص 432) الناشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت - تحقيق: أحمد محمد شاكر] "أُنْزِلَ "عَبَسَ وَتَوَلَّى"  في بن أُمِّ مَكْتُومٍ الْأَعْمَى، أتى إلى رَسُولَ اللَّهِ فَجَعَلَ يقول: يا رَسُولَ اللَّهِ أَرْشِدْنِي. وكان َعِنْدَ رسول اللَّهِ رَجُلٌ من عُظَمَاءِ الْمُشْرِكِينَ، فَجَعَلَ رسول اللَّهِ يُعْرِضُ عنه وَيُقْبِلُ على الْآخَرِ .." (2) وجاء في كتاب (قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد ج 1 ص 166) [المؤلف: محمد بن عطية الحارثي المشهور بأبي طالب المكي، الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت/لبنان 2005م، الطبعة الثانية، تحقيق: د.عاصم إبراهيم الكيالي]

"معنى قوله عبس وتولى: أي انظروا أيها المؤمنون، أو اعجبوا إلى الذي عبس وتولى عندما جاءه الأعمى" [ويضيف] "لذلك رُوي أن عمر بن الخطاب بلغه أن بعض المنافقين يؤم قومه فكان لا يقرأ بهم إلا بسورة عبس فأرسل فضرب عنقه، [ويضع المرجع دلالة ذلك قائلا]: "ويستدل بذلك على كفره ليضع [أي ليحقر] من الرسول بذلك عنده وعند قومه" [تعليقي]: فهل كان محمد معصوما من هذا الخطأ وهو أن يعبس في وجه الأعمى ويحتقره، ويفضل عليه وجوه المشركين؟

(30) المضيف: وما هو تعليقك على ما قاله شيوخ الأزهر بخصوص الدليل الثاني ردا على شبهة عدم عصمة محمد مما جاء في (سورة التحريم1)؟

أبونا: (1) تقول الآية (التحريم1و3): "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ، ..." وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ [أي قال سرا] إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً، فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ [أي أفشته] وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ .. إلخ"  (2) وجاء في (تفسير مقاتل بن سليمان ج 3 ص 376) ناش: دار الكتب العلمية لبنان/ بيروت 2003م، الطبعة الأولى، تحقيق أحمد فريد] "يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك (يعني مارية القبطية، وذلك أن حفصة بنت عمر بن الخطاب زارت أباها، وقضت يومها عنده، فلما رجعت أبصرت النبي مع مارية القبطية في بيتها، فلم تدخل حتى خرجت مارية، فقالت للنبي: إني قد رأيت من كان معك في البيت في يومي وعلى فراشي، فلما رأى النبي في وجه حفصة الغيرة والكآبة، قال لها: 'يا حفصة، اكتمي على [يعني تستري علي]، ولا تخبري عائشة ولك عليَّ ألا أقربها أبداً' .. قال النبي لحفصة: 'اكتمي علي حتى أبشرك أنه يتولي الأمر من بعدي أبو بكر، وبعد أبو بكر أبوك [عمر]' فأمرها النبي ألا تخبر أحداً فعمدت حفصة، فأخبرت عائشة، وكانتا متصافيتين، فغضبت عائشة فلم تزل بالنبي حتى حلف ألا يقرب مارية القبطية، فأنزل الله تعالى هذه الآية: "يأيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك (يعني حفصة وعائشة) والله غفور رحيم" (3) [تعليقي]: فهل كان محمد معصوما من هذا الخطأ؟ يخون حفصة ويحلف لها ولعائشة بتحريم مارية، ثم يرجع إليها بأمر من ربه الذي قالت عنه عائشة كما دون في (صحيح البخاري ج 5 ص 1966، نشر: دار ابن كثير، اليمامة بيروت 1987م، الطبعة الثالثة، تحقيق: د. مصطفى ديب البغا) "ما أَرَى رَبَّكَ إلا يُسَارِعُ في هَوَاكَ"

(31) المضيف: هل هذا هو التعليل الوحيد لهذه الآية؟

أبونا: يوجد روايات أخرى عن تفسير أسباب نزول هذه الآية، منها: (1) ما جاء في كتاب (الطبقات الكبرى ج 8 ص 171و172)، لابن سعد، الناشر: دار صادر بيروت] "قالت [حفصة زوجة النبي] كانت عندي عكة [أي إناء] من عسل أبيض .. فكان النبي يلعق منها وكان يحبه، فقالت له عائشة نحلها يلتقط [أي نبات كريه الرائحة يسمى عرفطا]. فحرمها [أي حرم حفصة] فنزلت هذه الآية "لِمَ تحرم ما أحل الله لك". (2) وفي رواية أخرى: "عن عمرة: قلت لأم سالمة زوجة الرسول: فكيف كان حديث العسل فإن عائشة أخبرتني به. فقالت أم سلمة فهو على ما أخبرتك، (3) [عليقي]: هل كان محمد معصوما في هذه التصرفات؟ يضحك عليه زوجاته في حكاية العسل فيحرم حفصة ثم يرجع إليها؟ ليتكم تنتبهوا إلى هذه الأمور يا أحبائي الباحثين عن الحق.

(32) المضيف: قلت في معرض حديثك أن هناك أدلة كثيرة على عدم عصمة محمد منها ما جاء في (سورة التوبة 43) فماذا تريد أن تقول عنها؟

أبونا: (1) تقول الآية (سورة التوبة 38 ـ 43): "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا [قاتلوا] فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ. إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً .. عَفَا اللّهُ عَنْكَ لِمَ أذِنْتَ لَهُمْ" (التوبة 43) (2) وتفسير ذلك جاء في (كتاب المغازي ج 2 ص 403)، [المؤلف: أبو عبد الله محمد بن واقد الواقدي، الناشر: دار الكتب العلمية بيروت / لبنان 2004 م، الطبعة الأولى، تحقيق: محمد عبد القادر أحمد عطا] يقول: "حين خرج النبي إلى تبوك جعلوا يعتذرون بالعسرة [عدم المقدرة] والمرض' والله يعلم إنهم لكاذبون' أنهم أقوياء أصحاء. وكان النبي يقبل عذرهم ويأذن لهم. فقال الله: 'عفا الله عنك لِمَ أذنت لهم" (3) وفي (تفسير الجلالين ج 1 ص 247)، [المؤلف: محمد بن أحمد + عبدالرحمن بن أبي بكر  المحلي + السيوطي، الناشر: دار الحديث القاهرة، الطبعة الأولى] "كان الرسول قد أذن لجماعة في التخلف باجتهاد منه، فنزل عتاباً له وقُدَّم العفو تطميناً لقلبه (عفا الله عنك لم أذنت لهم) في التخلف .." (4) وفي (تفسير مقاتل بن سليمان ج 2 ص 49)، الناشر: دار الكتب العلمية لبنان/ بيروت 2003م، الطبعة الأولى، تحقيق: أحمد فريد] "قال للنبي: "عفا الله عنك لم أذنت لهم في القعود، يعنى في التخلف. عن الجهاد" (4) [تعليقي]: فهل كان محمد معصوما من هذا الخطأ وهو أمره البعض بالتخلف عن الجهاد، ويذكر القرآن أنه قد أخطأ بدليل قوله عفا الله عنك؟

(33) المضيف: وذكرت دليلا آخر على عدم عصمة محمد من (سورة الأنفال 67و68) فماذا تقول؟

أبونا: (1) تقول الآيتان: "مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ [أي يقتل أعداءه] فِي الأَرْضِ. (2) وجاء في (تفسير مقاتل بن سليمان ج 2 ص 30و31)، الناشر: دار الكتب العلمية  لبنان/ بيروت 2003م، الطبعة الأولى، تحقيق أحمد فريد] "كان النبى قد استشار أصحابه في أسري بدر، فقال عمر بن الخطاب للنبي: اقتلهم، فإنهم رءوس الكفر وأئمة الضلال، وقال أبو بكر: لا تقتلهم، فقد شفي الله الصدور وقتل المشركين وهزمهم، فآدهم أنفسهم [يدفعون الفدية]، ليكن ما نأخذ منهم في قوة المسلمين وعونا على حرب المشكرين، وعسى الله أن يجعلهم أعواناً لأهل الإسلام فيسلموا. فأعجب النبى بقول أبى بكر الصديق، فأخذ النبي بقول أبى بكر، ففاداهم، فأنزل الله عز وجل توفيقاً لقول عمر: "ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض"، فقال النبى لعمر: 'أحمد الله إن ربك وأتاك [وافقك] على قولك'، فقال عمر: الحمد لله الذي وآتاني على قولي في أسارى بدر، وقال النبى: 'لو نزل عذاب من السماء، ما نجا منا أحد إلا عمر بن الخطاب، إنه نهاني فأبيت' (3) [تعليقي] فهل كان محمد معصوما فبعد أن أخذ الفدية من الأسرى بحسب مشورة أبي بكر، يعود فيقتلهم بحسب مشورة عمر، وآيات التحليل جاهزة! هل فكرتم في ذلك أيها الباحثون عن الحق؟

(34) المضيف: وذكرت أيضا دليلا آخرا على عدم عصمة محمد وهو ما جاء في (سورة (الأحزاب37) فماذا تقول؟

أبونا: (1) تقول الآية: "وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللّهُ مُبْديهِ وَتَخْشَى النَّاس واللّهُ أحَقُّ أنْ تَخْشَاهُ" (الأحزاب37)

(2) جاء في (تفسير القرآن للصنعاني  ج 3 ص 117، الناشر: مكتبة الرشد - الرياض الطبعة الأولى، تحقيق: د. مصطفى مسلم محمد) "قال قتادة جاء زيد [ابن محمد بالتبني] للنبي فقال إن زينب إشتد عليَّ لسانها وأنا أريد أن أطلقها. قال له النبي: إتق الله وأمسك عليك زوجك، [ويضيف]: والنبي يحب أن يطلقها ويخشى كلام الناس إنْ أمرَه بطلاقها، فأنزل الله تعالى "وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه" (3) [تعليقي] فهل كان محمد معصوما يا أحبائي المسلمين بعد هذه كل هذا، واشتهائه زوجة ابنه بالتبني، والتظاهر بعدم رغبته في طلاقها، وخوفه من الناس وليس من الله، هل هذه الأمور تليق بنبي معصوم؟

(35) المضيف: يقولون أن محمدا كسائر الرسل كان معصوما في التبليغ أما في سلوكه فهو بشر، فما تعليقك؟

أبونا: (1) هذا ما قالوه بالفعل في كتابهم (حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين ص315 ـ 319) (2) ولكنهم يعودون فيناقضون أنفسهم بما اقتبسوه من أقوال الإمام محمد عبده في الكتاب نفسه (ص 316) "عن عصمة الرسل ـ كل الرسل ـ يقول محمد عبده: ".. ومن لوازم العصمة بالضرورة وجوب الاعتقاد بصدقهم [أي صدق الرسل] في أقوالهم، وأمانتهم في تبليغ ما عهد إليهم أن يبلغوه، وعصمتهم من كل ما يشوه السيرة البشرية .." [تعليقي]: ليس فقط العصمة في التبليغ بل وفي السيرة البشرية أيضا، فهل كان محمد معصوما، ألا يدل ذلك على أنه لم يكن نبيا؟

(36) المضيف: هذا بخصوص عدم عصمته من جهة سيرته وتصرفاته، لكن هل عندك دليل على عدم عصمته في الوحي والتبليغ؟

أبونا: بالتأكيد (1) فقد جاء في (سورة النجم 19و20) "أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى، وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى .." (2) وجاء فيما يزيد عن (140 مرجعا تراثيا) منها: (شرح صحيح البخاري ج 3 ص 57)، الناشر: مكتبة الرشد السعودية / الرياض 2003م، الطبعة الثانية، تحقيق: أبو تميم ياسر بن إبراهيم]  (3) وأيضا (جامع البيان عن تأويل آي القرآن، تفسير الطبري ج 17 ص 186 ـ 192)، الناشر: دار الفكر بيروت 1405] (4) وكذلك: (التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب ج 32 ص 131)، المؤلف:  فخر الدين الرازي الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت 2000م، الطبعة الأولى] (5) و(تفسير مقاتل بن سليمان ج 2 ص 387)، الناشر: دار الكتب العلمية لبنان/ بيروت 2003م، الطبعة الأولى، تحقيق: أحمد فريد] (6) وأكتفي في هذا المجال أن أذكر ما جاء في (تفسير الطبري ج17 ص 186و187، الناشر: دار الفكر بيروت 1405هـ): 1ـ "جَلَسَ رَسُول اللَّه فِي نَادٍ [مجموعة] مِنْ أَنْدِيَة قُرَيْش, فَتَمَنَّى يَوْمئِذٍ أَنْ لَا يَأْتِيه مِنَ اللَّه شَيْء فَيَنْفِرُوا عَنْهُ, 2. ويكمل الطبري قائلا: فَأَنْزَلَ اللَّه عَلَيْه: "وَالنَّجْم إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبكُمْ وَمَا غَوَى" فَقَرَأَهَا رَسُول اللَّه حَتَّى إِذَا بَلَغَ: "أفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاة الثَّالِثَة الْأُخْرَى" (سورة النجم 19 و20) أَلْقَى عَلَيْهِ الشَّيْطَان كَلِمَتَيْنِ: "تِلْكَ الْغَرَانِيق الْعُلَى, وَإِنَّ شَفَاعَتهنَّ لَتُرْجَى" فَتَكَلَّمَ بِهَا. 3. ويقول الطبري: فَلَمَّا أَمْسَى أَتَاهُ جَبْريل .. قَالَ له: مَا جِئْتُك بِهَاتَيْنِ! فَقَالَ رَسُول اللَّه: "افْتَرَيْت عَلَى اللَّه وَقُلْت عَلَى اللَّه مَا لَمْ يَقُلْ" 4. ويواصل الطبري كلامه عن أسباب نزول (سورة الحج 52) القائلة: "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلك مِنْ رَسُول وَلَا نَبِيّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَان فِي أُمْنِيَّته فَيَنْسَخ اللَّه مَا يُلْقِي الشَّيْطَان" موضحا أِنَّ السَّبَب الَّذِي مِنْ أَجْله أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَة عَلَى رَسُول اللَّه أَنَّ الشَّيْطَان كَانَ قد أَلْقَى عَلَى لِسَانه فِي بَعْض مَا يَتْلُوهُ مَا لَمْ يُنَزِّلهُ اللَّه عَلَيْهِ, فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى رَسُول اللَّه وَاغْتَمَّ,

(37) المضيف: نريد أن نسمع تعليقك على ذلك.

أبونا: [تعليقي] أقول: (1) أفبعد هذا يقولون أن محمدا كان معصوما حتى في التبليغ؟ (2) يا أحبائي الباحثين عن الحق أناشدكم أن تقرأوا القرآن وكتب التراث بعين الباحث عن الحق لتعرفوا أين أنتم ذاهبون؟ (3) وإني أصلي إلى الله أن يكشف لكم الحق المؤدي للحياة الأبدية. آمين.

(38) المضيف: شكرا. هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟

أبونا: بكل سرور

المداخلات

(39) المضيف: في الختام نشكركم أيها الأحباء لتواجدكم معنا ومشاركتكم الفعالة. ونلتقي في حلقات أخرى.

أبونا: آمين. الرب معكم، وإلى اللقاء.

 

إقرأ 18176 مرات

شاهد الفيديو

{youtubeplaylist}66D5998AE25ED874{/youtubeplaylist}