299ـ حقيقة صلب المسيح (2)
الجمعة 11/8/2017م
(تقديم: صباح)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (299) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.
أبونا: (1) مرحبا بك وأرحب بكل المشاهدين المحبوبين.
(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين (2) أيها آمين. (3) وأسألك أن تستخدم كلمات اليوم لخلاص وخير المشاهدين أجمعين. آمين.
(3) المضيف: هل تذكرنا بموضوع الحلقة السابقة؟
أبونا: عقيدتنا في صلب المسيح
(1) ووضحت أنني سأتكلم عن:
1- جرم الخطية.
2- عقوبة الخطية.
3- غفران الخطية.
4- حتمية الفداء.
5- الاعتراضات والرد عليها.
(1) ولكني تكلمت عن النقطة الأولى فقط وهي: جرم الخطية.
(4) ففيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: سأتكلم عن: النقطة الثانية وهي: عقوبة الخطية
1- عقوبة الخطية في المسيحية
2- عقوبة الخطية في الإسلام
(5) المضيف: هل يمكن أن تحدثنا عن عقوبة الخطية في المسيحية؟ وما هو موقف الله من خطية آدم وذريته (أي البشرية كلها)؟
أبونا:
1- لكي نعرف ذلك يجب أن نناقش أولا صفات الله المطلقة وخاصة صفة العدل،
2- فالله حاكم عادل، ولهذا فأنه لا بد أن يعاقب آدم وبنيه على خطاياهم.
(6) المضيف: ماذا قال الكتاب المقدس عن كون الله حاكم عادل؟
أبونا:
1- في (مزمور7: 11) "الله قاض عادل".
2- فبما أن الله (قاض عادل) فلا بد أن يعاقب الأشرار على شرهم.
(7) المضيف: هل يمكن أن تحدثنا عن عقوبة آدم وبنيه
أبونا:
1- لقد عصى آدم وصية الله بأكله من الشجرة التي نهاه عن الأكل منها، فاصبح مخطئا فى حق الله.
2- وقد حذر الله آدم من العقوبة التي سيعاقب بها فقد سبق أن قال له "يوم تأكل منها موتاً تموت" (تك2: 7).
3- وجاء في (حز18: 4) عن عقوبة كل نفس بشرية تخطئ "النفس التي تخطئ هي تموت".
(8) المضيف: ما هو حكم الموت هذا الذي حكم به على آدم وبنيه؟
أبونا:
حكم الموت هذا يشمل:
1- الموت الروحي،
2- والموت الأدبي،
3- والموت الأبدي.
(9) المضيف: هل يمكن أن تحدثنا عن الموت الروحي؟
أبونا: الموت الروحي:
1- بعد أن سقط آدم في الخطية أصبحت طبيعته فاسدة ولا تتلاءم مع الحياة المقدسة فى الجنة،
2- وهذا ما يسمى بالموت الروحي أي الانفصال عن الله والخروج من حضرته القدسية.
3- ومن الطبيعي أن المولودين من هذين الأبوين الفاسدين لابد أن يرثوا طبيعتهما الفاسدة الخاطئة التي تستوجب حكم الله العادل عليها بالموت،
4- ولذلك يقول الكتاب "فى آدم يموت الجميع" (كو 15: 22) .
(10) المضيف: وماذا عن الموت الأدبي؟
أبونا: الموت الأدبي:
1- الواقع أن الله عندما خلق الإنسان خلقه على صورته وأعطاه كرامة فائقة وجعله في جنة عدن.
2- ولكن عندما أخطأ طرد من الجنة وفقد الكرامة التي كانت له، وكساه الخزي والعار، ووجد نفسه عريانا من البر والقداسة.
3- وهذا هو ما يقول عنه الكتاب المقدس: "البر يرفع شأن الأمة وعار الشعوب الخطية" (أمثال14: 34)
4- وليس أدل على هذا العار من قصة شمشون الجبار الذي ترك حياة القداسة التي كان يعيشها وسقط في الخطية مع دليلة فماذا حدث له؟ فقد عينيه ودار في الطاحون كالحيوان، واستهزأوا به وغطاه الخزي والعار.
5- هذا ما نعنيه بالموت الأدبي الذي يحل بالإنسان كنتيجة حتمية للخطية.
(11) المضيف: وماذا عن الموت الأبدي؟
أبونا:
1- لا يقتصر عقاب الخطاة على الطرد من الجنة وعدم العودة إليها فحسب، بل يشمل العقاب أيضاً الطرح في نار جهنم إلى الأبد. وهذا ما يسمى بالموت الأبدي.
2- فالكتاب المقدس يذكر ما يقوله الرب للأشرار في يوم الدينونة "اذهبوا عنى يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته" (متى 25: 41).
(12) المضيف: كان هذا عن عقوبة الخطية وهي حكم الموت الروحي والأدبي والأبدي من وجهة نظر المسيحية، ولننتقل الآن لنرى العقوبة الخطية من وجهة النظر الإسلامية.
أبونا: يتفق الإسلام أيضا على أن عقوبة الخطية وهي أولا: الموت الروحي: (الطرد من الجنة)
1- في (سورة طه 121): "فعصى آدم ربه فغوى .. قال إهبطا منها جميعاً".
2- ففي حين أن الله يخاطب آدم وحواء وهما مثنَّى بقوله "اهبطا" تراه يتكلم فى نفس الوقت بصفة الجمع فيقول "جميعاً"،
3- وقد فسر ذلك الإمام البيضاوى بقوله: "جمع الضمير لأنهما أي آدم وحواء أصلا الجنس، فكأنهما الإنس كلهم".
4- ووضح ذلك أيضا:الإمام النسفى: فى تفسير الآية التي وردت فى سورة البقرة عن طرد آدم أيضاً "وقلنا إهبطوا بعضكم لبعض عدو". قال: "رغم أن الله يخاطب آدم وحواء لكنه يكلمهم بصيغة الجمع فى قوله (إهبطوا) وأضاف قائلا: "المراد هما: أي آدم وحواء وذريتهما، لأنهما كانا أصل الإنس ومتشعبهم، جعلا كأنهما الإنس كلهم" [تفسير الإمام النسفى جزء 1].
** من هذا نرى أن عقوبة الخطية هي الموت الروحي.
(13) المضيف: وماذا قيل في الإسلام عن الموت الأدبي: (أي الخزي والعار)؟
أبونا:
1- في هذا يقول القرآن في: (سورة الزمر 26): "فأذاقهم الله الخزىَ في الحياة الدنيا ولَعذاب الآخرة أكبر".
2- ويعلق على هذه الآية العلامة الشيخ عبدالله يوسف علي قائلا: "غالبا ما تثمر الخطيئة خزيا وعارا في هذه الدنيا، ولكن العقوبة الأكبر هي في الآخرة" (ترجمة معاني القرآن الكريم بالإنجليزية ص 1188)
** من هذا نرى عقوبة الخطية بالخزي والعار.
(14) المضيف: هل يمكن أن تحدثنا عن عقوبة الموت الأبدي من وجهة نظر القرآن؟
أبونا: أي النار الأبدية:
(1) جاء في (سورة الجن 23): "ومن يعصى الله ورسوله فأن له نار جهنم خالدين فيها أبداً"
(2) وفي (سورة طه 121): (وعصى آدم ربه فغوى) لذلك فإن الحكم عليه هو الطرح فى نار جهنم.
(3) وهكذا الحال مع كل من يخطئ، كما يتضح من السورة الآتية:
1- (سورة البقرة 81): "من كسب سيئة وأحاطت به خطيئة فألئك أصحاب النار"
2- (سورة مريم 71): "وإن منكم إلا واردها (أي جهنم) كان على ربك حتماً مقضياً.
3- فمن هذا يتضح أن آدم وبنيه إذ اخطأوا استحقوا نار جهنم. هذا هو الموت الأبدي.
(15) المضيف: كان هذا عن عقوبة الخطية وهي الموت بأنواعه، ولكن ما هو الحل، هل سوف تكون هذه هي نهاية البشر؟
أبونا:
1- أنا تكلمت اليوم عن عقوبة الخطية فقط لأن وقت البرنامج لا يسمح بمناقشة الحل وهو غفران الخطية والخلاص من موت الخطية بكل أنواعه: الموت الجسدي، والموت الأدبي، والموت الأبدي.
2- لهذا نرجئ الحديث عن ذلك إلى الحلقة القادمة بمشيئة الرب.
3- وليس معنى هذا أن الله لا يغفر خطاياك حتى تسمع الموضوع الأسبوع القادم.
4- فالله مستعد اليوم أن يقبل توبتك إن كنت تثق في الفداء الذي قدمه لك المسيح بصلبه.
5- فقط قل له "إرحمني يا رب أنا الخاطي. وأثق في خلاصك وغفرانك لخطاياي بدم صليبك. آمين.
المداخلات
(16) المضيف: نشكر الله على هذه الإيضاحات. أما الآن هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم. مع ملاحظة أن اليوم هو يوم الجمعة والأولوية في الاتصالات هي لأحبائنا المسلمين.
(1) والفئة الأولى: هي للعابرين ليشاركونا باختباراتهم.
(2) والفئة الثانية: هي للباحثني عن الحق بإخلاص. وباب الأسئلة مفتوح لهم في أي شئ.
(3) الفئة الثالثة: هي المعترضين على ما نقول، ونرحب بهم وباعتراضاتهم بشرطين:
1- الشرط الأول: الاعتراض على ما جاء في موضوع الحلقة.
2- والشرط الثاني: هو الالتزام بأدب الحوار،
3- ولكن إن تخطى أحد هذه الخطوط فنأسف له ونحن نقدم له الكارت الأحمر لانتهاء مشاركته.
الختام
(17) المضيف: 1ـ شكرا جزيلا لله، 2ـ وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين 3ـ هل تتفضل بالصلاة في الختام؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.
(4) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.
(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا،
(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.
