قناة الفادى الفضائية

الجمعة 21/7/2017م

                                        (تقديم: هدى)

(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (296) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.

أبونا: (1) مرحبا بك وأرحب بكل المشاهدين المحبوبين.

(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟   

أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين (2) أيها آمين. (3) وأسألك أن تستخدم كلمات اليوم لخلاص وخير المشاهدين أجمعين. آمين.

(3) المضيف: فيما ستكلمنا اليوم؟

أبونا:

(1) عندما بدأت الحديث عن شرح عقيدتنا في المسيح قلت أننا سوف نتناول هذه العقيدة من خلال ثلاث زوايا هي:

1- المسيح هو الله الظاهر في الجسد.

2- المسيح هو كلمة الله المتجسد.

3- المسيح هو ابن الله المتجسد.

(2) وقد شرحنا الزاوية الأولي: المسيح هو الله الظاهر في الجسد، من واقع المسيحية والإسلام.

(3) والحلقة السابقة تكلمت عن الزاوية الثانية: المسيح هو كلمة الله المتجسدمن واقع تعاليم المسيحية والإسلام.

(4) واليوم سأتكلم عن الزاوية الثالثة: المسيح هو ابن الله المتجسد، من واقع:

1- المسيحية.                      

2- والإسلام.

(4) المضيف: لنبدأ بشرح أن المسيح هو ابن الله المتجسد، من واقع الكتاب المقدس.

أبونا:

لقد ورد لقب السيد المسيح في الكتاب المقدس أنه "ابن الله" مرارا كثيرة. هذه بعض الآيات التي تذكر ذلك:

1ـ جاء في (مت3: 17) و(لو3: 22) عند نهر الأردن وقت عماد المسيح سُمِعَ صوتٌ من السماوات قائلا: "هذا هو ابني الحبيبالذي به سررت"

2ـ وفي (مت17: 5) و(مر9: 7) في يوم تجلي المسيح على الجبل "إذا سحابة نيرة ظللتهم وصوت من السحابة قائلا: هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت. له اسمعوا"

3ـ وفي (2بط1: 17)  "أقبل عليه صوت كهذا من امجد الأسنى هذا هو ابني الحبيب الذي أنا سررت به"

4ـ وفي (يو1: 18) "الله لم يره أحد قط الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر"

5ـ وفي (يو3: 35و36) "الآب يحب الابن وقد دفع كل شيء في يده، الذي يؤمن الابن له حياة أبدية، والذي لا يؤمن بالابن لن ير حياة بل يمكث عليه غضب الله"

8ـ وفي (1يو4: 14و15) "ونحن قد نظرنا ونشهد أن الآب قد أرسل الابنمخلصا للعالم من اعترف أن يسوع هو ابن الله فالله يثبت فيه وهو في الله"

** هذه الآيات وغيرها الكثير في الكتاب المقدس توضح أن لقب المسيح هو ابن الله.

(5) المضيف: المسلمون يعترضون على ذلك هل يمكن أن تشرح لنا إعتراضاتهم على تعبير "إبن الله"؟

أبونا:

** لعلنا قد أتينا الآن إلى أكبر صدمة يمكن أن تحدث للمسلم. فهو لا يقبل بأي حال تعبير أن "الله له ولد"!

** فقد اعترض القرآن على أن يكون لله ولد بحسب النصوص القرآنية التالية:

1- (سورة النساء 171) "إنما الله إله واحد سبجانه أن يكون له ولد"

2- (سورة الأنعام 101) " بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أنَّى (أي كيف) يكون له ولدولم تكن له صاحبة (أي زوجة)"

3- (سورة مريم 35) "ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه"

4- (سورة المؤمنون91) "ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله"

[وآيات أخرى كثيرة بنفس المعنى انظر: (سورة الزخرف 81)، (سورة البقرة 116)، (سورة يونس68)، (سورة الإسراء 111) ، (سورة الكهف 4)، (سورة مريم 88، 91، 92)، (سورة الأنبياء 26)، (سورة الفرقان 2)، (سورة الجن3).

** والواقع أن إيماننا لا يتعارض إطلاقا مع كل تلك الآيات.

(6) المضيف: كيف أن إيماننا لا يتعارض مع هذه الآيات الصريحة؟

أبونا:

** دعني ألفت نظرك إلى مفتاح الحل وهو أننا لا نقصد إطلاقا من تعبير "ابن الله" المعنى الحرفي أي وجود أية علاقة جسدية أو تناسلية أو أن الله سبحانه كان له صاحبة (أي زوجة). ففي الواقع هناك مدلولات كثيرة لهذه الكلمة نورد هنا بعضها:

1-   كلمة (ابن) تفيد ذات الطبيعة والجوهر.

2-   ولها مدلول آخر وهو تأكيد المعنى.

3-   كما أن كلمة "ابن" تفيد المساواة.

4-   كذلك كلمة "ابن" تفيد ذات الشيء معلناً (ظاهراً).

5-   بالإضافة إلى ذلك فإن كلمة "ابن" تفيد الملازمة وعدم الانفصال.

(7) المضيف: هل يمكن أن تشرح لنا أن كلمة (ابن) تفيد ذات الطبيعة والجوهر؟

أبونا:

نعم كلمة (ابن) تفيد ذات الطبيعة والجوهر:

1-     فمدلول تعبير (ابن الإنسان) هو أن المسيح إنسان أي له الطبيعة البشرية،

2-  ولكي يوضح لنا الله أن كلمته له نفس طبيعة وجوهر (الله) الذي لم يره أحد قط، عبر عن ذلك بالقول (ابن الله).

3-  وفي ذلك يقول الأستاذ عباس العقاد في (كتاب الله ص 171): "إن الأقانيم جوهر واحد. إن الكلمة والأب وجود واحد".

(8) المضيف: هل يمكن أن تشرح لنا أن مدلول كلمة (ابن) هو تأكيد المعنى؟

أبونا:       

مدلول كلمة (ابن) هو تأكيد المعنى:

1- فإذا قلنا (فلان عربي ابن عربي) فإننا نريد أن نؤكد أصالة العروبة في هذا الشخص أي أنه عربي حقاً.

2- وعلى هذا القياس فقولنا عن (كلمة الله الأزلي هو ابن الله) هو تأكيد أنه من طبيعة الله حقاً.

(9) المضيف: هل يمكن أن تشرح لنا أن كلمة "ابن" تفيد المساواة؟

أبونا:  

كلمة "ابن" تفيد المساواة:

1-   فإذا قلنا (فلان ابن عشر سنوات) نقصد أن عمره مساو لعشر سنوات.

2-   وعلى هذا القياس فقولنا (الكلمة ابن الله) تفيد أن كلمة الله هو مساو لله.

(10) المضيف: هل يمكن أن تشرح لنا أن كلمة "ابن" تفيد ذات الشيء  معلناً (ظاهراً)؟

أبونا:

كلمة "ابن" تفيد ذات الشيء معلناً (ظاهراً):

1- فقولنا (بنات الفكر) نقصد الفكر ذاته معلنا أو ظاهراً.

2- وعلى هذا القياس فقولنا (الكلمة ابن الله) يفيد أن كلمة الله هو ذات الله معلناً أو ظاهراً في صورة إنسان.

3- ولهذا يقول الكتاب المقدس عن المسيح (هو صورة الله غير المنظور) (كو 1 : 15)

4- وهذا يوافق قول الشيخ محي الدين العربي "الكلمة هي الله متجلياً ... وأنها عين الذات الإلهية لا غيرها". (كتاب فصوص الحكم جزء 1 ص 35)

(11) المضيف: هل يمكن أن تشرح لنا أن كلمة "ابن" تفيد الملازمة وعدم الانفصال؟

أبونا:

كلمة "ابن" تفيد الملازمة وعدم الانفصال:

1- ففي (سـورة البقرة 177) "وآتي المال على حبة ذوي القربى (أي الأقرباء) واليتامى والمساكين وابن السبيل".

2- ويفسر الإمام النسفى كلمة (ابن السبيل) فيقول: "ابن السبيل أي المسافر، ودُعِيَ ابن السبيل لملازمته للطريق". أي أنه ملازم السبيل (الطريق) طول حياته لكثرة أسفاره.

3- وعلى هذا القياس فقولنا (المسيح ابن الله) نقصد أن المسيح من جهة لاهوته [كلمة الله] ملازم لله ولم ينفصل عنه رغم أنه كان في الجسد.

4- ويوافق ذلك قول الأستاذ عباس العقاد: "إن الأقانيم جوهر واحد. فإن الكلمة والآب وجود واحد، وأنك حين تقول الآب لا تدل على ذات منفصلة عن الابن، لأنه لا تركيب في الذات الإلهية [أي أن الله غير مركب من ذوات أو نفوس متعددة]". (كتاب الله ص 171).

(12) المضيف: هل يمكن أن تلخص ما شرحته اليوم؟

أبونا: مما سبق يتضح لنا الآتي:

1- أن كلمة (ابن الله) لا يقصد بها المعنى الحرفي (أي الولادة الجسدية).

2- وأن كلمة (ابن الله) هي تعبير أراد به الوحي الإلهي أن يوضح معني علاقة (الكلمة) الذي ظهر في المسيح (بالله) الذي لم يره أحد قط أي أنهما واحد في الجوهر.

3- وأن كلمة (ابن الله) تفيد أن المسيح من جهة لاهوته كلمة الله هو مساو لله.

4- وأن كلمة (ابن الله) تفيد أن المسيح من جهة لاهوته ككلمة الله هو ذات الله معلناً أو ظاهراً في صورة إنسان.

5- وإن كلمة (ابن الله) تفيد أن المسيح كلمة الله من جهة لاهوته هو ملازم لله ولم ينفصل عنه رغم أنه كان في الجسد.

6- ورغم كل هذه الأدلة والبراهين فالأمر يحتاج أن ترفع قلبك لله وتسأله أن يكشف لك عن سر هذا الإيمان لأنه لا يستطيع أحد أن يقول المسيح رب إلا بالروح القدس.

المداخلات

(13) المضيف: نشكر الله على هذه الإيضاحات. أما الآن هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟

أبونا: يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم. مع ملاحظة أن اليوم هو يوم الجمعة والأولوية في الاتصالات هي لأحبائنا المسلمين.

(1)  والفئة الأولى: هي للعابرين ليشاركونا باختباراتهم.

(2)  والفئة الثانية: هي للباحثني عن الحق بإخلاص. وباب الأسئلة مفتوح لهم في أي شئ.

(3)  الفئة الثالثة: هي المعترضين على ما نقول، ونرحب بهم وباعتراضاتهم بشرطين:

1-   الشرط الأول: الاعتراض على ما جاء في موضوع الحلقة.

2-   والشرط الثاني: هو الالتزام بأدب الحوار،

الختام

(14) المضيف: 1ـ شكرا جزيلا لله، 2ـ وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين 3ـ هل تتفضل بالصلاة في الختام؟

أبونا: أولا: الصلوات الختامية:

(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.

(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.

(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.

(4) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.

(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا،

(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.

ثانيا: البركة الختامية:

(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.

(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.