145ـ تابع النسخ [5] (حلقة مسجلة)
الجمعة 6/6/2014م
(تقديم: فايز)
(1) المضيف: مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (145) من "برنامج معرفة الحق" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية. ومعنا أبونا القمص زكريا بطرس.
أبونا: مرحبا بك، ومرحبا بكل المشاهدين المحبوبين.
(2) المضيف: هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟
أبونا: (1) بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين (2) أسألك أن تبارك هذه الحلقة لتكون سبب خلاص للكثيرين. في إسم يسوع المسيح. آمين.
(3) المضيف: بدأت معنا سلسلة منهج الكرازة للمسلمين، فهل تعرض لنا ذلك مرة أخرى؟
أبونا: (جدول منهج خدمة المسلمين)
1ـ أساسيات الكرازة
2ـ إستراتيجية الكرازة: إزالة العقبات / كشف حقيقة الإسلام
3ـ تلمذة العابرين
(4) المضيف: هل يمكن أن تذكرنا بموضوع الحلقة السابقة؟
أبونا: (1) الحلقة السابقة كانت عن قضية الناسخ والمنسوخ في القرآن التي سبق أن تحدثت عنها في عام 2003م في التلفزيون (4) وفي كلام د. محمد عمارة دليل على التهرب وإنكار هذه الورطة.
https://mail.google.com/mail/#inbox/145b4ae609da833f?projector=1
(5) الشيخ حسان يعترف بالناسخ بعد 10 سنوات (سنة 2013)
https://www.youtube.com/watch?v=HOnTbMvatZw&feature=youtu.be
(5) المضيف: كلمتنا عن أنواع الناسخ والمنسوخ في القرآن. فهل تذكرنا بها؟
أبونا: لقد وضحنا فيما سبق:
(1) النوع الأول من الناسخ والمنسوخ وهو (ما نسخ حرفه وبقي حكمه) يعني الآيات مش موجودة في القرآن الذي في أيدي المسلمين، ولكن لا زالوا يحكمون بها إلى الآن، مثل:
1ـ آية رجم الزاني والزانية.
2ـ رضاعة الكبير
(2) والنوع الثاني هو: (مانسخ حكمه وبقي حرفه أو تلاوته). (يعني الآية موجودة في القرآن ولكن لا يعمل بها) مثل:
1ـ آياتالسلم وعددها 124 آية، نسخت بآية السيف التالية:
1ـ (سورة التوبة 5) "اقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَد"
(3) النوع الثالث: هو (ما نسخ حكمه، ونسخ أيضا حرفه أو خطه أو تلاوته): يعني الآيات غير موجدة في القرآن، ولا يعمل بها. ولكن محمداً يقول أنها أنزلت عليه. ولهذا كانت موجودة في القرآن القديم وفي اللوح المحفوظ، ولكنها غير موجودة في القرآن الحالي.
(6) المضيف: قد يفهم البعض من كلامك أنك تطعن في القرآن والإسلام والمسلمين؟
أبونا: (1) أنا لا أطعن في المسلمين، لأني أحترم كل إنسان.
(2) وأما أذكره عن القرآن ومحمد والأحاديث وتعاليم الإسلام، فإنما هو من واقع كتبهم دون تغيير، فإن كان فيه شئ يسيئ إلى الإسلام فليس ذنبي، فليحرقوا تلك الكتب.
(3) والواقع أنني فقط أدعو كل مسلم أن يفكر ويبحث ويجتهد، ليصل إلى معرفة الحق.
(4) فالأمر ليس تعصبا لرأي بعينه، وإنما الموضوع أكبر من ذلك لأنه يتعلق بحياة الإنسان الأبدية.
(5) فهل هو يختار الطريق السليم الذي يطمئن إليه والذي يوصله إلى الله الحقيقي؟
أم أنه يضع رأسه في الرمال كالنعامة التي تهرب من الحقيقة،
(7) المضيف: نعود إلى موضوعنا. ما هي خطورة الناسخ والمنسوخ على القرآن والإسلام؟
أبونا: هناك العديد من جوانب خطورة الناسخ والمنسوخ على القرآن، منها:
الخطورة الأولى: هل تتفق فكرة الناسخ والمنسوخ أو التغيير والتبديل في آيات القرآن مع علم الله المطلق الذي لا يتغير ولا يتبدل؟
(1) فالله ليس إنسانا يغير كلامه ويبدله، وهذا ما يقره القرآن أيضا في (سورة الأنعام 34) "لا تبديل لكلمات الله"، وفي (وسورة الكهف 27) "لا مبدل لكلماته" فكيف يقولون أن كلمات الله بدلت وغيرت ونسخت؟
(2) وعن هذا الأمر علق الدكتور سيد القمني المفكر الإسلامي في كتابه (الإسلاميات ص 568) قائلا: "هنا يثور سؤال، كيف يتحول الوحي ويتبدل؟ ألا يتعارض ذلك مع قدسية كلمة الله؟".
(3) (ويضيف قائلا): هذه الظاهرة التي لحظها القرشيون فقالوا: "ألا ترون إلى محمد، يأتي أصحابه بأمر ثم ينهاهم ويأمرهم بخلافه، ويقول اليوم قولا، يرجع عنه غداً"
(4) (ويواصل سيد القمني حديثه قائلا): وهي ذات المقولة التي قالها اليهود اليثاربة (أي أهل المدينة) بعد الهجرة]
(5) ويؤكد هذا ما جاء في (السيرة الحلبية في سيرة الأمين المأمون ج 2 ص 333، اسم المؤلف: علي بن برهان الدين الحلبي الوفاة: 1044 ، دار النشر : دار المعرفة - بيروت – 1400) " سبب نزول قوله تعالى: "ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها" أن اليهود انكروا النسخ فقالوا الا ترون إلى محمد يامر اصحابه بأمر ثم ينهاهم عنه ويامرهم بخلافه ويقول اليوم قولا ويرجع عنه غدا فنزلت الآية"
(6) قارن هذا بما قاله السيد المسيح "لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأكمل، فإني الحق أقول لكم: إلى أن تزول السماء والأرض، لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل" (مت5: 17و18)
(8) المضيف: كان هذا عن الخطورة الأولى للناسخ والمنسوخ. وما هي الخطورة الثانية؟
أبونا: الخطورة الثانية: تتبلور في هذا السؤال: ألا يوجد تعارض بين قول السورة القرآنية "وما ننسخ من آية أو نُنْسِها" مع قول القرآن (في سورة الحجر 9) "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"؟
(1) فإن كان الله يحفظ كلامه فلماذا لم يحفظه في ذاكرة الرسول، ولماذا ينسيه له، بعد أن يوحي به إليه؟
(2) وإن كان الرسول ينسى الكلام الموحى به وهو المؤتمن على الوحي فماذا يقال عن حَفَظَة القرآن، ألا يمكن أن ينسوا هم الآخرون؟
(3) وعن هذه الفكرة قال أيضا سيد القمنى المفكر الإسلامي ص569" هناك إشكالية .. هي إشكالية جمع القرآن، وعن مشكلة الجمع فإن ما يورده علماء القرآن من أمثلة توضح أن بعض أجزاء النص قد نسيت من الذاكرة الإنسانية"
(9) المضيف: وما هي أيضا الخطورة الثالثة للناسخ والمنسوخ على القرآن بصفة خاصة وعلى الإسلام بصفة عامة.
أبونا: أولا: الخطورة الثالثة: يذكر الأستاذ الدكتور عبد الفتاح محمود إدريس في (موقع الأزهر على الانترنيت) خطورة أخرى بالغة إذ يقول: "أن من أوصاف القرآن أنه "كتاب أحكمت آياته .." فالإحْكام ينافي النسخ، وينافي ما قد يقع في الوهم منافيا لجلال الله من تردد أو ارتياب فيما يحكم به".
وثانيا: بخصوص الخطورة الرابعة: أتساءل: هل تتفق فكرة الناسخ والمنسوخ، أو التغيير في آيات القرآن وإلغائها ومحوها، مع حقيقة أن القرآن أزلي مكتوب في لوح محفوظ؟
(1) فهل تم التغيير والإلغاء في اللوح المحفوظ.
(2) عن هذه المسألة قال الأستاذ سيد القمني المفكر الإسلامي المستنير في كتابه (الإسلاميات ص 569) قال: "ظاهرة النسخ تثير في وجه الفكر الديني السائد المستقر إشكاليتين يُتحاشى مناقشتهما، الإشكالية الأولى: كيف يمكن التوفيق بين هذه الظاهرة بما يترتب عليها من تعديل للنص بالنسخ والإلغاء، وبين الإيمان الذي شاع واستقر بوجود أزلي للنص في اللوح المحفوظ".
(3) وأضاف قائلا: لم يناقش العلماء، ما تؤدي إليه ظاهرة نسخ التلاوة، أو حذف النصوص سواء بقي حكمها أم نسخ أيضا، من قضاء كامل على تصورهم الذي سبقت الإشارة إليه لأزلية الوجود الكتابي للنص في اللوح المحفوظ.
(4) (ثم يكمل حديثه قائلا): فإن نزول الآيات المثبتة في اللوح المحفوظ، ثم نسخها وإزالتها من القرآن المتلو، ينفي هذه الأبدية المفترضة للوح المحفوظ".
(5) (ويستطرد قائلا): "فإذا أضفنا إلى ذلك المرويات الكثيرة عن سقوط أجزاء من القرآن ونسيانها من ذاكرة المسلمين، ازدادت حِدَّةُ المشكلة".
(6) (ثم يختم كلامه في هذا الخصوص بقوله): "والذي لاشك فيه أيضا، أن فهم قضية النسخ عند القدماء لا يؤدي فقط إلى معارضة تصورهم الأسطوري للوجود الأزلي للنص، بل يؤدي أيضا إلى القضاء على مفهوم النص ذاتـــه"
(10) المضيف: عرفنا أرعة أمور خطيرة للناسخ والمنسوخ، وما هي الخطورة الخامسة؟
أبونا: الخطورة الخامسة: وهي مسألة أكثر تعقيدا: أتساءل: ما هو يا ترى الكلام الذي كان مكتوبا في اللوح المحفوظ؟ هل هو الكلام الذي نُسِخَ وأُنْسي؟ أم هو الكلام الأخير والأحسن الذي حلَّ محل ما نُسخ بالإلغاء والنسيان؟؟
(1) يقول القرطبي: في تفسير (سورة الرعد 13: 39) يمحو الله ما يشاء ... وعنده أم الكتاب": أُمّ الْكِتَاب هو اللَّوْح الْمَحْفُوظ الَّذِي لَا يُبَدَّل وَلَا يُغَيَّر.
(2) ثم يقول: وَقَدْ قِيلَ : إِنَّهُ يَجْرِي فِيهِ التَّبْدِيل.
(3) ويقول الطبري: [في تفسير الآية نفسها] ق الْكِتَاب كِتَابَانِ , كِتَاب يَمْحُو اللَّه مِنْهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِت, وَعِنْده أُمّ الْكِتَاب"
(11) المضيف: نأتي الآن إلى الخطورة السادسة، فما هي؟
أبونا: الخطورة السادسة: هي إسطدام النسخ مع الآية القرآنية التي تقول: "لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا" (سورة النساء4: 82)؟
ألا تكفي 550 آية من القرآن كما سبق أن أوضحنا قد وقع عليها النسخ والتغيير والتبديل والزيادة والنقص وتحويل الحرام حلالا، والحرامِ حلالا، ألا يكفي هذا الكم الهائل لإثبات أن في القرآن اختلاف كثير، وينطبق عليه حكم الآية: "لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا" (سورة النساء4: 82)؟
(12) المضيف: هل لك تعليق أخير على فضيحة الناسخ والمنسوخ في القرآن؟
أبونا: (1) إني أتساءل: أليس وجود الناسخ والمنسوخ في القرآن هو دليل واضح على أنه ليس من عند الله؟
(2) إني أدعو من قلبي أن يشرق الله بنوره في القلوب لمعرفة الحق الذي قال عنه السيد المسيح: "وتعرفون الحق والحق يحرركم".
(13) المضيف: نشكر الله على هذه الإيضاحات، أيها الأحباء المشاهدين حيث أن هذه الحلقة مسجلة مسبقا لسفر القمص زكريا لهذا نأسف لعدم أخذ مداخلات، لكن يمكنكم المشاركة على عنوان الموقع:
هل تتفضل يا أبانا بالصلاة في الختام؟
أبونا: (1) قبل أن أصلي أريد ان أقول أنني الأسبوع المقبل لن أكون موجود مباشر في الأستوديو، ولكن ستكون حلقة معادة, ونلتقي الأسبوع التالي. وأرجو صلواتكم من أجل الرحلة الكرازية التي سأكون فيها.
(2) شكرا/ وصلاة/ محبة الله الآب ونعمة الإبن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم، امضوا بسلام.