303ـ الفداء (3)
الجمعة 8/9/2017م
(تقديم: صباح)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (303) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.
أبونا: (1) مرحبا بك وأرحب بكل المشاهدين المحبوبين.
(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين (2) أيها آمين. (3) وأسألك أن تستخدم كلمات اليوم لخلاص وخير المشاهدين أجمعين. آمين.
(3) المضيف: هل تذكرنا بموضوع الحلقة السابقة؟
أبونا: شروط الفادي [غير محدود/ إنسان/ طاهر]
(4) المضيف: ففيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: سأتكلم عن: الفداء في الإسلام
(1) مشكلة العدل والرحمة في الإسلام.
(2) مبدأ الفداء في الإسلام: ويشتمل على:
1- مفهوم الفداء.
2- أمثلة للفداء:
أ- فداء ابن إبراهيم.
ب- فداء عبد الله بن عبد المطلب.
ج _ ذبائح عيد الأضحى.
(5) المضيف: ماذا تريد أن تقول عن مشكلة العدل والرحمة في الإسلام؟
أبونا:
1- الواقع أن الفداء يتعلق بمشكلة العدل والرحمة كما رأينا سابقا،
2- والإسلام أيضا يشهد بأن الله عادل وبعدله حكم على البشرية بالموت من أجل خطاياهم.
3- جاء في (سورة البقرة81) "من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار".
4- ولكن الإسلام يقر أيضاً أن الله رحيم ولا بد أن يغفر الخطايا ويخلص البشر من نار جهنم.
5- جاء في (سورة آل عمران 103) "وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها".
6- وهذا ليس بالأمر الهين أو البسيط بل إن الإسلام يشهد بأنها مشكلة ليست هينة إذ يقول القرآن في (سورة الزمر19) "أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من فى النار".
7- وقد فسر الإمام النسفى (تفسير النسفى جزء4 صفحة41) ذلك قائلاً: "معناه أفمن حق عليه كلمة العذاب ينجو منه (أفأنت تنقذه) أي لا يقدر أحد أن ينقذه"
(6) المضيف: وما هو تفسير الفداء في الإسلام؟
أبونا:
1- يقول الإمام النسفى (تفسير النسفى جزء 4 صفحة21): "الفداء هو التخليص من الذبح ببدل .. وليس هذا بنسخ للحكم، بل ذلك الحكم كان ثابتاً على طريق الفداء".
2- وهذا المفهوم يتفق تماما مع المفهوم المسيحي للفداء كما ذكرنا في حلقة سابقة.
(7) المضيف: هل يمكن أن تذكر لنا بعض الأمثلة لمبدأ الفداء في الإسلام؟
أبونا: أمثلة للفداء:
1- ضربنا في معرض الحديث عن الفداء في المسيحية عدة أمثلة وهي: فداء اسحق وفداء بكر الإنسان وذبائح الفداء للتكفير.
2- وسنضرب أيضاً من الإسلام أمثلة تؤيد هذه النظرية:
أولا: فداء ابن إبراهيم:
1- القرآن لم يذكر إسم الذبيح.
2- واختلف أئمة الإسلام فى تحديد المقصود بابن إبراهيم، هل هو اسحق أم إسماعيل؟ فقال بعضهم أنه إسماعيل وقال آخرون أنه اسحق.
3- وقد ذكر الإمام النسفى الرأيين فيما كتبه (تفسير النسفى جزء4 صفحة 20)، وقد آثرنا أن نقتبس كلامه بالحرف الواحد إذ قال: "الذبيح إسماعيل وهو قول: أبى بكر وابن عباس وابن عمر وجماعة من التابعين رضى الله عنهم.
4- [وأكمل قائلا]: وعن على وابن مسعود والعباس وجماعة من التابعين رضى الله عنهم أنه اسحق، ويدل عليه كتاب يعقوب إلى يوسف عليهما السلام: "من يعقوب إسرائيل الله ابن اسحق ذبيح الله ابن إبراهيم خليل الله".
5- وطبعاً الأرجح هو أنه اسحق لأنه ثابت بالدليل السابق ذكره ولأن رواية التوراة والإنجيل تدل على أنه اسحق.
(8) المضيف: ماذا قال القرآن عن قصة هذا الفداء؟
أبونا:
1- (سورة الصافات101-107) "فبشرناه بغلام حليم. فلما بلغ معه السعي (أي يسعى مع أبيه في أشغاله) قال يا بني أنى أرى في المنام أنى أذبحك. فانظر ماذا ترى (أي ماذا تبصر من رأيك).
2- قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين فلما أسلما (أي انقادا لأمر الله وخضعا) وتلَّه للجبلين (أي صرعه على جبينه ووضع السكين على حلقه)
3- وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا. إنا كذلك نجزى المحسنين. إن هذا لهو البلاء المبين (أي الاختبار البين)
4- "وفديناه بذبح عظيم".
5- وقد فسر هذه الجملة الأمام النسفى (تفسير النسفى جزء4 صفحة 21 ) قائلاً: "هنا إشكال وهو أنه لا يخلو ما أن يكون ما أتى به إبراهيم من بطحه (بطح ابنه) على شقه وإمرار الشفرة (السكين) في حلقه، في حكم الذبح أم لا؟ فان كان في حكم الذبح فما معنى الفداء الذي ذكر في الآية القائلة وفديناه بذبح عظيم؟
6- والفداء هو تخليص من الذبح ببدل …
7- وقد وهب الله لإبراهيم الكبش ليقيم ذبحه مقام تلك الحقيقة في نفس إسماعيل بدلا منه.
8- وليس هذا بنسخ منه للحكم، بل ذلك الحكم كان ثابتا على طريق الفداء.
9- على أن المبتغى منه في حق الولد أن يصير قربانا بنسبة الحكم إليه ومكرما بالفداء".
10- فلعلك تدرك من قول الإمام النسفى هذا تأكيدا لشريعة الفداء أي التخليص (أو الخلاص) من الحكم ببدل. ورغم أن الفادي هو الذي تحمل الحكم فلا يعتبر هذا نسخا (أي نقضاً) للحكم ذاته بل تثبيتاً له وتكريماً لشخص المفدى.
(9) المضيف: وماذا عن فداء عبد الله بن عبد المطلب؟
أبونا:
1- جاء في كتاب (السيرة النبوية لابن هشام ج 1 ص 289) وكتاب (المولد للشيخ محمد برانق ص 17) لقد نذر عبد المطلب جد الرسول نذراً لله بقوله يارب، لئن رزقت أولاداً عشرة وبلغوا أشدهم معي ، لأنحرن [أذبح] أحدهم لك عند الكعبة.
2- وعند ما رزق بأولاده العشرة، أراد ذبح من طلعت عليه القرعة، وهو عبدا لله أبو الرسول، فخرجت قريش لتمنع ذبحه، فقال لهم: وماذا أفعل وقد نذرت ذلك، فوجب على الوفاء؟
3- قالوا: إن كان فداؤه بأموالنا فديناه، وإن كانت بأنعامنا [أي مواشينا] نحرناها فى سبيله.
4- وعندما استشاروا العرافة، سألتهم: كم الديّة فيكم، إذا أردتم أن تفدوا مذنباً؟ قالوا: عشرة من الإبل.
5- قالت: تقربوا بها، فإن لم تقبل زيدوها عشراً بعد عشر حتى يرضى ربكم.
6- وضربوا بالقداح [القرعة] بين عبد الله والإبل. فخرجت على عبد الله، فزادوا الإبل عشرة أخرى، وضربوا فخرجت كذلك على عبد الله، فما زالوا يزيدون فى الإبل وتخرج على عبد الله. وعبد المطلب قائم يدعو الله أن يقبل فداءه ويسمع شفاعته حتى بلغت الإبل مائة، فخرجت عليها.
7- ففرح القوم وهللوا، وقالوا لعبد المطلب: لقد تقبل الله فداء ابنك يا عبد المطلب.
** يتضح لك من هذه الحادثة أيضاً فكرة الفداء، فعبد المطلب قدم الإبل فداء عن ابنه لتموت عوضاً عنه.
(10) المضيف: وماذا عن ذبائح عيد الأضحى؟
أبونا:
1- عيد الأضحى يعرف باسم [عيد التضحية والفداء] (جريدة أخبار اليوم بتاريخ 25/4/1964) والذبائح التي تنحر فيه هي بقصد الفداء كما يتضح مما يلي:
2- (الطبقات الكبرى لابن سعد بن منيع ج 2 ص 176) "وضحى رسول الله بكبشين أملحين أقرنين".
3- (سنن البيهقي الكبرى ج 9 ص 264) "دعا الرسول بكبش فذبحه هو بنفسه وقال بسم الله والله أكبر اللهم عني وعمن لم يضح من أمتي"
4- (كتاب إحياء علوم الدين للإمام أبي حامد بن محمد الغزالي ج1 ص 243): "قال رسول الله: يا فاطمة قومي إلى أضحيتك فأشهديها، فان لك بأول نظرة من دمها أن يغفر لك ما سلف من ذنوبك".
5- وجاء فيه أيضا وفي نفس الصفحة: "وأما ذبح الهدْى [أي الضحية] هو تقرب إلى الله تعالى. فعليك أن تكمل الهدْى [الضحية] واطلب أن يعتق [أي يحرر] الله بكل جزء منه [أي من الهدْى أو الضحية] جزءا منك من النار. فكلما كان الهدى [أو الضحية] أكبر وأجزاؤه أوفر كان فداؤك من النار أعم"
** من كل هذا يتضح لك جيداً أن ذبائح عيد الضحية يقصد بها الفداء والتكفير.
(11) المضيف: هل لك تعليق في نهاية هذا الطرح؟
أبونا:
(1) رأينا إقرار الإسلام بمبدأ الفداء كما وضحنا من خلال:
1- القرآن "وفديناه بذبح عظيم".
2- وفداء ابن إبراهيم.
3- وفداء عبد الله بن عبد المطلب.
4- وذبائح عيد الأضحى.
(2) وفي حلقاتنا القادطمة بمشيئة الله نستكمل الحديث عن الفداء وشروط الفادي من القرآن والمراجع الإسلامية.
(3) عزيزي المشاهد ألا يمكن أن تتفكر في هذه الأمور لتبحث عن خلاص نفسك. اطلب من الله الذي خلقك أن يرشد إلى الحق. آمين.
المداخلات
(12) المضيف: نشكر الله على هذه الإيضاحات. أما الآن هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم. مع ملاحظة أن اليوم هو يوم الجمعة والأولوية في الاتصالات هي لأحبائنا المسلمين.
(1) والفئة الأولى: هي للعابرين ليشاركونا باختباراتهم.
(2) والفئة الثانية: هي للباحثني عن الحق بإخلاص. وباب الأسئلة مفتوح لهم في أي شئ.
(3) الفئة الثالثة: هي المعترضين على ما نقول، ونرحب بهم وباعتراضاتهم بشرطين:
1- الشرط الأول: الاعتراض على ما جاء في موضوع الحلقة.
2- والشرط الثاني: هو الالتزام بأدب الحوار،
3- ولكن إن تخطى أحد هذه الخطوط فنأسف له ونحن نقدم له الكارت الأحمر لانتهاء مشاركته.
الختام
(13) المضيف: 1ـ شكرا جزيلا لله، 2ـ وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين 3ـ هل تتفضل بالصلاة في الختام؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.
(4) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.
(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا،
(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.