305ـ الفداء (5)
الجمعة 22/9/2017م
(تقديم: بنيامين)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (305) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.
أبونا: (1) مرحبا بك وأرحب بكل المشاهدين المحبوبين.
(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين (2) أيها آمين. (3) وأسألك أن تستخدم كلمات اليوم لخلاص وخير المشاهدين أجمعين. آمين.
(3) المضيف: هل تذكرنا بموضوع الحلقة السابقة؟
أبونا:
تكلمت عن:
1- فداء البشرية في الإسلام.
2- وشروط الفادي في الإسلام.
(4) ففيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: سأتكلم عن: بعض الاعتراضات والرد عليها:
1- المسيح لم يصلب.
2- شبه لهم!!
3- ألا تكفي التوبة دون صلب.
4- ما ذنب المسيح ليصلب عن الناس.
(5) المضيف: هل يمكن أن تحدثنا عن الاعتراض الأول وهو: المسيح لم يصلب؟
أبونا:
(1) يعترض المسلمون بأن المسيح لم يصلب يقينا، معتمدين على قول القرآن في (سورة النساء آية157) "وقولهم (أي اليهود) إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله. وما صلبوه ولكن شبه لهم…. وما قتلوه يقينا"
(2) وأصحاب هذا الاعتراضات يرون أن القرآن يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن المسيح لم يصلب ولم يقتل بحسب ما هو ظاهر من هذه الآية!!
(3) ولكن دعنا نضع إلى جوار هذه الآية بعض الآيات القرآنية الأخرى، وبعض أقوال علماء المسلمين والمفسرين لنستوضح حقيقة ما تقصده هذه الآية،
(4) وإليك بعض تلك الآيات القرآنية فيما يلي:
1- جاء في (سورة آل عمران54 و55) "مكروا (أي اليهود) ومكر الله والله خير الماكرين. إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلى ومطهرك من الذين كفروا". فمن هذه الآية يتضح أن المسيح قد توفي قبل أن يرفع للسماء.
2- وجاء في (سورة مريم 33) "والسلام على يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا". ومن هذه الآية يتضح أن المسيح مات قبل أن يبعث حيا.
3- وأيضا جاء في (سورة المائدة 117) "فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم". من هذا أيضا يتضح أن المسيح توفي على أيدي اليهود وكان الله رقيبا عليهم.
(6) المضيف: كان هذا من آيات القرآن، فهل تسعرض لنا أقوال علماء المسلمين في تفسير هذه الآيات؟
أبونا: جاء في (تفسير الإمام الرازي ج 2 ص 457) الروايات التالية:
1- "روى ابن عباس ومحمد ابن اسحق أن معنى متوفيك أى مميتك".
2- "وقال وهب: توفى المسيح ثلاثة ساعات".
3- وقال ابن اسحق: "توفى سبع ساعات".
4- وقال إدريس: "مات المسيح ثلاثة أيام ثم بعثه الله ورفعه"
** من هذا يتضح أن المسيح مات فعلاً.
(7) المضيف: وماذ كان رأي الذين أنكروا الصلب؟
أبونا:
الواقع أن منكري الصلب اختلفوا فيما بينهم وبنوا رأيهم على أقاويل غير ثابتة وحتى في إنكارهم للصلب نرى فيها شهادة للصلب كما سنرى مما يأتي:
1- جاء في (تفسير الأمام البيضاوى جزء 2 صفحة 128) "قال قوم صلب الناسوت وصعد اللاهوت"
(8) المضيف: هذا رأي غريب ما تعليقك عليه؟
أبونا:
1- الواقع أن قول البيضاوي هذا صحيح من جهة صلب الناسوت،
2- ولكنه غير صحيح من جهة ما يقوله عن صعود اللاهوت،
3- لأننا نؤمن أن الصلب حدث فعلا للناسوت وهو الذي تأثر بعملية الصلب.
4- أما اللاهوت فلم يفارق الناسوت لحظة واحدة ولا طرفة عين،
5- وأن اللاهوت لم يتأثر بعملية الصلب،
6- ويمكن فهم هذه الحقيقة عندما ننظر إلى قطعة من الحديد المحماة بالنار، عندما نطرقها بمطرقة نجد أن الحديد فقط هو الذي يتأثر بالطرق، أما النار فلا تتأثر. مع حتمية اتحاد النار بالحديد وقت طرقه.
7- وبالرغم من أن قول البيضاوي غير صحيح من جهة صعود اللاهوت، لكننا نرى فيه إشارة جلية بأن المسيح قد صلب فعلاً بالناسوت.
(9) المضيف: نأتي إلى الاعتراض الثاني وهو "شبـه لهـم" فماذا تريد أن تقول؟
أبونا:
(1) من منطلق الآية القرآنية المذكورة في (سورة النساء آية157) "وقولهم (أي اليهود) إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله. وما صلبوه ولكن شبه لهم"
(2) يستنتج المعترضون من هذه الآية أن المسيح لم يصلب ولكنه شبه لهم.
(3) للرد على هذا الاعتراض أورد ما قاله الفقيه الكبير الإمام الرازي في (تفسيره ج3 ص 350):
1- "إن جاز أن يقال أن الله تعالى يلقى شبه إنسان على آخر فهذا يفتح باب السفسطة. فلربما إذا رأينا [زيداً] فلعله ليس [بزيد] ولكن أُلقى شبه [زيد] علي شخص آخر!!
2- و(أضاف): إذا تزوج رجل [فاطمة]، فلعله لم يتزوج [فاطمة] ولكن ألقي على [خديجة] شبه [فاطمة] فيتزوج خديجة وهو يظن أنها فاطمة".
3- وخلص الإمام الرازي إلى حقيقة خطيرة فقال: "لو جاز إلقاء شبه أحد على شخص آخر فعندئذ لا يبقى الزواج والطلاق والملك موثوقاً به".
4- وأكد هذا الكلام بِنَصِّهِ الإمام الزمخشري في تفسيره (الكشاف ج 1 ص 630).
5- أما صاحب (تفسير البحر المحيط أبي حيان الأندلسي ج3/ص405) فقد قطع الشك باليقين إذ قال: "أمّا أن يُلقى شبهه على شخص آخر فذلك لم يصح عن رسول الله [أي لم يقل به محمد]"!
6- وبهذا قد تأكد لنا أنه لا القرآن، ولا محمد، ولا أئمة الإسلام الكبار، ينكرون صلب المسيح،
7- ولكن السطحيين وأنصافَ المتعلمين فقط هم الذين ينكرون صلب المسيح.
8- وقد قيل: أن أنصاف المتعلمين أخطر من الجهلة.
(10) المضيف: وما هو تعليقك على ذلك؟
أبونا:
1- الإمام الرازي يستبعد أن يكون المقصود من تعبير "شبه لهم" هو إلقاء شبه المسيح على إنسان آخر.
2- بل ربما أراد القرآن أن يقول أن معنى "شبه لهم" هو أنهم بصلبهم للمسيح قد ظنوا أنهم قد قضوا على رسالته، ولكن هيهات أن يقضوا عليها، بل شبه لهم ذلك.
3- والواقع أن هذه الآية القرآنية لم تنكر إيمان المسيحيين بصلب المسيح، بل نفت ادعاء اليهود أنهم صلبوه.
4- والعجب كل العجب أن يدَّعي المسلمون بأن العالم كله ظل مخدوعا سبعة قرون حتى جاء القرآن لينكر صلب المسيح.
(11) المضيف: هل تشرح لنا النقطة الثالثة: وهي تعبير "شبه لهم"؟
أبونا:
الواقع أن هناك تضارب شديد في الروايات الإسلامية حول الشخص الذي يقال أنه وقع عليه شبه المسيح:
1. ففي (تفسير البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي ج3/ص405) يقول: "قد اختُلف فيمن ألقي عليه الشبه اختلافاً كثيراً: فقيل اليهودي الذي دل عليه، وقيل خليفة قيصر الذي كان محبوساً عنده، وقيل واحد من اليهود دخل ليقتله، وقيل رقيب وكلته به اليهود، وقيل ألقى الشبه على كل الحواريين، وقيل ألقى الشبه على الوجه دون البدن ... الخ" وقال آخرون أنه سرجس، وقيل يهوذا الذي سلمه، والواقع أن يهوذا انتحر قبل صلب المسيح.
2. وهناك رأي قانوني يقول أنه: "إذا تضاربت أقوال الشهود بطلت الدعوى".
http://www.nabulsi.com/blue/ar/art.php?art=5576&id=142&sid=1177&ssid=1190&sssid=1195
3. ونحن نتساءل: هل كان الله محتاجا أن يقوم بهذه التمثيلية؟ ألم يكن في مقدوره أن يرفع المسيح أمام أعين الجميع دون أن يوقع شبهه على غيره؟
4. ونتساءل أيضا: هل هذا الكذب والخداع يتفق مع كمال صفات الله الصادق والأمين الحق؟
5- عزيزي المسلم الباحث عن الحق، تفكر في كل هذه الأدلة والبراهين لتعرف الحق.
6- وأهم من كل هذا، اطلب من الله أن يكشف لك الحقيقة من أجل خلاص نفسك من الضياع الذي تحياة.
7- وثق أن الله يحبك ويعمل على خلاص نفسك بصرف النظر عن ماضيك بكل مافيه. آمين.
المداخلات
(12) المضيف: نشكر الله على هذه الإيضاحات. أما الآن هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم. مع ملاحظة أن اليوم هو يوم الجمعة والأولوية في الاتصالات هي لأحبائنا المسلمين.
(1) والفئة الأولى: هي للعابرين ليشاركونا باختباراتهم.
(2) والفئة الثانية: هي للباحثني عن الحق بإخلاص. وباب الأسئلة مفتوح لهم في أي شئ.
(3) الفئة الثالثة: هي المعترضين على ما نقول، ونرحب بهم وباعتراضاتهم بشرطين:
1- الشرط الأول: الاعتراض على ما جاء في موضوع الحلقة.
2- والشرط الثاني: هو الالتزام بأدب الحوار،
3- ولكن إن تخطى أحد هذه الخطوط فنأسف له ونحن نقدم له الكارت الأحمر لانتهاء مشاركته.
الختام
(13) المضيف: 1ـ شكرا جزيلا لله، 2ـ وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين 3ـ هل تتفضل بالصلاة في الختام؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.
(4) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.
(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا،
(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.