قناة الفادى الفضائية

579ـ موسوعة الحوار المسيحي الإسلامي [21]

شبهات حول البشائر الأربعة

الجمعة 3/2/2023م

(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (579) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.

(2) دعونا نرفع طلبة في بداية البرنامج: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين

إلهنا الحي أبونا الحنان، ... نعظمك ونمجدك الآن وكل أوان وإلى آخر الزمان. آمين.

أسألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.

******

* تنبيه: أشكر محبتكم وتجاوبكم في نداء المساهمة في إنقاذ القناة ببدء تبرعاتكم، الرب يعضكم بكل خير آمين.

* وسوف نرسل موسوعة الحوار المسيحي الإسلامي للتبرعات السخية.

(3) أحبائي: كان من المفروض أن نواصل المناظرة مع فضيلة الشيخ منقذ السقار، ولكن لم يصلني منه شئ ردا على الجولة الأولى وتساؤلاتي عن الإرهاب في القرآن والإسلام. ونحن في انتظار رده.

(4) أما اليوم فسوف نواصل حديثي عن: موسوعة الحوار المسيحي الإسلامي.

(4) وقلت أنها تحتوي على خمسة أقسام، وبيانها كالآتي بحسب الفهرس:

• القسم الأول: لمحة عن الإسلام والمسيحية.
• القسم الثاني: إزالة عقبات الكرازة من أمام المسلمين.
• القسم الثالث: كشف حقيقة الإسلام.
• القسم الرابع: الحياة مع المسيح.
• القسم الخامس: مواضيع حوارية.

******

(5) وقد بدأت في الحلقات الماضية الكلام عن: إزالة عقبات الكرازة أو التبشير من أمام المسلمين..

(6) واليوم أتكلم عن: شبهات حول البشائر الأربعة.

(7) تمهيد:

• يعترض المسلمون على الكتاب المقدس قائلين: هل يوجد إنجيل واحد أم أربعة؟
• ويقولون: المفروض إن الإنجيل قد أنزل على سيدنا عيسى عليه السلام، استنادا إلى قول القرآن في (سورة المائدة46) "وقفينا على أثرهم بعيسى ابن مريم مصدقاً لما بين يديه من التوراة وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور"
• لهذا يتساءلون: لماذا يوجد عند النصارى أربعة أناجيل هي: إنجيل متى ومرقس ولوقا ويوحنا؟

وللرد على هذا الاعتراض علينا أن نناقشه من عدة زوايا:

المبحث الأول: مفهوم الوحي في المسيحية والإسلام

المبحث الثاني: الإنجيل وبشائره الأربعة، والقرآن وأحرفه السبعة.

*****

() المبحث الأول: مفهوم الوحي في الإسلام والمسيحية:

أولا: مفهوم الوحي في الإسلام:

 عقيدة الإسلام في الوحي هي أن القرآن مكتوب منذ الأزل في لوح محفوظ وأن إله الإسلام أرسل جبريل إلى محمد ليقرأ ما يوحي إليه.

كما هو واضح في:

(1) (سورة البروج 21و22): "بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ"

(2) وقد أُمْليَ على النبي محمد كما هو واضحة في (سورة العلق 1): "اقرأ باسم ربك الذي خلق".

ثانيا: مفهوم الوحي في المسيحية:

أما مفهوم الوحي في الكتاب المقدس فيختلف عن مفهومه في الإسلام. فالوحي في المسيحية هو أن الروح القدس يوجه الرسل والأنبياء فيعبرون بكلامهم عن المعاني التي يريد الله أن يبلغها للناس بحسب قول الكتاب المقدس في (2بطرس 1: 21): "لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس"

**  هذا من حيث الزاوية الأولى أي مفهوم الوحي في المسيحية والإسلام.

*****

المبحث الثاني: الإنجيل وبشائره الأربعة، والقرآن وأحرفه السبعة

أولاً: الإنجيل وبشائره الأربعة:

الواقع إن الكتاب المقدس يوضح أنه لا يوجد في المسيحية سوى إنجيل واحد الذي هو بشارة المسيحية الوحيدة وهي خلاص العالم، أما ما يخص الأناجيل الأربعة فكلمة إنجيل معناها بشارة مفرحة، فالإنجيل واحد وكل تلميذ من تلاميذ المسيح كتب عن البشارة المفرحة التي لهذا الإنجيل الواحد.

يتضح ذلك من الآيات التالية:

(1) (مر1: 14و15): يقول المسيح "لقد تم الزمان واقترب ملكوت الله فتوبوا وآمنوا بالإنجيل".

(2) (مت4: 23) قيل عن المسيح "كان يطوف في الجليل كله يعلم في مجامعهم ويبشر بإنجيل الملكوت".

(3) (رو1: 16) معلمنا بولس الرسول يقول "لأني لست أستحي بإنجيل المسيح لأنه قوة الله للخلاص لكل من يؤمن".

وقد دُوِّن هذا الإنجيل الواحد بواسطة أربعة من تلاميذ المسيح كل واحد منهم كتب البشارة لفئة معينة من البشر، فمتى كتب البشارة لليهود معلنا لهم خلاص المسيح، ومرقس كتبها للرومان، ولوقا كتبها لليونان، ويوحنا كتبها لسائر الشعوب.

 وإذا أردنا أن نعبر عن هذه الحقيقة بالمصطلح الإسلامي الصحيح نقول أن الإنجيل الواحد قد كتب بأربعة أحرف.

وربما يكون هذا الكلام غريبا على البعض، فيتساءلون ما معنى: كتب بأربعة أحرف؟ أو ما المقصود بتعبير أحرف؟

ولكي نفهم هذا التعبير علينا أن نستعرض أولا استخدام هذا التعبير بالنسبة للقرآن نفسه. وهذا يأتي بنا إلى الحديث عن:

ثانيا: القرآن وأحرفه السبعة:

الواقع أنه كان هناك سبعة قرآنات مختلفة في الألفاظ والمعاني، أطلق عليها اسم "الأحرف السبعة"، وقد قام الخليفة عثمان ابن عفان بحرق ستة قرآنات منها، وأبقى على قرآن واحد فقط، وهو الموجود الآن بين أيدي المسلمين. وقد دفع عثمان حياته من أجل هذه الفعلة، فاغتالوه ومات مقتولا. جاء في: (الموسوعة العربية الميسرة ص 1187 أشراف أحمد شفيق غربال) "قامت ضده معارضة قوية انتهت بالثورة عليه وقتله. وأسباب الثورة متنوعة منها مخالفته الدين بإحراقه المصاحف كلها ما عدا المصحف الذي أمر بتعميمه"

(1) الأدلة على وجود القرآنات السبعة:

1ـ جاء في (تفسير الطبري ج1 ص20) "نزل القرآن على سبعة أحرف، إنما هو أنه نزل بسبع لغات، ... عن النبي، أنهم تماروا في القرآن، فخالف بعضهم بعضا في نفس التلاوة، وأنهم احتكموا فيه إلى النبي فاستقرأ كل رجل منهم، ثم صوب جميعهم في قراءتهم على اختلافها، حتى ارتاب بعضهم لتصويبه إياهم، فقال النبي للذي ارتاب منهم، عند تصويبه جميعهم: إن الله أمرني أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف'.

(2) معنى تعبير الأحرف السبعة:

 وقد علق السيوطي على هذا الحديث بقوله: (الإتقان في علوم القرآن ج 1 ص 132) "اختُلف في معنى هذا الحديث على نحو أربعين قولا"

منها:

1ـ أن المراد سبعة أوجه من المعاني المتفقة، عبر عنها بألفاظ مختلفة [نحو: أقبل وتعال وهلم وعجل واسرع]"

2ـ وذهب ابن عبد البر إلى أن الحروف التي نزل عليها القرآن إنها معان متفق علي مفهومها، مختلف مسموعها"

3ـ وأنهي السيوطي بحثه بقوله: "قد ظن كثير من العوام أن المراد بها (الأحرف السبعة) القراءات السبع لمصحف عثمان وهذا جهل قبيح"

4ـ ويشرح الشيخ الطبري هذا الحديث الشريف قائلا: (تفسير الطبري جامع البيان عن تأويل آي القرآن ج 1 ص 25) "الأحرف السبعة، التي أنزل الله بها القرآن، هن لغات سبع، باختلاف الألفاظ، واتفاق المعاني".

(3) حرق القرآنات الستة:

1ـ جاء في (دائرة المعارف العربية الميسرة ص 1187) تحت عنوان عثمان بن عفان "قامت ضده معارضة قوية انتهت بالثورة عليه وقتله. وأسباب الثورة متنوعة منها مخالفته الدين بإحراقه المصاحف كلها ما عدا المصحف الذي أمر بتعميمه".

2ـ وجاء في: (تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 170) "جمع عثمان القرآن وألفه وصير [السور] الطوال مع الطوال والقصار مع القصار من السور وكتب في جمع المصاحف من الآفاق حتى جمعت ثم سلقها بالماء الحار والخل وقيل أحرقها فلم يبق مصحف إلا فعل به ذلك".

من هذا نستطيع أن نرى:

أولاً: بخصوص القرآن:

1ـ أنه كان من عصر الرسول إلى عهد عثمان ابن عفان سبع مصاحف متفقة المعنى ولكنها مختلفة في التعبير.

2ـ أن عثمان بن عفان قد أحرق ستة مصاحف وأبقى على مصحف واحد هو الموجود مع الناس الآن.

3ـ لماذا أحرقت تلك المصاحف الستة، ألم يكن وجودها الآن أفضل من كل ما كتبه المفسرون من تفاسير متعارضة ومتضاربة لألفاظ النسخة الباقية.

4ـ فماذا كان في تلك النسخ حملته على حرقها يا ترى؟ وكان الأحرى به أن يتركها معتبرا إياها نظير التفاسير الكثيرة.

 ثانياً: بخصوص الإنجيل:

1ـ الواقع أن نسخ الإنجيل الأربعة محفوظة لدينا وفي متناول أيدينا لنقرأها وندرسها ونجد مدى التطابق والتكامل بينها فيزاد إيماننا بوحدانية الإنجيل رغم تعدد نسخه.

2ـ إذن فوجود الأربعة أناجيل أو البشائر ليس نقيصة في المسيحية بل على العكس إيجابية تفرد بها الإنجيل.

** وسوف نستكمل مواضيعنا عن الكتاب المقدس وعدم تحريفه في الحلقات القادمة بمشيئة الرب.

*****

(14) ونأتي الآن إلى تمجيد الله من خلال الاستماع إلى اختبارات بعض العابرين.

إختبارات العابرين والعابرات

(15) تفضل عزيزي المخرج أرنا عمل الله.

(تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)

******

المداخلات

(16) والآن إلى الفقرة المحببة لنفسي وهي مداخلاتكم.

الختام

(17) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.

(18) البركة الختامية:

والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.

وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.