193ـ الإلحاد (9)
1ـ النظرية العلمية الحديثة.
2ـ النظريات الفلسفية.
الجمعة 5/6/2015م
(تقديم: أزاد)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (193) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.
أبونا: (1) مرحبا بك وأرحب بكل المشاهدين المحبوبين.
(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين (2) يارب ... (3) وأسألك أن تستخدم كلمات اليوم لخلاص وخير المشاهدين. آمين.
(3) المضيف: هل يمكن أن تذكرنا بما ناقشته في الحلقة السابقة؟
أبونا: (1) تكلمت عن: الردود على أفكار الإلحاد وعرضت بعض الحقائق العلمية أمام الأحباء الملحدين الباحثين عن الحق لكي يفكروا كيف وجدت هذه الأمور بهذه العظمة؟
1ـ مكونات الخلية.
2ـ مكونات الإنسان.
3ـ مكونات الذرة.
4ـ مكونات الكون.
(4) المضيف: وفيم ستكلمنا اليوم؟
أبونا: سأواصل الرد على أسباب الإلحاد التي تعود إلى:
1ـ النظرية العلمية الحديثة.
2ـ النظريات الفلسفية.
3ـ الذات والكبرياء.
4ـ الانحلال الأخلاقي.
5ـ الجهل وضحالة الفكر.
6ـ غواية الشيطان.
7ـ العثرة في الدين.
(5) المضيف: لنبدأ بالحديث عن النظرية العلمية الحديثة.
أبونا: أولا: تقول النظرية العلمية الحديثة أن الطبيعة خلقت نفسها بنفسها. إذ يقول العالم الإنجليزي الشهير "ستيفن هوكينج" [Stephen Hawking] في كتابه [التصميم العظيم The Grand design] أن الله لم يخلق الكون ولم يخلق الطبيعة، وإنما الطبيعة خلقت نفسها بنفسها".
ثانيا: أرد على هذه النظرية بتوجيه بعض الأسئلة:
(1) هل هذه الطبيعة التي خلقت نفسها بنفسها، طبيعة حية أي فيها هي نفسها حياة؟ أم أنها جماد بلا حياة؟
(2) وهل هذه الطبيعة التي خلقت نفسها بنفسها، طبيعة حكيمة عاقلة أم أنها لا عقل لها ولا حكمة؟
ثالثا: الإجابة:
(1) لابد أن تكون الطبيعة التي خلقت نفسها بنفسها، طبيعة حية، وإلا فكيف أن الطبيعة الجماد تخلق الإنسان الكائن الحي، وبقية الكائنات الحية؟
(2) كذلك لابد أن تكون الطبيعة التي خلقت نفسها بنفسها، طبيعة حكيمة عاقلة، وإلا كيف أن الطبيعة التي بلا عقل، تخلق الإنسان العاقل؟
رابعا: النتيجة:
(1) نستنتج من هاتين المقدمتين: أن الطبيعة التي خلقت نفسها بنفسها، طبيعة حية، عاقلة.
(2) إذن فهذه الطبيعة الحية الناطقة هي التي نسميها طبيعة الله. بمعنى أن ما تسمونه أيها الملحدون أنه الطبيعة فقط، نسميها نحن أنها طبيعة الله. فالله خالق حي عاقل، لهذا خلق المخلوقات الحية العاقلة، لأن فاقد الشئ لا يعطيه.
(6) المضيف: حدثنا إذن عن الرد على أسباب الإلحاد التي تعود إلى النظريات الفلسفية.
أبونا: 1ـ الواقع أن أسباب الإلحاد الفلسفية هي نابعة من التحليل المنطقي العقلاني ومحاولة إخضاع الله لفكرهم مثل قولهم:
1ـ بعدم وجود أي أدلة أو براهين موضوعية على وجود الله.
2ـ وقولهم أن فكرة الشر أو الشيطان في النصوص الدينية: يرى بعض الملحدين (أبيقور في الفلسفة القديمة، ونيتشه في الفلسفة الحديثة) أن الجمع بين صفتي القدرة المطلقة والعلم المطلق يتعارض مع صفةالعدل المطلق للإله وذلك لوجود الشر في العالم.
3ـ وقولهم أن الكوارث والحروب والعقاب الأبدي تتعارض مع رحمة الله.
4ـ وغير ذلك من الأسئلة العقلانية.
(7) المضيف: وما هو ردك على قولهم: بعدم وجود أي أدلة أو براهين موضوعية على وجود الله؟
أبونا: الواقع أن الأدلة والبراهين الموضوعية التي تبرهن على وجود الله عديدة منها:
أولا: إن وجود هذا الكون هو شاهدٌ على موجِدِه: إذ يستحيل في العقل والمنطق وجود شيءٍ بغير موجِد.فوجود سيارة أو طيارة أو صاروخ أو قطار أو ساعة كلها تشهد على وجود صانع لها. فكيف يوجد كون بدون وجود من أوجده.
ثانيا: حدوث هذا الوجود: بمعنى أن هذا الكون حادث أي ليس أزلي، ومن الأدلة على حدوثه هو أن له نهاية. وبما أنّ له نهاية, فلابد وأن تكون له بداية. إذن فمن الذي بدأه، لابد وأن يكون الذي بدأه كائن حي عاقل كما سبق أن أوضحنا.
ثالثا: هذا النظام الكوني الدقيق, والتوازن الطبيعي العجيب, ينفي أن يكون الكون وجد عشوائيا أو بالصدفة بدون خالق حكيم منظِّم.
(8) المضيف: هل قدم العلماء أدلة موضوعية على وجود الله؟
أبونا: هذا سؤال رائع يفتح أمامي سجلا غنيا بشهادات العلماء من كل التخصصات المتنوعة يقدمون الأدلة المنطقية والعلمية عن وجود الله، من هؤلاء العلماء: (1) العالِم كريس موريسون، رئيس أكاديميّة العلوم في نيويورك، أورد طائفة من الأدلّة العلميّة تؤيّد الإيمان بوجود الله وحكمته الفائقة، منها:
1ـ تدور الأرض حول محورها بسرعة ألف ميل في الساعة ولو أنّها دارت بسرعة مائة ميل في الساعة، لأصبح الليل والنهار عشرة أضعاف ممّا هما عليه. وتبعاً لذلك تحرق الحرارة النباتات في النهار، أو يقتل الجليد الكائنات الحيّة في الليل.
2ـ تبلغ درجة حرارة سطح الشمس 12 ألف درجة فهرنهايت، والأرض قائمة في الوضع المناسب بالنسبة لهذه الحرارة، بحيث لو هبطت حرارة الشمس إلى النصف لتجمدنا. وعلى العكس لو تضاعفت لاحترقنا.
3ـ إنّ انحراف كرويّة الارض بمقدار 23 درجة أوجد لنا الفصول الأربعة. ولو لم تكن منحرفة هكذا لتحرّكت أبخرة المحيطات شمالاً وجنوباً وقذفتنا بكمّيّات لا تُقدَّر من الجليد.
4ـ لو أنّ القمر على بعد خمسين ألف ميل فقط لتعرّضنا للغرق مرّتَين كلّ يوم ولتفتّتت الجبال.
5ـ لو أنّ قشرة الأرض أكثر سمكا ممّا هي بعشرة أقدام لانعدم الأوكسجين، وتبعاً لذلك تنعدم الحياة.
6ـ لو أنّ المحيطات أعمق ممّا هي الآن بأقدام قليلة لامتُصّ ثاني أوكسيد الكربون والأوكسجين، وماتت الحياة النباتيّة.
7ـ لو أنّ الجوّ المحيط بالأرض أقلّ سمكاً ممّا هو لتعرّضت الأرض للحرائق بسبب النيازك التي ترتطم بسطحها كلّ يوم.
8ـ وينهي العالم الكبير ملاحظاته بالقول إنّ هذه الحقائق والكثيرة من أمثالها تقنعني بأنّ الكوكب الذي نعيش عليه لم يأتِ بمحض المصادفة بل هو من صنع إله حكيم، قادر على كلّ شيء.
(9) المضيف: هذا كلام علمي دقيق، هل يوجد علماء آخرين قدموا براهين موضوعية على وجود الله؟
أبونا: طبعا كثيرون منهم أيضا: (2) الدكتور كارل يونج، وهو أعظم الأطبّاء النفسيّين، قال في كتابه (الرجل العصريّ يبحث عن روح): "عالجْتُ مئات المرضى، وكانت مشكلتهم الرئيسية سببها ضياع الإيمان. كلّ واحد من هؤلاء المرضى حُرم سكينة النفس التي يوفّرها الإيمان بالله. ولم يبرأ واحد منهم إلاّ حين استعاد إيمانه بالله".
(3) وأيضا ديل كارنيجي، مدير معهد كارنيجي للعلاقات الإنسانيّة في كتابه (دع القلق وابدأ الحياة) يقول: "الإيمان بالله يمدّني بالثقة والأمل والشجاعة، ويبعد عنّي المخاوف والاكتئاب والقلق ويزّودني بأهداف وغايات في الحياة، ويفسح أمامي آفاق السعادة، ويعينني على إنشاء واحة خصبة وسط صحراء حياتي".
(4) وهناك كذلك الطبيب النفسانيّ المشهور الدكتور هنري لنك في كتابه (العودة إلى الإيمان): قال: "وضعت جمعيّة مساعدة العمّال في نيويورك 200 ألف دولاراً تحت تصرّفي لمراقبة الدراسات الإحصائيّة المستخلصة لعشرة آلاف نفس ممّن أجري عليهم اختبارات نفسيّة. وسجّلتُ تقريراً شخصيّاً شاملاً لكلّ فرد منهم. وفي هذا الوقت بالذات بدأ إدراكي للعقيدة الدينيّة بالنسبة لحياة الإنسان، ووجدت من نفسي استعداداً لمضاهاة تجاربي السابقة على مرضاي بالنتائج الباهرة التي أتت بها تلك الاختبارات العظيمة التي تولّيت الاشراف عليها. وقد استخلصنا من هذه الاختبارات نتيجة هامّة، هي أنّ كلّ من يؤمن بالله يتمتّع بشخصيّة أقوى وأفضل ممّن لا يؤمن بالله. وأنا مثلاً أؤمن بصدق بحياة الربّ يسوع، وكان ذلك في أعقاب اهتدائي إلى المزايا الصحيحة في ديني، الذي سبق أن نبذته لمّا كنت عاجزاً عن اكتشاف ما فيه من الخير".
(10) المضيف: جميل جدا أن نسمع من هؤلاء العلماء دلائل علمية، ولكن الأروع أن نسمع هذه الاختبارات الروحية المؤثرة. هل من مزيد من أقوال علماء أخر؟
أبونا: هناك الكثير بالفعل، ولكن لضيق الوقت سوف أكتفي بذكر شهادتين واحدة لفيلسوف، والأخرى لعالم مشهور. وسأرجي الباقي للحلقة القادمة بمشيئة الله.
(5) شهادة الفيلسوف فرانسيس بيكون قال: "قليل من الفلسفة يجنح بالعقل إلى الإلحاد، ولكنّ التعمّق في الفلسفة خليق بأن يعود بالمرء إلى الإيمان بالله".
(6) شهادة العالِم الفلكيّ الشهير لابلاس: عندما سُئل "لماذا لم يذكر الله في أبحاثه الفلكيّة؟" أجاب "لأنّني لم أجد حاجة إلى ذلك، لأنّ الله خلف كلّ بحث تناولته أو أيّ رأي أبديته. الله خلف كلّ ظاهرة في الكون والطبيعة والحياة".
** عزيزي الملحد الباحث عن الحق، إن كنت مخلصا مع نفسك، فلا تكتفي بقراءة أقوال الملحدين، بل ادرس أيضا شهادات العلماء والفلاسفة المؤمنين. والرب سوف يرشدك إلى معرفته المعرفة الاختبارية. آمين.
المداخلات
(11) المضيف: نشكر الله على هذه الإيضاحات. أما الآن هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: (1) برجاء أن تتركز المداخلات في موضوع الحلقة، (2) ونحب أن نسمع إختبارات الأحباء المسلمين الذين اكتشفوا حقيقة الإسلام. آمين.
(12) المضيف: 1ـ شكرا جزيلا لله، 2ـ وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين 3ـ هل تتفضل بالصلاة في الختام؟
أبونا: (1) شكرا (2) صلاة وذكر من طلب الصلاة (3) امضوا بسلام. الرب مع جميعكم آمين.
