618ـ موسوعة الحوار المسيحي الإسلامي [56]
(صلب المسيح)
الاعتراضات والرد عليها
الجمعة 22/12/2023م
(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (618) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.
(2) دعونا نرفع طلبة في بداية البرنامج: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
إلهنا الحي أبونا الحنان، أسألك أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
******
(3) أحبائي: سوف أواصل حديثي من: موسوعة الحوار المسيحي الإسلامي.
(4) تحدثت في الحلقة الماضية عن: عمل الفداء من واقع كتب الإسلام.
(5) واليوم سوف أتكلم عن: الاعتراضات والرد عليها:
(6) وتشتمل إعتراضات المسلمين على ما يلي:
1- وما صلبوه.
2- ولكن شبه لهم.
3- بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ
4- وقولهم: ألا تكفي التوبة للغفران دون ضرورة للصلب؟
5- وأيضا: ما ذنب إنسان برئ ليصلب عن الناس؟
6- وكذلك قولهم: هل تعبدون إلها مصلوبا؟
7- فمن كان يحكم الكون عندما صلب المسيح؟
# فلنناقش هذه الاعتراضات لنصل إلى معرفة الحقيقة.
***
(7) الاعتراض الأول: وما صلبوه:
[1] في: (سورة النساء آية 157) "وقولهم [أي اليهود] إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله. وما صلبوه ولكن شبه لهم…. وما قتلوه يقينا"
[2] ولكن لنضع إلى جوار هذه الآية بعض الآيات القرآنية الأخرى، وبعض أقوال علماء المسلمين والمفسرين لنستوضح حقيقة ما تقصده هذه الآية، وإليك بعض تلك الآيات القرآنية فيما يلي:
أ- (سورة آل عمران 55): "مكروا (أي اليهود) ومكر الله والله خير الماكرين. إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلى ومطهرك من الذين كفروا".
فمن هذه الآية يتضح أن المسيح قد توفي قبل أن يرفع للسماء.
ب- وأيضا في (سورة المائدة 117) "فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم"
من هذه الآيات يتضح أن المسيح توفي على أيدي اليهود وكان الله رقيبا عليهم.
ج- وفي (سورة مريم 33): "والسلام على يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا"
ومن هذه الآية يتضح أن المسيح مات قبل أن يبعث حيا.
[3] ودعنا نستعرض أقوال علماء المسلمين في تفسير هذه الآيات:
- في: (تفسير القرطبي: ج 4 ص 100): "عن بن عباس معنى متوفيك: مميتك"
- وقال السيوطي في كتابه: (كتاب الدر المنثور ج 2 ص 225) "وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن وهب قال: توفى الله عيسى بن مريم ثلاث ساعات من النهار حتى رفعه إليه. وأخرج ابن عساكر عن وهب قال: أماته الله ثلاثة أيام ثم بعثه ورفعه"
- فمن هذا يتضح أن المسيح قد توفي فعلاً، وأما منكرو الصلب فقد اختلفوا فيما بينهم وبنوا رأيهم على أقاويل غير ثابتة وحتى في إنكارهم للصلب نرى فيها شهادة للصلب.
- فقد قال الأمام البيضاوي في (تفسيره ج 2 ص 277): "قال قوم صلب الناسوت وصعد اللاهوت"
- والواقع أن قول البيضاوي هذا صحيح من جهة صلب الناسوت، ولكنه غير صحيح من جهة ما يقوله عن صعود اللاهوت، فاللاهوت لم يفارق الناسوت لحظة واحدة ولا طرفة عين.
- إن هذا القول الذي ذكره الإمام البيضاوي فيه إشارة جلية بأن المسيح قد صلب فعلاً بالناسوت.
*****
(8) الإعتراض الثاني: ولكن شبـه لهـم!!
من منطلق (سورة النساء آية157) "وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا" يستنتج المعترضون أن المسيح لم يصلب ولكنه شبه لهم".
الواقع أن هذه الآية القرآنية مأخوذة من القس ورقة بن نوفل الأبيوني لأن هذه هي إحدى عقائد الهرطقة الأبيونية فقد لخص (الدكتور جواد علي في كتابه: المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام جزء 6 : 635) عقيدة الأبيونيين بقوله "وبعضهم أنكر الصلب المعروف وذهبوا إلى أن من صُلب كان غير المسيح وقد شبه على من صلبه وظن أنه المسيح حقا"
(9) وللرد على ذلك سوف نناقش النقاط التالية:
أولا: آراء المفسرين والفقهاء المسلمين عن هذه الآية.
ثانيا: مناقشة هذه الآية مناقشة نقدية.
******
(10) أولا: الواقع أن المفسرين المسلمين لهم عدة آراء مختلفة نورد بعضا منها فيما يلي:
(11) الرأي الأول: عن قولهم أن هذه الآية تنفي قتل المسيح وصلبه.
نقول:
(1) رغم أن هذه الآية في ظاهرها تنفي قتل المسيح وصلبه ولكنها لم تنف موته (فسورة آل عمران) فتقول "إني متوفيك" و(سورة مريم) تقول "يوم أموت" و(سورة المائدة) تقول "ولما توفيتني" فهذه الآيات مجتمعة تؤكد وفاته أو موته.
(2) والواقع أنه سواء صلب المسيح وقتل أو مجرد مات، فالحقيقة واحدة في جوهرها أن المسيح مات عن خطايانا كما يقول الكتاب المقدس (1كو15: 3) "ان المسيح مات من اجل خطايانا"
(3) علما بأن قتل النبيين بغير حق هو خطية اليهود الشنعاء بحسب شهادة القرآن نفسه في: (سورة البقرة 61) "كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق"
(12) الرأي الثاني:
هناك فريق آخر من المفسرين المسلمين لهم رأي آخر هو: أن آية (سورة النساء 157) تكذب ما أشاعه اليهود بأنهم قتلوا المسيح.
1- فقد كتب الأستاذ زهير جوهر بتاريخ السبت 5 يونيو 2008م تحت عنوان: هل نفى القرآن صلب المسيح؟ ونشر المقال في موقع أهل القرآن.
)http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=3691(
2- وورد في المقال تعليقا على هذه الآية من (سورة النساء آية157) "وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ" أنها: "وردت للرد على أدعاء اليهود بأنهم قتلوا عيسى".
3- وربما كان قصد القرآن أن ينفي القضاء على المسيح بقتلهم إياه إذ يقول في:
(سورة آل عمران 169) "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا، بل هم أحياء عند ربهم يرزقون"
4- إذن فهذه الآية تنفي فكرة أنهم قضوا عليه "وما قتلوه يقينا".
5- والدليل على ذلك أن هذه الآية لم تتضمن النصارى مع اليهود في نصها، وكذلك لم ترد بالقرآن آية واحدة تنفي ما يقوله المسيحيون عن أن المسيح قد صلب فعلا.
*****
(13) ونأتي الآن إلى تمجيد الله من خلال الاستماع إلى اختبارات بعض العابرين.
إختبارات العابرين والعابرات
(14) تفضل عزيزي المخرج أرنا عمل الله.
(تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
******
المداخلات
(15) والآن إلى الفقرة المحببة لنفسي وهي مداخلاتكم.
الختام
(16) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.
(17) البركة الختامية:
والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.
