396ـ من أعظم؟ ومن أشرف؟ فمن تتبع؟ (3)
الجمعة 26/7/2019م
(تقديم: أزاد)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (396) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.
أبونا: (1) مرحبا بك وأرحب بكل المشاهدين المحبوبين.
(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟
أبونا: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
إلهنا الحي أبونا الحنان، يامن بقدرتك الخارقة خلقت الأكوان، ويا من بحكمتك الفائقة أبدعت الإنسان، بسر فاق إدراك الأذهان. يا من أنت بذاتك حاضر في كل مكان، وبلاهوتك تملأ الكيان. المستور عن العيان. والفائق عن الأذهان. يا مانح الغفران. وواهب السلطان لنا بالإيمان. نعظمك ونمجدك الآن وكل أوان وإلى آخر الزمان. سأألك يا سيدي أن تبارك حلقة هذا اليوم لتكون سبب بركة لكل من يشاهدنا. آمين.
(3) المضيف: هل تذكرنا بموضوع الحلقة السابقة؟
أبونا:
تكلمت عن: ذكر اسمي أميهما في القرآن، أم محمد آمنة بنت وهب [ولا مرة]، ومريم العذراء [31] مرة.
(4) المضيف: ففيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا:
سأتكلم عن: ذكر نَسَبَيْهما في القرآن.
(5) المضيف: هل ذكر نسب محمد في القرآن؟
أبونا:
1- رغم أنه ذكر اسم محمد في القرآن 4 مرات، وبإسم أحمد مرة واحدة.
2- لكن لم يذكر في أي منها إلا إسم محمد فقط، ولم يذكر قط شيئا عن نسبه لا عن أبيه ولا عن أمه.
(6) المضيف: وماذا قال القرآن عن نسب المسيح؟
أبونا:
1- قال أنه ابن مريم بنت عمران وأخت هارون.
2- ورغم تحفظنا على هذا النسب، لكن القرآن يذكر لأم المسيح نسبا،
3- فيما أنه لم يذكر آمنة أم محمد ولا نسبها.
4- ومن جهة أخرى يذكر القرآن نسب المسيح لله بقوله: أنه كلمة الله وروح منه (سورة النساء 171)
5- فيا لشرف نسب المسيح.
6- ويا لخزي تجاهل نسب محمد.
(7) المضيف: وماذا قالت الأحاديث النبوية وكتب التراث الإسلامي عن نسب المسيح؟
أبونا:
1- جاء في (تاريخ اليعقوبي ج 1 ص 74، اسم المؤلف: بن واضح اليعقوبي، نشر: دار صادر بيروت) "ولما كملت لمريم أيامها صعد بها يوسف إلى جبل الجليل فولدت ابنها البكر فلفته في الخرق وأضجعته في مذود من اجل انه لم يكن لها مكان حيث كانا نازلين فاتاهم ملك الرب ومجد الله اشرق عليهم فخافوه خوفا شديدا. وقال لهم ملك الرب لا تخافوا ولا تحزنوا، إني أبشركم بفرح عظيم يعم العالم، ثم نسب المسيح من يوسف إلى آدم"
2- وأيضا في (تاريخ اليعقوبي ج 1 ص 69، اسم المؤلف: بن واضح اليعقوبي، نشر: دار صادر بيروت) "فأما متَّى فانه قال في الإنجيل في نسب المسيح يسوع بن داود بن إبراهيم إلى اسفل حتى انتهى إلى يوسف بن يعقوب ... ثم قال وكان يوسف بعل مريم وان المسيح ولد في بيت لحم من قرى فلسطين. وملك فلسطين يومئذ هيردوس وان قوما من المجوس ساروا إلى بيت لحم وعلى رؤوسهم نجم يهتدون به حتى رأوه فسجدوا له"
3- وتشير كتب التراث إلى لقب المسيح "ابن الله": فجاء في كتاب (مختصر إظهار الحق ج 1 ص 202، اسم المؤلف: رحمة الله بن خليل الرحمن الهندي) "أن لفظ الابن في قولهم "ابن الله" لا يؤخذ بمعناه الحقيقي؛ لأن المعنى الحقيقي "للفظ الابن" هو المتولد من نطفة الأبوين، وهو محال هاهنا ـ في حالة المسيح ـ فلابد من الحمل على المعنى المجازي المناسب لشأن المسيح عليه السلام، فيقال أنه ابن الله، أي بمعنى الإنسان الصالح البار"
(8) المضيف: وماذا قالت الأحاديث عن نسب محمد؟
أبونا:
1- تعددت وتضاربت الأحاديث في ذكر نسب محمد منها:
2- ما جاء في كتاب (التنبيه والإشراف ج 1 ص 84، المؤلف: أبو الحسن المسعودي) ذِكْرُ نسب محمد أبَّا عن جد حتى "معد" الجدِّ العشرين من جدود محمد،
3- [وأكمل المسعودي قائلا]: وإنما لم نتجاوز بنسبه صلّى الله عليه وسلّم "معداً".
(9) المضيف: وما هو تعليقك على ذلك؟
أبونا:
1- يذكر المسعودي في هذا المرجع نسب محمد حتى "معد" الجد العشرين لمحمد
2- ويقرر أن النسابين لم يتجاوزوا ذلك،
3- أي أنهم انتهوا عند هذا الجَدِّ، ولم يذكروا نسب محمد بعد ذلك.
4- والعجيب أنه برغم هذا كانت هناك إدعاءات أخرى بنسب محمد تتجاوز جدَّه [معد] لتصل بنسب محمد إلى إسماعيل.
5- ولكن هذا يناقض ما قاله محمد نبي الإسلام نفسه.
6- فقد جاء في كتاب (الإشتقاق ج 1 ص 32، المؤلف: أبو بكر بن دريد، نشر: مكتبة الخانجي القاهرة/مصر، الطبعة الثالثة) "قال عليه الصلاة والسلام: ' كَذَب النَّسَّابُونَ'، فْما بَعْدَ عدنان فهي أسماءٌ سُريانية لا يُوضِحها الاشتقاق"
7- بل ويناقض ما جاء بالقرآن نفسه:
(10) المضيف: وماذا جاء بالقرآن عن ذلك؟
أبونا:
1- جاء في (سورة إبراهيم 9) "ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعادٍ وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله"
2- وجاء في كتاب (التنبيه والإشراف ج 1 ص 36، المؤلف: أبو الحسن بن على المسعودي) "قد نفى الله عز وجل الإحاطة بعلم أحوال القرون الخالية والأمم السالفة عمن سواه، لتقادم زمانها، وبعد أيامها. فقال سبحانه "ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعادٍ وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله"
3- وجاء في كتاب (الكشاف عن حقائق التنزيل، وعيون الأقاويل، في وجوه التأويل، ج 2 ص 509، المؤلف: أبو القاسم الزمخشري نشر: دار إحياء التراث العربي بيروت) قوله: "لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللَّهُ، المعنى: أنهم من الكثرة بحيث لا يعلم عددهم إلا الله.
4- [وأضاف]: كان ابن مسعود إذا قرأ هذه الآية قال: .. يعني أنهم يدّعون علم الأنساب، وقد نفي الله علمها عن العباد".
5- وجاء في كتاب (جامع البيان عن تأويل آي القرآن ج 13 ص 187، المؤلف: محمد بن جرير الطبري، نشر: دار الفكر بيروت) تفسيرا لآية "لا يعلمهم إلا الله" يقول: لا يحصي عددهم ولا يعلم مبلغهم إلا الله"
6- وجاء في كتاب (الجامع لأحكام القرآن ج 9 ص 344، المؤلف: أبو عبد الله القرطبي، نشر: دار الشعب القاهرة) قوله: "والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله" أي لا يحصي عددهم إلا الله ولا يعرف نسبهم إلا الله. والنسابون وإن نسَّبوا إلى آدم فلا يدَّعون إحصاء جميع الأمم، وإنما ينسبون البعض ويمسكون عن نسب البعض، وقد روي عن النبي لما سمع النسَّابين ينسِّبونه إلى معد بن عدنان ثم زادوا فقال: "كذب النسابون إن الله يقول: لا يعلمهم إلا الله"
(11) المضيف: هذه شهادات قوية جدا، لقد ذكرت لنا أربع مراجع فهل يوجد أكثر من ذلك؟
أبونا:
1- جاء في كتاب (مقدمة ابن خلدون ج 2 ص 4، المؤلف: عبد الرحمن بن محمد بن خلدون، نشر: دار القلم بيروت 1984، الطبعة الخامسة) قال: "كان بعضهم إذا تلا قوله تعالى "والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله" قال النبي [صلعم] كذب النسابون"
2- وجاء في كتاب (فتح القدير، الجامع بين فنيِّ الرواية والدراية من علم التفسير ج 3 ص 99، المؤلف: بن محمد الشوكاني، نشر: دار الفكر بيروت) "قال رجل لعلي بن أبي طالب أنا أنسِّب الناس، قال: إنك لا تنسِّب الناس، فقال: بلى. فقال له عليُّ: أرأيت قوله: "وعادا وثمود وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا". [ويواصل المرجع قائلا]: ما وجدنا أحدا يعرف ما وراء معد بن عدنان"
3- وجاء في كتاب (معاني القرآن الكريم ج 3 ص 518، المؤلف: أبو جعفر النحاس، نشر: جامعة أم القرى - مكة المكرمة، الطبعة الأولى) "عن ابن عباس قال: بين عدنان وإسماعيل ثلاثون أبا لا يُعْرَفون. [وأضاف]: "وعن عروة بن الزبير أنه قال ما وجدنا أحدا يعرف ما بين عدنان وإسماعيل".
(12) المضيف: وما تعليقك على ذلك؟
أبونا:
1ـ رأينا من هذه الحلقة شرف نسب المسيح، بينما رأينا عدم ذكر القرآن شيئا عن نسب محمد.
2ـ ورأينا كذب النسابين في محاولة البحث عن نسب لمحمد.
3ـ كل هذه المحاولات الفاشلة على اعتبار أن محمد منسوب إلى عبد الله بن عبد المطلب.
4ـ فكم ستكون الصدمة عندما تعرف أن محمدا أساسا ليس إبن عبد الله بن عبد المطلب!
(13) المضيف: كيف هذا؟
أبونا:
1ـ هذا ما سوف نتكلم عنه ونثبته بالدليل والبرهان في الحلقة القادمة.
2ـ عزيزي الباحث عن الحق عليك أن تتأكد بنفسك من صدق أو كذب هذا الكلام، ارجع إلى المصادر الإسلامية وابحث بنفسك لتتعرف على الحقيقة التي طالما أُخْفِيت عنك لمدة 14 قرنا من الزمان.
3ـ ألا تستحق حياتك الأبدية أن تكون صادقا مع نفسك لتعرف مصيرك الأبدي؟
4ـ إني بكل الحب أعرض لك الحقائق ولا أجبرك على قبولها، فأنت تتمتع بكامل الحرية أن تدرس وتعرف أو أن تهمل ذلك، فالاختيار لك.
5ـ وإني أصلي من أجلك لكي يكشف لك الرب عن الحق، ويبينه لك من أجل خلاص نفسك الغالية فأنت محبوب من الرب الذي خلقك بدافع من حبه الحب العجيب.
6ـ ودليل حبه هو الوعد الصادق في الكتاب المقدس، إذ يقول: في (ار31: 3) "ومحبة ابدية احببتك من اجل ذلك ادمت لك الرحمة"
7ـ إن كنت تقبل حب المسيح وكفارته، عبِّر للرب عن ذلك قل له: إني أقبل محبتك المخلصة فارحمني واغفر لي. آمين.
إختبارات العابرين والعابرات
(14) المضيف: هل نستطيع أن نستمع لبعض اختبارات العابرين لنرى عمل الله في النفوس؟
أبونا:
1- بكل سرور.
2- وليكن هذا تشجيعا للكثيرن الذين لم يتخذوا بعد قرار العبور.
(تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
المداخلات
(15) المضيف: نشكر الله على هذه الإيضاحات. أما الآن هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم. خاصة العابرين ليشاركونا باختباراتهم.
الختام
(16) المضيف: 1ـ شكرا جزيلا لله، 2ـ وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين 3ـ هل تتفضل بالصلاة في الختام؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
(1) شكرا لك يا رب لأجل كل ما كلمتنا عنه.
(2) اذكر كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
(3) واذكر قناة الفادي لتبارك خدمتها والفريق العامل فيها.
(4) واذكر المعضدين للقناة لتعوضهم بكل بركة روحية.
(5) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.