حلقة (12) معرفة الحق
"هل ذهبت هاجر واسماعيل إلى مكة؟"
الجمعة 2/9/2011م
(تقديم: مريم)
(1) المضيفة: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في قناة الفادي، وفي الحلقة الثانية عشرة من برنامج معرفة الحق. ومعنا القمص زكريا بطرس. مرحبا بك.
أبونا: وبك أيضا وبجميع المشاهدين الأحباء.
(2) المضيفة: هل ترفع لنا طلبة في البداية؟
أبونا: بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. "
يا الله ارجعنا/ وانر بوجهك/ فنخلص (مز80: 3)
(ارجعنا. أنر. فنخلص)
(3) المضيفة: ما هو موضعنا اليوم في هذه الحلقة؟
هل ذهبت هاجر وإسماعيل إلى مكة؟
أبونا: (1) حديثنا اليوم مكمل لما بدأنا مناقشته في برنامج دراستنا الأكاديمية "هل القرآن موحى به من الله"؟ (2) وقد تناولت ما ذكره القرآن عن "أسطورة ذهاب إبراهيم إلى مكة" في حلقتين سابقتين، (3) و"أسطورة تشييد إبراهيم للكعبة" في حلقتين أيضا، (4) واليوم نناقش أسطورة أخرى مرتبطة بذلك وهي: هل ذهبت هاجر وإسماعيل إلى مكة؟ كما تقول المصادر الإسلامية؟ (5) وسيدور حديثنا في هذه الحلقة حول الأبحاث التالية:
1ـ الكتاب المقدس وذهاب هاجر وإسماعيل إلى برية فاران.
2ـ ادعاء المسلمين أن فاران هي مكة.
3ـ إثبات أن فاران ليست مكة.
(4) المضيفة: لنبدأ بالبحث الأول، الكتاب المقدس وذهاب هاجر وإسماعيل إلى برية فاران.
البحث الأول: الكتاب المقدس وذهاب هاجر وإسماعيل إلى برية فاران
أبونا: جاء في (سفر التكوين21: 14- 21) "فَبَكَّرَ إِبْرَاهِيمُ صَبَاحًا وَأَخَذَ خُبْزًا وَقِرْبَةَ مَاءٍ وَأَعْطَاهُمَا لِهَاجَرَ .. وَالْوَلَدَ، وَصَرَفَهَا. فَمَضَتْ وَتَاهَتْ فِي بَرِّيَّةِ بِئْرِ سَبْعٍ. وَلَمَّا فَرَغَ الْمَاءُ مِنَ الْقِرْبَةِ طَرَحَتِ الْوَلَدَ تَحْتَ إِحْدَى الأَشْجَارِ .. وَجَلَسَتْ مُقَابِلَهُ وَرَفَعَتْ صَوْتَهَا وَبَكَتْ .. وَفَتَحَ الإِلهُ عَيْنَيْهَا فَأَبْصَرَتْ بِئْرَ مَاءٍ، فَذَهَبَتْ وَمَلأَتِ الْقِرْبَةَ مَاءً وَسَقَتِ الْغُلاَمَ. وَكَانَ الإِلهُ مَعَ الْغُلاَمِ فَكَبِرَ، .. وَسَكَنَ فِي بَرِّيَّةِ فَارَانَ، وَأَخَذَتْ لَهُ أُمُّهُ زَوْجَةً مِنْ أَرْضِ مِصْرَ"
هذا ما جاء في الكتاب المقدس عن ذهاب هاجر وإسماعيل إلى برية فاران.
(5) المضيفة: وما أبرز الملاحظات على ذلك؟
أبونا: (1) قوله: "وَتَاهَتْ فِي بَرِّيَّةِ بِئْرِ سَبْعٍ" (2) أين توجد برية بئر سبع؟ (3) ننظر إلى (الخريطة)
http://st-takla.org/Coptic-Bible-Maps/Engeel-1-Old-Testament/Bible-Map-004-Israel-Out-of-Egypt.html
فنجد أنها في جنوب فلسطين، وليست في مكة. (4) وفي قول الكتاب: "وَسَكَنَ فِي بَرِّيَّةِ فَارَانَ" ننظر (الخريطة) لنرى أنها شمال شرق سيناء، بجوار مصر وسيأتي الحديث عن ذلك بأكثر تفصيل في النقاط التالية.
(6) المضيفة: كيف يدعي المسلمون أن فاران هي مكة؟
البحث الثاني: إدعاء المسلمين أن فاران هي مكة
أبونا: (1) جاء في (موقع حراس دوت أورج)
http://www.hurras.org/vb/showthread.php?p=288040
بتاريخ: 18/9/2010م، مقال، (2) وأهمية هذا المقال هو أنه يلخص إدعاء المسلمين بأن فاران هي مكة. (3) [إذ جاء فيه]: "إن هذا البحث يبين أن فاران هي مكة المكرمة". (4) واسمحوا لي أن أقسم المقال إلى عشرة أجزاء، لأعرض كل جزء على حدة ثم أعلق عليه.
الجزء الأول:
(1) في الجزء الأول [اقتبس الكاتب ما جاء في]: (سفر التثنية33: 2و3) "جاء الرب من سيناء، وأشرق لهم من سعير، وتلألأ من جبل فاران" [وأضاف قائلا]: عشرة آلاف قديس معه .. إلخ" (2) [وقال]: أنه "يمكن ترجمة النص كما يلي: الرب جاء من سيناء، وأشرق كالشمس على إيدوم، وتلألأ على عباده من جبل باران، عشرة آلاف قديس معه"
(7) المضيفة: وما هو تعليقك على ذلك؟
أبونا: (1) النص الكتابي (سفر التثنية33: 2و3) هو: "هذه هي البركة التي بارك بها موسى رجل الله بني اسرائيل قبل موته. فقال جاء الرب من سيناء و اشرق لهم من سعير و تلألأ من جبال فاران وأتى من ربوات القدس، وعن يمينه نار شريعة لهم. فاحب الشعب جميع قديسيه في يدك وهم جالسون عند قدمك يتقبلون من اقوالك." (2) فلماذا يتلاعب كاتب المقال في نقل النص الكتابي؟ (3) وفي قوله: يمكن ترجمة النص كما يلي ... أقول له: لمَاذا لم تذكر لنا النص العبري وترينا ترجمته كلمة كلمة؟ (4) ثم هل تقبل أنت أو أي مسلم أن أقوم أنا بعمل ترجمة لأجزاء من القرآن، أم أن ساعتها تقوم الدنيا ولا تقعد؟ (5) وتعليقا على قوله: "عشرة آلاف قديس معه" ورَبْطِها بأن محمد فتح مكة ومعه 10 آلاف محارب". نقول أن هذه الآية هي في الأصل: "وأتى من ربوات القدس". وفي الترجمة التفسيرية: "جاء مُحَاطاً بِعَشَرَاتِ الأُلُوفِ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ" (6) فهل كان جيش محمد من الملائكة؟ (7) ثم كيف يحرف قول الكتاب عشرات الألوف ويختزلها إلى عشرة آلاف فقط؟ (8) من هنا نرى عدم مصداقية علماء المسلمين، وقيامهم بالتلفيق والخداع كما أمرهم محمد.
(8) المضيفة: كلام مفحم. وما هو الجزء الثاني من كلام هذا الموقع؟
الجزء الثاني
أبونا: [يستطرد الكاتب قائلا]: (1) هذه ثلاثة مواضع لمجيء رباني ـ سيناء وسعير ـ وآخرها هو فاران (2) [ويضيف]: ومن المتفق عليه أن المجيء الرباني لهذه المواضع الثلاثة هو بالوحي على نبي من الأنبياء المقيمين بها، (3) [ويستكمل قائلا]: ومن المعلوم أن الموضع الأول (جبل سيناء) يعني الإشارة إلى نزول الوحي على موسى .. وأما الموضع الثاني لنزول الوحي وهو أرض سعير، (يشير إلى عيسى). وفاران (تشير لمحمد).
(9) المضيفة: وماذا عندك من تعليق؟
أبونا: (1) في قوله: "من المتفق عليه أن المجيء الرباني لهذه المواضع الثلاثة هو بالوحي على نبي من الأنبياء المقيمين بها" لي عدة أسئله على قوله هذا: 1ـ من هم الذين اتفقوا على ما تقول بأن الآية تقصد ثلاثة أنبياء مقيمين بهذه الأماكن؟ 2ـ هل هم علماء اليهود؟ 3ـ أم علماء المسيحيين؟ 4ـ أم علماء المسلمين؟ 5ـ أم هم جميعا؟ 6ـ أم شبه لك أنهم اتفقوا؟ (2) ولماذا لم تورد لنا الدليل والبرهان على هذا الاتفاق؟ وما هو مرجع هذا الاتفاق؟ (3) يا أحبائي المسلمين، لا تطلقوا الكلام على عواهنه، نحن في عصر العلم، فكلمونا بالأدلة والبراهين والتوثيق. (4) والواقع أنه قد أخطأ الكاتب في استنتاجاته، فهذا الكلام ليس عن ثلاثة أنبياء، بل هو عن مجد الله في رسالته عن يد موسى فقط لشعب إسرائيل. (5) وهذا هو النص كاملا: (تثنية33: 1ـ 3) "وهذه هي البركة التي بارك بها موسى رجل الله بني اسرائيل قبل موته. فقال جاء الرب من سيناء واشرق لهم من سعير وتلالا من جبال فاران وأتى من ربوات القدس" (6) وتفسير علماء الكتاب المقدس لهذا الجزء هو: 1ـ "مجد الله نزل على جبل سيناء حيث استلم موسى النبي الشريعة. 2ـ وأعلن مجده على جبل سعير، يقصد مسيرة الله مع شعبه في طريقه إلى القدس عبورا بجبل ساعير، وهذا ما يتضح مما جاء في (سفر القضاة5: 4) "يا رب بخروجك من سعير .. الأرض ارتعدت، السماوات أيضًا قطرت .." 3ـ وبخصوص فاران جاء في (سفر العدد 14: 10) "ظهر مجد الرب في خيمة الاجتماع" وخيمة الاجتماع كانت منصوبة في فاران" حيث يقول: "فارتحل بنو اسرائيل في رحلاتهم من برية سيناء فحلت السحابة [حيث نصبوا خيمة الاجتماع] في برية فاران (عد 10 : 12) "ومتى ارتفعت السحابة عن الخيمة كان بعد ذلك بنو اسرائيل يرتحلون وفي المكان حيث حلت السحابة هناك كان بنو اسرائيل ينزلون (عد9: 17) (7) إذن فهذه النبوة المثلثة البركات ليست عن ثلاثة أنبياء، بل عن مجد الله في رسالته عن يد موسى لشعب إسرائيل فقط (8) فيا حضرات العلماء والدعاة أدعوكم أن تلتزموا بالأمانة العلمية، ولا داعي للتمويه، فعندما ينكشف الملعوب تفقدون مصداقيتكم لدى كل الشعوب.
(10) المضيفة: كلام في الصميم. وماذا عن الجزء الثالث لما جاء بالموقع؟
الجزء الثالث
أبونا: (1) [يستطرد الكاتب قائلا]: تذكر التوراة أن إسماعيل تربى ونشأ بفاران، وسكن في برية فاران (التكوين 21:21) (2) [ويضيف]: وعلى هذا فيمكن القول أن الوحي سينزل مستقبلاً على أحد أبناء إسماعيل من سكان فاران.
(11) المضيفة: وما هو تعليقك كالمعتاد؟
أبونا: (1) لقد بدأ كلامه بحقيقة سليمة وهي: أن إسماعيل تربى ونشأ بفاران، وسكن في برية فاران كما جاء في (التكوين 21:21) (2) وأخطر الكذب ما كان نصفه صدقا (3) والكاتب لم يحدد موقع فاران بالدليل والبرهان، مدعيا أنها مكة، بلا دليل علمي. (4) ثم يستنتج إستنتاجا غير منطقي قائلا: "وعلى هذا فيمكن القول أن الوحي سينزل مستقبلاً على أحد أبناء إسماعيل من سكان فاران". (5) هذا إستنتاج خاطئ لأنه لا يوجد ما يؤيده من مقدمات منطقية تجعله يستنتج ذلك؟ (6) إذن فهو كلام إنشائي وليس منطقيا ولا علميا يعول عليه (7) فيا أحبائي الدعاة والشيوخ الأفاضل حاولوا أن تلتزموا بقواعد المنطق السليم، حتى يكون كلامكم مقبولا (8) وعليكم أن تفرقوا بين خطبة الجمعة التي تخاطب العاطفة بأسلوب حماسي، وبين الحوارات المنطقية التي تخاطب العقل، بالدليل والبرهان. (9) لقد فقدتم مصداقيتكم أيها الأحباء.
(12) المضيفة: هذه هي الحقيقة بكل أسف شديد. وما هو الجزء الرابع في هذا الموقع؟
الجزء الرابع
أبونا: (1) [يواصل الكاتب حديثه قائلا]: "معلوم أنه لم يظهر أو لم يدَّع النبوة أحد من أبناء إسماعيل سوى رسول الله محمد (2) [ويستطرد قائلا]: فهذا تبشير واضح بنبوته، ليس فيه لَبس"
(13) المضيفة: عجيبة، يقول لم يدَّع النبوة سوى محمد، ما تعليقك على ذلك؟
أبونا: (1) لقد صدق الرجل في النصف الأول من هذا الكلام، أنه "لم يدَّعي النبوة أحد من أبناء إسماعيل" (2) وأضيف على كلامك أنه لن يقوم إطلاقا من بني إسماعيل من يدعي النبوة (3) بشهادة القرآن نفسه في (سورة العنكبوت27) "وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ" (4) فكيف يدَّعى محمد النبوة بالرغم من تصريح قرآنه بإستحالة ذلك لانحصار النبوة في نسل إسحق ويعقوب؟
(14) المضيفة: هو دا العجب في كلامه؟ ثم نأتي إلى الجزء الخامس من المقال.
الجزء الخامس:
أبونا: [أكمل الكاتب قائلا]: (1) ولا يجادل أهل الكتاب في حقيقة أن إسماعيل عليه السلام هو أبو مجموعة كبيرة من القبائل العربية (2) ولا أن الرسول كان من أبنائه.
(15) المضيفة: هل هذا معقول، ما تعليقك؟
أبونا: (1) هذا بالفعل غير صحيح. لا يا صاحب الفضيلة، الواقع أن المسيحيين يعارضون ما تقوله. فكيف تغالط الحقائق؟ (2) وسأوضح لك في حلقتنا القادمة خطأ ما تقول، عن أن محمدا من أبناء إسماعيل (3) وستكون هذه هي قنبلة الموسم الجديدة.
(16) المضيفة: سننتظر الحلقة القادمة على أحر من الجمر، وماذا عن الجزء السادس؟
الجزء السادس:
أبونا: (1) [يستنتج الكاتب من افتراضاته هذه، قائلا]: "وعلى هذا فإن فاران يجب أن تكون مكة" (2) وتعليقي على ذلك أقول: 1ـ لماذا يجب أن فاران تكون مكة؟ 2ـ هل تؤخذ الأمور بالعافية؟ 3ـ هل لديك دليل أو برهان يساق لتوثيق هذا الذي يجب أن يكون؟ 4ـ وقد سبق أن وضحت بالخريطة أن فاران شمال شرق سيناء ومكة في جنوب الجزيرة العربية بالقرب من اليمن 5ـ أرأيتم أيها الأحباء طريقة الحوار الإسلامي؟ يعتبرون افتراضاتهم حقائق مؤكدة بلا دليل أو برهان، وعجبي!
(17) المضيفة: هذا أمر في منتهى الغرابة. وماذا عن الجزء السابع في المقال؟
الجزء السابع:
أبونا: [يقول كاتب المقال أيضا]: (1) إن من الحقائق القطعية التي كانت محور تأريخ عرب الجزيرة، وأكدها علم الأنساب لديهم كأساس لا يقبل التشكيك هي: (2) حقيقة أن إسماعيل عليه السلام عاش مع والدته بمكة المكرمة. (2) [جاء أيضا بالمقال]: إن الدليل التاريخي قد جزم بمعيشة إسماعيل بمكة.
(18) المضيفة: ننتظر تعليقك أيضا.
أبونا: (1) لاحظوا الأسلوب الذي يستخدمه، إذ يقول: "من الحقائق القطعية" ..، ويقول: "كأساس لا يقبل التشكيك" (2) إني أسألك يا عزيزي الفاضل: من الذي قال إنها حقائق قطعية؟ (3) ومن الذي قال: أنها أساس لا يقبل التشكيك (4) وتقول: إن الدليل التاريخي قد جزم بمعيشة إسماعيل بمكة. أين هو هذا الدليل التاريخي الذي تدعيه على هذه الأقوال التي تساق جزافا دون توثيق؟ اللهم إلا للضَّحَك على السذج من المسلمين، أو للتمويه والخداع (5) لقد أوضحت في حلقات سابقة بالدليل التاريخي أن إبراهيم وإسماعيل وهاجر، عاشوا في القرن 21 قبل الميلاد، بينما مكة لم توجد على وجه الأرض إلا في القرن الرابع بعد الميلاد، أي أن بينهم وبين مكة 25 قرنا من الزمان (6) وبهذا نجزم بأن إسماعيل لم ير مكة ولم يسكن فيها، عكس ما يجزمه الكاتب الفاضل بلا دليل أو برهان. (6) فليس هناك حقائق قطعية لا تقبل الشك، إلا إذا ذكرت لنا الأدلة والبراهين على ذلك يا عزيزي الفاضل!
(19) المضيفة: إنهم يضحكون على أنفسهم وعلى المسلمين السذج. وماذا أيضا عن الجزء الثامن في المقال؟
الجزء الثامن:
أبونا: [يستطرد قائلا]: (1) فإن بالإمكان الاستنتاج من التوراة نفسها أن مكة هي الموضع الذي يجب أن تكون به فاران (2) [وأضاف]: فالتوراة الحالية تذكر أن مناطق سكن بني إسماعيل واقعة بين مناطق حويلة وشور التي بالشمال.. وفي (التكوين 25: 18) "بنو إسماعيل .. سكنوا من حويلة إلى شور التي أمام مصر" (3) [وأكمل قائلا]: وما يبقى علينا إلا تحديد موقع الموضعين شور وحويلة (4) [ثم قال]: 1ـ فأما شور .. فموقعها في شمال الجزيرة العربية، 2ـ وأما حويلة فقد ورد اسمها في موضع آخر كأحد أبناء قحطان أبو اليمنيين .. ومنهم حويلة (5) [واستنتج من ذلك قائلا]: 1ـ فيُعلم من ذلك أن حويلة لابد واقعة باليمن 2ـ وعلى هذا ففاران موضع واقع ضمن هذه المنطقة التي عرفت بالحجاز 3ـ [وأضاف]: وأشهر مدن هذه المنطقة ومركزها هو مكة 4ـ [وقرر]: ولا شك بذلك أن مكة هي فاران.
(20) المضيفة: وما هو تعليقك على تأكيداته بأن فاران هي مكة؟
أبونا: (1) يعتمد صاحبنا على تفسيره موقع حويلة أنها إسم أحد أبناء قحطان الذي عاش في اليمن، واستنتج أن أرض حويلة كانت في اليمن (2) ألا يدري صاحبنا أن حويلة اسم أطلق على أكثر من شخص مختلفين وأطلق أيضا على أماكن كثيرة ليس من بينها اليمن (3) فمن أسماء الأشخاص: 1ـ جاء في (سفر التكوين10: 6 و7) حويلة من بني كوش 2ـ وجاء في (سفر التكوين10 : 29) وحويلة بن يقطان من بني سام 3ـ وشتان ما بين هذا وذاك، فواحد من أبناء كوش بن حام، والآخر من أبناء يقطان بن سام، إذن الموضوع هو مجرد تشابه أسماء 4ـ زي نكتة أحمد لطيف معلق الكرة عن اللاعب "مسعد نور" وهل هو أخو "عمود النور"؟ ثم قال لا إنه مجرد تشابه أسماء 5ـ لذلك يجب أن من يتكلم في تفسير الكتاب المقدس أن يكون ملما إلماما تاما به، وإلا انكشف جهله، (4) وعلاوة على ذلك فقد جاء إسم "حويلة" لأماكن كثيرة منها: 1ـ ما جاء في (سفر التكوين2: 11) عن اسم أرض يحيطها نهر "فيشون وهو المحيط بجميع ارض الحويلة" في العراق 2ـ وجاء في (1صم15: 7) "ضَرَبَ شاول [أول ملك في إسرائيل] عماليق من حويلة [في فلسطين] حتى مجيئك الى شور التي مقابل مصر (5) هذه هي الحويلة كأرض، فكيف يحاول تفسيرها بإسم حويلة ابن كوش الذي سكن اليمن. فشتان ما بين اسم الإنسان، وإسم المكان أليس كذلك؟ (6) وبناء عليه فمحاولة تلفيق أن حويلة هي الأرض التي سكن فيها بنو إسماعيل هي محاولة فاشلة، فأرض الحويلة ليست في اليمن ولا الحجاز ولا مكة كما يدعي صاحب المقال. وإنما هي كما يقول الكتاب المقدس (التكوين 25: 18) "بنو إسماعيل .. سكنوا من حويلة إلى شور التي أمام مصر". ومكة ليست أمام مصر يا أستاذنا الفاضل.
(21) المضيفة: مش معقول! واضح أنه يفسر الكلام بطريقة غير منطقية وغير علمية. وماذا عن الجزء التاسع؟
الجزء التاسع:
أبونا: [ويواصل الكاتب حديثه قائلا]: (1) ويبقى بعد هذا أن اسم فاران قد ورد بالتوراة بعدة مواضع يستدل منها على الموضع بسيناء أو بفلسطين.. (2) [وأضاف]: ونحن نرى _ والله أعلم _ أّنه إما أن اسم فاران فعلاً قد أُطلق على عدة مواضع مختلفة بأسماء مشتركة بسيناء والأردن بل والجزيرة العربية (مكة)، أو أن إطلاق اسم فاران على غير مسكن قرية (مكة) هو من التحريف الذي وقع بالتوراة لصرف التبشير بالنبوة الخاتمة عن أبناء إسماعيل؟
(22) المضيفة: ياه كلام كبير قوي، ما تعليقك عليه؟
أبونا: (1) (التعليق): صدقت يا عزيزي الكاتب عندما اعترفت بالحقيقة الجغرافية التي طالما أخفيتها، ففي نهاية مقالك اضطررت أن تعترف بها وهي قولك: "اسم فاران قد ورد بالتوراة بعدة مواضع يستدل منها على الموضع بسيناء أو بفلسطين" (2) فما حاجتنا بعد إلى شهود، فالاعتراف سيد الأدلة، فلماذا تكابرون وتنكرون الحقائق الثابتة؟ (3) أما قولك: "أن إطلاق اسم فاران على غير مسكن قرية (مكة) هو من التحريف الذي وقع بالتوراة" فقد عُدْتَ إلى منطقك غير العلمي (4) فهل عندك الدليل والبرهان على هذا التحريف؟ (5) بمعنى هل عندك التوراة الأصلية التي تدعيها، حتى تقارن بين الأصل والصورة، لثبت التحريف الذي تقول عليه؟ (6) أعتقد أنه آن الأوان لعلماء الإسلام أن لا يتجاهلوا المنهج العلمي الذي يعتمد على الدليل والبرهان لتوثيق أقوالهم، وإلا فقدوا الجيل الصاعد الباحث عن الحق من خلال الأدلة والبراهين الدامغة.
(23) المضيفة: هم كده كده فقدوا الجيل الصاعد الباحث عن الحق، وأنا واحدة منهم، اكتشفت كلامهم غير المنطقي وغير العلمي، فتركت الإسلام لأستمتع بنعمة المسيح. وماذا عن الجزء العاشر من المقال؟
الجزء العاشر:
أبونا: يقول الكاتب أنه بفاران أخطأ الشعب الإسرائيلي، وغضب الله عليهم، ويتساءل: فكيف يمكن بعد ذلك القول أنه تلألأ من فاران أي بنزول الوحي عليهم بها؟ (1) وتعليقي على ذلك: من أين أتى الكاتب بتفسير الآية: "وتلألأ من فاران" على أنها تفيد نزول وحي جديد؟ هذا باطل وهو من تصورات الكاتب فقط، وليأتي بالبراهين والأدلة على صحة ما يقول ويدعي (2) والحقيقة أن الوحي نزل لموسى في جبل سيناء، ومفهوم "تلألأ من فاران" هو ظهور مجد الله "يهوه" للشعب الإسرائيلي لا غيره، رغم أخطائهم وعدم استحقاقهم، وهذا ما وضحه الوحي الإلهي في (سفر العدد14: 10) قائلا: "ثم ظهر مجد الرب في خيمة الاجتماع [التي في فاران] لكل بني إسرائيل"، (3) فيا ليتك يا عزيزي الكاتب قبل أن تفتي في الكتاب المقدس أن تسأل أهل الذكر كما أمركم نبيكم في (سورة النحل43) "فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ". (4) وأهل الذكر هم "أهل التوراة والإنجيل" كما جاء في المراجع الإسلامية منها: 1ـ (تفسير مقاتل بن سليمان ج 2 ص 223، نشر : دار الكتب العلمية بيروت 2003م، الطبعة الأولى، تحقيق أحمد فريد) "وما أرسلنا من قبلك يا محمد، إلا رجالا نوحي إليهم، فسألوا أهل الذكر (يعنى أهل التوراة) إن كنتم لا تعلمون" 2ـ وهذا ما جاء أيضا في (تفسير القرآن لابن همام الصنعاني ج 3 ص 22، نشر: مكتبة الرشد الرياض 1410 هـ، الطبعة الأولى، تحقيق: د. مصطفى مسلم محمد) فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون، يعني أهل التوراة" 3ـ وجاء في (تفسير سفيان الثوري ج 1 ص 199، نشر: دار الكتب العلمية بيروت 1403 هـ، الطبعة الأولى) "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون: أي: أهل التوراة والانجيل" 4ـ وجاء كذلك في كتاب (قوت القلوب في معاملة المحبوب، ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد ج 1 ص 144، المؤلف: بن عطية الحارثي المشهور بأبي طالب المكي، نشر: دار الكتب العلمية بيروت 2005م، الطبعة الثانية، تحقيق: د.عاصم الكيالي) "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون .. هم الَّذينَ يَقْرَءُونَ الكِتَابَ من قبلك" 5ـ وفي (تفسير الطبري ج 11 ص 167، نشر: دار الفكر بيروت 1405هـ) "فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك من أهل التوراة والإنجيل" (5) إذن فعليكم أن تسألونا نحن قبل أن تقدموا فتاويكم الباطلة والمهلكة للنفوس. (6) والآن لعله قد تأكد لكم بطلان إدعاء المسلمين بأن فاران هي مكة، الذي لا يقوم على أي دليل أو برهان علمي أو تاريخي أو منطقي.
(24) المضيفة: لعلهم يفقهون. نأتي إذن إلى البحث الثالث وهو إثبات أن فاران ليست مكة. فما هو دليلك وبرهانك على ذلك؟
البحث الثالث: إثبات أن فاران ليست مكة
أبونا: يبدو أن علماء المسلمين يتعاملون مع الحقائق التي يشهد لها علم التاريخ وعلم الجغرافيا، من منطلق وصية محمد في (سورة الأنفال12) "فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ" (1) فبعد ليِّ عنق الحقيقة يفصلونها عن جسدها، (2) ثم يضربون بنانها أي التاريخ والجغرافيا اللذين يشيران إلى تلك الحقيقة المغتالة، حتى ينطمس الحق، أمام سيف الإسلام، ورمح رسول الإسلام. (3) دعونا الآن ندرس بهدوء قضية برية فاران التي سكنت فيها هاجر واسماعيل، وسأركز حديثي في النقاط التالية:
1ـ موقع برية فاران جغرافيا.
2ـ استحالة أن تكون فاران هي مكة تاريخيا.
3ـ خطورة الادعاء بأن فاران هي مكة.
(25) المضيفة: كلمنا عن النقطة الأولى وهي موقع فاران جغرافيا.
أولا: موقع برية فاران جغرافيا:
أبونا: (1) يوضح الكتاب المقدس برية فاران أنها بجوار مصر (الخريطة) (تك21: 21) "وسكن إسماعيل، في برية فاران وأخذت له أمه زوجة من أرض مصر".
http://st-takla.org/Coptic-Bible-Maps/Engeel-1-Old-Testament/Bible-Map-004-Israel-Out-of-Egypt.html
(2) كما تحدد رحلة موسى وبني إسرائيل موقع برية فاران في سيناء وليس بالحجاز كما جاء في (سفر العدد10: 12) "فارتحل بنو اسرائيل في رحلاتهم من برية سيناء فحلت السحابة في برية فاران" (الخريطة)
http://st-takla.org/Coptic-Bible-Maps/Engeel-1-Old-Testament/Bible-Map-004-Israel-Out-of-Egypt.html
(3) ويزيد الكتاب توضيحا لموقع فاران في (عد12: 16) إذ يقول: "وبعد ذلك ارتحل الشعب من حضيروت و نزلوا في برية فاران (الخريطة)
http://st-takla.org/Coptic-Bible-Maps/Engeel-1-Old-Testament/Bible-Map-004-Israel-Out-of-Egypt.html
(4) وتأكيدا لذلك فإن موسى أرسل الجواسيس من فاران كما جاء في (عدد13: 1ـ3) " ثم كلم الرب موسى قائلا. ارسل رجالا ليتجسسوا ارض كنعان التي انا معطيها لبني اسرائيل .. فارسلهم موسى من برية فاران حسب قول الرب" (5) فهل ذهب موسى إلى مكة؟ ومن هناك أرسل الجواسيس لأرض الموعد؟! (الخريطة موضحا فيها موقع مكة وفاران) (6) ويذكر الكتاب المقدس: 1ـ أنه عندما مات إبراهيم في فلسطين جاء إسماعيل من فاران وحضر الدفن، 2ـ (تك25: 9) "و أسلم إبراهيم روحه و مات بشيبة صالحة .. ودفنه اسحق واسماعيل ابناه في مغارة المكفيلة 3ـ فهل يستطيع إسماعيل أن يأتي من مكة بهذه السرعة؟ 4ـ والعادة في الشرق أن يدفن الميت يوم وفاته، حتى لا تتعفن الجثة؟ (7) ألا تكفي كل هذه الأدلة الجغرافية على بطلان أسطورة أن فاران هي مكة؟
(26) المضيفة: الواقع أن في ذلك كل الكفاية إن أرادوا أن يفهموا. كلمنا أيضا عن النقطة الثانية وهي إستحالة أن تكون فاران هي مكة تاريخيا.
ثانيا: استحالة أن تكون فاران هي مكة تاريخيا:
أبونا: (1) فاران كانت موجودة في زمن إبراهيم: كما أشرت سابقا بحسب (سفر التكوين21: 21). (2) أما مكة فلم يكن لها وجود في زمن إبراهيم، كما أثبت في الحلقات السابقة 1ـ فإبراهيم عاش في القرن 21 قبل الميلاد: (موقع الويكيبيديا):
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85
2ـ أما مكة فلم توجد إلا في القرن 4 الميلادي: بحسب سجلات استرابو وهيرودوت، والدولة اليونانية والرومانية ... إلخ. [يحسن الرجوع لحلقاتنا السابقة، لضيق وقت البرنامج اليوم] 3ـ فيكون بين إبراهيم وهاجر وإسماعيل وبين مكة 25 قرنا من الزكان، فكيف ذهبت إليها هاجر، أفيدونا يا أصحاب الفتاوى.
(27) المضيفة: هذه فضيخة تاريخية. نأتي إلى النقطة الثالثة وهي خطورة الادعاء بأن فاران هي مكة.
ثالثا: خطورة الادعاء بأن فاران هي مكة:
أبونا: الواقع أن في الادعاء الإسلامي بأن فاران هي مكة خطورة شديدة على المسلمين ففيه:
(1) فقدان مصداقية الشيوخ وعلماء المسلمين لعدم الاتيان بأي دليل أو برهان على ذلك. (2) وفيه أيضا ضرب مصداقية القرآن نفسه، فلو كان القرآن من عند الله لما وردت فيه هذه الأخطاء الشنيعة الجغرافية والتاريخية. (3) الخطورة الثالثة: هي إعطاء ورقة للإسرائليين للمطالبة بأراضيهم وحقهم في مكة، حيث أنهم أقاموا في برية فاران بعد خروجهم من مصر 40 سنة. فهل أقام الإسرائيليون في مكة 40 سنة؟ إني أنصح المسلمين بالتراجع عن هذا الادعاء وإلا فقدوا ملكية مكة لأنهم يثبتون أنها أرضا إسرائيلية.
(28) المضيفة: (أحبائي المشاهدين: قبل أن نأتي للنقطة الأخيرة في هذا العرض أعلن أن خطوط التليفونات ستفتح بعد إجابة أبينا مباشرة، فاتصلوا بنا على الأرقام الموضحة على الشاشة ومرحبا بكم، ويسعدنا مداخلات أحبائنا المسلمين). [أبانا] هل لك تعليق أخير على هذه الموضوع الخطير؟
في الختام:
أبونا: بعد استعراض الأبحاث الثلاثة:
(1) الكتاب المقدس وذهاب هاجر وإسماعيل إلى برية فاران بين مصر وفلسطين.
(2) وادعاء المسلمين أن فاران هي مكة.
(3) ثم إثبات أن فاران ليست مكة جغرافيا وتاريخيا.
(4) مضافا إليها حلقتان عن "أسطورة ذهاب إبراهيم إلى مكة"
(5) وأيضا "أسطورة تشييد إبراهيم للكعبة" في حلقتين أيضا،
أقول أنه قد ثبت أن القرآن ليس من وحي الله، فالله لا يجهل التاريخ والجغرافيا ولا يسقط فيما سقط فيه كاتب القرآن محمد.
** وإني أضع أمامكم هذا الفيديو لتجاوب المجتمع الإسلامي مع ما أثرناه من شكوك حول القرآن، فلأول مرة يهاجم المسلمون القرآن بكل جرأة (الفيديو)
http://www.youtube.com/watch?v=FNIoRLxgD78&feature=player_embedded
وسوف أرجئ التعليق التفصيلي عليه لوقت آخر لضيق وقت البرنامج.
، لا يبقى إلا أن أصلي إلى الله أن يعطي لكل باحث عن الحق أن يصل إلى الحقيقة، خلاصا لنفسه وبركة لروحه. آمين. وإلى اللقاء في الحلقة القادمة: هل محمد والعرب من نسل إسماعيل؟
(29) المضيفة: شكرا لتعب محبتك، هل يمكن أن نأخذ بعض المداخلات؟
أبونا: بكل سرور.
المداخلات
الختام
(30) المضيفة: هل يمكن أن تختم لنا الحلقة بالصلاة؟
أبونا: آمين: (صلاة)
(31) المضيفة: شكرا جزيلا أبونا، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين لتواجدكم معنا في هذا البرنامج، وإلى اللقاء في حلقات قادمة.
أبونا: شكرا لك أيضا. وإلى اللقاء أيها الأحباء. سلام.