قناة الفادى الفضائية

(599) الحرارة الروحية

حياتك الروحية (599)

الأربعاء 22 مايو 2024

عظات سفر نشيد الأناشيد

[15] الحرارة الروحية

كيف يحصل الإنسان البارد أو الفاتر روحيا على الحرارة الروحية؟

إعداد وتقديم القمص زكريا بطرس

599- نشيد الأناشيد عظة (15)

الحرارة الروحية

(22/5/2024م)

[مأخوذة من: عظات سفر النشيد 1 – 62/ العظة 6 المحبة الالهية]

(1) مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدين في الحلقة (598) من "برنامج حياتك الروحية" على الهواء مباشرة، من قناة الفادي الفضائية.

(2) دعونا نرفع طلبة للدخول في حضرة الرب:

(3) ولنبدأ برفع قلوبنا بطلبة إلى الله ليباركنا ويرشدنا إلى الحياة المرضية والمقبولة أمامه:

 بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. أيها الحب الإلهي، يا من تغمر الخليقة كلها بمحبتك، إعطنا أن نبادلك حبا بحب. آمين.

(4) كان موضوع تأملنا في الحلقة الماضية عن  "حبك أطيب من الخمر"

وتكلمت عن مقارنة بين "الحب والخمر"

1- حلاوة المذاق   

2- حرارة الأعماق  

3- نشوة الانطلاق

*******

  • وفي حديثي عن حرارة الأعماق وصلت إلى:
  • السؤال الهام وهو: كيف يحصل الإنسان البارد أو الفاتر روحيا على الحرارة الروحية؟
  • الواقع أنه لا سبيل للحرارة الروحية إلا بواسطة الامتلاء بالروح القدس.
  • وهذه هي المفارقة التي ذكرها بولس الرسول في: (أف 5: 18) "لا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة بل امتلئوا بالروح"
  • إذن فالحرارة الروحية تأتي من الامتلاء بالروح القدس.
  • ولهذا نفهم معنى حلول الروح القدس على التلاميذ في البداءة على هيئة ألسنة نارية، كما ذكر في: (أع2: 1ـ4) ولما حضر يوم الخمسين كان الجميع معا بنفس واحدة. وصار بغتة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة وملا كل البيت حيث كانوا جالسين. وظهرت لهم السنة منقسمة كانها من نار واستقرت على كل واحد منهم. وامتلا الجميع من الروح القدس" فالألسنة النارية تشير إلى حرارة الروح.
  • لهذا يوصينا بولس الرسول في: الرسالة لأهل رومية الإصحاح الثاني عشر والآية الحادية عشر (رو12: 11) "حارين في الروح عابدين الرب"
  • ويحكي لنا التاريخ المقدس عن سيرة القديس أنطونيوس، مؤسس الرهبنة القبطية وأب الرهبان في العالم، أنه قال: "يا أولادي اقبلوا الروح القدس الناري الذي قد قبلته"
  • فما أحوجنا إلى هذا الملء الناري. ولكن كيف يتم ذلك؟
  • الأمر يحتاج أولا إلى التوبة لنغتسل من خطايانا فتـتـطهر أواني قلوبنا بدم المسيح الذي يطهر من كل خطية. وثانيا أن نتخلى عن الذات ومحبة الذات ليسكن فينا المسيح بروحه، وهكذا نقول مع بولس الرسول: (غل 2: 20) "مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ"
  • عزيزي المشاهد: هل عبادتك لله باردة، أو فاترة؟ هل تريد أن تكون حارا في علاقتك بالله؟ قل له: املأني يا رب بروحك القدوس، واشعلني بنيران حبك.
  • تكلمنا أيها الأحباء عن أوجه الشبه بين الخمر والحب، فوجه الشبه الأول هو: حلاوة المذاق، ووجه الشبه الثاني هو: حرارة الأعماق، ونأتي لوجه الشبه الثالث وهو:

ثالثا: نشوة الانطلاق:ثالثا: نشوة الانطلاق:

  • الواقع أن السكران يشعر بشيء من الإنطلاق، فيعبر عما في داخله بحرية دون قيود.
  • ولكن المشكلة هي أنه يدخل في مرحلة من الخلاعة والهلوسة وربما قلة القيمة.
  • أذكر قصة شخص موسر من الأرياف يذهب إلى سوق المدينة الأسبوعي، ويستبضع ما يحتاجه، ثم يمر على خمارة "الخواجة يني" وكما يقولون "يسخن الطاسة".

وذات يوم في طريق عودته إلى قريته نزلت حمارته إلى مياه ترعة لتروي عطشها الذي استبد بها في يوم شديد الحرارة. فاندلق الرجل في وحل الترعة وكادت تغطيه المياه. فمر به أحد أصدقائه، فأسرع لمعونته ورفعه من الماء والوحل، فرفض الرجل رفضا باتا، وقال له بلغة السكارى: "شبني أنا مبشوط" يقصد "سبني أنا مبسوط" فمن شدة سخونة الطاسة، تلذذ ببرودة المياه والطين. هذه صورة من صور انطلاقة السكران ليفعل ما يريد، حتى ولو أضاعت بقيمته وكرامته.

  • أما نشوة انطلاق المحبة الإلهية فليس فيها خلاعة أو أي شيء من العبث الماجن.
  • لهذا قال الكتاب المقدس في: (أف 5: 18) "لا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة بل امتلئوا بالروح" روح المحبة الإلهية.
  • سؤال قد يسأله أحد المعترضين، وهو: هل من اللائق أن تكون هناك مشابهة أيا كانت بين الخمر، وبين العبادة لله؟
  • وردا على ذلك أقول أن هذا التشبيه، قد ورد في مراجع الصوفية الإسلامية أيضا، فقد قال الأستاذ محمود المراكبي في (كتابه عقائد الصوفية ص 24) عن مرحلة في الصوفية تسمى (مرحلة السكر)، وقال بالحرف الواحد: إن "تعبير السكر يذكرنا بمن يشرب الخمر حتى يغيب عن وعيه، فالصوفي إذا غلبه الوَجْدُ غاب عن نفسه. وأورد الأستاذ محمود المراكبي قولا ليحيي بن معاذ، يقول فيه: "سكرت من كثرة ما شربت من كأس محبته"
  • وها هي شهيدة العشق الإلهي رابعة العدوية وقد اختبرت هذه النشوة في الحياة مع الله فأنشدت قائلة:

يا سروري وحياتي دائما *

نشأتي منك وأيضا نشوتي.

  • لذلك فإني أقول للمعترض: ادرس أولا الكتب التي تتكلم عن علاقة الإنسان بالله في عمق أعماقها سواء في المسيحية أو الإسلام ولا تهاجم ما تجهله.
  • نعود إلى قول بولس الرسول في: (أف 5: 18) "لا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة بل امتلئوا بالروح"
  • ونقول أن الامتلاء بالروح القدس روح المحبة الإلهية يعطيك حرية مطلقة للتعبير والتصرف، فهو روح الحرية، كما وضح بولس الرسول في: (2كو3: 17) إذ يقول: "حيث روح الرب هناك حرية"
  • وحرية الروح هي انطلاق من قيود إبليس، وهي التحرر من شهوات الجسد.
  • ولنا في اختبار شاول الطرسوسي الذي أصبح بولس الرسول صورة رائعة عن تحرير الروح للإنسان من قيود الجسد.
  • فيقول عن قيود الخطية في: (رو7: 15ـ 24) "لأني لست اعرف ما انا افعله اذ لست افعل ما اريده بل ما ابغضه فاياه افعل

.. فالان لست بعد افعل ذلك انا بل الخطية الساكنة في. فاني اعلم انه ليس ساكن في اي في جسدي شيء صالح لان الارادة حاضرة عندي و اما ان افعل الحسنى فلست اجد. لأني لست افعل الصالح الذي اريده بل الشر الذي لست اريده فاياه افعل. فان كنت ما لست اريده اياه افعل فلست بعد افعله انا بل الخطية الساكنة في .. [ويضيف]: حينما اريد ان افعل الحسنى ان الشر حاضر عندي .. ولكني ارى ناموسا اخر في اعضائي يحارب ناموس ذهني و يسبيني الى ناموس الخطية الكائن في اعضائي. ويحي انا الانسان الشقي من ينقذني من جسد هذا الموت".

  • ولكن عندما قبل المسيح وتغير إلى بولس المتحرر قال في: (رو8: 2): "لأن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد اعتقني من ناموس الخطية والموت" وقال أيضا في: (في 4: 13) "استطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني"
  • واختبار بولس الرسول هذا مستمد من الحقيقة الإيمانية التي رسخها السيد المسيح عندما صرح في: (يو8: 36) قائلا: "إن حرركم الإبن فبالحقيقة تكونون أحرارا"
  • ولقد عبَّر المتنيح البابا شنودة الثالث عن كل هذه المعاني في كتابه (انطلاق الروح) وخاصة "قصيدة أنا في البيداء وحدي"، أقول إنه عبَّر عن الانطلاق من قيود الجسد والخطية والحواس والتحليق في سماء الحرية، بقوله:

أنا طير هائم في الجو * لـم أشغـف بـوكـر

أنا في الدنـيا طليـق * فـي إقامتي وسـيري

أنا حـر حين أغفـو * حين أمشي حين أجري

وغريب أنا، أمر الناس * شـيء غيـر أمـري

  • عزيزي المشاهد هل أنت حر طليق؟ أم أنك مكبل بالقيود؟ هل ترغب في أن تطلب منه الآن أن يحررك. تستطيع أن تقول له: ادخل يا رب حياتي وحطم قيودي، اطلقني حرا.

  وسوف يستجيب لك الرب، فهو القائل في: (مت 7: 7): اسألوا تعطوا اطلبوا تجدوا، اقرعوا يفتح لكم.

  • أحبائي المشاهدين إليكم ملخص ما قلناه عن المفارقة بين الحب والخمر من منطلق (نش1: 2) "لأن حبك أطيب من الخمر"
  1. حلاوة المذاق.
  2. حرارة الأعماق.
  3. نشوة الانطلاق.
  • عزيزي المشاهد،
  1. هل تريد أن تذوق حلاوة الحب الإلهي؟
  2. وأن يشتعل قلبك بحرارة الروح؟
  3. وأن تختبر نشوة الانطلاق الروحي؟
  4. قل له الآن: املأ قلبي بروحك لأتمتع بنعمتك. آمين.

سلام لكم أيها الأحباء وإلى اللقاء في حلقاتنا القادمة. آمين.

 

******

(10) ونأتي الآن إلى تمجيد الله من خلال الاستماع إلى اختبارات بعض العابرين.

  • إختبارات العابرين والعابرات

(11) تفضل عزيزي المخرج أرنا عمل الله.

  • (تعرض على الشاشة بعض الاختبارات)
  • المداخلات

(12) والآن إلى الفقرة المحببة لنفسي وهي مداخلاتكم.

والفرصة متاحة لمن يريد أن يشارك بالصلاة لأن اليوم موعد إجتماع الصلاة الشهري.

(فرصة للصلوات)

(13) ما هو الأمر الذي تكلم به الروح القدس إليك من خلال هذه الحقائق؟

  • الختام

(14) شكرا جزيلا لله، وشكرا لكم جميعا أيها الأحباء المشاهدين ولنرفع صلاة في الختام.

(15) البركة الختامية:

محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم. آمين.

إقرأ 401 مرات
أضف تعليق
يتم مراجعة التعليقات من قبل ادارة الموقع قبل نشرها و لا يسمح بنشر التعليقات التى تحتوى على اهانات لاشخاص او شعوب بعينها او التعرض لمعتقداتهم بالفاظ نابية بعيد عن النقد الموضوعى


Youtube مباشر

شاهد البث المباشر

شارك فى الحدمة


Currency/العملة:
Amount/المبلغ:

بحث الحلقات

تاريخ الحلقة

عنوان الحلقة

البرنامج

النشرة البريدية

سجل معنا لاستلام نشرة اخبار الموقع

ترددات القناة

Nile Sat

Frequency: 11096 MHz

Polarity: Horizontal

Symbol Rate: 27500 - FEC: 5/6

 

Galaxy 19

Frequency: 12152 MHz

Polarity: Horizontal

Symbol Rate: 20000 - FEC: 3/4

 

HotBird

Frequency: 10949 MHz

Polarity: Vertical

Symbol Rate: 27500 - FEC: 3/4

 

Optus D2

Downlink: 12734 MHz

Polarity: Vertical

Symbol Rate: 22500 - FEC: 3/4

احدث التعليقات

  • حلقه رائعة ربنا يبارك حياتك أبونا الغالي ارجوك يا ابونا صلي من أجلي للمحاربات الروحية ارجو اعادة تنزيل ...
     
  • هناك خطء املائي في شهادة الوفاة وهو رقم 51 المفروض 15 قرن من الزمان وليس واحد وخمسون .
     
  • هناك نظريات كتير تقول أن محمد لم يكن موجودا بالأساس لأن مفيش أي دليل علي وجوده حتي سنة ٦٩٠ و أول دليل ...
     
  • رينا معاكو
     
  • يرجى ارسال مواعيد بث حلقات الاب زكريا ..لكي يتنسى لي متابعنها . يرجى ارسال مواعيد البث على الايميل ...