304ـ الفداء (4)
الجمعة 15/9/2017م
(تقديم: هدى)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (304) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.
أبونا: (1) مرحبا بك وأرحب بكل المشاهدين المحبوبين.
(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين (2) أيها آمين. (3) وأسألك أن تستخدم كلمات اليوم لخلاص وخير المشاهدين أجمعين. آمين.
(3) المضيف: هل تذكرنا بموضوع الحلقة السابقة؟
1- أبونا: في سلسلة صلب المسيح تكلمت عن: مبدأ الفداء في الإسلام.
(4) ففيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: سأتكلم عن:
1- فداء البشرية في الإسلام.
2- وشروط الفادي في الإسلام.
(5) المضيف: ماذا جاء في الإسلام عن فداء البشرية؟
أبونا:
الإسلام يقر أنه لابد من فداء للبشرية:
1- ففي (سورة المائدة 32): "كتبنا على بنى إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس [أي من قتل نفساً بريئة] أو فساد فى الأرض [أي نفسا طاهرة] فكأنما قتل الناس جميعاً، وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً".
1- ولعلك تجد فى هذا المعنى فكرة الفداء واضحة.
2- فالناس لكونهم خطاة فهم مستحقين الموت، كما سبق أن أوضحنا في (سورة البقرة 81) "من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار".
3- ولكن إن حمل هذا الحكم إنسان برئ طاهر، اعتبر موته موتاً للناس جميعاً.
(6) المضيف: وماذا قال الإسلام عن شروط الفادي؟
أبونا:
من حديثنا عن الفداء فى المسيحية عرفنا شروط الفادي، وهنا نرى موافقة الإسلام أيضاً على نفس الشروط:
(1) ينبغي أن يكون الفادي غيرَ محدود:
فلا يستطيع أحد أن يكفر عن خطيئة الإنسان غير المحدودة سوى الله الغير محدود:
1- ففي (سورة المائدة 12) "لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَار"ُ
2- (سورة التحريم 8) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ".
(7) المضيف: ما معنى "يكفر" في القواميس العربية؟
أبونا:
1- يقول إبراهيم دادي في موقع:
http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=15971
"كَفَّر الله من سيئات: أي الرحمان الرحيم يخفي من بعض سيئاتهم"
2- وفي موقع معاجم:
https://www.maajim.com/dictionary/%D9%83%D9%8E%D9%81%D9%8E%D8%B1%D9%8E
" كَفَرَ بمعنى السَّتْر" أي ستر خطاياهم.
3- فمن هذا يتضح أن الله وحده هو الذي يستطيع أن يكفر عن خطايا البشرية أي يغطيها ويسترها ويغفرها.
(8) المضيف: وماذا قال الإسلام عن الشرط الثاني من شروط الفادي وهو أن يكون الفادي إنسانا؟
أبونا:
حتى ينوب عن البشرية ويعتبر موته موتاً للناس جميعا.
1- فقد جاء في (سورة المائدة 32): "كتبنا على بنى إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا. ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً.
2- فمن هذا يتضح أن الفادي الذي يستطيع بموته أن يكفر عن الناس جميعاً، لا بد أن يكون [نفسا] من طبيعة نفوس البشر، فيعتبر موته موتاً للناس جميعاً.
(9) المضيف: وماذا قال الإسلام عن الشرط الثالث من شروط الفادي وهو أن يكون الفادي طاهرا؟
أبونا: في نفس الآية السابقة نرى هذا الشرط أيضا:
1- (سورة المائدة 32): "كتبنا على بنى إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس [أي بريئة] أو فساد في الأرض (أي طاهرة) فكأنما قتل الناس جميعا".
2- فالشخص الذي يعتبر موته موتاً للناس جميعاً يجب أن يكون طاهراً لم يصنع فساداً في الأرض.
(10) المضيف: ومن وجهة نظر الإسلام هل اكتملت شروط الفادي هذه في السيد المسيح؟
أبونا: نعم لقد شهد القرآن، للمسيح الفادى أنه:
أولا: غير محدود:
1- لكونه كلمة الله وروح منه (سورة النساء 171) "إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه".
2- وقد قال الشيخ محي الدين العربي في (كتاب نصوص الحكم جزء 2 ص 35): "الكلمة هي الله متجلياً … وهي عين الذات الإلهية لا غيرها".
3- وقال أيضا "الكلمة هي اللاهوت". (كتاب فصوص الحكم جزء 24 ص 134)
4- وتقول نفس الآية (سورة النساء 171) "وروح منه". وروح الله غير محدود.
5- إذن فلكون المسيح كلمة الله وروحه فقد اكتمل الشرط الأول للفادي وهو غير المحدودية في المسيح من جهة لاهوته.
(11) المضيف: وماذا قال الإسلام عن الشرط الثاني للفداء وهو أن المسيح إنسان؟
أبونا:
1- المسيح من جهة الناسوت (طبيعته الجسدية) هو مجرد إنسان عادي،
2- هذا ما قاله الملاك في بشارته لمريم، كما جاء في (سورة مريم 19) "قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا" فهو يبشرها بغلام أي إنسان بشر.
(12) المضيف: وماذا قال الإسلام عن الشرط الثالث للفداء وهو أن المسيح طاهر؟
أبونا:
1- جاء في (سورة مريم 19): التي سبق ذكرها يقول فيها الملاك:" قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا (أي طاهرا)" فالقرآن يشهد أن المسيح طاهر.
2- وجاء في (تفسير الرازى جزء 3 ص 676) "أن المسيح مسح من الأوزار والآثام ... مسحه جبريل بجناحه وقت ولادته ليكون ذلك صوناً من مس الشيطان؟.
3- وجاء في (البخاري ج3 ص1196): "ابن آدم يطعنه الشيطان في جنبيه بإصبعه حين يولد غير عيسى ابن مريم ذهب (الشيطان) ليطعن فطعن في الحجاب".
4- من هذا يتضح لنا جلياً أن المسيح هو وحده الطاهر الذي لم يستطيع الشيطان مسه.
5- وقد اكتمل في المسيح شروط الفادي الكاملة: غير المحدودية، الإنسانية، الطهارة.
(13) المضيف: وماذا قال الإسلام عن عمل الفداء؟
أبونا:
أوضحنا في حديثنا عن عمل الفداء في المسيحية أنه شمل عدة أمور جوهرية قد تمت بالمسيح وهنا نرى شهادة الإسلام أيضاً لذلك:
1- الرحمة.
2- الشفاعة.
3- الموت عن البشرية، وإحيائها.
(14) المضيف: ماذا قال الإسلام عن رحمة الله؟
أبونا:
1- جاء في (جامع الأحاديث للسيوطي ج18 ص107) :"ما أحد يدخل الجنة إلا برحمة الله تعالى قيل ولا أنت يا رسول الله؟ قال ولا أنا إلا يتغمدنى الله برحمته".
2- والقرآن يلقب المسيح أنه هو رحمة الله كما جاء في: (سورة مريم 21): "ولنجعله [أي المسيح] آية للناس ورحمة منا".
(15) المضيف: وماذا عن الشفاعة؟
أبونا: وضح القرآن وأئمة الإسلام أن الشفاعة هي:
(1) من حق الله وحده:
1- ذكر في (سورة السجدة 4): "مالكم من دونه ولى ولا شفيع".
2- وفي (تفسير الجلالين ج1 ص545) "من دونه": أي غيره، "ولى": أي ناصر، "شفيع": أي يدفع عذابه عنكم".
(2) والقرآن يوضح أن المسيح شفيع في الآخرة:
1- في (سورة آل عمران 45):"إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة".
2- وفي (تفسير البيضاوي ج 2 ص 40، نشر دار الفكر بيروت) "الوجاهة في الدنيا النبوة وفي الآخرة الشفاعة"
(16) المضيف: وماذا عن الموت عن البشرية وإحيائها؟
أبونا:
1- في (سورة المائدة 32): "كتبنا على بنى إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً"
2- وجاء في (تفسير الطبري ج 6 ص 200) "يقول من قتل نفسا واحدة فهو مثل من قتل الناس جميعا، ومن أحياها ... فهو مثل استحياء الناس جميعا"
3- وقد قتل اليهود السيد المسيح البرئ والطاهر فكأنما قتلوا الناس جميعا، وعندما قام المسيح من الأموات فقد أحيا الناس جميعا. وهذا من بركات الفداء العديدة.
** عزيزي المسلم الباحث عن الحق ليتك تتفكر في هذه المحبة الإلأهية أن يصلب المسيح عوضا عنك ليعطيك حياة أبدية ويغدق عليك النعمة الغنية. آمين.
المداخلات
(17) المضيف: نشكر الله على هذه الإيضاحات. أما الآن هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم. مع ملاحظة أن اليوم هو يوم الجمعة والأولوية في الاتصالات هي لأحبائنا المسلمين.
(1) والفئة الأولى: هي للعابرين ليشاركونا باختباراتهم.
(2) والفئة الثانية: هي للباحثني عن الحق بإخلاص. وباب الأسئلة مفتوح لهم في أي شئ.
(3) الفئة الثالثة: هي المعترضين على ما نقول، ونرحب بهم وباعتراضاتهم بشرطين:
1- الشرط الأول: الاعتراض على ما جاء في موضوع الحلقة.
2- والشرط الثاني: هو الالتزام بأدب الحوار،
3- ولكن إن تخطى أحد هذه الخطوط فنأسف له ونحن نقدم له الكارت الأحمر لانتهاء مشاركته.
الختام
(18) المضيف: 1ـ شكرا جزيلا لله، 2ـ وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين 3ـ هل تتفضل بالصلاة في الختام؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.
(4) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.
(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا،
(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.