606ـ موسوعة الحوار المسيحي الإسلامي [46]
(تجسد الله في المسيح)
الاعتراضات الإسلامية على عقيدة المسيح ابن الله
الجمعة 15/9/2023م
(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (606) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.
(2) دعونا نرفع طلبة في بداية البرنامج: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
إلهنا الحي أبونا الحنان، أسألك أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
******
* تنبيه: أشكر محبتكم وتجاوبكم في نداء المساهمة في إنقاذ القناة بتبرعاتكم، الرب يعضكم بكل خير آمين.
* وسوف نرسل موسوعة الحوار المسيحي الإسلامي، أو The Reality of Islam للتبرعات السخية.
(3) أحبائي: سوف أواصل حديثي من: موسوعة الحوار المسيحي الإسلامي.
(4) في الحلقات الماضية تكلمت عن: المسيحهو ابن الله المتجسد
(5) واليوم سوف أستكمل الحديث عن: الاعتراضات الإسلامية على عقيدة المسيح ابن الله.
(6) ولكن قبل ذلك أريد أن أستكمل نقطة من الحلقة السابقة وهي عن: القرآن وإمكانية اتخاذ الله ولدا
تعرض القرآن لفكرة إمكانية اتخاذ الله ولدا في أكثر من آية، بل إن محمدا يعلن أنه إن كان لله ولد لعبده:
[1] جاء فى (سورة الأنبياء17): "لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ".
- وجاء فى (تفسير ابن كثير ج 3 ص 176): "قال عكرمة والسدي المراد باللهو ههنا هو الولد"
- وجاء في كتاب (فلسفة التأويل عند محيى الدين بن عربى، تأليف: نصر حامد أبو زيد ص370) علق محيى الدين بن عربى على هذه الآية مفسراً "اللهو" بـ "الولد". وقد قرأها: "لَو أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ وَلَدَاً لاَتّخَذْنَاهُ مِن لدُنّا".
- ملحوظة: كلام ابن عربي يتوافق مع ما جاء في الإنجيل على بنوة المسيح لله وأنه من لدنه وليس من صاحِبَة، وهذا ما يتضح من قول المسيح نفسه "خرجت من عند الآب )أي من لدن الآب( وأتيت إلى العالم" (يوحنا16: 28).
[2] وجاء في (سورة الزمر 29: 4) "لَوْ أَرَادَ اللَّه أَنْ يَتَّخِذ وَلَدًا لَاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُق مَا يَشَاء سُبْحَانه هُوَ اللَّه الْوَاحِد الْقَهَّار".
1- جاء في (كتاب الناسخ والمنسوخ للقاضي أبو بكر بن عربي ص 15، كَتَبَ الحواشي الشيخ زكريا عميرات) قال: إن الله قادر أن يجعل له ولداً.
- وقد ركز بعض المسلمين على إستخدام القرآن حرف الربط "لو" في هذه الآية، ويقولون: أن هذا الحرف يدل على امتناع حدوث جواب الشرط لامتناع حدوث فعل الشرط، ويسمونه حرف امتناع لامتناع. ويقصدون أنه لو فرضنا المستحيل بأن لله ولد لكان قد اصطفى مما يخلق ما يشاء.
- وللرد على ذلك نقول أن القرآن استخدم أداة الشرط "إن" وهي تفيد إمكانية حدوث جواب الشرط لإمكانية حدوث فعل الشرط، كما جاء في السورة التالية:
[3] (سورة الزخرف 81) "قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين".
1- جاء في (تفسير الطبري ج 25 ص 102) "إن كان للرحمن ولد كنت أول من عبده بذلك"
** وهكذا تعرض القرآن لفكرة إمكانية اتخاذ الله ولدا في أكثر من آية، بل إن محمدا يعلن أنه إن كان لله ولد لعبده.
** فمن كل ما تقدم لا غبار على حقيقة أن المسيح هو إبن الله بالمعنى الروحي الظاهر في الجسد.
(7) نأتي الآن إلى الاعتراضات والرد عليها:
هناك بالطبع الكثير من أسئلة المسلم حول هذا الموضوع ولكننا نكتفي بأهمها، وسوف نقتصر في هذا المقام على الاعتراضات التالية:
الاعتراض الأول: تعبير "ابن الله" هل يليق بالله!
الاعتراض الثاني: كيف يكون المسيح هو الله وابن الله؟
الاعتراض الثالث :المسيح ينسب إلى مَن؟
الاعتراض الرابع: هل خلت السماء بالتجسد؟
الاعتراض الخامس: كيف يظهر الله في المسيح وهو يذهب إلى الغائط؟
الاعتراض السادس :ما هو هدف التجسد؟
*****
(8) الاعتراض الأول: تعبير "ابن الله" هل يليق بالله!
يحتج الكثيرون على هذا التعبير (ابن الله) ويعترضون بأنه لا يليق بجلاله سبحانه فهو المنـزه عن هذه التشبيهات.
وللرد على ذلك نقول: يجب أولاً، أن نفهم أن الوحي المقدس لم يقصد المعنى الحرفي لهذا التعبير (أي الولادة الجسدية التناسلية). أما من جهة تنـزيه الله عن مثل هذه التعبيرات التي لا تليق بجلاله، فما رأي المعترض في التعبيرات القرآنية التي في الآيات التالية:
[1] جاء في: (سـورة طه 5) "الرحمن على الكرسي استوى"
- فالمعنى الحرفي لهذه الكلمات: أن الله جلس على عرش الملك كما يجلس الإنسان.
- فهل هذا يليق بالله؟
- وهل لله مقعدة مثل البشر حتى يجلس على كرسي؟
- ثم هل هناك كرسي بالمعنى الحرف؟
- ما طوله وما عرضه وما ارتفاعه؟ وما هي المادة المصنوع منها هذا الكرسي؟.
- الواقع أنه لا يقصد بهذه الكلمات المعنى الحرفي، وإنما استخدمت لتقريب معنى (أن الله ملك يحكم الكون).
[2] وأيضا جاء في: (سـورة الحديد 29) "وأن الفضل بيد الله"
- فالمعنى الحرفي لهذه الكلمات هو أن لله يد مثل يد البشر.
- فهل هذا يليق بالله؟
- لكن المعنى المقصود هو ليس المعنى الحرفي لها،
- وإنما استخدمت لتقريب معنى "سلطان الله".
[3] وكذلك (سـورة البقرة 115) "أينما تُوَلُّوا فثمَّ وجهُ الله"،
- والمعنى الحرفي لهذه الكلمات هو أن لله وجه كوجه إنسان،
- فهل هذا يليق بالله؟
- ولكنه لا يقصد المعنى الحرفي لهذه الكلمات،
- وإنما استخدمت لتفيد أن (الله موجود في كل مكان).
# وعلى هذا القياس فانه لا يقصد من قولنا (ابن الله) المعنى الحرفي (الولادة الجسدية التناسلية) بل المعنى اللاهوتي كما سبق أن أوضحنا، وهو أن لاهوت المسيح هو نفس لاهوت الله.
# وسوف نستكمل البقية في الحلقة القادمة بمشيئة الرب.
*****
(9) ونأتي الآن إلى تمجيد الله من خلال الاستماع إلى اختبارات بعض العابرين.
إختبارات العابرين والعابرات
(10) تفضل عزيزي المخرج أرنا عمل الله.
(تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
******
المداخلات
(11) والآن إلى الفقرة المحببة لنفسي وهي مداخلاتكم.
الختام
(12) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.
(13) البركة الختامية:
والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.
