قناة الفادى الفضائية

678ـ حلقة خاصة

الجمعة 25/4/2025م

تبسيط فهم الثالوث

(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (678) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.

(2) دعونا ندخل إلى حضرة الرب مصلين بجزء من ترنيمة:

(1) ثالوث في واحد وواحد في ثالوث

الآب والإبن والروح القدوس [2]
روح الحق المعزي * آ، آمين .. هللويا

***

(2) وأيضا بجزء من صلوات القداس الإلهي:

"محبة الله الآب، ونعمة الإبن الوحيد ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح،

وشركة وموهبة وعطية الروح القدس، تكون مع جميعكم"

*****

(3) اليوم حلقة خاصة عن تبسيط فهم عقيدة الثالوث في الله الواحد:

ودعوني أطلق عليها "نظرية الأصل والصورة"

• حَــظِــيــَتْ عقيدة "الثالوث في الله الواحد" على ممر العصور بمجهودات مشكورة بواسطة لاهوتيين كثيرين، وبكل أساليب الشرح والتوضيح،
• ولكن بكل أسف شديد أنه بسبب تعقيدات بعض التفاسير لهذه العقيدة بات راسخا عند بعض المسيحيين أن هذه العقيدة هي فوق مستوى فهم البشر، فلابد أن تقبل كما هي دون تفكير.
• وكنت أنا أيضا واحدا من هؤلاء حتى كشف لي الرب في بساطة شديدة فهم هذه العقيدة من خلال: نظرية الأصل والصورة. التي وردت في (سفر التكوين 1: 26) "قال الله نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا"
• معنى هذا أن الإنسان هو صورة الله.
• فإن فهمنا سر هذه الصورة [أي الإنسان] نستطيع أن نفهم سر الأصل [أي الله].
• فاسمحوا لي أن أقدم هذا الشرح المبسط لمن هم مثلي من البسطاء، وأيضا للأحباء المسلمين المعثرين في هذه العقيدة ظانين أننا نعبد ثلاثة آلهة.
• والواقع أن شرحي المبسط هذا يقوم على عدة ركائز أساسية هي:
• شرح النظرية من الكتاب المقدس بخصوص الصورة [أي الإنسان].
• شرح النظرية من الكتاب المقدس بخصوص الأصل [أي الله].
• أدلة من أقوال آباء الكنيسة تؤيد هذه النظرية.
• أدلة من الليتورجيات الكنسية تؤيد هذه النظرية.

*******

(4) أولا: شرح النظرية من جهة الصورة [أي الإنسان]:

    في الواقع إن الإنسان يتكون من ثلاث عناصر أساسية هي: القلب والعقل والروح. فدعوني أشرح ذلك فيما يلي:

• قلب الإنسان: في:
• (أم19: 21)"فِي قَلْبِ الإِنْسَانِ أَفْكَارٌ كَثِيرَةٌ، لكِنْ مَشُورَةُ الرَّبِّ هِيَ تَثْبُتُ"
• (1تي1: 5) "واما غاية الوصية فهي المحبة من قلب طاهر"

              من هذا يتضح أن للإنسان قلب: هو مركز العاطفة في محبتها.

• عقل الإنسان: في:
• (مت7: 24) "فَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هَذِهِ وَيَعْمَلُ بِهَا، أُشَبِّهُهُ بِرَجُلٍ عَاقِلٍ، بَنَى بَيْتَهُ عَلَى ٱلصَّخْرِ"
• (رو12: 1) "فأطلب إليكم أيها الإخوة برأفة الله أنتقدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله عبادتكم العقلية"

       من هذا يتضح أن للإنسان عقل: هو مركز الحكمة في منطقها.

• روح الإنسان: في: (زك12: 1) "يقول الرب جابل روح الانسان في داخله"

وأيضا في: (أي32: 8) " وَلكِنَّ فِي النَّاسِ رُوحًا، وَنَسَمَةُ الْقَدِيرِ تُعَقِّلُهُمْ"

              فمن هذا يتضح أن للإنسان روح: هي مركز الحياة في قوتها.

** إذن فالإنسان ذات واحدة تتكون من ثلاثة عناصر هي: القلب، والعقل، والروح.

** وحيث أن الإنسان خُلق على صورة الله فنستطيع أن نفهم الله بهذا القياس: أي أن الله ذات واحدة: له ثلاثة عناصر متمايزة هي: القلب، والعقل، والروح.

** وكما شرحت النظرية من جهة الصورة أي الإنسان، فسوف أشرح هذه النظرية من جهة الأصل أي الله.

********

(5) ثانيا: شرح هذه النظرية من جهة الأصل أي الله:

[1] حقيقة الثالوث في الإله الواحد من الكتاب المقدس:

• في: (مت28: 19) "فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِوَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ" [لاحظ قوله: بإسم، وليس بأسماء]
• وفي: (1يو5: 7) "فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة: الاب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد"
• وأيضا في: (2كو13: 14) "نِعْمَةُرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَمَحَبَّةُ اللهِ [الآب]، وَشَرِكَةُ الرُّوحِ الْقُدُسِ مَعَ جَمِيعِكُمْ".

ومن هذه الآيات نرى الثالوث وهو: الآب والإبن [الكلمة] والروح القدس.

وسنرى أن:

• الآب هو قلب الله المحب،
• والابن هو عقل الله الحكيم،
• والروح القدس هو روح الله الحي.

[2] التوضيح:

• قلب الله:
• في: (ار3: 15) يقول الله: "واعطيكم رعاة حسب قلبي"
• وأيضا في: (اع13: 22) "وجدت داود بن يسى رجلا حسب قلبي"
• وكذلك في: )يو16: 27)"لأَنَّ الآبَ [قلب الله] نَفْسَهُ يُحِبُّكُمْ"

              فمن هذا يتضح أن لله قلب هو: أقنوم الآب مركز العاطفة في محبتها.

• عقل الله:
• في: (يو1: 1) "في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله"

[الكلمة: في الإنجيل اليوناني: اللوغوس، أي عقل الله الناطق]

• وكذلك في: (1كو2: 16)" لأنه من عرف فكر الرب [عقل الرب في الأصل اليوناني] فيُعَــلِّــمه وأما نحن فلنا فكر [عقل] المسيح"

من هذا يتضح أن لله عقل: هو مركز الحكمة في منطقها.

• روح الله:
• في (1كو2: 11)"هكَذَا أَيْضًا أُمُورُ اللهِ لاَ يَعْرِفُهَا أَحَدٌ إِلاَّ رُوحُ اللهِ"
• وأيضا في: (اع1: 8) "لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم"

       فمن هذا يتضح أن لله روح هو: الروح القدس مركز الحياة في قوتها.

** من هذه الآيات وغيرها الكثير نرى الثالوث في الإله الواحد:

• الآب: هو قلب محبة الله الواحد.
• الإبن: هو عقل حكمة الله الواحد.
• الروح القدس هو روح حياة الله الواحد

فالله الواحد: محب بقلبه، حكيم بعقله، حي بروحه

*******

(6) ثالثا: أدلة من أقوال آباء الكنيسة الأولين تؤيد هذه النظرية:

1-القديس إغريغوريوس الناطق بالإلهيات اسقف القسطنطينية: يقول في قداسه الغريغوري: "محبة الله الآب، ونعمة الإبن الوحيد، وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم".

https://st-takla.org/Lyrics-Spiritual-Songs/Words-of-Coptic-Alhan-Tasbeha-Kodas/Arabic-Coptic-Liturgy-Lyrics/3-St-Gregory-Liturgy/St-Ghrighorious-Mass-005-Mostahek-Wa-Adel.html

(7) ملاحظة:

يلاحظ أن القديس إغريغوريوس قد اقتبس هذه العبارة، مع تغيير طفيف في بعض الكلمات وفي ترتيب سياقها، من قول بولس الرسول في: (2كو13: 14) "نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَمَحَبَّةُ اللهِ [الآب]، وَشَرِكَةُ الرُّوحِ الْقُدُسِ مَعَ جَمِيعِكُمْ".

• القديس أثناسيوس الرسولي يقول: "ليست الأقانيم ثلاثة آلهة، بل هم إله واحد مثلث، بقوام عقله وكلمته وروحه، الذين هم الآب والابن والروح القدس... ولا يستقيم أن يُقال أن جوهر الله أصم أخرس عديم عقل ولا كلمة ولا روح... فالعقل والكلمة والروح في ذات الله ثلاث خواص ذات طبيعة واحدة وجوهر واحد"

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/trinity-and-unity/hypostasis.html#(26)

(8) ملاحظة:

• أعتقد أن الكاتب الذي دون هذه الفقرة من تعاليم القديس أثناسيوس الرسولي لم يكن يعلم أن العقل والكلمة هما واحد، وهو ما أطلق عليه يوحنا البشير: "اللوغس" أي العقل الناطق بالكلمة.
• لأنه لا يعقل أن القديس أثناسيوس الرسولي الذي كان يجيد اللغة اليونانية، وهو أكبر معلم لاهوتي عن طبيعة الله، لا يدرك هذه الحقيقة.
• وربما كانت عبارة أثناسيوس الرسولي عن الثالوث أنه: قلب الله وعقله وروحه، كما جاء بالكتاب المقدس، ومثل سائر آباء الكنيسة الأولين الذين منهم القديس إغريغوريوس الناطق بالإلهيات السابق ذكره.
• وإني أشجع الدارسين في اللاهوت أن يبحثوا هذا الأمر في دراسة أكاديمية دقيقة.

(9) رابعا: أدلة من الليتورجيات الكنسية تؤيد هذه النظرية:

• علاوة على ما جاء في القداس الغريغوري: "محبة الله الآب، ونعمة الإبن الوحيد، وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم".
• نورد أيضا ما جاء في خدمة الشماس: مرد إي آغابي: "محبة الله الآب، ونعمة الابن
  الوحيد الجنس ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح، وشركه وعطية الروح القدس تكون مع الأقدس الطوباوي أبينا البابا أنبا [فلان] بابا وبطريرك المدينة العظمى الاسكندرية، وكل كورة مصر، ومدينة إلهنا أورشاليم، والخمس مدن الغربية وليبيا والنوبة والحبشة وأفريقيا".

https://st-takla.org/Lyrics-Spiritual-Songs/Words-of-Coptic-Alhan-Tasbeha-Kodas/Arabic-Coptic-02-Deacons-Service/Khedmet-El-Shammas/Maradat-407-Tamageed-Mahabat-Allah-El-Aab.html

(10) ختاما:

أصلي إلى الله الواحد مثلث الأقانيم أن يكون هذا الشرح المبسط سبب بركة للكثيرين، وتثبيت إيمان الأكثرين, آمين.

** دعوني أختم بترنيمة تحتوي على هذه المعاني:

(1) ثالوث في واحد وواحد في ثالوث

الآب والإبن والروح القدوس
ق: إله واحد لا غير سواه

نعبده لا شريك له

(2) هذا هو إيمانا في الثالوث

القلب والعقل والروح القدوس

ق: إله واحد لا غير سواه

نعبده لا شريك له

(3) الآب هو قلب الله الحنان

والإبن عقله تجسد في إنسان

ق: إله واحد لا غير سواه

نعبده لا شريك له

(4) والروح حياة رب الأنام

هذا هو الثالوث في واحد تمام

ق: إله واحد لا غير سواه

نعبده لا شريك له

(5) شكرا يارب لقلب المحبة

وعقل الحكمة وروح النعمة

ق: إله واحد لا غير سواه

نعبده لا شريك له

********

إختبارات العابرين والعابرات

(11) تفضل عزيزي المخرج أرنا عمل الله.

(تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)

******

المداخلات

(12) والآن إلى الفقرة المحببة لنفسي وهي مداخلاتكم.

الختام

(13) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.

(14) البركة الختامية:

والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.

وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.