294ـ عقيدتنا في المسيح [3]
الجمعة 7/7/2017م
دليل آخر على ظهور الله في مادة وإمكانية رؤيته
(تقديم: يوحنا)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (294) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.
أبونا: (1) مرحبا بك وأرحب بكل المشاهدين المحبوبين.
(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين (2) أيها آمين. (3) وأسألك أن تستخدم كلمات اليوم لخلاص وخير المشاهدين أجمعين. آمين.
(3) المضيف: هل تذكرنا بموضوع الحلقة السابقة؟
أبونا: كان عن: إمكانية ظهور الله في مادة من واقع شهادة القرآن عن قصة ظهور الله لموسى في شجرة. (سورة القصص، وسورة طه، وسورة النمل)
(4) ففيما ستكلمنا اليوم؟
أبونا: سأتكلم عن: دليل آخر على ظهور الله في مادة وإمكانية رؤيته:
1- بحسب ما جاء في (سورة الأعراف) عن تجلي الله للجبل.
2- ومن أقوال علماء المسلمين.
3- ومن أقوال الشيخ متولي الشعراوي.
(5) المضيف: هل يمكن أن نبدأ بما جاء في (سورة الأعراف)؟
أبونا:
(1) (سورة الأعراف143) "وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا [أي للتوقيت] وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ، قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ، قَالَ لَن تَرَانِي، وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي، فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً ...َ"
(2) ويتضح من هذه الآية إمكانية ظهور الله في شئ مادي ورؤيته بعين الرأس.
(6) المضيف: هل توجد أقوال لأئمة المسلمين تتكلم عن ظهور الله في الجبل؟
أبونا: بالتأكيد وسأورد بعض أقوال أئمة المسلمين تفسيرا لهذه الآية التي تثبت ظهور الله في الجبل:
(1) (تفسير الطبري ج 9 ص 51-54) قال موسى النبي: "أطلب إليك وأسألك يا ذا العظمة أن تريني أنظر إليك .. فأن أراك وأموت، هو أحب إليَّ من أن لا أراك وأحيا .. فأمر الله أن يحمل عرشه ثم قال مروا بي على عبدي ليراني .. فانفرج الجبل من عظمة الرب .. فارتج الجبل فاندك، وخر العبد الضعيف موسى بن عمران صعقا على وجهه".
(2) (تفسير السمرقندي ج 1 ص 562، نشر : دار الفكر – بيروت) "تجلى: أي ظهر وأظهر من أمره ما شاء"
(3) (موسوعة أقوال الدارقطني المؤلف: أبو الحسن الدارقطني ج 1 ص 562) تحت عنوان: "رؤية الله تعالى: اعلم أن رؤية الله تعالى جائزة من جهة العقل، وهي واجبة للمؤمنين في الآخرة من طريق الشرع. . [وأكمل]: اعْلَمْ أن أهل السنة والجماعة قد جوَّزوا الرؤية على الله تعالى شرعاً وعقلاً بلا خلاف بينهم على الجملة، وإنما وقع الخلاف بينهم هل يكون ذلك ويجوز في الدنيا؟ أم ذلك في الآخرة فقط .. واختلف الصحابة في الرسول هل رآه ليلة المعراج بالقلب أو بعيني الرأس .. وكان ابن عباس في جماعة من الصحابة يقولون: إنه رآه ليلة المعراج بعيني رأسه. ونحن نقول بقول ابن عباس.
(7) المضيف: يبدو من كلام الدارقطني أن هناك نوعين من رؤية الله: في الأرض وفي الآخرة، فهل يمكن أن توضح ذلك؟
أبونا: يمكن أن نتكلم أولا: عن رؤية الله في الآخرة من واقع ما كتبه علماء المسلمين:
(1) (صحيح البخاري ج 4 ص 1672) "أَنَّ أُنَاسًا في زَمَنِ النبي قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ هل نَرَى رَبَّنَا يوم الْقِيَامَةِ قال النبي: نعم. هل تُضَارُّونَ في رُؤْيَةِ الشَّمْسِ بِالظَّهِيرَةِ؟ قالوا لَا. قال: وَهَلْ تُضَارُّونَ في رُؤْيَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ؟ قالوا لَا. قال النبي: ما تُضَارُونَ في رُؤْيَةِ اللَّهِ عز وجل يوم الْقِيَامَة"
(2) (نقض الإمام عثمان بن سعيد الدارمي ج 1 ص 198، مكتبة الرشد السعودية الطبعة الأولى) "قال الله تعالى: [سورة القيامة 22 و23] "وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة". وقال رسول الله: ترون ربكم الله جهرا يوم القيامة كما ترون الشمس والقمر ليلة البدر"
(3) (مشكل الحديث وبيانه ج 1 ص 346، اسم المؤلف: أبو بكر بن فورك الأصبهاني، نشر عالم الكتب – بيروت الطبعة الثانية) "أنه يتجلى للخلق فيلقاهم فيقول: من تعبدون؟ فيقولون: ربنا. فيقول: هل تعرفون ربكم؟ فيقولون: سبحانه إذا عرفنا بنفسه عرفناه. قال: فعند ذلك يكشف عن ساق. ولا يبقى مؤمن إلا خر لله ساجدا"
(8) المضيف: هذا عن رؤية الله في الآخرة، وماذا قال علماء المسلمين عن رؤية الله هنا في الدنيا؟
أبونا: هذه بعض أقوالهم:
(1) (الإبانة عن أصول الديانة ج 1 ص 43 -45، المؤلف: بن إسماعيل الأشعري، نشر دار الأنصار - القاهرة الطبعة الأولى) "مما يدل على جواز رؤية الله تعالى بالأبصار قوله تعالى لموسى: فإن استقر مكانه فسوف تراني" (سورة الأعراف الآية 143) فلما كان الله تعالى قادرا على أن يجعل الجبل مستقرا، كان قادرا على الأمر الذي لو فعله لرآه موسى، فدل ذلك على أن الله تعالى قادر أن يُرِى عباده نفسه وأنه جائز رؤيته .. [وأكمل قائلا]: فلما قرن الرؤية بأمر مقدور جائز علمنا أن رؤية الله بالأبصار جائزة غير مستحيلة".
(2) (موسوعة أقوال الدارقطني، المؤلف: أبو الحسن بن دينار البغدادي الدارقطني ج 1 ص 562): "من أدلة القرآن قوله تعالى في قصة موسى عليه السلام: "رب أرني أنظر إليك" وهذا السؤال إنما كان من موسى بعد النبوة، والبعثة، والرسالة ... ولا يخلو سؤال موسى من أحد أربعة أوجه:
1- إما أن يكون سأل الرؤية بعد عِلْمِه بجوازها على ربه،
2- أو مع علمه باستحالتها على ربه،
3- أو سألها وهو شاك في ذلك،
4- أو سألها وهو ذاهل العقل لا يتفهم شيئاً.
(9) المضيف: وكيف ناقش الدارقطني هذه الاحتمالات الأربعة؟
أبونا: ناقش هذه القضية بمنطق دقيق مؤيدا بالأدلة والبراهي المنطقية فقال في نفس المرجع:
1- لا يجوز أن يكون سأل ذلك مع علمه بأنه يستحيل على ربه: لأن من المحال أن يسأل النبي الكريم ربه ما يستحيل في حقه،
2- ولا يجوز أن يكون سأل ذلك وهو شاك جاهل حكم هذه المسألة أو ذاهل لا يدري، لأن هذه المسألة من مسائل أصول الدين، وكيف يجوز على النبي الكريم عليه السلام الشك فيها أو الذهول، أو غفلة القلب عنها.
3- وإذا بطل جميع ذلك لم يبق إلا أنه عليه السلام سأل وهو معتقد جواز الرؤية عليه سبحانه وتعالى.
(10) المضيف: منطق رائع، ولكن ما هو قول الدارقطني عن عبارة "لن تراني"؟ ألا تنفي جواز رؤية الله؟
أبونا: لقد تعرض بالفعل لهذه العبارة بمنطق سليم قال: الجواب من وجهين:
1- أحدهما: أن هذا لا يمنع من جواز الرؤية، لأن قوله لن تراني إنما تضمن عدم وجود الرؤية عند السؤال، لا استحالة الرؤية .. ولو أراد استحالة الرؤية لقال: لن يجوز أن تراني ..
2- والجواب الثاني: أن الله تعالى علق جواز الرؤية على أمر جائز، ولو كانت مستحيلة لما علقها على أمر يجوز أن يوجد، وهو استقرار الجبل، فلما كان استقرار الجبل من الجائز دل على أن الرؤية جائزة."
(11) المضيف: هل يمكن أن نستمع إلى أقوال الشيخ الشعراوي؟
أبونا:
1- (فيديو الشيخ الشعراوي الأول. من حلقاتنا السابقة ق 0:00- 0:56)
[وهو في الأستوديو]
https://www.youtube.com/watch?v=VQZJUOnAXq8
2- (فيديو الشعراوي الثاني ق0:00 – 0:41)
[وهو في الجامع]
https://www.youtube.com/watch?v=MRCdaKRtqWc
(12) المضيف: هل لك تعليق في ختام الحلقة؟
أبونا:
1- بهذه الحلقة نكون قد انتهينا من توضيح أن المسيح هو الشخص الذي تجلى فيه الله وظهر لنا ليعرفنا بشخصه وصفاته الفائقة ومحبته، ويتمم خلاصنا بتقديم الكفارة والضحية الحقيقية الفادي الذي حمل عنا خطايانا وأعطانا الحياة الجديدة لكل من يقبله مخلصا وفاديا.
2- وسوف نناقش طبيعة المسيح من زوايا أخرى في حلقاتنا القادمة بمشيئة الله.
3- أصلي أن تفتح قلبك للرب لكي يعلن لك عن ذاته ويمتعك بخلاصه. وما عليك إلا أن تطلبه ليدخل حياتك وهو واقف على الباب يقرع فإن سمعت له وفتحت قلبك سوف يدخل إليك، ويعمل كل ما يلزم بالروح القدس ليمتعك بخلاصه. آمين.
المداخلات
(13) المضيف: نشكر الله على هذه الإيضاحات. أما الآن هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: يسعدني سماع مداخلاتكم وتعليقاتكم. مع ملاحظة أن اليوم هو يوم الجمعة والأولوية في الاتصالات هي لأحبائنا المسلمين.
(1) والفئة الأولى: هي للعابرين ليشاركونا باختباراتهم.
(2) والفئة الثانية: هي للباحثني عن الحق بإخلاص. وباب الأسئلة مفتوح لهم في أي شئ.
(3) الفئة الثالثة: هي المعترضين على ما نقول، ونرحب بهم وباعتراضاتهم بشرطين:
1- الشرط الأول: الاعتراض على ما جاء في موضوع الحلقة.
2- والشرط الثاني: هو الالتزام بأدب الحوار،
3- ولكن إن تخطى أحد هذه الخطوط فنأسف له ونحن نقدم له الكارت الأحمر لانتهاء مشاركته.
الختام
(14) المضيف: 1ـ شكرا جزيلا لله، 2ـ وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين 3ـ هل تتفضل بالصلاة في الختام؟
أبونا: أولا: الصلوات الختامية:
(1) أطلب من أجل: موضوع الحلقة أن تستخدمه لخير النفوس وخلاصها.
(2) كما أطلب من أجل كل المشاركين والمشاهدين أن تباركهم.
(3) وأصلي من أجل قناة الفادي: أن تبارك خدمتها وتبارك الفريق العامل فيها، وتعوضهم عن تعب محبتهم.
(4) كما أطلب من أجل المعضدين للقناة بالصلاة أو التبرعات، لتستمر في خدمتها.
(5) وأصلي من أجل: [..] وضعفي، وكل مقدمي البرامج في القناة، ليتمجد اسمك من خلالنا،
(6) اذكر يارب كل الذين طلبوا منا أن نصلي من أجلهم: [الأسماء المكتوبة ..] آمين.
ثانيا: البركة الختامية:
(1) والآن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم.
(2) وإلى اللقاء في برامج القناة اليومية. سلام معكم. آمين.
